الكاتب: admin

  • سفينة “الحزام والطريق” تشق عُبَاب الكون!

    سفينة “الحزام والطريق” تشق عُبَاب الكون!

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    أبو موسى وانج هونجوا*:

    شهدت بكين عاصمة دولتنا جمهورية الصين الشعبية، يوم السبت الماضي، احتفالية فخمة ومراسم في غاية الأناقة، بمناسبة إفتتاح “منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى”، بحضور وفود كثيرة، تمثل دول العالم وشعوبه، ورؤساء منظمات دولية وشخصيات عالمية عليا.

    وأظهرات الوفود المشاركة عظمة قضية المنتدى الدولي “للحزام والطريق”، ورغبة الشعوب والمجتمع الدولي لإنجاحها، إذ تمثل في فعاليات الافتتاحية وأعمال المنتدى نحو 29 من رؤساء الدول، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، والمديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، بالإضافة إلى قرابة1200 شخصية عن نحو ٦٠منظمة إقليمية ودولية، ومدراء شركات ورواد أعمال وخبراء مال وصحفيون من ١١٠دولة.

    وكانت الكلمة الرئيسية الهامة التى ألقاها  فخامة رئيسنا الكبير “شى جينبينغ”  صادقة ومشجعة ودافعة للعمل الى الأمام، فقد كان لها تأثير بالغ في دعم وعولمة “مبادرة البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين” وإكسابها أبعاد جديدة على صعيد عالمي، ذلك أن “المُبادرة” التى عمرها للآن أربع سنوات فقط، منذ الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس “شي” الى كازخستان في عام 2013، بدأت تلعب دوراً رئيسياً في مصير التقدم الاقتصادي والاجتماعي العالمي، ونفعِه للمجتمعات والبشر ومصائرهم، ذلك ان الناس يريدون تلبية احتياجاتهم الاقتصادية بالدرجة الاولى، والاستقرار في أعمالهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم، وهو ما يمكن ان توفره لهم هذه “المبادرة” ليفتتحوا معهم حياةً جديدة.

    في الحقيقة، كانت الفترة الماضية من عُمرِ “المبادرة”، المعروفة اختصا راً بإسم “حزام واحد وطريق واحد”، فترةً يمكن القول بأنها “تمهيدية وتسخينية”، لهذه “القضية” العملاقة بحق، والتي تتقدم بها الصين للعالم أجمع، الذي رضي بدوره ووافق بأن يشاركنا في ركوب “سفينة الحزام والطريق” تحت قيادة الرئيس شى جينبينغ، شقاً للأمواج والرياح والاندفاع الى الأمام بدون توقف، ولننطلق بقوة كدفق اليرقة من شرنقتها الى حياة جديدة بعد معاناة استمرت أُلوف السنين، عانت خلالها البشرية من الحروب والويلات من أجل مكتسبات آنية، لكن ذهب ضحيتها مئات ملايين الناس بلا طائل، وأُلحق الخراب ببيوتهم ومستقبلهم.

    ان استحداث “الحزام والطريق” على هدي طريق الحرير القديم، ليتجدد بقوى العالم الجماعية وقيادة الصين، تم في احتفالية كبرى، وافق خلالها كل هذا العالم ومنظمة الامم المتحدة على “المبادرة” الخلاقة للرئيس “شي”، الذي يتمتع بالذكاء في خدمة شعبه وشعوب العالم، وبتوظيفات مالية واستثمارات لا تقتصر على فئة ما أو جماعة معينة، بل تشمل الجميع، وهو سر النجاح الصين وقائد الصين في نيل رضى الناس في كل مكان على مقترحاته الانسانية.

    “المبادرة” الصينية لا تهدف للتجارة فقط، وهي ليست لتبادل السلع والمنتجات والثقافات والعلوم فحسب، وإنما تعمل على توارث روح طريق الحرير “المُكدّس” منذ ثلاثة آلاف سنة للتعايش السلمي، وهي كذلك إعراب عن الاحترام المتبادل للسيادات الوطنية للدول والشعوب، وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ومن أجل المنفعة المتبادلة دوماً بإذن الله.

    أنا أعرف وأشهد كيف كانت  بعض المناطق الواقعة على طول الطريق الحرير القديم، أرضاً تفيض لبناً وعسلاً، إلا أن هذه الأماكن كثيراً ما كانت ترتبط بالصراعات والاضطرابات والأزمات والتحديات، لذلك لا ينبغي السماح باستمرار هذه الأوضاع، بل دعوة شعوب العالم لتتحد ولتتقاسم السراء والضراء!، وليكن كل واحد منا “إبن البطوطة”، أو “ماركو بولو”، أو “حسن الصينى” (وهو الرحالة المسلم الصينى المشهور في التاريخ)، لإنجاح هذه المبادرة، ولأن يكون الجميع قدوة حسنة لبعضهم بعضاً كهؤلاء الرحالة، أصحاب الشهرة فى طول الدنيا وعرضها، كونهم تبادلوا السفر بطريق القوافل السلمية، و ليس بطريق الأساطيل الحربية والرماح . اللهم ثبّت أقدامنا على الحزام والطريق، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، وانشر السلام والأمان، واجعل الكل أخوة وأصدقاء على طريق الخير والإفادة الجماعية، وإنجاج مبادرة الخير الصينية وتوفيق رئيسنا شي جينبينغ الذي يخدم الانسان ويُعمّر البُنيان .

    أبو موسى وانج هونجوا : يتقن العربية وعضو ناشط ورئيس ديوان الشؤون والمتابعات الاسلامية في الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

  • خبير سوري : مبادرة ” الحزام والطريق” قادرة على إعادة التوازن الاقتصادي العالمي بشكل ملائم

    خبير سوري : مبادرة ” الحزام والطريق” قادرة على إعادة التوازن الاقتصادي العالمي بشكل ملائم

    الدكتور/ بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق ومدير مركز دمشق للدراسات

    أشاد الدكتور/ بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق ومدير مركز دمشق للدراسات بمبادرة ” الحزام والطريق ” لما تقدمه من رؤية جديدة من خلال استخدام القوة الناعمة والاقتصاد كأساس لبناء العلاقات مع الكثير من الدول وربط الصين مع آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر المشاركة في بناء البنية التحتية والتبادل الاقتصادي والثقافي ، ما يساعد على التخلص من الهيمنة الغربية وتحقيق توازن العولمة الاقتصادية بشكل ملائم.

    قال بسام أبو عبد الله في حوار اجرته معه شبكة الشعب على هامش منتدى ” الحزام والطريق” للتعاون الدولي المنعقد يومي 14 و15 مايو الجاري بالعاصمة الصينية بكين، أن الصين قدمت من خلال مبادرة ” الحزام والطريق” نمط جديد من العولمة يختلف كثيرا مع العولمة الغربية التي تستخدم القوة كأداة للتوصل الى تحقيق المصالح الذاتية الاقتصادية والجيوسياسية مستشهدا بحرب الافيون في الصين التي كان الهدف منها السيطرة على الاقتصاد الصيني. مضيفا، أن قيام المبادرة على مبدأ إحترام الصين لميثاق الامم المتحدة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول أخرى واحترام ثقافات ومعتقدات الشعوب الاخرى، ومبدأ الاقتصادي رابح رابح، وانشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية،ودعم انشاء مناطق تنموية خاصة ومشاريع تنموية في مجالات عديدة مختلفة فتح أفق جديدة أمام دول العالم وتساهم على خلق خيارات تنموية لشعوب الدول في آسيا وافريقيا واروربا خاصة وأن التقديرات الامريكية تتحدث عن أن الصين ستصبح قوة اقتصادية اولى في العالم خلال السنوات القادمة.

    وأكد بسام أبو عبد الله أن العلاقات السورية ـ الصينية قوية ومتجذرة تاكدت خلال الازمة التي مرت بها سوريا السنوات الاخيرة ، حيث استخدمت الصين 6 مرات حق الفيتو لوقف مشاريع الهيمنة الغربية ودفعها الى احترام الدول واحترام حقها في تقرير مستقبلها السياسي.منوها الى أن ادراك الصين لمخاطر الارهاب الدولي في سوريا وخطر تواجد مواطنيين صينيين من الويغور الذين جرى استخدامهم في تنظيم ” الدولة الاسلامية” وغيرها من التنظيمات المتطرفة الاخرى على الامن الصيني خلقت اعتبارات وعوامل حاكمة للعلاقات بين البلدين، منها مكافحة الارهاب الدولي، وحاجة سوريا الى اعادة الاعمار والدعم الاقتصادي.

    حققت الصين وسوريا تزايدا في حجم التجارة الثنائية السنوية من 170 مليون دولار أمريكي إلى 2.48 مليار دولار أمريكي خلال العقد من عام 2000 إلى 2010،كما تقوم عشرات الشركات الصينية باستكشاف النفط والغاز والمقاولات الهندسية وبناء البنية التحتية والخدمات الأخرى فى سوريا،مما قدمت مساهمة جليلة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى سوريا وتحسين رفاهية الشعب السوري.ويعتقد بسام أبو عبد الله أن مستقبل التعاون الاقتصادي والتجاري بين سوريا والصين زاهر في ظل توجه سوريا الى تقديم المشاريع الاستراتيجية الى الدول الصديقة التي وقفت معها خلال فترة الازمة. وأشار الى أن سوريا تعتزم اعادة فتح معرض دمشق الدولي بعد توقف لعدة سنوات، ومن المتوقع أن تشارك الصين في المعرض بتقديم شركاتها ومشاريعها. بالاضافة إلى اصدار الحكومة السورية قانون جديدة يسمى ” قانون التشاركية” يسمح للاستثمار شركات الدولة او القطاع الخاص بمفركدها في المشاريع المتاحة والاستثمار في سوريا في اطار هذا القانون. مضيفا، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سوريا والصين لم تتاثر كثيرا بالعقوبات المفروضة على سوريا وواقع الحرب،وحسب المعلومات، تم الانتهاء من دراسة الجدول الاقتصادي الخاص بمشروع محطة توليد الطاقة الكهربائية بقيمة 60 مليون دولار تنفذه الصين، بالاضافة الى مشاريع اخرى خاصة بالطاقة والكهرباء والنقل والمواصلات بداخل وخارج دمشق من المقرر أن يبدأ تنفيذها مباشرة بعد تحقيق الاستقرار الامني.

    تعتبر سوريا محور الطرف الغربي لطريق الحرير القديم،حيث تربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.وقال بسام أبو عبد الله أن استراتيجية “التوجه نحو الشرق” التى طرحها الرئيس السوري بشار الأسد تتفق مع مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل عالي. مضيفا إن مشروع “الحزام والطريق” الذي تشكل سورية جزءاً أساسياً فيه باعتبارها نقطة تلاقي القارات والحضارات، هو فرصة للسوريا لعقد شراكات إستراتيجية مع الصين، وكل القوى الصاعدة في العالم، وتنفيذ إستراتيجية الرئيس بشار الأسد “التوجه شرقاً” بهدف تعزيز مناعة، وقوة سورية، وهي البلد الذي يواجه إرهاباً معولماً بهدف السيطرة عليه، ووقف صعود القوى الجديدة في العالم كالصين وروسيا وإيران. ويعتقد بسام أبو عبد الله ، أن مبادرة ” الحزام والطريق” مشروع عملاق فيه مصلحة للعديد من الشعوب والدول ، إلا أن لغات وثقافات وأديان مختلفة يعتبر التحدي الأكبر الذي يقف أمام الصين، مما يحتاج بالتاكيد الى تفاعل بينها وبين كل هذه المناطق المختلفة، وكذلك إلى بناء جسور شعبية وثقافية إضافة إلى الاقتصادية. ويتطلع بسام أبو عبد الله إلى نقل الصين لتجربتها الادارية والعلمية والتقنية الى الدول الاخرى لا سيما سوريا ، بالاضافة الى زيادة عدد المنح الدراسية التي تعتبر اهم ادوات القوى الناعمة، و بناء جامعة صينية في سوريا باختصاصات دقيقة تخدم البلدين ، ودفع العلاقات بين الصين وسوريا من خلال تكوين طلاب يفهم اللغة والثقافة الصينية ، ومختصين في الشؤون الصينية ومبادرة ” الحزام والطريق”.

  • سفير الصين عن قمة التعاون حول طريق الحرير: مساهمات جديدة قدمت واتفاق لبناء حزام للسلام والازدهار والانفتاح

    سفير الصين عن قمة التعاون حول طريق الحرير: مساهمات جديدة قدمت واتفاق لبناء حزام للسلام والازدهار والانفتاح

    عقد السفير الصيني كيجيان وانغ، مؤتمرا صحافيا في منزله في الرملة البيضاء، تحدث فيه الى “قمة التعاون الدولي حول شريط طريق حرير بحري”، وقال:”ان هذا الحزام الاقتصادي لطريق حرير بحري من القرن الواحد والعشرين، طرح في العام 2013 من قبل الرئيس الصيني، والهدف من هذه المبادرة، تطوير البنى التحتية في قارة اورو الآسيوية والترابط والتنسيق في السياسات بين الدول التي تقع على هذا الحزام وتعميق التعاون في ما بينها لتحقيق الازدهار”.

    اضاف: “بعد اربع سنوات، تطورت هذه المبادرة الى خطة شاملة وكاملة وتنفيذية والى مبادرات واتفاقات بين الصين والدول، وكان اطارها الجغرافي التركيز على القارة الاسيوية من الصين شرقا الى اقصى اوروبا غربا، مرورا بآسيا واوروبا الشرقية”. ولفت الى ان “تطورات هذه المبادرة، كانت بان نعمل شريطا اقتصاديا يربط بين الصين واوروبا غربا مرورا بروسيا والشرق الاوسط وجنوب شرق آسيا وافريقيا الشرقية”.

    واكد ان “الصين منفتحة على جميع الدول، ومرحب بأي دولة بالانضمام الى هذه المبادرة. وبعد اكثر من ثلاث سنوات من التحضير والتشاور والعمل المشترك مع دول المنطقة، اصبح لهذه المبادرة نتائج اولية وانجازات وعقد قمة لهذه المبادرة شارك فيها 111 دولة من اجل مراجعة النتائج التي تحققت خلال السنوات الماضية والتطلع الى المستقبل، ولبنان شارك في هذه القمة وبذل تجاوبا ايجابيا جدا. كما تم توقيع اتفاقيات مع دول عديدة، والتنسيق مستمر على مستوى سياسي ومالي واقتصادي ويتقدم بشكل ملحوظ، والمشاركون متفقون على ان يبنى حزام طريق حرير للسلام والازدهار والانفتاح”، ولفت الى انه “تم خلال القمة تقديم مساهمات جديدة لدعم هذه المبادرة”.

    واعتبر ان “لبنان يتمتع بثقافة وحضارة متنوعة وسياحة مزدهرة وقطاع مصرفي قوي وقطاعات قوية، من ثقافة وفنون واعلام”. وشدد على ان “هذا البلد مميز جدا في الشرق الاوسط والعلاقة بين الصين ولبنان ممتازة والتبادل التجاري يتقدم بشكل سريع والصين اكبر شريك له”. واوضح انه “تم البحث مع الحكومة اللبنانية لتعاون اقتصادي في تطوير مرفأ طرابلس وفي مشاريع عديدة، وقدمت الحكومة الصينية للحكومة اللبنانية ادوات مكتبية واجهزة فحص امنية كان لها الدور الكبير في مكافحة الارهاب، كما ساعدت لبنان في موضوع النازحين السوريين”.

  • رئيس البنك الدولي: البنك الدولي يرغب في تقديم كل أشكال الدعم لبناء الحزام والطريق

    رئيس البنك الدولي: البنك الدولي يرغب في تقديم كل أشكال الدعم لبناء الحزام والطريق

    بقلم تشانغ نيان شنغ، صحفي بصحيفة الشعب اليومية

    ” إن مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس شي جين بينغ مهمة جدا، حيث تعد طريقة التعاون عالية الفاعلية، لا تصلح لتنمية الدول الواقعة على الحزام والطريق فحسب، وإنما تساعد على تنمية العالم.” قال ذلك رئيس البنك الدولي كيم جيم يوم 11 مايو في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه صحيفة الشعب اليومية عشية مغادرته واشنطن للمشاركة في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المنعقد ببكين.

    وأشار كيم الى ان البنك الدولي كسب العديد من الخبرات من خلال التعاون مع مختلف الدول النامية على مستوى التسهيلات التجارية ومشاريع البنية التحتية وآليات التنفيذ والاستثمار في البنية التحتية. وأضاف كيم:” نحن على استعداد دائم لتقديم أي شكل من أشكال الدعم لبناء الحزام والطريق.”

    من جهة أخرى، نوّه كيم بالنجاح الصيني الكبير في إخراج مئات الملايين من الفقر. وقال أن العديد من التجارب التنموية الصينية يمكن تلخيصها والإستفادة منها، مثل إعتماد إقتصاد السوق ودفع التجارة، والعمل على دعم الإبتكار وجعل المزيد من الشركات المملوكة للدولة تشارك في المنافسة الإقتصادية. وأضاف أن إصلاح منظومة التأمين الصحي في الوقت الحالي تعد إسهاما كبيرا بالنسبة للمجتمع الدولي، وأن البنك الدولي تمكنه الإستفادة من التجربة التنموية الصينية. “نحن بصدد دفع المزيد من الدول النامية، بما في ذلك دخول الدول الأكثر فقرا في منظومة الإقتصاد العالمي، ما سيحقق الإستفادة المتبادلة.”

    وأوضح كيم بأن عدة دول نامية في حاجة لمزيد من الإستثمارات في مجال البنية التحتية، وأنا البنك الدولي سيواصل دعمه لهذه الدول، بما في ذلك دعم التعاون التنموي بين الدول الواقعة على مسار الحزام والطريق.

    من جهة أخرى، ثمن كيم مستوى التعاون بين الصين والبنك الدولي، وخاصة مع لجنة الإصلاح والتنمية ووزارة المالية. حيث وصف التعاون بين الجانبين على مستوى إصلاح الآليات بغير المسبوق. “لقد بذلنا عدة جهود، وتعلمنا الكثير كذلك.” قال كيم.

    لقد زار كيم الصين للمرات منذ توليه رئاسة البنك الدولي، وأبدى كيم اعجابا عاليا بمدينة شنجن، وقال “لم أر أبدا مدينة نجحت في الجمع بين التقنية والإستثمار والتنمية الإقتصادية بالكيفية التي حققتها شنجن.” ونوّه كيم بقدرة الصين على التعلم من التجارب العالمية الرائدة، وحسن توظيفها لها في تحقيق التنمية الذاتية.

  • لنؤسس عالما جديدا ينبني على الإنفتاح والفوز المشترك

    لنؤسس عالما جديدا ينبني على الإنفتاح والفوز المشترك

     
    أقيم منتدى طريق الحرير للتعاون الدولي يومي الـ 14 والـ 15 من مايو الجاري ببكين. وبهذه المناسبة، قامت صحيفة الشعب اليومية يوم 14 مايو الجاري بنشر تعليق حول مستقبل التعاون في مبادرة الحزام والطريق. وجاء المقال المذكور كما يلي:
    ينعقد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، بحضور رؤساء وقادة 29 دولة ومسؤولين من أكثر من 70 منظمة دولية، وأكثر من 1500 ممثل عن مختلف دول ومناطق العالم. ويعد هذا المنتدى التظاهرة الأكبر حجما التي تنظم حول الحزام والطريق إلى حد الآن. ولاشك أن هذه القمة التاريخية، ستفتح صفحة جديدة في التعاون بين مختلف دول العالم.
    تجاوز تقدم بناء مبادرة الحزام والطريق كل التوقعات. حيث حظيت إلى الآن بتجاوب إيجابي من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وقامت الصين بإمضاء إتفاقيات تعاون مع أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية. وكل هذه النتائج الكبيرة التي تحققت في وقت قصير، تعكس بأن مبادرة الحزام والطريق تتبع طريق التنمية السلمية العالمية، وتستجيب لتطلعات الدول الآسيوية والأوروبية في التعاون والتنمية.
    الحزام والطريق هي مبادرة تهم الصين وتهم العالم أيضا. ففي الوقت الذي يواصل فيه الإقتصاد العالمي وتيرة الركود، وتتصاعد فيه الحمائية التجارية والموجات المناهضة للعولمة وجملة من التناقضات والمشاكل الدولية الأخرى. تعد مبادرة الحزام والطريق في الوقت الحالي محركا جديدا لدفع نمو التجارة الدولية وإصلاح إدارة الإقتصاد العالمي. ومنذ طرح الرئيس شي مبادرة الحزام والطريق، حققت هذه المبادرة نجاحات متتالية، من التوفيق بين المبادرة والإستراتيجيات التنموية لدول الحزام والطريق إلى تأسيس بنك الإستثمار الآسيوي وصندوق طريق الحرير وغيرها من منصات التمويل، ومن إنشاء قطار جاكرتا-باندونغ إلى مشاريع البنية التحتية في الأكوادور. وهذا لم يساعد الصين على الإنفتاح بشكل واسع النطاق فحسب، بل جلب فرص التنمية للدول الواقعة على الحزام والطريق. في ذات الجانب، قدّمت الدول المشاركة في المبادرة إسهاماتها الشخصية، وحصلت على منافع منها. وهو مايدفع الإقتصاد العالمي للنمو بإتجاه الإبتكار والحيوية والترابط والشمولية.
    “سيكون العالم أجمل، إذا ماكان الجميع بخير.” وخلال السنوات الثلاثة الماضية من إطلاق المبادرة، قامت الشركات الصينية بتأسيس 56 منطقة للتعاون الإقتصادي والتجاري بالخارج، وحققت للدول المستفيدة 1.1 مليار دولار من مداخيل الضرائب و180 ألف موطن شغل. وخلال العام الماضي فقط، بلغت قيمة الإستثمارات الصينية المباشرة في الدول الواقعة على مسار الحزام والطريق 14.5 مليار دولار. وعلى هذا الأساس، تعمل الصين بدأب حثيث على دفع العولمة الإقتصادية من خلال مبادرة الحزام والطريق. وقد أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن “طريق الحرير يعد ثروة مشتركة بين مختلف الشعوب.” حيث لم تسهم هذه المبادرة في تعميق التعاون بين الصين والدول الواقعة على المسار فحسب، بل أرسلت لهذه الدول وللعالم مفهومي”مجتمع المصالح المشتركة” و”مجتمع المصير المشترك”.
    بعد 3 سنوات من اطلاقها، غدت مبادرة الحرير في الوقت الحالي سلعة عامة دولية. لذلك سيعكف المنتدى الحالي على تعزيز الإجماع وتوضيح الإتجاه وتخطيط الرؤية. وسيفتح منصة للتشاور حول مجالات التعاون المستقبلي وتحديد مخططات التعاون ودفع عملية بناء مبادرة الحزام والطريق بإتجاه مرحلة جديدة من التطور. لذلك فإن منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي يمثل فرصة لبناء منصة تعاون دولية ودفع الترابط والتشابك بين مصالح الدول، كما سيعمل المنتدى على تحويل التوافق إلى قوى دفع ومنافع لمعيشة الشعوب، ويجعل من مباردة الحزام والطريق تصبح أملا وحلما لمختلف شعوب الدول الواقعة على مسارها.

  • نائب محافظ بنك الشعب الصيني:حركة السيولة المالية دعم مهم لبناء الحزام والطريق

    نائب محافظ بنك الشعب الصيني:حركة السيولة المالية دعم مهم لبناء الحزام والطريق

    بقلم وانغ قوان، صحفي بصحيفة الشعب اليومية
    قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في 14 مايو إن الصين ستضيف 100 مليار يوان (حوالي 14.5 مليار دولار أمركي) لصندوق طريق الحرير من أجل تعزيز الدعم المالي لبناء الحزام والطريق. وجاء إعلان الرئيس شي خلال خطابه في افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين.

    وفي هذا السياق، قال نائب محافظ بنك الشعب الصيني يي قانغ أن توسيع حجم صندوق طريق الحرير يعد أمرا ضروريا، ويعتقد أن حركة السيولة تمثل دعما مهما لبناء الحزام والطريق. وأوضح أن معظم دول الحزام والطريق هي البلدان النامية التي تواجه النقص في الأموال لبناء البنية والتحتية وغيرها من المشاريع الكبرى وتحتاج احتياجا ملحا إلى دعم دولي لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال يي إن زيادة رأس المالي ستساعد الصندوق على استغلال المرونة والكفاءة، كما ستساعد زيادة عمليات التمويل الصندوق على لعب دورا أكثر ايجابية، ما يسهم في ضمان الاستدامة المالية على المدى الطويل وتحقيق عوائد منصفة مقابل استثماره من خلال تمويل إنشاء الحزام والطريقة.

    وأضاف يي قانغ أن صندوق طريق الحرير يمتلك احتياطيا كبيرا من المشروعات على قائمة الانتظار وإن الطلب على التمويل سوف يتعاظم خلال المستقبل. لذلك، فإن زيادة رأس المال للصندوق ستساعد على إطلاق عنان مرونة والكفاءة أدائه، ما سيدفع بعملية بناء الحزام والطريق بشكل أفضل. ومن ناحية أخرى،سيساعد الرأسمال الوافر لصندوق طريق الحرير دور قوة دفع في تنسيق موارد دول الحزام الطريق و سيولة المؤسسات المالية الدولية، ما يسهم في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الصين ودول الحزام والطريق وتقاسم ثمار المبادرة.

    وقال يي قانغ أنه بعد زيادة رأس المال، لايزال صندوق طريق الحرير يتمسك بمبدأ السوق خلال تشغيله، حيث سيتم إدارته بشكل مستقل ويتحمل مخاطر والأرباح والخسارة بنفسه، فلا يوفر الموارد المالية لبناء الحزام والطريق فحسب، بل يمكن جلب العوائد المالية الجيدة في سبيل تحقيق هدف التشاور والتشارك والمنافع المتبادلة لمبادرة الحزام والطريق.

    يواصل صندوق طريق الحرير منذ تأسيسه، تعزيز التعاون في البنية التحتية وتنمية الموارد والصناعات والمالية بين الدول على طول الحزام والطريق اعتمادا على مفاهيم “الانفتاح والشمولية” ووفقا لمبادئ السوق والمبادئ المهنية والدولية. وحتى الربع الأول من هذا العام، قد وقع صندوق طريق الحرير 15 مشروعا، وبلغ حجم استثماراته نحو 6 مليارات دولار، ما يغطي روسيا ومنغوليا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وغرب آسيا وشمال أفريقيا وأوروبا ومناطق أخرى. كما خصص الصندوق ملياري دولار لانشاء صندوق الصين وقازاقستان للتعاون في طاقة الإنتاج.

    بالإضافة إلى زيادة رأسمال صندوق طريق الحرير، أشار الرئيس شي إلى تشجيع المؤسسات المالية على إجراء أعمال الصناديق المالية بالرنمينبي في الخارج، ويتوقع أن يبلغ حجم ذلك حوالي 300 مليار يوان.

  • التنمية مفتاح حل جميع المشاكل

    التنمية مفتاح حل جميع المشاكل

    صحيفة الشعب الصينية:
    ألقى الرئيس شي جين بينغ خطابا بمناسبة افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي يوم أمس /14 مايو الحالي/ لتفسير روح طريق الحرير وتلخيص نتائج بناء الحزام والطريق منذ إطلاقه ورسم المخططات المستقبلية وفتح صفحة جديدة من بناء الحزام والطريق.

    وقد وُصفت كلمة شي بأنها “كلمة عميقة وحكيمة تمزج بين الفلسفة والتاريخ والعلاقات الدولية وغير ذلك من المباديء” وذلك على حد قول كيث بينيت، نائب رئيس نادي مجموعة 48 في بريطانيا، وهو عبارة على شبكة أعمال مستقلة معنية بتعزيز العلاقات بين بريطانيا والصين. مضيفا أن “انعقاد المنتدى لا يعني دخول بناء الحزام والطريق عصرا جديدا فحسب، بل يعني كذلك دخول قضية التنمية العالمية المشتركة عصرها الجديد.”

    وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التجربة التاريخية للتعاون بين البلدان المرتبطة من خلال طريق الحرير القديم عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للقرن الـ 21، في وقت يواجه فيه العالم “تحديات غاية في الخطورة.”

    “خطاب الرئيس شي غني بالمحتويات وبعيد الآفاق.” قال جاك مارتن، باحث بارز في معهد السياسة والعلاقات الدولية بجامعة كامبريدج البريطانية لصحيفة الشعب اليومية، مشيرا الى ان الرئيس شي جين بينغ يدعو بإخلاص البشرية إلى التنمية المشتركة بغض النظر عن الأيديولوجيات والأعراق المختلفة. وهذه الدعوة للوحدة والتعاون والشمولية تختلف تماما عن الاتجاه المناهض للعولمة في الكثير من الدول الغربية.

    وقال جاك ما مؤسس شركة علي بابا “إن المبادرة أبعد كثيرا من الاستراتيجية الاقتصادية لأي دولة أومنطقة بمفردها، ومهمتها هي جعل العالم أكثر إبتكارية وديناميكية ومساواة.” مضيفا، “إن مبادرة الحزام والطريق تعد رؤية واضحة لمستقبل مشرق، تتحمل مسؤولية الدولة الكبرى.”

    “فتح بناء الحزام والطريق نمطا جديدا للتعاون والفوز المشترك بين الدول.” وصف موشهيد حسين رئيس لجنة الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني في البرلمان الباكستاني مبادرة “حزام والطريق” على أنه نمط منفتح وشامل، وقال ان باكستان تثمن روح الصين في تقاسم ثمار التنمية مع بقية دول العالم.

    وقال المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق جان بيير رافران، إن التعددية والعولمة الاقتصادية تكتسي أهمية كبرى للإقتصاد العالمي. وعبر عن تطلعه في أن تتمسك مختلف الدول بسياسات إنفتاح على أعلى مستوى، وليس فقط الصين.

  • السفير الصيني في لبنان لـ«الجمهورية»: لا نسعى للهيمنة عبر منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي

    السفير الصيني في لبنان لـ«الجمهورية»: لا نسعى للهيمنة عبر منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي

    صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
    مي الصايغ:

    بعد ثلاث سنوات على طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرةَ «الحزام والطريق» في 2013، وهي عبارة عن مبادرتين للبناء المشترك؛ الأولى «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، والثانية «طريق الحرير البحري للقرن الـ 21» (يشار إليهما اختصاراً بمبادرة «الحزام والطريق»)، يناقش «منتدى الحزام والطريق» للتعاون الدولي في 14 و15 الجاري خطة التجارة والبنية التحتية المقترَحة من الصين لتربط آسيا بأوروبا وإفريقيا. وفي وقتٍ تتطلّع الصين إلى توقيع اتفاقات ومذكّرات تفاهم جديدة ووضعِ خطط تنفيذية، في حضور 18 رئيس دولة وحكومة والأمين العام للأمم المتحدة، تنفي على لسان سفيرها في لبنان وانغ كيجيان نيتَها توسيعَ نفوذها الاستراتيجي والسياسي عبر ذراعها الاقتصادية، على حساب الولايات المتحدة.ينفي السفير الصيني في لبنان سعيَ بلاده من خلال مبادرة» الحزام والطريق» إلى توسيع نفوذ الصين الاستراتيجي والسياسي على حساب أميركا، مُشدّداً على أنّ الهدف من المبادرة «إيجاد منصّة دولية لتعاونٍ اقتصادي، وتنشيط التجارة البينية بين الدول، وتدعيم التجارة الحرّة، ودفعُ العولمة الاقتصادية المتعدّدة الأقطاب».

    ويستشهد في مقابلة مع «الجمهورية» بمثلٍ صيني ليقول: «البعض يحاول قياس الآخرين انطلاقاً من عقليته الضيّقة»، مؤكّداً أنّ «الصين لا تسعى إلى الهيمنة ولا إلى مناطق نفوذ».

    ويُذكّر بأنّ هذه هي المرّة الأولى التي تطرح فيها الصين مبادرة إقليمية ودولية في شأن التعاون الاقتصادي، وهي تحتاج إلى تشاور وتنسيق مع جميع البلدان، فخلال السنوات الثلاثة الماضية تمّت مراجعة الخطوط العريضة والآليات لتنفيذها، على أن يجري العمل على تطويرها مستقبلاً، من دون أن يُغفل الأزمات الإقليمية والبؤَر الساخنة، ولا سيّما في منطقة الشرق الأوسط والتي تؤثّر على تقدّم هذه المبادرة.

    ويوضح بأنّ هذه المبادرة تتضمّن عدة محاور، منها «ربط السياسات الاستراتجية التنموية لكلّ بلد وتطوير البنى التحتية وتنشيط التجارة البينية بين هذه الدول، لتربط آسيا بأوروبا وإفريقيا، وتشجيع الاستثمارات والتواصل الإنساني».

    ويقول كيجيان: «وجَدنا أنّ مستويات التنمية في البلدان متفاوتة، وهناك عقبات تواجه الاقتصاد العالمي الذي لم ينتعش بعد الأزمةِ الاقتصادية في عام 2008، منها طرحُ وضعِ عراقيل وحواجز على التجارة العالمية التي تخالف مبدأ العولمة، ويجب أن نتغلّب عليها»، مشيراً إلى أنّه هناك من «يريد الرجوع إلى الانعزالية والتخلّي عن الاقتصاد الحر والتجارة الحرّة».

    ويشدّد على أنّ هذه المبادرة تختلف عن المبادرات التي طرِحت في السابق من قبَل بعض الأطراف التي تهدف إلى السيطرة، كونها تدعو إلى العمل وتضافرِ الجهود من قبَل الأطراف المعنية، وتحقيق الرفاهية والنمو الاقتصادي للجميع، من خلال التشاور والتنسيق بين السياسات لكلّ بلد، والتمتّع بمنجزات نجاحها وتقاسُم الثروات.

    ويقول: «نريد تعاون جميعِ الأطراف وتحقيقَ المنفعة للجميع، وليس السيطرة من طرف على آخر، أو لعبة كسبِ طرف على حساب آخر».
    ويوضح أنّ هذه المبادرة الاقتصادية «ليست مُغلقة وليس هناك شروط للانضمام إليها أو قيود جغرافية أو سياسية، وقد لاقت ترحيباً واسعاً من أكثر من 100 دولة، فلكلّ من يريد الانضمام، أهلاً وسهلاً، ويمكننا الاستفادة من تبادلِ الخبرات والتجارب».

    فعلى سبيل المثال، «الولايات المتحدة واليابان قامتا بمشاريع اقتصادية كثيرة في العالم العربي، يمكن أن نستفيد من هذه الخبرات، بالتعاون معهما لتحقيق المنفعة والكسب للجميع»، يتابع كيجيان.

    ويعيد السفير الصيني التذكيرَ بأنّ بلاده تولي الدوَل العربية التي كانت تقع على خط طريق الحرير القديم، بما فيها لبنان، أهمّية كبيرة. ويقول: «نجد أنّ العالم العربي يقع في قلبِ حزام اقتصادي لطريق حرير جديد، وهناك مجالات واسعة للتعاون مع دول الخليج وإفريقيا، ولا سيّما في مجال الطاقة والبنى التحتية، وقد تمَّ بحثُ ذلك خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في العام الماضي».

    البنى التحتية اللبنانية

    أمّا لبنان، فله مكانة خاصة عند الصين، ويشكّل محطة مهمّة على طريق الحرير القديم، وحلقةً مهمة في مبادرة الحزام والطريق، يؤكّد كيجيان.
    ويقول: «إنّ لبنان رحَّب بهذه المبادرة وتَعامل بإيجابية معها، وأبدى رغبتَه المشارَكة بها»، لافتاً إلى أنّ «وزير الثقافة الدكتورغطاس الخوري ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر سيُمثلان لبنان في المنتدى».

    ويؤكّد أنّ الصين، إلى جانب تقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية إلى المجتمعات المضيفة والنازحين السوريين، «مستعدّة للعمل مع الحكومة اللبنانية والتعاون في مجال التطوير الصناعي وتنشيط التجارة البينية، ودعم المخطط التوجيهي للبنى التحتية»، التي تعرّضت إلى الاستنزاف بسبب أزمة النزوح السوري.

    ويقول: «ندرس الآن تقديمَ قروض ميسَّرة لمشاريع البنى التحتية في لبنان».

    وفي ظلّ الحديث عن ترويج الصين لخطة تصدير الوظائف المنخفضة الدخل في قطاعات مِثل صناعة الفولاذ إلى بلدان أخرى وتحويل العمّال الصينيين إلى وظائف مرتفعة الدخل، يوضح كيجيان أنّ «صناعة الفولاذ ليست منخفضة الدخل بل هي صناعة متطوّرة وضخمة»، مشيراً إلى أنّ «الصين بعد أكثر من ثلاثين سنة من الإصلاح والانفتاح حقّقت نموّاً اقتصادياً هائلاً، وبات اقتصادها أهمَّ اقتصادات العالم، لكنّه يواجه مشاكل كبيرة، ولا سيّما في مجال التنمية المستدامة».

    ويقول: «إقتصادنا يعتمد على الاستثمار وتوسيع حجم الإنتاج على المستوى الأفقي، نتيجةً لذلك أصبحت الطاقة الإنتاجية هائلة جداً، المكوّن الصناعي في الاقتصاد الصيني يشكّل أكثرَ من 50 في المئة، بينما قطاع الخدمات أقلّ من المستوى المفترض، ونسعى إلى خفضِ طاقات الإنتاج والارتقاء بمستوى الصناعة الصينية لتصبح أكثرَ تطوّراً وحداثة، وزيادة قطاع الخدمات».

    ويوضح أنّ «الصين لديها طاقة فائضة للإنتاج، في مجال الحديد والفحم على سبيل المثال، وهذه الطاقات الإنتاجية ليست بالضرورة طاقات متخلّفة، لكنّ التركيز يتمّ الآن للارتقاء بمستوى الصناعة والاختراعات وتحديث القطاعات الأكثر تطوّراً في العالم، وهي حقّقت إنجازات في مجالات الصناعات العسكرية والطائرات والسفن والمعلوماتية».

    ويلفت إلى أنّ «اقتصاد الصين يختلف عن بلدان أخرى، فكلّ مقاطعة لديها خطة اقتصادية خاصة بها، وتريد صناعات متكاملة، لكن على نطاق الدولة قد تفوق الطاقة الإنتاجية الطلبَ الداخلي وحتى العالمي».

    أمام هذا الواقع، يجد السفير الصيني أنّ «خفض الإنتاجِ ضروري لرفع الجدوى الاقتصادية».

    ويشير على سبيل المثال، إلى «أنّ البلدان التي تقع غرب الصين يعاني معظمها من تدنّي مستويات الإنتاج الصناعي، ولديها نقصٌ في البنى التحتية، وهناك إمكانية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين الصين وهذه الدول، التي تحتاج إلى تحديث صناعاتها وتمويل واستثمارات وبنى تحتية».

    ويقول: «إذا أردنا نموّاً مستداماً، يمكننا التعاون وتحقيق التكامل، وهذا سيشكّل مساهمةً كبيرة للاقتصاد العالمي، فالهدف ليس نقل الصناعات إلى دول أخرى. وفي لبنان تحديداً، إذا كانت هناك حاجة إلى مصنع فولاذ، ولدينا مصنع جاهز يمكن نقلُه إلى هنا، فهذا يفيد الطرفين»، مشيراً إلى أنّ «تكاليف الإنتاج واليد العاملة في الصين ترتفع سنةً بعد سنة، وهذا سيؤدي إلى صناعة ذات عائدات أقلّ، ويمكن لهذه الشركات، بدل المجيء الى الصين، نقلُ المصانع الى بلدان مِثل دول جنوب شرقي آسيا بكِلفة أقلّ».

    مناطق خفض التصعيد

    سوريّاً، لا شكّ في أنّ الحرب المستعرة تُرخي بظلالها على اندفاعة المبادرة الصينية، ويبقى السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة التي دخلت عامها السابع، حلٌّ سياسي تدعمه وتؤمِن به بكين.

    ويشدّد السفير الصيني على أنّ بلاده تؤيّد وتشجّع بقوّة مناطق تخفيف التصعيد في سوريا. ويقول: «إنّ الهدف من مناطق وقفِ التصعيد وقفُ العنف، تمهيداً لعملية سياسية، وهذا ما نسعى إليه منذ البداية، علينا وقفُ العنف ومحاربة الإرهاب وإيصال المساعدات الإنسانية وحلُّ الأزمة عبر المفاوضات، وتهيئة الظروف لانتقال سياسي».

    غير أنّ نشر قواتِِ صينية على الأرض في مناطق تخفيف التصعيد الأربعة «ليس مطروحاً الآن»، على رغم أنّ الصين سبقَ وشاركت في الـ 2012 بقوات تحت راية الأمم المتحدة. و»اليوم، الصين مستعدّة لتكرار التجربة، إذا كان للمنظمة الدولية الدور الرئيسي في حماية هذه المناطق»، يختم كيجيان.

  • قمة مبادرة الحزام والطريق: معلومات وأرقام

    قمة مبادرة الحزام والطريق: معلومات وأرقام

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    أنور عكاشة*

    مع انطلاق منتدى التعاون الدولي للحزام والطريق، بكين استعدت لاستقبال ضيوفها من مختلف الدول.
    في الأثناء دخلت مدينة المؤتمرات الدولية بهوارو توقيت “الحزام والطريق”. وقال مسؤولون من حكومة مدينة بكين، بأن مراسم الإفتتاح والإجتماعات السامية والإجتماع العام و6 اجتماعات فرعية ستعقد في مركز المؤتمرات الوطني. وتتكفل مدينة بكين بتقديم الخدمات والضمانات لجميع هذه الأنشطة. حيث من المتوقع ان تقدم خدماتها إلى أكثر من 10 آلاف شخص، ممثلين عن الوفود الصينية والأجنبية ووسائل الإعلام والموظفين وغيرهم. كما من المتوقع ان تقدم في وقت الذروة خدماتها المطعمية لـ 18 ألف شخص. وفي الوقت الحالي،تم وضع جميع قاعات الإجتماعات على أهبة الأستعداد.
    مركز المؤتمرات الدولي ببحيرة يانتشي، سيكون المقر الرئيسي لإحتضان منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، كما ستكون قاعة جيشيان المقر الرئيسي لإنعقاد اجتماعات الطاولة المستديرة. وستنظم مآدب القادة برواق هايان في فندق يانشي، وتم في الوقت الحالي وضع مختلف قاعات الإجتماعات وتجهيزاتها على أهبة الإستعداد.
    أعلن مسؤول من وزارة التجارة في مؤتمر صحفي عقده مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني في 10 مايو الجاري أن الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق أحرزتا نتائج ملحوظة في التعاون الاقتصادي والتجاري منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، حيث وصل حجم التجارة بين الصين ودول الحزام الطريق إلى 20 تريليون يوان بين عامي 2014 و2016، والنمو أسرع من المتوسط العالمي.
    ويلعب معرض الصين-الآسيان، ومعرض الصين-جنوب آسيا، ومعرض الصين-آسيا وأوروبا، ومعرض الصين-الدول العربية وغيرها من المنصات الأخرى دورا إيجابيا، ما يسهم في دفع التفاعلات والتبادلات بين شركات دول الحزام والطريق والتقاسم للفرص التجارية.
    وعلى صعيد التعاون الاستثماري، تشجع الصين شركاتها على الاستثمار في دول الحزام والطريق. وتجاوز حجم استثمارات الشركات الصينية المباشرة في هذه البلدان 50 مليار دولار بين عامي 2014 و2016، وبلغت قيمة الصفقات لمشروعات المقاولة الجديدة 304.9 مليارات يوان. وفي الوقت نفسه، تسعي لتوسيع مجالات دخول الاستثمار الأجنبي وخلق الظروف عالية المستوى للأعمال التجارية الدولية من أجل جذب استثمار دول الحزام والطريق في الصين.
    قد أنشأت الصين 56 منطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري في 20 بلدا واقعا على طول الحزام والطريق، ويتجاوز حجم الاستثمارات الحالي 18.5 مليار دولار، ما يخلق أكثر من 1.1 مليار دولار من الإيرادات و180 ألف فرصة عمل.
    كما كشفت وزارة التنمية والإصلاح خلال مؤتمر صحفي مؤخرا أن منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المنعقد قريبا سيشمل ثلاثة أجزاء وهي حفل الافتتاح وقمة قادة الطاولة المستديرة واجتماعات سامية. وستنعقد الاجتماعات السامية وفقا لنمط “6+1″، حيث سيتم إقامة اجتماع عام وست اجتماعات فرعية، وسيقوم من خلالها الضيوف الصينيون والأجانب بمناقشات حول البنية التحتية والاستثمار الصناعي والتعاون الاقتصادي والتجاري وموارد الطاقة والتعاون المالي والتبادلات الإنسانية والبيئة الأيكولوجية والتعاون البحري وغيرها من ثمانية جوانب. ومن المتوقع أن يشارك في المنتدى أكثر من 1500 ضيف، ومنهم أكثر 850 ضيفا أجنبيا، ما يغطي أكثر من 130 بلدا وأكثر من 70 منظمة دولية.

    * صحافي في وكالة الأنباء السودانية ـ السودان

  • قمة بكين.. إقتصاد دول وشعوب لسلام ثابت

    قمة بكين.. إقتصاد دول وشعوب لسلام ثابت

     
    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    مارينا سوداح*:
    بغض النظر عن أن “الجسم الأساسي” لمؤتمر الحزام والطريق الحالي في العاصمة الصينية، هو رؤساء الدول والحكومات، إذ بلغ عددهم نحو ثلاثين شخصية، إلا أن الاجتماع الدولي في بكين يَحوز على اهتمام ملايين التجّار ورجال الأعمال والصناعيين، ناهيك عن مئات ملايين فقراء البشر، الذين يتطلعون الى القمة لتخدمهم، وتساهم في استقراراهم النفسي والاجتماعي وأجيالهم ولترتقي بأحوالهم المعيشية والمستقبلية.
    إن استضافة الصين ممثلون عن دول متباينة في العديد من توجهاتها وبعضها متعادٍ، يؤكد أن إطار المبادرة الصينية إنما يهدف الى تحقيق الفوز المشترك للدول والشعوب، ولأنها المبادرة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة، وحضور ممثلو الدول المختلفة هو أساسي ولا يمكن للصين والعالم الاستغناء عنه، ذلك أن الجميع يجب ان يكون جزءاً من الحزام والطريق وإقامته، وللتعاون الاقتصادي السلمي، ولا يمكن تحقيق ذلك بدون توافق سياسي مع الجميع، ومن جانب الجميع مع الجميع.
    ان تنفيذ قرارات قمة الحزام والطريق التي سيتوصل إليها المؤتمرون، يَحوز على اهتمام جُلَّ رجال الأعمال والمستثمرين العرب، على نحو خاص، والاردنيين أيضاً. فمنذ أن بدأ قطار التنمية الإقتصادية الصينية يسير بتسارع ملحوظ، خلال العقود الأخيرة، جاء العديد من التجار العرب من الاردن، فلسطين، اليمن، السعودية، العراق، مصر وغيرها من الدول العربية، للإستفادة من ثمار التنمية الصينية، والكثير منهم تزوج من فتيات صينيات، وإستقر في الصين، وبعضهم الآخر أصبح الى جانب عمله التجاري، خبيراً بالشؤون الصينية، وبإستراتيجية “الحزام والطريق”، ذلك أن فئة التجار وأصحاب الأمول، هم الأكثر تحمّساً والأكثر حباً لتفعيل أهدافهم في الصين، لأنهم يلمسون يومياً الأرباح الانسانية والمعنوية والمادية للمشاريع الصينية الاممية.
    تقول المراجع الصينية، أن من بين التجار الاجانب المستقرين في الصين، نجد 3 مجموعات رئيسية هي: التجار العرب، التجار الأفارقة والتجار الهنود، ويحصل التجار العرب على أعلى تقييم وتوصيف إيجابي من السكان المحليين في مختلف المدن التي يستقرون فيهم.
    قمة الحزام والطريق ستدشن بموافقة عالمية من جانب رؤساء الدول والحكومات، التبادل والتواصل بين الصين والدول المجاروة لها، وتلك البعيدة عنها، وستغدو التبادلات أكثر كثافة في ظل التعاون في إطار إستراتيجي، مع تسهل المواصلات الحديدية والبرية، وتعزيز قنوات الحوار على المستوى الدبلوماسي والمالي، وتفهّم الجانبين الصّيني والعَربي بخاصةٍ، لعادات وتقاليد ودقائق حياة بَعضهم بَعضاً، وهذا ما يُساعدهم في أعمالهم التجارية، ويعود بالخير على جميع الاطراف في العملية التجارية والمالية.
    ومن الضروري الإشارة، الى ان طريق الحرير القديم كان شبكة من الطرق التجارية لربط الصين بآسيا وأوروبا، الغرب والشرق والجنوب والشمال، وعمل كما سيعمل الطريق الجديد الذي يرثه، على التواصل السلمي، والتبادل التجاري والاندماج الحضاري والتعايش المتناغم بين مختلف الدول والأمم، وتفاهم أصحاب الأديان المختلفة على قواسم العيش المشترك في ظل السلام الاقتصادي العالمي.
    وبواسطة الحزام والطريق الجديد، ستُنقل البضائع والسلع بموافقة قادة الدول والحكومات، من الشرق إلى الغرب وبالعكس، لتكون الإفادة للجميع، ومرفقة بمساهمات متنامية وتحاكي مصالح الامم في التبادلات الثقافية والإعلامية بين المشارق والمغارب البشرية، بحيث يتم إجهاض المكنونات الحربية وتلك السلبية، والبغضاء و “فوبيا الآخر” من الثقافات ووسائل الإعلام غير المسؤولة، لتكون الغلبة لشريان التجارة العالمي والاقتصادي السلميين وتحالف البشر المسالمين.

    * مديرة تسويق سياحي، وناشطة في كادر الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ومنتديات أصدقاء وسائل الإعلام الصينية بالاردن.