الكاتب: admin

  • الصين وروسيا وحرير بوتين و شي

    الصين وروسيا وحرير بوتين و شي

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    عبدالاله جبر المهنا*:

    زيارة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) الى روسيا الاتحادية في الحادي عشر من إيلول/ سبتمبر الماضي ٢٠١٨، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحضور المنتدى الشرقي بدورته الرابعة، حدثت تزامناً دقيقاً مع المناورات العسكرية الروسية الصينية وبقية الدول المشاركة..

    العلاقات الصينية الروسية وطيدة للغاية، نظراً لما تتمع به العلاقات بينهما عبر التاريخ القديم والحديث، وبخاصة شموله حقبة اندلاع الثورة الصينية، ووقوف القيادة الروسية الى جانب الصين، وانبثاق حرب التحرير الصينية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني.

    والجدير بالملاحظة ان العلاقات بين البلدين أصبحت أكثر قوة وعمقاً بعد حركية سياسة “الاصلاح و الانفتاح” ناحية روسيا، التي بدأت في الصين منذ سنة 1978، واستمرت بنقلات لعدة عقود، وهذا بدوره صبّ ومازال يصب في مصلحة الشعبين والدولتين، وانعكس إيجابياً على بقية شعوب العالم، فباتت العلاقات الصينية الروسية تشهد اليوم تعاوننا على مختلف الصُعد، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي، مما نتج عنه تعاون تجاري ضخم في مختلف فروع الاقتصاد وضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تشمل روسيا كلها كجارة وثيقة للصين، وبالتالي يصب ذلك في مصلحة التعاون العسكري والسياسي، وفي تطابق وجهات النظر في مجمل القضايا العالمية، وشؤون الصراعات الدولية، وتميزاً مجالي الطاقة والنقل  تميزاً واضحاً  بين الدولتين.

    وفي ظل الظروف العالمية الجديدة المضطربة، ونتيجة للنهج العدائي والتخريبي للإدارة الامريكية تجاه الصين وروسيا وبقية بلدان العالم، أصبحت الحاجة ملحة للتشاور وتعزيز التعاون الثنائي الروسي الصيني أكثر وأعمق من أي وقت مضى.

    سياسة الصين وروسيا تميّزت بتعزيز الأمن والسلم العالمين، وفتح ابواب التعاون بين مختلف دول وشعوب العالم علئ اساس تبادل المنفعة ضمن نطاق الحزام والطريق بالطبع، وغيره، بعيداً عن ممارسات الجشع والاستغلال والهيمنة التي تنتهجها أمريكا.

    وقد انتهجت قيادتي روسيا والصين نهجاً سلمياً وتفاوضياً لحل المشاكل الدولية. واليوم توّجت هذه العلاقات بزيارة الرئيس شي جين بينغ الى روسيا، لجعل هذه العلاقات اقوى ونموذجاً يُحتذئ به، وقد جاءت متزامنة مع المناورات العسكرية المشتركة بين الدولتين الجارتين، بالاضافة الى منغوليا، حيث انها تعكس مدى قوة الدول المشاركة فيها…

    ان حجم الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين الصيني الروسي وخصوصاً مايتعلق بالطاقة النووية، وقيام الشركات الروسية ببناء محطات للطاقة النووية، سيتيح تخفيف اعتماد الصين على الفحم الحجري بانتاج الطاقة، مما يخفف الانبعاث الكاربوني. وكان لقطاع النقل ايضاً حصة في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين حيث ستقوم الشركات الصينية بتنفيذها نتيجة للخبرة الواسعة بهذا المجال، حيث هذه المشاريع ستسهل عملية نقل المنتجات الزراعية والسلع من شبه جزيرة كوريا واليابان عبر منغوليا. وهذه الاتفاقيات ستصب بالتالي في مصلحة الكثير من دول العالم. وبالعودة للمناورات العسكرية الصينية الروسية، فهي مناورات تدريبية بحتة وغير موجهة ضد أحد ولاتحمل طابع تهديدي. بالاضافة الى انها دعوئ للادارة الامريكية للتصرف بعقلانية  ومسؤلية في مجمل القضايا العالمية.. ويعلم الكل ان الدور البريطاني الخبيث  والذي يتميز بطابع عدائي ضد روسيا، يندرج ضمن تأزّم الوضع الداخلي لبريطانيا، حيث نلاحظ  انة كلما اشتدت الازمة الداخلية لبريطانيا يظهر هناك نهج عدائي تجاة روسيا ..

    وبفضل اطلاق مبادرة الحزام والطريق التي سبق وأعلنها الرئيس شي جين بينغ شخصياً، والتي تتوشح بإسمه المنير، أصبح العالم يشهد على أن الصين هي القطب الاقتصادي الأكبر  في آسيا وفي ظل تفوقها  الاقتصادي عام ٢٠١٠ علئ اليابان ولأول مرة، وهنا برز الدور الجديد للتعاون الصيني الروسي، ووضع بصمة جديدة وقوية  على مسار الاقتصاد العالمي، بعيداً عن هيمنة الدولار، مع توجه القيادة الصينية لتعميق التعاون مع روسيا  وفق مفهوم اقتصادي خارج النموذج التقليدي .

    من الطبيعي جداً ان نرئ  التعاون  الصيني الروسي  بهذة القوة،  لاسيّما وان امريكا تتصرف بغطرسة  وفوقية من باب المصلحة الانانية، مقابل ادعأت بريطانيا  الملفقة ضد روسيا.

    زيارة الرئيس شي جين بينغ أثمرت ايضاً عن توقيع اتفاق بين عملاق التكنلوجيا الصينية “علي بابا”، وبين الجانب الروسي، حيث ستسهل وصول البضاىع الصينية بسهولة وبصفقة تجاوزت الاربعة مليارات دولار “فقط”..!!!

    وهذا بالتالي سيحدث نقلة علمية وتقنية هائلة للبلدين.

    إن تصدّع العلاقات الامريكية مع دول الاتحاد الاوروبي، أسهم في تصدّع العقوبات ضد روسيا مما ادئ بالنتيجة الى توجه المانيا وفرنسا نحو التعاون مع الصين، بالرغم من الضغوط البريطانية. والجدير بالذكر ان الاتحاد الاوروبي اعلن بصراحة عن عدم رضاه عن سياسة الضغوط والاملاءات الامريكية تجاة دول الاتحاد الاوربي، ناهيك عن تخوّف امريكا من ان روسيا ستَهزم الارهاب في سوريا في وقت مبكر.

    التعاون الروسي الصيني يزعج أمريكا  كثيراً، لأنه يخفّف من غطرستها  ونتيجة للشرخ الذي حصل في مسار العلاقات الامريكية الاوروبية، بدت تظهر آثاره علئ الساحة الدولية، علئ الاقل أقل هيمنة من السابق، وأحدث ضغطاً علئ سياسة ترامب، ومن نتائج التعاون الصيني الروسي أيضاً، أن أول المستفيدين كانت تركيا، مما سينعكس ايجابياً علئ اقتصادها في ظل توجه تركيا اقتصادياً نحو الصين.

    إن الميزة الرئيسية للتعاون الصيني الروسي في مبادرة الحزام والطريق الشيجينبينغية، مَبني علئ أساس التعاون المشترك، والمصالح المتبادلة، بعيداً عن الأنانية والهيمنة والاستغلال، وضمن معادلة (رابح – رابح).

    #عبدالإله_جبر_المهنا: عضو ناشط في المجموعة الرئاسية #العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية #الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الأنشطة في مجموعة #الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.

  • “شي” إلى الأردن..

    “شي” إلى الأردن..

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    فيصل ناصيف عبدالرحمن صالح*:

    قريباً يُفتتح في جزيرة هاينان الصينية القريبة من خط الاستواء الأرضي الوهمي، منتدى دولي مكرّس لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية. واللطيف والممتع في أمر هذا المؤتمر ويُسمّى بالمنتدى أيضاً، هو هذا الحشد العالمي الكبير له من جانب المؤسسات الصينية، وفي طليعتها جريدة “الشعب” الصينية، التي تتبنى العمل على التعريف بمبادرة الرئيس شي جين بينغ على كل النطاقات وفي كل القارات.

    يُشير العمل الصيني الكبير و “الأنيق” في الوقت نفسه، إلى أنه ينشط من أجل خلق ظروف مناسبة، ومنها نفسية وأخرى اجتماعية واقتصادية، لمبادرة الحزام والطريق، ويؤكد كذلك جدَية الصين قيادةً وشعباً في تأكيد أهداف المبادرة دولياً، وسيرها في العالم الى أقصى أقصاه، وهو ما يكشف عنه هذا الكم الكبير من المشاركين في المنتدى، الذي يمثل كل العالم بكل أطيافه الاعلامية والمؤسساتية ذات العلاقة بالصين وبتنميتها للعالم.

    وغني عن التعريف أن الصين تعقد مؤتمرات ومنتديات على أراضيها أكثر من أية دولة أخرى في هذا العالم، مايُشير الى ان الطرح الصيني في المناحي المختلفة جاد وفاعل، ويعمل من أجل سرعة الإنجاز في علاقات الصين بالعالم، لذلك تحظى بعض الدول العربية بإنجازات صينية كبيرة، وبعضها الآخر “يَحظى” بالأنين والاوجاع، ويصرخ وهو يرتمي تحت ظروف وضغوطات من الفاقة والفقر والحروب والاقتصادات التي تعتمد على فرض ضرائب باهظة على عمليات الاستثمار المحلي والاجنبي، مما يؤخّر أو يمنع البلدان التي تعاني من هذه “الآفة”، من التطور والنمو الحقيقي وتبقيها أسيرة للماضي بكل معانيه وفي كل جانب.

    العلاقات الاردنية الصينية ممتازة بكل المقايس، لكن يلُاحظ ان الاردن لا يسير باندفاع كبير لتفعيل الاستثمار الصيني على أراضيه، ولو فعل ذلك بسرعة، لتم تحويل الاردن الى جِنان غنّاء، ولاستفاد الاقتصاد الاردني من عائدات كثيرة وكبيرة، عوضاً عن فرض ضرائب متلاحقة على المواطنين، وجعلها متصاعدة بدون توقف، مما ألحق العديد من الضربات بالاقتصاد المحلي، الذي يتطلع الى إنقاذ عالمي لا يمكن له أن يتأتي سوى من دولة صديقة ومخلصة، تسارع في إنقاذة ضمن عملية علمية تسمى “الفوز للجميع”  و “لأجل الجميع”، والصين هنا هي المِثال الأول والأمثل والوحيد، بل والأوحد تقريباً، الذي لا يعرف البيروقراطية في التنفيذ، بل يَعرف شعار التنفيذ بين ليلة وضحاها، ويريد باخلاص سرعة الانجاز وسرعة توافر عائدات وأرباح وتشغيل اليد العاملة وبضمنها الخبيرة والماهرة.

     

    عنوان هذا المقال “شي” إلى الاردن”، يَنبع من محبتنا للرئيس الصيني “شي” ومحبة الرئيس لجلالة الملك عبدالله الثاني، إذ كان لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما قبل عد سنوات، طوق نجاة للاردن وشعبه، لذلك نتطلع الى قدوم “شي” الى الاردن بشخصه الجليل في زيارة رسمية، وقبله قدوم استثماراته الكثيرة الى المملكة، وتوظيفها، ونريد لها ان تتجذر في بلادنا إنتاجاً وعملاً، كما تجّذرت الاستثمارات الصينية في مصر والجزائر وفي غيرها من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، لنكون دولة التقدم والازدهار بجهود صينية اردنية جماعية، وبعدها نحظى بزيارة من الرئيس “شي” الى الاردن، ليَنعم الرئيس باستثمارات بلاده في بلادنا، وليَعرف الشعب الاردني تمام المعرفة كيف تعامل الصين الاردن ودول العالم بدون ضغوطات أو إملاءات، بل بتسهيلات استثمارية واقتصادية مذهلة وسريعة، تكشف بكل مباشرة عن أن الصين تتطلع الى عالم جديد يُماثل اليوتوبيا الروحية في جنان خير للبشرية وبضمنها شعبنا الاردني الحبيب.

    أتمنى لمنتدى الحزام والطريق وجريدة  “الشعب” الصينية التي نتابعها قراءة ومتعةً بأخبارها وتحليلاتها،  مزيداً من النجاح في مسعاها الشريف، وشخصياً آمل وأرجو أن أزور الصين في العام المقبل 2019، من أجل المشاركة في منتدى مُماثل، ومعي ثلّة إعلامية من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، من أجل ان نعمل في سبيل علاقات اقتصادية أوسع مابين الاردن والصين، خدمة لأهداف شعبينا في لاردن والصين وشعوب العالم في كرة أرضية مكتفية مادياً، وراقية بمُثُلِها الروحية، وهي مبادىء سامية نتشارك مع الصين في وضعها والدفاع عنها والتعريف بها، لتفوز بهمة المخلصين في العالم، ولتبني لنفسها ولنا وللجميع صرحاً دولياً مع الصين وبأموال الصين الكثير، وبمشاركتنا العربية أيضاً ولو بتواضع، لكن بأخلاص في مسرب الحزام والطريق الصيني للحرير العصري.

    –#فيصل_ناصيف_صالح: #خبير_تصوير و#مصوّر_إعلامي مُعتمد وخاص في #الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب، ومتخصص بفنون نباتات “#بونساي” والبيئة والانسان

  • (الحزام والطريق) وتطويع الحتميات الجغرافية صينياً!

    (الحزام والطريق) وتطويع الحتميات الجغرافية صينياً!

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    يلينا نيدوغينا
    *:

    تلعب الجغرافيا ودكتاتوريتها دوراً هو الفيصل في تقرير الأحداث الاقتصادية والعلاقات الدولية السياسية والحربية.

    وفي الطريق الحريري الجديد للصين، عبر روسيا والقطب الشمالي، وصولاً أسرع لها إلى أوروبا، وتوفيراً في النفقات المبذولة في طُرق أخرى. لكن وبرغم ذلك، تُبقِي الصين على مختلف الطُرق التي تصلها بمختلف القارات والدول، لأنها ضرورة ملحة للصين ولكل البلدان الاخرى، ولفتح المجال لتنشيط التجارة الدولية، والاقتصاد العالمي، والتشغيل العام للشعوب بالاتجاهات المختلفة الأنفع.

    طريق الحرير عَبر الشمال (ويسمى أيضاً طريق القطب المتجمد الشمالي) لو بقي دون الكثير غيره من الطريق والأحزمة، لألحق خسائر كبيرة بدول عديدة، منها عربية وبقناة السويس كذلك، وليس سراً أن الصين تقيم مع مصر علاقات ممتازة وذات إفادة هائلة لهذه الدولة العربية التي يتزايد عدد السكان فيها بوتائر متسارعة، لكن الصين التي تتسم سياستها بالحِكمة والهدوء والتعامل مع مختلف البلدان بتساوٍ في الأرباح، ترفض شطب أي طريق حريري جديد، بل يبدو أنها تعتمد كل الطرق التي نصّت عليها مبادرة الزعيم والرفيق “ِشي جين بينغ”، والتي كان أعلن عنها في كازاخستان، عام 2013. أضافة الى ذلك، يصل المقال إلى أن هذا سبب آخر لتوطيد علاقات التعاون بين روسيا والصين.، أضف الى هذا، أن الطريق الشمالي سيعني ان تقوم الصين بتطوير المنطقة الكبرى للقطب الشمالي، ويؤكد الخبراء الروس هذه الفكرة، فيقول نيقولاي كوتلياروف، مدير المركز الروسي الصيني بالأكاديمية المالية التابعة للحكومة الروسية: “عدد من الخبراء يرون أن هذا الموضوع واعد: تنمية مشتركة للقطب الشمالي باستخدام موارد الاستثمار الصينية. فلدى الصينيين خبرة خاصة بهم في مجال بناء كاسحات الجليد والمعدات الخاصة”.

    يقول موقع “أرابيك نيوز” الصيني: وصلت مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين في عام 2013، إلى المزيد من الناس والأراضي بما في ذلك القطب الشمالي. ونشرت الصين كتاباً أبيض حول سياستها إزاء القطب الشمالي في 26 يناير من العام الجاري، متعهدة بالحوكمة التعاونية وشرح رؤيتها بشأن “طريق الحرير القطبي”، وشدّدت الوثيقة التي حملت عنوان “سياسة الصين إزاء القطب الشمالي”، والصادرة عن مكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصيني، على أن الصين لديها مصالح مشتركة مع دول القطب الشمالي ومستقبل مشترك مع بقية العالم حِيال القطب الشمالي.

    ويُورد الموقع، أن المنطقة اليابسة في القطب الشمالي تُشكّل نحو 8 ملايين كيلومتر مربع، وتعود السيادة عليها إلى كندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج وروسيا والسويد والولايات المتحدة، فيما تبلغ مساحة المحيط القطبي أكثر من 12 مليون كيلومتر مربع، حيث تتقاسم الدول المطلّة عليه ودول أخرى حقوقاُ ومصالح بحرية وفقاً للقانون الدولي.

    وفي يوليو 2017، وافقت روسيا والصين على تدشين التعاون بشأن طريق البحر الشمالي، وقام البلدان معا ببناء “طريق الحرير الجليدي”، اسمه في ذلك الوقت. ويُنظر بشكل واسع إلى طريق الحرير القطبي على أنه الفرع الثالث للحزام والطريق، حيث يضيف طريقاً بحرياً آخر، بالإضافة إلى بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي، وأفريقيا، والبحر المتوسط من جهة، وجنوب الباسيفيك والأوقيانوس من جهة أخرى.

    ويؤكد الموقع: “تأمل الصين العمل مع جميع الأطراف لبناء طريق الحرير القطبي من خلال تطوير طرق الشحن بالقطب الشمالي، بحسب الكتاب الأبيض”. و “تتطلع الصين إلى تطوير مشترك لموارد النفط والغاز والمعادن وغيرها من مصادر الطاقة غير الأحفورية والصيد والسياحة في المنطقة مع دول القطب الشمالي، مع احترام تقاليد وثقافة سكان القطب الشمالي، بما في ذلك السكان الأصليون، والحفاظ على البيئة الطبيعية. وستتخذ الصين خطوات ملموسة لتنسيق إستراتيجيات التنمية مع دول القطب الشمالي، وتشجيع الجهود المشتركة لبناء ممر اقتصادي أزرق يربط الصين بأوروبا عبر المحيط القطبي الشمالي، وتعزيز الربط الرقمي بالقطب الشمالي وبناء شبكة بنية تحتية عالمية.

     

    ما هو دور ومكانة العرب هنا؟.. هناك ارتياح عربي عام، وبخاصة مصري وعربي آسيوي، لجهة وضوح الموقف الصيني في هذا المجال، سيّما لتسارع تطور العلاقات المصرية والعربية الصينية في ظل المتغيرات الدولية، وهي رسالة سياسية صينية رسمية موجهة لمصر والعالم العربي، بما يتصل بأهمية هذا العالم العربي للصين، ومركزية ملف العلاقات العربية الصينية، حيث يَحظى العالم العربي بمكانة خاصة عبر القرون في الصين والعالم، وللإبقاء على العلاقات التاريخية والجيدة للصين مع العرب. وهي كذلك رسالة صينية واضحة للزعماء العرب من أجل تقدير هذا الموقف الصيني، ولفتح مزيدٍ من الحوارات الجادة مع مختلف الدول التي تعيش بعض التآرجح في علاقاتها مع الصين، من أجل تسريع العوائد على مختلف الأطراف من خلال الطُرق التجارية والثقافية لمبادرة الحزام والطريق الإيجابية، لصناعة خطوط اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وتجارية واقتصادية ما بين العالم الصيني والعالم العربي، وللانخراط في علاقات أعمق للوصول الى نتائج أفضل بين هذين العالمين، ولتثبيت العلاقات بينهما، برغم عدم ارتقاء الروابط الاستراتيجية بين بعض الأشقاء العرب مع الصين، بسبب أن علاقات البعض منهم إستراتيجيا تبقى مع الولايات المتحدة أولاً ودول اوروبا الغربية ثانياً.

    أسّست الصين رؤيتها – التي تريد أن تغيّر بها وجه آسيا لتنقلها إلى عصور الحداثة – على مشروع دام أكثر من ألفيْ سنة، ألا وهو “طريق الحرير” كما أسلفنا. كان هذا الطريق يمتد من الصين عبر آسيا الوسطى وإلى شواطئ “المتوسط”، ومن هناك كان يمتد بحراً إلى أوروبا التي كانت تستقبل البضائع الآسيوية الثمينة حينها، من البهارات والخزف والحرير الصيني”.

    هناك حالة ارتياح كبيرة وشديدة للعلاقات العربية الصينية، لضرورة تطويرها بشكل “ملموس أكثر”، فجميع العرب يَشعرون لزوم استثمار هذه العلاقات في مستويات أرقى، ضمن مؤشرات تنعكس على الجماهير العربية بمكاسب كبيرة.

    في آسيا على وجه الخصوص، أسّست الصين رؤيتها على أهمية تغيير وجه هذه القارة، لتنقلها إلى عصور الحداثة والعلوم والمشاريع الضخمة، التي تلبي الاحتياجات المتزايدة للنمو السكاني ومتطلبات الشعوب المتكاثرة عدداً، واستناداً الى رؤية طريق الحرير القديم الناجح، والذي كان يمتد من الصين في شرق وغرب – وسط آسيا، عبر بلدان آسيا الوسطى، إلى شواطئ البحر الابيض المتوسط، ومن هناك يمتد بحراً إلى أوروبا التي كانت تستقبل البضائع الصينية والآسيوية المتنوعة والثمينة في الأزمان البائدة، ومنها البهارات والخزف والحرير الصيني، وهذا كان متزامناً مع إتيانه بالأمن الاقتصادي والسياسي في الدول التي كان يمر فيها (الطريق)، وهو ماسوف يتم استنساخه في الطريق الجديد (الحزام والطريق)، ليتم به تغيير وجه العالم الى آخر أفضل، سيّما من خلال البنك الآسيوي الذي بات دوره العالمي يتعاظم، إذ أن الصين كانت أعلنت في عام 2015، ورقة عمل فاعلة تسمّى “خطة تشغيليّة لمبادرة الحزام والطريق”، تضمّنت الخطوط العريضة للمبادرة التي دعت دول آسيا والعالم إلى الانضمام إليها، ومنها الاردن وروسيا، وجعلت المشاركة في البنك الآسيوي لتنمية البُنية التحتية ضرروة لتطوير البلدان الصديقة – والذي تساهم الصين بحصة الأسد فيه -، لتتمكن بالتالي من قيادة دفّة التحوّل العالمي لمصلحة الامم والقوميات على اختلافها.

    *#يلينا_نيدوغينا، رئيسة تحرير الملحق #الروسي، وعضو مؤسس  وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

  • اتجاهات السياسة الصينية في سورية والمنطقة

    اتجاهات السياسة الصينية في سورية والمنطقة

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    سعيد طوغلي*:
    مما لا شك فيه أن الساسة والباحثين الصينيين يعرفون تماماً السياسة السورية وتاريخ سورية السياسي ودقائق قضاياها، وهذا شيء طبيعي لدولة كبرى كالصين، لكونها حليفة طبيعية للدولة السورية.
    تمثل سورية أيديولوجيا إستثنائية في منطقة “الشرق الأوسط”، ونظراً لخريطة توزيع القوى الدولية في “المنطقة”، فإن سورية تمثل الخيار المِثالي للدور الصيني المنشود فيها .
    كذلك، تعدُ سورية رصيداً إستراتيجيا للصين، كون الأولى تمتلك ثروات طبيعية هائلة، ولأنها تتميز بوزن وثقل جيوسياسي على الموقع الجغرافي للمنطقة، كما أن لديها مكانة محورية في تاريخ الحضارة والإنسانية، ناهيك عن موقع سورية على البحر الأبيض المتوسط، والذي يجعل منها مركزاً وبوابة نحو إنطلاق السلع الصينية إلى دول حوض المتوسط وإلى عموم أوروبا .
    شخصياً أعتقد، بأن مصلحة جمهورية الصين الشعبية، إحداث استثمارات تجارية وصناعية في سورية، على سبيل المِثال لا الحصر، أقامة معامل لشتى الصناعات، مما يؤدي إلى تعزيز الشراكة بين الحليفين الشقيقين سورية والصين، هذا أولاً. وثانياً، يحتاج نقل البضائع بحراً من الصين إلى أقصى أوروبا إلى 40 و 45 يوماً .أما من خلال سورية وموانئها فتحتاج البضائع لتصل الى اوروبا، إلى عشرة أيام فقط. إن هذا وحده كفيل بتنشيط الحركة التجارية الصينية من خلال سوريا بالتحديد.
    قبيل الأزمة تناهى إلى مسامعنا أحاديث عن نية الصين تشييد مشاريع كهذه، وبناء مدينة صناعية في سورية، تضم حوالي 600 معملاً ومصنعاً لحوالي 200 شركة صينية تنتج العديد من الصناعات والسلع، وقد توقف المشروع مع بدء العدوان المريع على وطني الحبيب سورية.
    ومع دخول الحرب السورية مراحلها الأخيرة، نأمل أن يسارع الحلفاء الصينيون إلى تفعيل هذا المشروع، وإقامة غيره، وأن يكون الإعمار سريعاً ولأن تلعب الصين دوراً رئيسياً في إعادة الإعمار، وهو ما سوف يُبشّرنا بمزيدٍ من الثقة بدور الصين الذي لم يغب عن الساحة السورية منذ اليوم الأول للأزمة، وحتى يومنا هذا .
    فقد قدمت الصين دعماً كبيراً لسورية خلال سنواتها السبع العجاف، ولا زلنا نأمل أن يزداد الدعم بعد الحرب أيضاً، وبنطاق أوسع، لتجسيد مبادرة الحزام والطريق الواحد لنا كشعوب تحررية وحليفة للصين .
    هذا هو ما نتمناه في وطني سورية، وهو فِعلاً ما أرغب به ومعي عموم السوريين، وننادي سوياً وبصوت واحد: إلى دور صيني نشط في سورية .
    ويحدونا الأمل والعمل بأن تتعزّز الروابط بيننا وبين الصين، على كافة الصُعد ومنها الاقتصادية والسياسية والثقافية، وأن يكون عنوان عملنا الجماعي: (الحزام والطريق) هو الخيار الأمثل لنهضة بلادنا وشعوبنا”.

    #محمد_سعيد_طوغلي: عضو مُرشح في هيئة الإتحاد الدّولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين في سورية، وسفير سلام ورئيس المكتب الإعلامي لمنظمة HWPLالعالمية، وعضو في إتحاد الإعلاميين العرب، ورئيس تحرير، وإعلامي وصحافي سوري ودولي، وأُستاذ صحافة، وسفير لجامعة الشعوب العربية للإعلام الإلكتروني في سورية.

  • “حِزام و طَريق”.. إلى الأُردن!

    “حِزام و طَريق”.. إلى الأُردن!

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مَروَان سُودَاح*:

    بادرت جريدة “الشعب” الصينية، الناطقة بلسان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى دعوة دولية لحضور منتدى مُكرّس لمبادرة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، لمناقشة أحوال هذه المبادرة في أكثر من موقع جغرافي في الصين، ولأجلِ مزيدٍ من البحث فيها وفي مدلولاتها وأبعادها الصينية والأممية لجميع الشعوب والدول والأُمم.

    هذه الدعوة هي الثانية بهذا العنوان في الصين، فقد سُررت بحضور الفعالية الأولى العام الماضي، والتي نظمتها أيضاً “الشعب” الصينية التي تعتبر الأشهر في الصين، وبكونها واحدة من أكثر صحف العالم تأثيراً ومتابعةً. هذه الدعوة لحضور المنتدى لم يَسبق لمثيلها مَثيل على نطاق دولي، فهي تمثل الغالبية الساحقة للبلدان والشعوب المهتمة بهذه المبادرة والتي تَعتبر نفسها صديقة أوحليفة للصين، وتعمل معها من أجل النفع المشترك الثنائي والجماعي، وعلى مختلف الصُعد، وفي دوائر الإفادات لهذه المبادرة الرائدة التي تُحيي طريق الحرير الصيني القديم، وتُقِيمُه في عنوان جديد وسبيل مُستحدث أطول وأعمق في علاقاته مع قوميات العالم ولغاته وثقافاته، بسبب سهولة الاتّصالات العصرية وامتلاك الصين لناصيتها، وسرعة الوصول من نقطة البدء الصينية في خرائط المبادرة، إلى أقصى نقطة مُقرّة فيها.

    هذا المنتدى الدولي للتعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق لعام 2018، تم إقرار تنظيمه في العاصمة بيجين، وفي بوآو بمقاطعة هاينان الخلابة، ما بين 29/10/2018 و 02/11/2018، ودُعي المشاركون من مختلف الوسائط العالمية المختلفة، ودور الخِبرة، ومؤسسات الدراسات الدولية والصينية والأجنبية والمتخصّصين والبّحاثة، للمشاركة في التغطية الإعلامية المشتركة للمنتدى في مقاطعة – جزيرة هاينان ما بين 22/10/2018 و 28/10/2018، بغية “التعرّف على حالة تنفيذ (مبادرة الحزام والطريق)، وواقع التطور الاقتصادي والاجتماعي في الصين”.

    وغَني عن التعريف، أن الاردن مُهتم بهذه المبادرة الصينية أيّما اهتمام، لكونها مُفيدة للشعب العربي الأردني وللبلدان المُحيطة به، والتي سوف توفّر طريقاً آمناً وسَلِساً للمبادرة، لتصل الى مُدن الأردن المختلفة، تماماً كما وصل إليها طريق الحرير الصيني القديم، من جنوب بلادنا (آيلة)، الى شمالها (آرابيلا)، مَارّاً بمختلف مدن الأردن العريقة وقُراه، ومُخلّفاً آثاراً صينية، بعضها ما يزال مُتوافراً الى الآن، وحافظاً لذاكرة التاريخ ولتوفير مَمرٍ آمن للتجارة بين الصين والأردن، وسبيلاً حافظاً لتمازج ثقافاتنا وتقاربها، وتقريب الأمتين الصينية والعربية من بعضهما بعضاً، وبالتالي تجسير التلاقح الحضاري والثقافي والانساني، ما يتيح لجميعنا فهماً أفضل لبعضنا البعض في إطار سلمي تتوق إليه أمتنا والأُمة الصينية الصديقة.

    في عام 2015، وقّع الملك عبدالله الثاني والرئيس شي جين بينغ، في الصين، إتفاقية التعاون الاستراتيجي، والتي تعمل في اتجاهات عديدة، من بينها تنشيط وتفعيل “مُبادرة الحزام والطريق” في الأردن، وتسهيل مرورها عبر المملكة إلى غيرها باتجاه الأشقاء العرب وأوروبا، ما يؤكد بأن الأردن دولةً وشعباً، والذي سبق وانضم الى البنك الآسيوي، الذي أقامته الصين، مهتم بنجاح مبادرة الحزام والطريق، لِمَا لها من إفادة عميقة للاقتصاد الأردني، الذي يُعاني من اختلالات عديدة، ويَنتظر مبادرات متواصلة وفاعلة لتأخذ به إلى نجاحات متجددة.

    وفي هذا الصدد، تُعتبر جمهورية الصين الشعبية أكبر جهة داعمة على الاطلاق في مجال تقديم البرامج التدريبية لتطوير الموارد البشرية في الأردن، وتأكيداً على ذلك، يتابع السفير الصيني لدى الأردن (بان ويفانغ)، التزام بلاده، في إطار العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، باستمرار تزويد الأردن بالبرامج التدريبية، والتي وصل عدد المشاركين الأردنيين فيها إلى نحو2000 مسؤول وفني محلي، شاركوا في برامج تدريبية خلال السنوات الماضية، وبذلك أصبحت الصين أضخم مزوّد للتدريب في مجال الموارد البشرية في الأردن، ما يعزّز من تبادلات البلدين وتعاونهما ومشاريعهما، زد على ذلك أن “الحكومة الصينية ستواصل تعزيز شراكتها الاستراتيجية، وتعميق التعاون العملي في جميع المجالات مع الأردن، بما في ذلك التعاون في حقل تنمية الموارد البشرية، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الأردن”.

    الروابط والعلاقات الاقتصادية بين الأردن والصين ستبقى وكما كانت على مدار 41 سنة مسألة الأولوية للبلدين، بغض النظر عن الاختلاف في نظاميهما السياسيين والاقتصاديين وتحالفاتهما الدولية، ذلك لوجود إرادة سياسية لدى العاصمتين لمواصلة تطوير العلاقات على جميع المسارات، بخاصة في التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والملفات الدولية، ولاسيّما من خلال البِناء على كل ما تحقّق من تعاون واسع بينهما في قطاعات كثيرة، أبرزها الصخر الزيتي، والطاقة المتجددة، والبُنية التحتية، والتكنولوجيا، والاستثمار الواسع وبناء المصانع الصينية في الأردن، وتوسِعة مضطردة للتبادل التجاري، وليس أخيراً التعاون الثنائي في التربية والتعليم، ومشروع إقامة مركز ثقافي صيني في الاردن، وغيرها الكثير.

    * الأكاديمي مَروَان سُودَاح: رئيس الإتّحاد الدّولي للصّحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدِقاء (وحُلفاء) الصين.

  • التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح 3)

    التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح 3)

    اتجهت أنظار العالم يومي 14 و15 أيار/ مايو الجاري إلى العاصمة الصينية بكين، لمتابعة افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور حوالي 1200 مشارك من بينهم 29 رئيس دولة، وأكثر من 100 وزير، و 50 أمين عام ورئيس منظمة دولية، بالإضافة إلى حوالي4000 صحفي. لكن ما هي مبادرة الحزام والطريق؟

    مبادرة الحزام والطريق

    مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن ال21 المعروفة اختصارا با “مبادرة الحزام والطريق”، هي مبادرة أعلن عنها الرئيس الصيني الحالي السيد شي جين بينغ خلال كلمة له ألقاها في جامعة نزارباييف بكازاخستان في 7 من سبتمبر 2013 م.
    وتتلخص فكرة مبادرة القرن هذه بإحياء طريق الحرير القديم البري والبحري عبر ربط آسيا، وأوروبا، وإفريقيا: برياً عن طريق شبكات السكك الحديدية فائقة السرعة، والطرق السريعة، وبحريا عن طريق إنشاء الموانئ على طول سواحل الدول الواقعة على الممرات البحرية القديمة والحديثة، وجويا عن طريق إنشاء المطارات، وطاقويا عن طريق شبكات الطاقة الكهربائية، وخطوط أنابيب نقل البترول والغاز العابرة للقرات، ومعلوماتيا عن طريق ربط شبكات الاتصالات، وثقافيا عبر الفعاليات والنشاطات الثقافية، والبحثية لمئات الجامعات والباحثين، بالإضافة إلى إنشاء مناطق التجارة الحرة، وتطويرالتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، واستحداث ستة ممرات اقتصادية، والتي نذكر منها ممر الصين – باكستان الاقتصادي الذي تصل تكلفة إنشائه إلى حوالي 45 مليار دولار، وهو ممر يربط الصين مباشرة بعينها على العرب “ميناء جوادر الباكستاني”.

    ومن أجل تحقيق أهداف مبادرة القرن هذه تم حتى الآن إنشاء سبع مؤسسات مالية للتمويل، والاستثمار على رأسها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية برأس مال يصل إلى 100 مليار دولار، ويضم حتى الآن 57 دولة مساهمة، وصندوق طريق الحرير برأس مال 40 مليار دولار وغيرهما، ومن المتوقع أن يبلغ حجم الاستثمارات عند اكتمال مشاريع المبادرة حوالي 4 تريليون دولار.
    وينظم هذا التعاون العالمي الجديد إطار تشاوري، تشاركي، منفعي، يرتكز على خمسة أولويات : التنسيق السياسي، وربط البنى التحتية، وفتح القنوات التجارية، وتدفق التمويلات، والتواصل بين الشعوب؛ مما سيضمن ويعزز تعميق التبادلات الاقتصادية، والتجارية، والسياسية، والثقافية وحتى الأمنية بين أكثر من 65 دولة حول العالم التي تقع على طول خط الطريق الحرير بحجم سكاني يقدر بحوالي 4.4 مليار نسمة أي ما يعادل 63% من سكان العال، وحجم اقتصاد يمثل 29% من الاقتصاد العالمي، وقد أعلنت الحكومة الصينية مؤخرا عن أن أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية انضمت فعليا للمبادرة.

    أهمية البلدان الإسلامية على الطريق

    لعبت حواضر العالم الإسلامي دورا محوريا في التجارة عبر طريق الحرير القديم البري والبحري نظرا لموقعها الجغرافي، وخاصة المنطقة العربية التي كانت جسرا حضاريا بين آسيا، وأوروبا ، و إفريقيا.
    و من بين 65 بلداً التي تقع على طول نطاق طريق الحرير نجد 25 بلدا مسلما، منضويا تحت سقف منظمة التعاون الإسلامي، بل وحتى إقليم شينجيانغ الصيني الذي هو بوابة طريق الحرير على العالم ذي أغلبية مسلمة، وهذا ما يجعل من طريق الحرير طريق إسلامي صرف.
    طريق يربط مدينة بخارى، وسمرقند بطهران، وبغداد، وأنقرة، ودمشق، والقاهرة، وعدن.
    طريق قد يعيد مركز التجارة العالمية إلى الشرق بعد ما اختطفه القراصنة الأوربيون لأكثر من ستة قرون، ويعيد بذلك للبلدان الإسلامية وظيفتها الحضارية كمنطقة يتم عبرها التبادل الثقافي، والحضاري، والاقتصادي، وحتى الأمني بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى كونها إحدى الأسواق الكبيرة للبضائع الصينية، وتتجلى أهمية البلدان الإسلامية في كونها المنطقة المحورية الجامعة بين الشرق، والغرب، والمستهدفة في نفس الوقت وتتقاطع المبادرة الصينية مع العديد من الاستراتيجيات (رؤية السعودية 2030، خطة الكويت الجديدة 2035، قطر تستحق الأفضل) للدول الإسلامية خاصة دول الخليج التي تملك مؤسسات تمويلية مهمة، وهذا ربما ما حدا بالرئيس الصيني إلى حث الدول العربية على اغتنام فرصة ركوب قطار التنمية الصيني قبل فوات الأوان، وذلك خلال خطابه التاريخي الذي ألقاه في مقر جامعة الدول العربية في يناير 2016م، حيث قال:
    “ 我们要抓住未来5年的关键时期共建“一带一路”,确立和平、创新、引领、治理、交融的行动理念,做中东和平的建设者、中东发展的推动者、中东工业化的助推者、中东稳定的支持者、中东民心交融的合作伙伴。“
    “علينا أن نغتنم مرحلة الخمس سنوات القادمة الحاسمة لنبني معا “مبادرة الحزام والطريق ” ونحدد مفهوما للعمل على أساس إحلال السلام، والابتكار، والريادة، والحكامة، والاندماج، ونكون بناةً للسلام في الشرق الأوسط، ودافعين لتنميته، ومساهمين في تحوله الصناعي، وداعمين لاستقراره، وشركاء في إندماج شعوبه”
    الصين اليوم، بثقافتها، وحضارتها، وتاريخها تقدم نسختها للعولمة، نسخة تختلف عن النسخة الغربية، وتتلاقى في نقاط كثيرة مع المفهوم الإسلامي للعولمة؛ مما قد يمهد الطريق لتقارب إسلامي صيني، الذي نعتقد أنه مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير، وطريق السلام.
    السلام الذي تتعطش إليه شعوب المنطقة، و يمنح الفرصة مرة ثانية لطريق الحرير في توحيد المسلمين من فرس، وترك، وعرب، وغيرهم تحت راية التنمية، كما وحدهم قديما تحت راية الجهاد.

    المغرب العربي الغائب الأكبر

    على الرغم من أن سواحل شمال إفريقيا لم تكن ضمن نطاق مجرى طريق الحرير البحري القديم، إلى أن أهميتها الجيواستراتيجية نظرا لقربها من أوربا، وقربها من المنطقة البكر الخزان البشري القادم أفريقيا جنوب الصحراء جعل منها حلقة مهمة جدا في أي أستراتيجية ذات بعد عالمي.
    كما أن النطاق الجغرافي لمبادرة الحزام والطريق يعتبر نطاقا مفتوحا، وهذا ما يفسر دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الأمريكي دونالد ترامب للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، حيث سعت الصين إلى ربط عاصمتها بكين بأمريكا، وكندا عن طريق سكة حديد تربطها بمنطقة ألاسكا مرورا بروسيا.كما أنه هناك العديد من دول العالم التي تعتبر خارج نطاق الجغرافي القديم للطريق أبدت استعدادها للانضمام إلى المبادرة.
    لكن حتى الآن تعتبر دول المغرب العربي الغائب الأكبر، رغم حاجتها الماسة إلى الاستثمارات الخارجية لدعم استراتيجياتها التنموية المحلية كمنطقة انواذيبو الحرة في موريتانيا، ومخطط المغرب الأخضر في المغرب.
    والأهم من هذا أن الانضمام لهذه المبادرة قد يكون نقطة تحول في موقف الصين تجاه قضية الصحراء؛ مما يخدم الحل السلمي لهذه القضية .
    فإنشاء مشاريع البنية التحتية التي تربط شمال إفريقيا بغربها لابد أن تمر حتما بالمناطق الواقعة تحت سيطرة جمهورية الصحراء الغربية، وقد يشكل إحياء طريق القوافل عبر الصحراء عن طريق تشجيع الاستثمارات الأجنبية في مجال البنية التحتية، والمرافق العامة على شكل مشاريع (BOT و PPP) تحويل المنطقة كلها بما فيها المناطق الصحراوية إلى منطقة صناعية، ومنطقة تخزين، وعبور، و إعادة تصدير المنتجات ليس فقط إلى دول منطقة الايكواس التي مؤخرا سعت كل من المغرب وموريتانيا إلى تعزيز علاقتهما الاقتصادية والتجارية معها، بل وحتى إلى القارتين الأوربية، والأمريكية؛ مما سيعود بالنفع على كل الأطراف المباشرين، وغير المباشرين المعنيين بالنزاع في المنطقة، النزاع الذي يعيق تحقيق حلم الشعوب المغاربية في الاتحاد.
    إن إحياء طريق القوافل عبر الصحراء قد يخلق ظروفا جيوسياسية جديدة في المنطقة قد تكون المفتاح لحلحلة مشكلة الصحراء، فقد يصلح الاقتصاد ما افسد التاريخ، وعجزت السياسية، والحرب عن إصلاحه.

    لقد علـمنا التاريخ قديمه، وحديثه بأن صراع الدول العظمى يخلق فرصا استراتيجية لا تتكرر، فعلى سبيل المثال لا للحصر، كانت حرب الكوريتين، والحرب الباردة السبب المباشر في نقل الصناعات الثقيلة من الاتحاد سوفيتي إلى الصين، ونقل صناعات التكنولوجيا المتطورة من أمريكا إلى كوريا الجنوبية وحتى إعادة إعمار اليابان وألمانيا. فهل سنغتنم هذه الفرصة أم أنه لا حياة لمن تنادي.
    د. يربان الحسين الخراشي

    Dr. Yarbane El Houssein El Karachi

    Jilin University – China

    Department of Exploration and Drilling Engineering

    E-mail: yarbalanacn@yahoo.com

    yarbanacn@163.com

  • الحزام والطريق .. مشروع وطن لنهضة أمم

    الحزام والطريق .. مشروع وطن لنهضة أمم

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعين عربية ـ
    أ.م. أحمد نصار*
    أطلقت الصين بقيادة رئيسها السيد “شي جي بينغ” مبادرة تعد من أضخم مبادرات العصر وأكثرها وطموحاً، حيث تعيد الصين من خلال مبادرة “الحزام والطريق” إحياء طريق الحرير التاريخي، والذي من شأنه النهوض إقتصادياً وسياسياً وثقافياً بدول المنطقة بأكملها، وخاصة الدول التي يمر من خلالها طريق الحرير.
    ويتبين من خلال خطاب الرئيس الصيني “شي جي بينغ” الذي ألقاه في حفل افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي منتصف الشهر الفائت، ذلك الخطاب الذي جاء في 6000 كلمة صينية، يتبين من خلاله أن الصين عازمة على أن تضع نفسها في صدارة دول العالم الاقتصادية، وأن تمسك بزمام المبادرة الدولية لإحياء التجارة العالمية، حيث أكد الرئيس الصيني على روح السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم، والتأكيد على أهداف المرحلة القادمة من بناء الحزام والطريق، كطريق للسلام والازدهار والابتكار والحضارة، والتركيز على الدول الآسيوية والأوروبية والإفريقية، والانفتاح في نفس الوقت على دول العالم الأخرى.
    ولا شك أن الصين من خلال مبادرتها البناءة سوف تقوم بتقوية علاقاتها مع دول المنطقة، وسيكون لفلسطين وقضيتها المركزية نصيب من الدور الصيني الرائد في حل مشاكل الشرق الأوسط، حيث وصف أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم مبادرة الحزام والطريق بأنها “مبادرة مبدعة وخلاقة ورائدة، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح دون استنزاف ثروات الشعوب”. وقال عبد الرحيم أن “سياسة الصين الحكيمة في مبادرتها ليست استراتيجية لتصدير القدرة الإنتاجية الصينية فحسب، بل إقامة علاقات متكافئة على أساس سلمي يكون الجميع مستفيداً منها” ، وأضاف “نحن كشعب فلسطيني وجدنا الصين كصديقة تقف إلى جانب الحق والعدل، ولها مواقف في ذلك في الأمم المتحدة واليونسكو.
    وقد شاركت فلسطين في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي انعقد في بكين يومي الأحد والاثنين 14 و 15 من مايو المنصرم، وعقدت خلال تلك الفترة العديد من الندوات واللقاءات برعاية السفارة الفلسطينية في بكين للحديث عن أهمية المبادرة، كان من أبرزها الندوة التي عقدت في بكين في العشرين من إبريل عام 2017 بحضور العديد من الدبلوماسيين والخبراء.
    وبالحديث عن أهمية الحزام والطريق بالنسبة لفلسطين، فإن هناك فرصاً عديدة للاستثمار الصيني في فلسطين في المجالات الزراعية والصناعية والخدماتية، حيث يعد وجود الغاز بكميات وافرة امام ساحل قطاع غزة على البحر المتوسط ثروة يمكن التعاون مع الصين في مجالات تنقيبها والاستفادة منها، وكذاك إنتاج الطاقة الشمسية حيث بدأ الجانب الصيني في دراسة تنفيذ مشروع للألواح الشمسية في فلسطين، ناهيك عن التبادل التجاري بين الصين وفلسطين والذي يمكن انعاشه بدرجة كبيرة من خلال استخدام فلسطين كممر رئيسي واصل بين القارات الثلاثة الآسيوية والإفريقية والأوروبية.

    *الاستاذ الدكتور أحمد نصار: كاتب ومستثمر ومتخصص بشؤون الصين مع فلسطين و “اسرائيل” وصاحب أطروحة علمية في هذا المجال، وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في قطاع غزة – فلسطين.

  • التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح 2)

    التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح 2)

    موقع مبادرة الحزام الطريق بعيون عربية ـ
    د. يربان الحسين الخراشي(موريتانيا)*:

    بعد معركة نهر طلاس (نهر يقع في قرغيزستان  حاليا) التي غيرت مجرى تاريخ العالم سنة 751 م، وكان النصر فيها حليف الخلافة العباسية، والتي ذكرنا في مقالنا السابق أنها  كانت السبب المباشر في بداية القلاقل التي أدت إلى أفول نجم أمبراطورية تانغ؛ مما أدى إلى انحسار كبير لدور طريق الحرير البري في التجارة العالمية آنذاك.
    هذا الانحسار استمر حتى سيطرة المغول على نصف الكرة الأرضية تقريبا خلال القرن الثالث عشر، حيث عادت الحياة إلى طريق الحرير من جديد لكنها كانت قد بدأت تفقد مكانتها لصالح طريق الحرير البحري الذي كان قد بدأ يزدهر.

    وطريق الحرير البحري هو طريق بحري يربط السواحل الجنوبية الشرقية للصين بشرق أفريقيا، وأوروبا مرورا ببحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي، والبحر الأحمر.
    وقد بلغت التجارة عبر هذا الطريق البحري أوج ازدهارها خلال فترة مملكة مينغ الصينية (1368 -1644) خاصة خلال الفترة ما بين (1405- 1433) المصاحبة للرحلات السبعة للبحار المسلم الصيني تشنغ خه (Zheng He) التي قادته إلى جل الدول الإسلامية  اندونيسيا، إيران، العراق، اليمن، السعودية، مصر، الصومال، وهذا ما مكن الصين  في تلك الحقبة من السيطرة على حوالي ثلثي التجارة العالمية عبر البحار.

    ومع مطلع القرن الرابع عشر وبعد تأسيس الخلافة العثمانية، وقيام الامبراطوريات الأوربية الاحتلالية التوسعية  ابتداء بالبرتغاليين الذين أستخدموا الطرق الحديثة في الملاحة، والخرائط، وانتهاء بالبريطانيين عاش العالم ستة قرون تحت سيطرة بحرية للأوربيين تم خلالها  تراجع التجارة عبر الطرق القارية  تدريجيا لصالح التجارة عبر البحار،وتم تحويل  مركز التجارة العالمية من الشرق إلى الغرب؛  مما أدى إلا أفول حضارات وبزوغ أخرى.  وخلال القرن التاسع عشر وبالتحديد سنة 1877  تسمت “طريق الحرير” باسمها هذا على يد العالم الجغرافي الألماني فرديناند فون ريشتهوفن  ( Ferdinand von Richthofen) الذي كانت بلاده تسعى إلى إنشاء سكة حديد تربط إقليم شاندونغ  (Shandong) الصيني بها مروا بدول آسيا الوسطى، وذلك بعد ما ضيقت بريطانيا العظمى الخناق عليها في ظل التنافس الحاد بينهما على الموارد والأسواق العالمية.

    ومع مطلع القرن العشرين بدأ نجم الولايات المتحدة الأمريكية في البزوغ خاصة بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية باقتصاد الوحيد السليم عالميا.
    وقد استخدمت حاملات الطائرات وأكثر من 1000 قاعدة عسكرية حول العالم  مدعومة بنظام  مالي عالمي يجعل كل البلدان  بل كل فرد على كوكب الأرض يستخدم الدولار يعتبر مشاركا بصفة مباشرة أو غير مباشرة في تحمل الإنفاق على هذه القواعد؛ مما مكنها من  بسط سيطرتها ونفوذها على ممرات التجارة البحرية التي عبرها يتم نقل حوالي 90% من إجمالي حجم التجارة العالمية.

    اليوم وبعد مرور أكثر من 2000 سنة على أول استراتيجية عسكرية صينية  بالانفتاح على الغرب عبر طريق الحرير لإنقاذ مملكة هان الغربية (206 ق م- 25 م) من هجمات قبائل الهون، ها هي مملكة هان القرن 21 تتشبث بطريق الحرير مرة أخرى وكأن التاريخ يعيد نفسه، حيث تعلق الصين أمالا كبيرة على هذه المبادرة التي تسعى من ورائها إلى تحقيق أهداف إستراتيجية كثيرة نذكر منها:

    (1):- إنقاذ الصين من الكماشة الأمريكية التي بدأت تضيق الخناق عليها خاصة بعد تقوية أمريكا لعلاقاتها مع دول منطقة المواجهة الجيوسياسية معها  كأستراليا، اليابان، الفيتنام، ماليزيا، بروناي، بنغلاديش، كوريا الجنوبية وإندونيسيا وغيرهم؛ مما مكن أمريكا من إحكام سيطرتها على الممرات البحرية  المؤدية إلى الصين، خاصة مضيق ملقا الذي يفصل بين ماليزيا وإندونيسيا، والذي تمر منه  حوالي %75 من واردات الصين النفطية، و حوالي 23% من وارداتها الغازية.

    (2):-  إخراج الاقتصاد الصيني من تباطئه، حيث أنه اليوم وبعد حوالي 40 سنة من تنفيذ سياسية الانفتاح أصبحت عرباته الثلاثة الرئيسة ( التصدير،الاستثمار الداخلي ،الاستهلاك الداخلي) تقترب من محطتها النهائية  مخلفة ورائها حجما هائلا للاحتياطي لديها من العملات الأجنبية على رأسها الدولار، وفائض في الإنتاج أدى إلى تخمة في المعروض طالت جميع أنواع الصناعة الصينية، من الصلب والحديد، الأسمنت، المعدات، إلى الأجهزة المنزلية؛ وهذا ما جعل الصين تعلق أمالا كبيرة على هذه المبادرة في التخلص من الفائض في الإنتاج لديها من المواد، و التخلص أيضا من الفائض الاحتياطي الضخم من العملة الصعبة عن طريق استثمارات خارجية في الدول نطاق الطريق،  وذلك عن طريق خلق أسواق جديد، والرفع من القوة الشرائية لساكنة هذه الدول  بدل خسارته في حروب العملات مع أمريكا .نذكر أن الصين باعت خلال 4 سنوات الأخيرة فقط حوالي واحد تريليون دولار من احتياطياتها من العملة الأجنبية للحفاظ على استقرار صرف عملتها.

    (3): – الهدف الثالث  الرئيسي الغير معلن لهذه المبادرة، والأهم حسب اعتقادي هو تحويل شرعية النظام السياسي الشيوعي الحاكم من الاعتماد على الأيديولوجيا التي فقدت بريقها إلى الاعتماد على النمو الاقتصادي السريع.
    فليس هناك شرعية لنظام الحكم الصيني أعظم من تحقيق حلم أكثر من 50 % من سكان الصين البالغ عددهم 1.37 مليار نسمة  في التمدن، والحياة الكريمة، وتمكين الأمة الصينية من استعادة مكانتها الريادية بين الأمم.

    لكن ماهي هذه المبادرة السحرية  التي قد تحقق شرعية جديدة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم؟ وتمكن الصين من الإفلات من الكماشة الأمريكية؟  وتحل مشاكل إعادة هيكلة اقتصادها ؟  وتتيح فرصة للبلدان الإسلامية لركوب قطار التنمية الصيني فائق السرعة؟

    يتواصل إن شاء الله

    *

    Dr. Yarbane El Houssein El Karachi

    Jilin University – China

    Department of Exploration and Drilling Engineering

    E-mail:  yarbalanacn@yahoo.com

    yarbanacn@163.com

  • الشركات الصينية تساعد في تنقية المياه للشعوب على طول الحزام والطريق

    الشركات الصينية تساعد في تنقية المياه للشعوب على طول الحزام والطريق

    وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:

    بالنسبة للمقيمين في كاهاتاغاسيدغيليا بمقاطعة نورث سنترال في سيرلانكا تبدو مياه الأمطار هي أهم الحلول الاقتصادية والممكنة لمشكلة مياه الشرب النقية.

    وهناك، يجرى الآن التخلي عن الآبار التي كانوا يستخدمونها للحصول على المياه. وفي المناطق الريفية الوسطى والشمالية بالدولة الواقعة في جنوب آسيا، يعاني نحو 40 ألف شخص من مرض الكلى المزمن الذي يرتبط إلى حد كبير بتاريخ مياه الشرب. وقتل المرض نحو ألف شخص سنويا في السنوات الأخيرة.

    –معالجة متقدمة لمياه الشرب من الصين

    وفي فبراير عام 2017، جاءت تديليون من بكين لمساعدتهم.

    فمن أجل المدرسة الابتدائية المحلية وثلاث أسر بها مرضى ذكور في منتصف العمر، قامت الشركة الصينية الخاصة المتخصصة في تكنولوجيا معالجة مياه الأمطار بتركيب شبكات مياه الأمطار في الدولة.

    وجاء المشروع التجريبي كجزء من برنامج مساعدات وطني في إطار مبادرة الحزام والطريق بهدف المساعدة على احتواء أزمة مرض الكلى المزمن في سيرلانكا.

    وقال ثارانغا سينيفراثنا، كبير المهندسيين الإقليميين في مشروع الوقاية من المرض والذي يديره المجلس الوطني لإمداد المياه في سريلانكا، لوكالة ((شينخوا)) “إنهم (السكان المحليون) سعداء جدا بالمياه”.

    والجدير بالذكر أن تكنولوجيا تديليون لتخزين مياه الأمطار وترشيحها واستخدامها تحول مياه الأمطار الغزيرة في مواسم الأمطار الاستوائية إلى مصدر لمياه شرب آمنة لسكان كاهاتاغاسيدغيليا ، على بعد 140 كم شرق شمالي العاصمة السريلانكية كولومبو.

    وقال سينيفراثنا ” يوجد موسمان في سريلانكا نحصل خلالهما على ما يكفي من من مياه الأمطار التي يتم توفيرها الآن للاستخدام طوال العام”، مشيدا بشبكات تديليون لكونها أفضل شبكات نفذت حتى الآن في سيرلانكا.

    وأضاف “هناك العديد من المزايا التي حققناها من خلال تركيب الشبكات. عادة ما يكون لدينا شبكات لمياه الأمطار في سريلانكا ، لكن من خلال هذه الآلا ت، لدينا تقنيات وأساليب جيدة”.

    ومع معدات الترشيح المتقدمة،” أصبح لدينا مياه ذات نوعية أفضل”، مضيفا أن البيانات الدقيقة للجودة لن تتاح إلا بعد إجراء المزيد من الاختبارات والتحاليل. ” لكن الناس هنا سعداء جدا بهذا المشروع”.

    — انخفاض التكلفة أمر مهم

    وقال المهندس البالغ من العمر 39 عاما ” إذا نظرتم إلى المشاريع الأخرى، علينا أن ننظر إلى تكلفة التشغيل وتكلفة إنتاج المياه”.

    ووفقا لمدير السوق الخارجي لتديليون مين شي فإن الشركة تأمل في أن يصبح المشروع التجريبي بداية لتوسع أعمالها في الخارج.

    لكن المهم هو أن” نأتي لمساعدة الناس”.

    وأضاف مين “أنظر في الفصول الابتدائية، هناك ابتسامة على وجوه الأطفال, أعتقد أن كل شيء قمنا به جدير بالاهتمام”.

    وقد كانت درجة الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة من أكبر أعداء مين ومهندسي تديليون الآخرين الذين عملوا هناك لمدة أسابيع. مع ذلك، طغى لطف السكان المحليين علي كل ذلك.

    وكشف مين أن السكان المحليين كانوا يدعونهم إلى ديارهم لتناول العشاء واحدا تلو الآخر رغم أنهم لا يفهمون اللغة السينهالية التي يتحدث المحليون بها. بيد أنهم جميعا اعتبروا تلك الدعوات اليومية ترحيبا بما تفعله تديليون.

    وتدرس الشركة تنفيذ شبكاتها المتعلقة بمياه الأمطار في مناطق أخرى في سريلانكا وغيرها من الدول الواقعة على خطوط الحزام والطريق مثل بنغلاديش وإيران.

    وقال مين “إننا نهدف إلى توفير مياه شرب آمنة ليس فقط لسريلانكا أو جنوب آسيا وإنما أيضا لأي مكان يحتاج إلى ذلك”.

    وتتفق رؤية تديليون مع المبادرة في جلب المنافع الملموسة للناس. واقترحت الصين المبادرة في عام 2013 بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية سعيا إلى تحقيق التنمية والرخاء المشترك.

    وبخصوص أزمة مرض الكلى المزمن، قال سينفيراثنا إن العديد من الفرق الصينية قد جاءت وزارت العديد من المناطق المتضررة في الدولة الجزيرة.

    وفي منطقة اناورادهبورا حيث يعمل “وصلت الفرق إلى هناك وبحثت مع الناس وحددت المشاكل الحقيقية وأعطت حلولا لها… لقد قاموا بعمل جيدا جدا من أجل الناس الذين يعيشون في المنطقة” بحسب المهندس السريلانكي.

    وفي الحقيقة، تنفذ حاليا العديد من المشاريع التعاونية المرتبطة بالمبادرة واكتمل بعضها في سريلانكا بما في ذلك إنشاء محطة نورتشتشولاي للطاقة المولدة بالفحم ورصيف حاويات كولومبو الدولي وطريق سريعة وسدود ومحطة للمياه شمالي كولومبو من بين مشاريع أخرى.

    ومثل تديليون، تخطط مؤسسة (أوريجين ووتر) لتكنولوجيا المياه الصينية، وهي إحدى الشركات التي تعمل على توفيرحلول معالجة المياه، تخطط للتوسع في الخارج في إطار المبادرة.

    ومن بين طموحات الشركة “المساهمة في التنمية الاجتماعية”، حسبما يقول خه يوان بينغ نائب رئيس الشركة وكبير المسؤولين الماليين بها.

    ووقعت الشركة الخاصة التي تتخذ من بكين مقرا لها في العام الماضي مذكرة تعاون مع حكومة مقاطعة بونجاب في باكستان. ويعتقد أن شبكة المعالجة الصغيرة الحجم والمنخفضة الكلفة التي تقوم بتصميمها وتستخدم حاليا في المناطق الريفية الصينية هي خيار جيد للجانبين.

    وبالرغم من أنه لا يزال من الصعب على الشركات الصينية الخاصة توسيع أعمالها في الخارج لأسباب ترجع إلى درايتها القليلة بالقوانين المحلية، تأمل الشركة في أن تصبح واحدة من مشاريع العمود الفقري في قطاع حماية البيئة الصيني في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، وفقا لرئيس الشركة ون جيان بينغ.

    فباستخدامها لتقنيات ترشيح حيوية مختلفة تطورها بنفسها، ساهمت الشركة في تنظيف الكثير من شبكات المياه الصينية بما في ذلك بحيرة تايخو في مقاطعة جيانغسو وبحيرة ديانتشي في مقاطعة يوننان.

  • بسبب المبادرة: أسماك طازجة من بحر العرب تصل مباشرة إلى أبعد المناطق عن السواحل في العالم

    بسبب المبادرة: أسماك طازجة من بحر العرب تصل مباشرة إلى أبعد المناطق عن السواحل في العالم

    وصلت دفعة أولى من المنتجات المائية مؤخرا من بحر العرب بشكل مباشر إلى مدينة كرماي الغنية بموارد البترول في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم التي تعد من أبعد المناطق في العالم عن السواحل، وذلك بفضل النجاح في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق ” الصينية.

    وقبل وصول المنتجات البحرية إلى المدينة الواقعة في وسط صحراء “غوبي” الجافة بساعتين ، وصلت سيدة لقبها “مايلا ” من أهالي المدينة لتنتظر مع بنتها،11 عاما، في سوق محلي خاص لترويج المنتجات المائية ، حيث قالت “أننا نعيش بعيدا للغاية عن البحر ” .

    ومن ميناء غوادر الباكستانية المطلة على بحر العرب ، سافرت الدفعة الأولى من المنتجات البحرية المغطاة بالثلوج الكثيفة 34 ساعة حتى وصلت إلى “مدينة البترول” الشهيرة الواقعة في قلب اوراسيا .

    ومن الجدير بالذكر أن هذه المنتجات المائية تعد أيضا الأولى من نوعها التي يتم تصديرها مباشرة من ميناء غوادر إلى خارج البلاد .

    ومن ناحية أخرى ، تعد هذه المرة الأولى بالنسبة للمواطنين المحليين في مدينة كارماي وتلمسون التي يحصلون فيها على أسماك طازجة بشكل مباشر من بحر العرب البعيد.

    وتضم هذه الدفعة 16 نوعا بارزا من الأسماك في بحر العرب مثل الكركند والهامور والزبيدي في البحر إضافة إلى الجمبري وغيرها من المنتجات البحرية عالية الجودة.

    ومن هذه الناحية ، تتمتع السيدة “تنغ لان تشي” مقارنة مع المواطنين المحليين الآخرين ، بخبرة كبيرة ، نظرا لأنها ولدت في مدينة “ريتشاو” الساحلية في مقاطعة “شاندونغ” شرقي الصين، وعبرت عن رضاها قائلة “أن ألوان عيون الأسماك من بحر العرب رائعة ، فيرمز ذلك إلى أنها طازجة مع جودة عالية”.

    وذكرت “تنغ” أن المنتجات المائية التي تباع في السوق المحلية نُقلت من السواحل شرقي أو جنوب شرقي البلاد ، وأسعارها غالية للغاية بسبب المسافة البعيدة للمواصلات .

    واستطردت السيدة “تنغ” التي كانت تختار أسماك الهامور والربيان والجمبري، قائلة إن سعر كل كيلوغرام من الجمبري الطازج لهذه الدفعة من المنتجات البحرية الباكستانية لم يبلغ سوى 85 يوانا ( نحو 12.5 دولار أمريكي ) ، “غير أن سعر الجمبري المجمد ( المنقول من السواحل الصينية ) المباع في السوبر ماركت المحلية ظل حوالي 120 يوان لكل كيلوغرام .”

    كما كان في السوق أحد الطلبة الوافدين الباكستانيين في المدينة ، ولقبه “زوي” يتجول بفرح ومرح ويشتري ويتناول كثيرا من الأسماك المستوردة من مسقطة رأسه .

    وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن ميناء غوادر تتمتع بموارد الأسماك الغنية ، لكن مستوى إنتاجها مازال منخفضا .

    ومن ناحيته ، قال “تشن باو ليانغ” رئيس مجلس الإدارة لشركة “يوفي” التي قامت بعملية نقل هذه الدفعة من المنتجات البحرية التي تم بيع مجملها في يوم واحد فقط عند وصولها إلى المدينة ، قال إنه من المتوقع أن يتم نقل كل من الدفعتين الثانية والثالثة القادمتين من المنتجات البحرية من ميناء غوادر في باكستان إلى كارماي خلال 16 ساعة فقط في المستقبل القريب، إذا تمكن تفادي المناخ السيئ على الطريق.

    وأرجع “تشن” سبب ارتفاع سرعة النقل إلى تطورات مستمر لتنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين منذ عام 2013 بشكل عام ، وبفضل بناء “الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني” على شكل خاص.

    وذكر عمدة مدينة كارماي “تشانغ هونغ يان” أن مدينة كارماي قد أنشأت علاقة توأمة المدن مع مدينة ميناء غوادر، مما أدى إلى نجاح إنشاء “ممر جوي” بين المدينتين .

    بفضل ذلك ، وفي مايو الحالي ، أسست شركة “يوفي” الصينية شركة فرعية لها في ميناء غوادر الباكستانية . ومن ثمة تخطط الشركة لضخ 510 مليون يوان في الشركة الفرعية لكي بناء مصانع لمعالجة المنتجات البحرية المحلية والمرافق الأخرى .

    علاوة على ذلك ، من المتوقع أن تصبح مدينة كارماي محورا للمنتجات البحرية يربط بين باكستان ومنطقتي شينجيانغ و نينغشيا ومقاطعات ثلاث أخرى (تشنغهاي و قانسو و شنشي) في شمال غربي الصين.