الكاتب: admin

  • افتتاح منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016” في بكين

    افتتاح منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016” في بكين

    PeopleDailyOpen1

    تستضيف صحيفة الشعب اليومية اليوم 26 تموز/يوليو الحالي منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016” في مركز المؤتمرات الوطني ببكين تحت عنوان:”مصير مشترك، آفاق جديدة من التعاون”، بحضور 212 وسيلة إعلام رئيسية من 101 دولة ومنظمة دولية، من أجل تعزيز التبادلات والتعاون وتحقيق التنمية والمنفعة المشتركة فى إطار “الحزام والطريق”.

    وألقى رئيس صحيفة الشعب اليومية يانغ تشن وو خطابا أكد فيه إن منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق” قد أصبح أكبر قمة وسائل الإعلام العالمية من حيث عدد الدول ووسائل الإعلام المشاركة. كما قال إنه سيتم من خلال المنتدى إحراز ستة إنجازات بارزة في سبيل تعزيز التعاون وتحقيق الفوز المشترك.

        وانغ تشن، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى وأمينها العام
    وانغ تشن، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى وأمينها العام
        يانغ تشن وو، رئيس صحيفة الشعب اليومية
    يانغ تشن وو، رئيس صحيفة الشعب اليومية
        وو هونغ بو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية
    وو هونغ بو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية
        لي باو شان، رئيس تحرير صحيفة الشعب اليومية
    لي باو شان، رئيس تحرير صحيفة الشعب اليومية
        رئيس مجلس إدارة مؤسسة ((الأهرام)) أحمد السيد النجار
    رئيس مجلس إدارة مؤسسة ((الأهرام)) أحمد السيد النجار
  • موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-chinainarabeyes

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    موقع “الصين بعيون عربية” هو محاولة متواضعة للتعبير عن إيمان موجود لديّ بوجوب أن تكون العلاقة بين الصين والعرب بأحسن حالاتها، خدمةً لتاريخنا المشترك كأمتين عظيمتين، ومن أجل تحقيق المنافع على مختلف المستويات للشعوب العربية والصينية، وبحثاً عن مستقبل مشرق لأمتّينا في هذا العالم.

    ولعلّ هذا المشروع المسمّى “الصين بعيون عربية” هو استشراف مبكر لمبادرة “الحزام والطريق” كفكرة تهدف إلى “تحقيق التواصل بين القلوب”، بما ينتجه هذا التواصل من تمازج حضاري وفوائد معنوية ومادية لا تقدّر.

    الموقع يشكّل قناة تواصل بين العرب والصينيين، ولكنه عملياً جزء من مشروع كبير أعمل من أجل تحقيقه، وهو مشروع “مركز  دراسات الصين بعيون عربية”، وهو المركز الذي سيقوم بنقل آراء المفكرين والمحللين العرب مباشرة إلى الصينيين، وآراء المفكرين الصينيين مباشرة إلى العرب، دون المرور بالوسائط الغربية التي تنتقي فيما تنقله ما قد يسيء إلى الطرفين في ما هو موجود عند هذا الطرف أو ذاك، أو ما قد يخلق عدم فهم لاهتمامات هذا الطرف عند الطرف الآخر.

    إن الترجمة المباشرة من العربية إلى الصينية ومن الصينية إلى العربية دون أي وسيط هي الوسيلة التي يطمح مركز الدراسات إلى استخدامها من أجل خلق حالة معرفية قائمة على المعلومات الدقيقة والآراء الصحيحة والأفكار الواضحة، دون أي لبس أو تأويل أو تحريف. وفي هذا برأيي مساهمة كبيرة في دفع التعاون العربي الصيني المستقبلي بقوة إلى الأمام.

    لقد آمنتُ منذ أكثر من عشر سنوات بأن قَدَر العلاقات بين الصين والعرب أن تكون علاقات رفيعة المستوى، فاعلة، مستمرة ونافعة للطرفين العربي والصيني، وأن هذا سيكون فرصة كبرى للعرب للنهوض من الواقع السيء الذي يفرض نفسه عليهم، كما أنه يساهم في دفع نهضة الصين إلى مزيد من النجاح.

    وانطلاقاً من هذا الإيمان أنشأتُ المدوّنة ومن ثم الموقع وأصدرتُ نشرة إلكترونية تحت العنوان نفسه: الصين بعيون عربية، لا بل تعلّمت شيئاً من اللغة الصينية، من أجل فهم روح هذه اللغة، ومن ثم روح الشعب الصيني العظيم،  وأنا مستمر في هذا المشروع وأجد في نفسي سعادة كبيرة عندما أرى تعدد المبادرات المماثلة وتكاثر المهتمين بشأن العلاقات العربية الصينية في صفوف شعوب الدول العربية.

    كما أنني انضمّيت إلى الاتحاد الدولي للكتّاب والصحافيين العرب أصدقاء (حلفاء) الصين، وهو مؤسسة تتماهى في أهدافها مع الأفكار التي يحملها الموقع، وعملت تحت إشراف الأستاذ مروان سوداح، مؤسس الاتحاد ورئيسه، وتسلّمت مهام أمانة السر، ونحن نعمل معاً في الاتحاد  من أجل تحقيق الأهداف نفسها.

    في خلاصة سريعة، ومن خلال معرفتي بطبائع الشعوب العربية أدعو المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية إلى إيلاء “الديبلوماسية الشعبية” اهتماماً كبيراً، إلى جانب الديبلوماسية الرسمية، وإلى خلق قنوات للتواصل مع الناس في منطقتنا، وإلى تفعيل “القوة الناعمة” الصينية، كي تتغلغل في نسيج المجتمعات، وتجعل من الصين حقيقة واقعة عند الشعوب، عندها تصبح “مبادرة الحزام والطريق” قابلة للتنفيذ، لا بل تصبح عندها مطلباً جماهيرياً نابعاً من رغبات الناس وإرادتهم، وليست مبادرة مسقطة على الناس من أعلى، تحتاج إلى جهود كبيرة لإقناعهم بها وبأهميتها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية

  • كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    mahmoud-raya-beltandroad3

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    إن ظهوراً أكبر لمبادرة الحزام والطريق في وسائل الإعلام العربية يتطلب نشاطات أكبر، وتحركات حقيقية وملموسة في صفوف الشعوب العربية حول المبادرة، وهذا الأمر منوط بقدرة الصين على إبراز الأهمية الفعلية لهذه المبادرة بين القوى الشبابية والمجتمعية الناشطة بين الأجيال الجديدة في العالم العربي.

    ما تزال الصين للأسف بعيدة عن قلوب الشعوب العربية، وما يزال العربي حتى اليوم يعبّر عن المسافة البعيدة جداً بالقول إن هذا الأمر بعيد بُعد الصين عنّا، تماماً كما كان الحديث الأول من النبي محمد حول الصين عندما قال: اطلبوا العلم ولو في الصين، كإشارة إلى بعد الصين عن العرب.

    وبالرغم من ان الولايات المتحدة ليست أقرب إلى منطقتنا من الصين، فإننا نجد الولايات المتحدة بسياساتها وبـ “ثقافتها” وبعاداتها موجودة في كل المناطق العربية، حتى في أكثرها بعداً عن المراكز الحضرية والمدن.

    هذا البعد الصيني عن قلوب العرب يمكن تفسيره بمثل شعبي موجود لدى شعوبنا يقول: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.

    ما تفضل به فخامة الرئيس شي جين بينغ مهم جداً لجهة العمل على تحقيق “تواصل القلوب” لشعوب الدول المختلفة. ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن بناء “الحزام والطريق” لا يمكن أن ينجح بشكل كامل دون البدء بتحقيق تواصل القلوب. أي أن المسألتين مرتبطتان ببعضهما البعض، بناء الحزام والطريق وتحقيق تواصل القلوب، وهما متلازمتان، ويجب البدء بتنفيذهما سويّة على المستوى الرسمي، كما على مستوى الشعوب والمجتمعات والأفراد.

    ينبغي العمل بكل السبل الممكنة لتحسين هذا الواقع وتعزيز صورة الصين بين العرب، وإخراج هذه الصورة من كون الصين مصدراً للبضائع الرخيصة (وغير الناجحة للأسف)، أو كونها أمة تسكن في الأساطير وبعيدة عن المتناول ولا يمكن الوصول إليها إلا بالخيال، إلى دولة حاضرة في ثقافة وفي نشاطات وفي حضارة العرب، وهذا ما يجعلها حاضرة في قلوبهم أيضاً.

    إن أي مصطلح يحتاج لأن يكون قريباً من هموم الناس واهتماماتهم كي يلقى الرواج المطلوب والفهم المناسب. وبقدر ما يكون هذا المصطلح معبراً عن قضايا تدخل ضمن دائرة المسائل الحيوية التي تنعكس نتائجها على الناس، بقدر ما يكون الناس أكثر فهماً له واستيعاباً لمعانيه.

    ولذلك فإن مصطلح “الحزام والطريق” يمكن أن يصبح مفهوماً إذا انعكس على الناس في العالم العربي إيجاباً على المستوى الاقتصادي والحياتي.

    ولكن في اعتماد مصطلح طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري هناك ميّزة إضافية، هي ميّزة ربط هذا الانجاز الذي سيتحقق بالتاريخ، وبعصور ماضية ينظر إليها العرب على أنها عصور مجيدة وأكثر تميّزاً من العصر الحاضر.

    إن “طريق الحرير” هو جزء من الذاكرة الدينية والثقافية والحضارية للكثير من العرب، ولذلك فإن اعتماد هذا المصطلح سيفتح الطرق بشكل أسهل لتقبّل مبادرة “الحزام والطريق” والسير فيها والمبادرة إلى إنجاحها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    mahmoud-raya-arab-chinese-forum

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    يلعب منتدى التعاون العربي الصيني دوراً كبيراً في مأسسة وتنظيم العلاقات بين العرب ككتلة مجتمعة والصين، فضلاً عن العلاقات بين الصين وكل دولة عربية على حدة. وهذا دور مهم وخطير، كونه يجعل من إمكانية وصول العلاقات بين الطرفين إلى المستوى المأمول أمراً ممكناً.

    إن المنتدى الذي أنشئ بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير عام 2004 خلال زيارة الرئيس الصيني السابق السيد هو جينتاو إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة لديه هدف واضح نصت عليه وثيقة إعلانه وهو: ” تعزيز الحوار والتعاون، دفع التنمية والتقدم”. ولقد تمكّن هذا المنتدى من إيجاد العديد من الآليات التي تحقق هذا الهدف، سواء على صعيد تعزيز الحوار بين العرب والصين، أو على صعيد تكثيف التعاون في مجالات مختلفة، أو لجهة دفع التنمية والتقدم في الدول العربية وفي الصين على حدّ سواء.

    فالمنتدى يقوم على أساس تنظيم الاجتماعات الدورية بين كبار المسؤولين على مستوى القمة أو على مستوى الوزراء المعنيين أو المسؤولين التنفيذيين، وهذه الاجتماعات تتكرر بشكل منتظم ومكثّف، بحيث لا يمر شهر دون أن يكون هناك لقاء على هذه المستويات بين مسؤولين صينيين وعرب مجتمعين، أو بين مسؤولين من دول عربية ومن الصين بشكل ثنائي

    بالإضافة إلى ذلك فقد نشأت تدريجيا آليات أخرى في إطار المنتدى إلى جانب الاجتماع الوزاري ولجنة كبار المسؤولين، مثل مؤتمر رجال الأعمال وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي وإقامة الفعاليات الثقافية المتبادلة. وغالباً ما تقام فعاليات الآليات المذكورة أعلاه مرة كل سنتين في الصين وإحدى الدول العربية بالتناوب.

    وتقوم مجموعة الاتصال في المنتدى بمهمتها المتمثّلة بالقيام بالاتصال بين الطرفين ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات وزراء الخارجية وكبار المسؤولين. سفارة الصين لدى جمهورية مصر العربية هي مجموعة الاتصال الصينية، ومجلس السفراء العرب وبعثة الجامعة العربية في بكين الجهة العربية للاتصال، ومكتب الأمانة العامة الصينية لمنتدى التعاون الصيني العربي في إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية.

    إذاً، هذا المنتدى هو وسيلة مهمة من وسائل خلق عملية تواصل ديناميكية وفعّالة بين الأمتين العربية والصينية، وينبغي الاستمرار في خلق الآليات المتعددة من أجل مدّ المزيد من جسور التفاعل بين الطرفين، مع العمل على تعزيز تحوّل هذه الآليات من مسارات تواصل بين الرسميين لدى العرب والصينيين إلى خلية عمل تجمع المواطنين والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  على طرفي الحزام، بما يحوّل العلاقة من علاقة رسمية فوقية، إلى علاقات حقيقية ومستمرة ودائمة بين الشعوب العربية والصينية.

    إن كون معظم المعلومات عن الحزام والطريق هو من وسائل الإعلام الصينية أمر لا يمكن نكرانه، لا بل هو حقيقة واقعة يتوجب العمل على تحليلها والبحث عن أسبابها، من أجل تلافي هذا الخلل الكبير في مواكبة هذه المبادرة الكبرى، وجعل الحديث عنها منتشراً في الأوساط العربية، بما يجعل وسائل الإعلام العربية تعكس هذا الحديث وتبرزه.

    وربما يكون على منتدى التعاون العربي الصيني مسؤولية كبيرة في تحفيز النشاطات المشتركة في الدول العربية وفي الصين، وفي تحفيز وسائل الإعلام العربية على تغطية هذه النشاطات.

    والمطلوب برأيي في هذا المجال تجاوز الاقتصار على القنوات الرسمية التي تلتزم بالبيروقراطية والبطء في تنفيذ المشاريع والنشاطات والتحركات، ودعم المبادرات الشبابية والتطلعات الشخصية والناتجة عن عمل مجموعات وحركات وجمعيات ومؤسسات، والتي تعمل على خلق علاقات عربية مع الصين، وإذا لم تكن هذه المبادرات موجودة ينبغي العمل على إيجادها، ويعدّ هذا جزءاً من القوة الناعمة التي ينبغي على الصين تفعيلها داخل المجتمعات العربية.

     

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    mahmoud-raya-china-arabs1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    الصين باتت موجودة في العالم العربي، وهذا الوجود لم يعد محل شك، وقد لاحظنا هذا الوجود في الفيتوات التي استخدمتها الصين في مجلس الأمن عند التصويت على مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا، وفي نجاح البحرية الصينية في إجلاء الآلاف من العمال الصينيين في ليبيا، كذلك إجلاء العمال الصينيين في اليمن، فضلاً عمّا يُقال عن الوجود الصيني الكثيف في السودان وفي العراق.

    هذه المشاركة الصينية في الشؤون العربية لم تكن بهذا الشكل في السابق، ولذلك يمكن ملاحظة حصول انخراط صيني أكبر في شؤون الشرق الأوسط. وهذا الانخراط يتزايد بشكل يتناسب مع ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين.

    ولكن يبقى السؤال: هل هذا الانخراط الصيني يناسب حجم الصين كدولة؟ أم أنه ما زال دون المستوى المفترض أن يصدر عن دولة كبرى كما الصين، كما أنه ما يزال دون المستوى المأمول من الكثيرين من العرب، الذين يرون في الدور الصيني في المنطقة عنصراً يؤدي إلى حصول توازن في الحضور الدولي في الشرق الأوسط، ولا سيما أن الكثيرين من العرب يعانون من تفرّد أميركي بالساحة العربية، لا بل من هيمنة أميركية مطلقة على كل ما يهمّ العرب من القضايا، وتترافق هذه الهيمنة مع انحياز أميركي كامل لموقف إسرائيل التي لا تزال تمثّل العدو الرئيس لمعظم العرب.

    من هنا فإن انخراطاً صينياً أكبر في قضايا المنطقة، مع الحفاظ على توازن في الموقف بين العرب وإسرائيل، لا بل على ميل أكبر إلى الحق العربي في فلسطين، سيكون أمراً مشكوراً، لا بل مطلوباً بشدة في صفوف الجماهير العربية.

    ولا ينسى العرب بأي حال من الأحوال الموقف الصيني الذي وقف دائماً إلى جانب حقوق الشعب العربي في فلسطين، وثباته في تأييد القضية الفلسطينية، والمساعدات التي قدمتها القيادة الصينية للشعب الفلسطيني وقيادته على مدى العقود الماضية. وانطلاقاً من هذا الواقع يصبح التعويل العربي على استمرارية هذا الموقف الصيني من القضية الفلسطينية أمراً طبيعياً ولا يدخل في إطار المستحيل؟

    أما بالنسبة للقضايا العربية الأخرى، فإن الصين يمكن أن تلعب، لا بل ينبغي أن تلعب دوراً أكبر كوسيط وكمساعد على الوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الدول العربية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الأربعة التي تحكم السياسة الخارجية الصينية وهي: معارضة نزعة الهيمنة وحماية السلم العالمي، والدعوة إلى المساواة بين الدول سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، وضرورة الحل السلمي للنزاعات والصراعات بين الدول عبر التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى القوة أو التهديد بها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأية حجة.

    إن هذه المبادئ تشكل مظلة أمان للدول الصغيرة والمتوسطة في العالم، ومن بينها الدول العربية، ولذلك فإن اعتماد الصين لهذه المبادئ سيكون مدخلاً مهماً لمزيد من الانخراط الصيني المقبول والمرغوب به في سياسات منطقتنا.

    وهذا الوجود الصيني، وبهذا الشكل المرغوب به، يمثل خطوة أساسية على طريق نجاح مبادرة الحزام والطريق، لأنه يضع الرضية الساسية للتواصل والتفاهم والتناغم بين الصين والعالم العربي بشكل شامل، وبين الصين والدول العربية كلّ على حدة من جانب آخر.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-beltandroad-Suggestions

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    لا يمكن لأي شخص بمفرده أن يقدّم نصائح في موضوع تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، لأن موضوعاً بهذا الحجم يحتاج إلى مراكز دراسات كبرى تستلهم الرؤى من التاريخ، وتضع الخطط الكفيلة بالانطلاق نحو المستقبل، استناداً إلى ما يؤمنه الحاضر من إمكانات.

    ولكن ما يمكن الإشارة إليه بشكل سريع هو ضرورة أن تكون مبادرة الحزام والطريق ملكاً لكل الشعوب التي تقع على الحزام والطريق، فتقترح، وتتشارك في التنفيذ، لتستفيد من النتائج على قاعدة المساهمة، وليس على قاعدة التحول إلى كائنات طفيلية على المشروع.

    المطلوب أن يكون مشروع الحزام والطريق مشروع كل الناس في الدول التي يمر فيها المشروع، من ناحية الفكرة، ومن ناحية الأهداف، ومن ناحية الجهد. عندها يصبح المشروع حلماً للجميع، يعمل الجميع على تحقيق نتائجه المتوقعة، ولا يتحوّل إلى مجرد باب للاستفادة السهلة التي يمكن الاستغناء عنها في أي وقت.

    إن هذا المشروع يرسم تاريخاً جديداً للدول المشاركة فيه، فيجب أن يكون الرسم بكل ألوان الطيف، وليس بلون واحد، ولا بيد واحدة، تخطط وتنفّذ وتوزع الفوائد.

    يجب أن تقنع الصين كل الدول التي يعنيها المشروع بأن مصلحتها التاريخية، لا بل وسيلة بقائها كأمم حية، تعتمد على مدّ هذا الخط الحيوي لكل دول المنطقة.

    وعملية الإقناع هذه تحتاج إلى حجّة قوية، وهذه الحجة موجودة وظاهر للعيان، وهي حجم الفوائد التي ستتحقق من هذا المشروع، كما تحتاج إلى وسائل للترويج لهذه الحجة، وهذا الأمر الذي يجب أن تقوم به القيادة الصينية بالاعتماد على وسائل الإعلام التي يجب أن تُنشأ وتصبح أكثر قوة وفاعلية، وبمختلف اللغات الموجودة في الدول التي يمر بها الحزام والطريق.

    إن الصين دولة كبيرة وقادرة وحيّة ومتطورة ومتفاعلة مع الواقع ومع الطموحات. ولذلك ليس غريباً أن تكون الصين هي المبادرة إلى إعادة رسم تاريخ المنطقة والعالم من جديد.

    ويأتي طرح مبادرة الحزام والطريق كجزء أساسي من عملية إعادة هيكلة العالم ورسم خريطته الجيوسياسية والاقتصادية، وهو طرح يليق بدولة تسعى لأن تكون الرائدة في التنمية والتطور على مستوى العالم كالصين.

    وانطلاقاً من هذه الوقائع تأتي المبادرات الصينية المواكبة لطرح الفكرة الأساسية، وهي مبادرة الحزام والطريق.

    إن ما تقوم به الصين من تطوير للمرافق الأساسية والبنى التحتية، وعلى رأسها المواصلات البرية والبحرية والجوية، هو خطوة طبيعية من دولة تطمح للعب دور اقتصادي وسياسي مميز على مستوى العالم. وكذلك فإن إنشاء صندوق طريق الحرير يُعتبر بمثابة تكوين للذراع التنفيذية لحلم إعادة بناء طربق الحرير.

    إن خطوات جبارة وفعّالة من هذا النوع تعتبر دليلاً على أن ما تطرحه الصين لا يقتصر على كونه مجرد حلم يدغدغ عقول فتيان مراهقين، وإنما هو مشروع يطرحه حكماء يؤمنون بالفكرة ويؤمّنون الوسائل المناسبة لتطبيقها.

    ويبقى أن طروحات من هذا الحجم وبهذا الشكل من الطموح تتطلب مواكبة إعلامية بالمستوى نفسه، من خلال خلق جهاز إعلامي فعّال يقرّب الفكرة المطروحة إلى إذهان الجميع ويروّج لها بكل اللغات واللهجات، ويجعل من الجهود التي تبذلها القيادة الصينية على طريق بناء هذا الخط العظيم جهوداً معلومة ومقدّرة، وبالتالي جهوداً منتجة ومؤثرة في صفوف شعوب الدول المختلفة التي يمر بها الحزام والطريق.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-west

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    لعل من أبرز أهداف مبادرة الحزام والطريق هو تنمية المناطق التي يمر بها الحزام والطريق في البر والبحر، سواء في الصين أو في الدول الأخرى التي ستكون جزءاً من هذه المبادرة.

    ومع ملاحظة كون الحزام البري يمر في المناطق الصينية الوسطى والغربية، فإن هذه المناطق التي تحمل بشكل عام طابعاً إسلامياً ستكون مستفيدة بشكل كبير من مشاريع البنية التحتية والتواصل التي ستقام تنفيذاً لمبادرة الحزام، وهذا ينسجم بشكل كبير مع الإرادة الحقيقية التي تبديها القيادة الصينية في سعيها لنقل التطور الذي يشهده الشرق الصيني إلى الغرب، والذي شهد سابقاً العديد من الخطوات الجبارة في هذا المجال.

    وقد قامت القيادة الصينية بالفعل بإطلاق عشرات المشاريع التنموية الضخمة في المناطق الغربية خلال السنوات الماضية، بتكلفة تزيد كثيراً عن المئة مليار دولار أميركي.

    ومن اللافت أن انخفاض نسبة النمو في الصين بشكل عام لم ينعكس على انخفاض هذه النسبة في الغرب، والتي بقيت مرتفعة عدة نقاط عن المعدل العام.

    إن هذه الإنجازات ستكون فرصة كبرى للنهوض بالغرب الصيني، ولجعله جزءاً من العملية التنموية الشاملة التي تخوض القيادة الصينية غمارها، وهذا يعود بالفائدة على الصين كلها، لأنه يرفع قيمة الانتاج القومي الشامل، ويساعد في تحقيق هدف الرقي بالمواطنين الصينيين في مختلف المناطق، ويحل العديد من أزمات الشرق الصيني نفسه، وعلى رأسها أزمة الهجرة الجماعية ـ الشرعية وغير الشرعية ـ لليد العاملة، وما تعكسه هذه الهجرة من مشاكل اقتصادية واجتماعية كالبطالة والجريمة والتشرد وغيرها.

    وأكثر من ذلك، إن تنمية المناطق الغربية يعيد إليها ألقها القديم، كحواضر ثقافية واجتماعية واقتصادية كبرى، ويحفّز الكثيرين من المواطنين الصينيين في المناطق المكتظة للتوجه صوبها والمساهمة في تطويرها ومدّها باليد العاملة الذكية والمدرّبة، وهذا يخلق ديناميّة تنموية هائلة تعود بالفائدة على الصين كلها، وعلى الدول المجاورة أيضاً.

    من ناحية ثقافية، فإن تنمية هذه المناطق الغربية سيجعلها مجالاً للتلاقح الفكري والثقافي بين المسلمين في هذه المناطق وإخوانهم في الدول الأخرى القريبة من ناحية، وبين الشعوب الصينية الأخرى في الشرق، وهذا عنصر غنى ثقافي وحضاري يستعيد أمجاد التلاقح الفكري والثقافي الذي كانت تلك المنطقة مهده على مدى التاريخ، والذي كان له نتائج كبرى على صعيد العلاقات الثقافية الإسلامية الصينية.

    بالمقابل، فإن انفتاحاً من هذا النوع قد يكون له محاذير لا بدّ من التوقف عندها، وعلى رأسها يقف القلق الأمني، حيث سيؤدي هذا الانسياب في الانتقال والتلاقي إلى إفساح الطريق أمام منتهزي الفرص من مثيري الشغب والباحثين عن المتاعب للقيام بأعمال لا تمتّ إلى مصالح الشعوب الصينية والعربية والإسلامية بصلة، وهذا ما يجب العمل على تفاديه من خلال مراقبة دقيقة ومستمرة للعناصر المشبوهة والمثيرة للمشاكل من مختلف القوميات والأجناس والإيديولوجيات، وعلى رأسها عناصر المخابرات الأجنبية التابعة لدول لا تريد الخير لشعوب المنطقة وترغب في إفشال عملية نموها وتطورها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    mahmoud-raya-beltandroad2

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    من الواضح أن الوضع القائم في العالم العربي له انعكاسات فعلية على التعاون القائم ـ والذي سيقوم ـ بين الصين والدول العربية. ولا شك أن أوضاعاً أفضل، وظروفاً أكثر استقراراً، سيكون لها انعكاس أفضل بكثير على هذه العلاقات، في حين أن الظروف القائمة تضع الكثير من العراقيل في طريق تطوير العلاقات العربية الصينية، سواء على صعيد المواقف السياسية المتعارضة لدى الدول العربية من الكثير من الأحداث الدائرة في هذه الدول، أو على صعيد الانعكاسات السلبية للأزمات الداخلية على الأوضاع الاقتصادية لهذه الدول، بما يؤدي إلى تراجع أدائها الاقتصادي، ومن ثم إلى الحد من فرص تنمية وتنويع العلاقات مع الصين.

    يبقى في المقابل أن الاختلاف القائم بين الدول العربية قد يكون مفيداً بشكل أو بآخر للعلاقات مع الصين، إذ أن هذا التفكك يمنع الدول العربية من الانسياق إلى موقف موحد ضد الصين عند حصول أي اختلاف سياسي بين العرب والصين تجاه قضية من القضايا، وبهذا تتعامل الصين مع الدول العربية كدول متنوعة المواقف، وليس ككتلة موحدة تفرض على الصين اتجاهاً معيناً تجاه القضايا المطروحة.

    ولعلّنا لاحظنا هذ الواقع فيما يتعلق بالموقف الصيني من الأزمة السورية، فبالرغم من استخدام الصين عدة فيتويات في مجلس الأمن في وجه مشاريع دعمتها دول عربية معينة، فإن هذا لم يؤثر على علاقات الصين مع هذه الدول على المستوى الاقتصادي، بل إن هذه العلاقات شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات. وهذا الأمر ناجم عن عجز الدول العربية عن تحويل قوتها الاقتصادية إلى قوة سياسية تفرض مواقف سياسية على دول كبرى ومستقلة وترفض الابتزاز مثل الصين.

    تملك الولايات المتحدة الأميركية مصالح كبرى في منطقة “الشرق الأوسط”، وهي كانت القوة الأولى المؤثرة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية على مدى العقود الماضية.

    هذه حقيقة معروفة ولا يمكن التهرّب منها، وبالتالي فإن أي تغيير في اتجاه اهتمام دول الشرق الأوسط المختلفة لن يكون محل رضا عند السياسيين الأميركيين الذين سيبذلون جهوداً كبيرة لعرقلة أي محاولة لخلق تكامل اقتصادي بين منطقتي “الشرق الأوسط” و”الشرق الأقصى”.

    وهذا الواقع يفرض على دول مبادرة الحزام والطريق العمل على إقناع مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة بأن مشروعاً عملاقاً من هذا النوع سيعود بفوائد عظمى على العالم ككل، ولن تقتصر فوائده على الدول المعنية بالمبادرة.

    إلا أن هذه المهمة ليست مهمة سهلة، وإنما تتطلب إيماناً من دول المبادرة بأهمية المشروع الذي تعمل عليه، بما يجعلها قادرة على تحمّل كل الضغوط الهادفة لعرقلته وتعطيله، كما تتطلب وجود إرادة لديها في الوقوف في وجه هذه الضغوط والعمل على مواجهتها وتهميشها.

    وإذا كان هذا الإيمان وهذه الإرادة موجودان لدى الصين للقيام بهذه المهمة، فيجب معرفة أحوال الدول الأخرى، ولا سيما الدول العربية التي ينبغي عليها أن تفاضل بين المنافع الكبرى التي تحصل عليها من تطبيق مبادرة الحزام والطريق، وبين الابتزاز الذي (قد) تتعرض له من الدول الكبرى لمنع اندفاعتها لتحقيق هذه المنافع.

    أما بالنسبة لموضوع اليابان، فهي بالرغم من الحجم الكبير لتبادلها التجاري مع الدول العربية، ومع الصين ايضاً، فإنها ليست لاعباً مستقلاً في عملية تعطيل أو عرقلة مشروع الحزام والطريق، وإنما قد تعتمد على الولايات المتحدة للاستثمار في هذا المجال.

    بالمقابل فإن اليابان ـ لو فكرت بشكل سليم ـ قد تكون مستفيدة بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق، لجهة إيجاد طريق مباشر وقليل الكلفة إلى الأسواق الاستهلاكية العربية والغربية، هذا لو تعاونت بإرادة صادقة وجديّة مع هذه المبادرة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • العرب والصين: هذه هي مجالات التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق

    العرب والصين: هذه هي مجالات التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-arabs

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    هناك من يرى أن الصين لا تحتاج من العرب إلا الطاقة، وهذا الكلام ليس دقيقاً وإن كان فيه نسبة لا بأس بها من الصحة.

    فالعرب ليس لديهم، بسبب الظروف التي يعيشون فيها، الكثير ليقدموه للصين غير الطاقة. ولكن الطاقة بحدّ ذاتها أمر مهم جداً للصين، وعامل مؤثر جداً في مسيرة نموها وازدهارها، إضافة إلى عامل التكنولوجيا المتطورة (high Technology) الذي تبحث عنه الصين في أي مكان في العالم.

    بالرغم من كل التغييرات التي يشهدها العالم، ستبقى الدول العربية المصدر الرئيسي للطاقة على مستوى العالم، وبالنسبة للصين أيضاً، ولذلك فإن مجالات التعاون في هذا الإطار هي مجالات واسعة جداً ولها آفاق مستقبلية بلا حدود، سواء على مستوى النفط أو على مستوى الغاز الذي يشكل الطاقة المستقبلية التي ستحلّ محل البترول في العقود المقبلة.

    ولا يؤثر الانخفاض الظرفي في سعر النفط على هذا التعاون، لأن الاعتماد الصيني على النفط العربي قد يزيد بسبب انخفاض أسعاره، ما يحفّز على إيجاد سبل أكثر سلاسة لإيصال النفط العربي إلى الصين، وهذا ما ستقوم مبادرة “الحزام والطريق” في تأمينه.

    من جانب آخر، لا يجب أن ننسى أن العرب أمة مستهلكة، وفي أكثر من مكان هم أمة غنية، تملك الكثير من الأموال، ولذلك هم يشكلون سوقاً استهلاكية هامة جداً للمنتجات الصينية. وتسهيل عملية التواصل بين الأمتين العربية والصينية من خلال مبادرة “الحزام والطريق” سيفتح آفاقاً واسعة أمام المنتجات الصينية في العالم العربي.

    هناك الكثير من المجالات التي يمكن إطلاق التعاون فيها بين العرب والصين، فضلاً عن تعزيز التعاون في المجالات الموجودة أصلاً كالطاقة وغيرها. ويمكن هنا التذكير بالتعاون الكبير القائم بين الصين والسودان على المستوى الزراعي، ويمكن تعميم هذه التجربة على الدول العربية الأخرى.

    إضافة إلى ذلك، فالدول العربية بمجملها هي دول ناهضة، وهي تحتاج إلى تعزيز عملية التطوير في الكثير من المجالات، سواء على مستوى الصناعة أو التكنولوجيا أو غيرها. والصين بات لديها القدرة على نقل هذه التجربة إلى الدول العربية، من خلال بناء المصانع الكبرى لتشغيل آلاف العاطلين عن العمل، واستثمار المساحات الشاسعة من الأراضي في عمليات استصلاح تؤدي إلى تحويلها إلى أراضي زراعية خصبة.

    وهناك موضوع النقل، فالأراضي العربية واسعة، وما تزال وسائل النقل فيها قاصرة عن المستوى المطلوب في المجالات البريّة والبحرية والجويّة. والصين لديها تجربة مهمة في بناء الطرق والسكك الحديدية، وحتى في بناء وتطوير المرافئ والمطارات، بتقنية ممتازة وبأسعار أقل بكثير مما تعرضه الدول الكبرى الأخرى.

    كل هذه المجالات قابلة لأن تؤمن فرصاً للتعاون الواسع بين الصين والدول العربية.

    إن مشروعاً ضخماً ورؤيوياً كمشروع الحزام والطريق له إيجابيات كبرى على العلاقات بين الأمتين العربية والصينية، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض التحديات التي يفرضها قيام هذا المشروع.

    وعلى رأس هذه التحديات تأتي التحديات الأمنية، لأن مشروع فتح الحدود وتعزيز العلاقات وفسح الفرص لتحقيق التعارف والتمازج بين شعوب الدول القائمة على طول الحزام والطريق قد يشكل فرصة لبعض الأطراف لاستخدام هذه التسهيلات في تشكيل نوع من التهديد الأمني، سواء داخل الصين أو في الدول الأخرى المنضمة إلى هذه المبادرة.

    وهناك تحدّ أساسي آخر، وهو تحدي الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق السياسي بين الدول المنضوية في إطار مبادرة الحزام والطريق، لأن أي خلاف سياسي بين دولتين موجودتين على خط الحزام والطريق سيؤدي إلى حصول عرقلة في تدفق المواد والموارد والأشخاص بين مختلف الدول الأخرى.

    من هنا فإن مبادرة الحزام والطريق يجب أن تكون فرصة لإيجاد روابط سياسية متينة بين الدول المعنية، تنبثق عنها روابط أمنية تمنع أي استغلال لهذه المبادرة من أجل تحقيق مشاريع مشبوهة تضر بهذه الدول.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين ولبنان… على طريق الحرير

    الصين ولبنان… على طريق الحرير

    mahmoud-raya-china-lebanon-silkroad

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    تعتبر العلاقات الصينية اللبنانية جسراً مهماً للتواصل بين الحضارتين الصينية والعربية، ويشكل التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين انموذجاً للتعاون الدولي.

    كما أن الصين وقفت دائماً غلى جانب لبنان في الظروف المصيرية التي مرّ فيها وما يزال يمرّ، وكانت الصين السند في العديد من المحطات السياسية. وبالمقابل دعم لبنان الصين في المحافل الدولية وعبّر عن وقوفه إلى جانبه في أكثر من موقع وموقف.

    ولا يمكن أن ننسى الدور الذي تلعبه الصين على مستوى حفظ الأمن في لبنان من خلال مشاركة قوات صينية في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان. وتقوم هذه الوحدة الصينية بدورها كاملاً على صعيد حفظ الأمن وعلى صعيد إزالة الألغام أيضاً، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين أهالي المنطقة التي تستضيف هذه القوات وبين الصين.

     

    والعلاقات بين الصين ولبنان تحمل ذكرى الطبيب الشهير جورج شفيق حاتم (1910 ـ 1988)، وهو طبيب أميركي عالمي من أصل لبناني، انتقل إلى الصين ورافق مسيرة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لمدة 12 عاماً كطبيب له، كما أنه تصدى لعلاج 40 ألف مصاب بالجذام وأمراض الحرب في الصين. وقد افتتح حاتم أكثر من عيادة لممارسة مهنة الطب في عدة مدن صينية أبرزها شنغهاي.

    عرف الدكتورحاتم في الصين باسم “ما هايدي” وتعني “الحصان” (رمز الفضيلة) الآتي من خلف البحار، وكان أول الأجانب الذين انضموا إلى الحزب الشيوعي الصيني، وظل كذلك الى أن توفي سنة 1988 في الصين، ودفن في مدافن عظماء الثورة في “باباشان” تقديراً له.

    لقد سجل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني اللبناني رقماً قياسياً جديداً وبلغ حجم التبادل التجاري  عام 2014 مليارين و496 مليون دولار أميركي، وبقيت الصين الشريك التجاري الأول للبنان للسنة الثانية على التوالي.

    حجم التبادل التجاري بين لبنان والصين كان قد  ارتفع من نحو 413 مليون دولار سنة 2001 إلى حوالي ألفين و300 مليون دولار سنة 2013 “.

    الأرقام جيدة ومبشرة، بالرغم من الخلل الكبير في الميزان التجاري بين البلدين، إذ أن النسبة العظمى من البضائع المتبادلة هي بضائع صينية مصدرة إلى لبنان، في حين أن البضائع اللبنانية المصدرة إلى الصين لا تتعدى قيمتها خمسين مليون دولار.

    على المستوى الاقتصادي، للبنان مصلحة كبيرة في تعميق التعاون مع الصين، وفي بناء المزيد من العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ومبادرة “الحزام والطريق” تشكل فرصة هامة لتحقيق هذه الأهداف، كونها تسهّل عملية التواصل من ناحية، وتضع لبنان في قلب مسار التجارة الإقليمية، بحيث أنه سيستفيد من دون شك من عملية نقل البضائع عبر أراضيه ومن خلال موانئه ومطاره.

    من جهة أخرى، يشكل لبنان نقطة تبادل ثقافي وحضاري مميزة على مستوى العالم، ولا ننسى أن معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في بيروت هو المعهد الأول المخصص لهذا الغرض الذي تم إنشاؤه في العالم العربي، وقد تم تصنيفه بين المعاهد العشرة المتميزة بنشاطاتها الثقافية في العالم في مؤتمر المعاهد في كانون الأول 2013 في بيجينغ.

    من هنا يمكن أن يلعب لبنان دوراً كبيراً في ربط الحضارتين الصينية والعربية في كل المجالات الثقافية والاجتماعية المختلفة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين