التصنيف: المبادرة

  • الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم

    الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم

    anwar-okasha-belandroad-dynamics

     

    تقرير: أنور عكاشة*

    الذي ينظر بعين فاحصة لتداعي فكرة الحزام والطريق وتطبيقها على أرض الواقع يجد أن هناك تناسقاً عميقاً بين الشعب والدولة، إذ أن “التناسق يوٌلد المعاناة والمعاناة تٌولد الإبداع”، أو كما قال المثل الكلاسيكى الذى أصبح واقعاً معاشاً عند بعض الشعوب، لا سيما الشعوب التى تعمل في صمت حقيقي بشكل جاد.
    ها قد جاوزت فكرة الحزام والطريق التحديات الجسام التي تعترض طريق التنمية المستدامة والبنى التحتية، حيث أصبحت العلاقات الدبلوماسية للجمهورية الصين الشعبية مع القارة الأفريقية والآسيوية وكذا الأوربية أكثر متانةً وعمقاً، كيف لا وأنّ الحزام والطريق من خلاله فُتحت كثير من المعابر الاستراتيجية لتنشيط حركة التجارة وتقوية الصداقة الشعبية، لا سيما الدول التي تطل على طريق الحزام، إضافةً الى سهولة التواصل وتبادل المنافع والسلع التجارية والاقتصادية، وهذا جعل الصين أكثر انفتاحاً ديناميكياً نحو العالم من خلال المدن والمناطق الجغرافية التى تتمتع بها .
    وفى سبيل تعميق فكرة الحزام والطريق استطاعت الصين توظيف المزايا النسبية لشتى مناطقها بشكل مستفيض، وذلك بتنفيذ إستراتيجية إنفتاح أكثر نشاطاً ومبادرة ، وتعزز التفاعل والتعاون بين مناطقها الشرقية والوسطى والغربية، وترفع مستوى الاقتصاد المنفتح على نحو شامل.
    تعتبر شينجيانغ بجغرافيتها الفريدة ودورها كنافذة هامة للانفتاح على الدول الواقعة غرب الصين إحدى وسائل التبادل والتعاون مع دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا وغيرها، لتشكيل مركز هام للمواصلات والتجارة وشحن السلع والثقافة والعلوم والتربية في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهذا جعل شينجيانغ منطقة محورية للحزام.
    بجانب توظيف المزايا الاقتصادية والثقافية الشاملة لشنشي وقانسو، والمزايا الإنسانية والقومية لنينغشيا وتشينغهاي، والعمل على جعل منطقة شيان منطقة داخلية رائدة جديدة للإصلاح والانفتاح، والإسراع بالتنمية والانفتاح للانتشو وشينينغ ، ودفع إنشاء المنطقة الداخلية التجريبية للاقتصاد المنفتح في نينغشيا، لتشكيل ممرات مؤدية إلى دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا، ومركز للتجارة وشحن السلع، وقاعدة للصناعات الرئيسية والتبادل الانساني، وتوظيف المزايا الجغرافية لمنغوليا، وإكمال وتحسين ممرات وشبكة سكك الحديد الإقليمية التي تربط هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ وبين الشرق الاقصى الروسي، ودفع بناء ممر بكين ـ موسكو للشحن فائق السرعة بين أوروبا وآسيا، والعمل على بناء نافذة مهمة للانفتاح على الدول الواقعة شمال الصين.
    ولا شك أن المناطق الداخلية تتمتع بالعديد من المزايا المتمثلة في المساحة الشاسعة والموارد البشرية الوافرة والأساس الصناعي الجيد. وبالاعتماد على مجموعة المدن على المجرى المتوسط لنهر اليانغتسى ومجموعة المدن المحيطة بتشنغدو وتشونغتشينغ ومجموعة المدن في السهول الوسطى ومجموعة مدن هووهيهوت وباتوا واردوس ويويلين ومجموعة المدن المحيطة بهارين وتشانغتشون وغيرها من الأقاليم الرئيسية، تدفع الصين التفاعل والتعاون بين الأقاليم والتنمية الصناعية المجمعة وتجعل من تشونغتشينغ دعامة هامة للتنمية والانفتاح في غربي الصين، ومن تشنغدو وتشنغتشو وووهان وتشانغشا ونانتشانغ وخفى مدناً داخلية رائدة للاقتصاد المنفتح .
    لذلك شرعت الصين للعمل جاهدة بدفع التعاون بين المناطق على المجريين الأعلى والمتوسط لنهر اليانغتسى ومنطقة الفولغا الفيدرالية بروسيا الاتحادية، وشرعت في إنشاء آلية التنسيق للنقل بسكك الحديد والتخليص الجمركي في المعابر الحدودية في ممر الصين ـ أوروبا، وماركة قطارات خط الصين ـ أوروبا، وممر نقل يربط بين داخل البلاد وخارجها وبين المناطق الشرقية والوسطى الغربية داخل البلاد، وهي تدعم إنشاء المطارات والمرافئ البرية الدولية في تشنغتشو وشيآن وغيرهما من المدن الداخلية، وتعزز التعاون في التخليص الجمركي بين المعابر الحدودية الداخلية والموانيء الساحلية الحدودية وتمارس الأعمال التجريبية للخدمات الالكترونية للتجارة العابرة للحدود، وتحسن الصين التوزيع الاقليمي للمراقبة الجمركية الخاصة، وتبدع في نمط تجارة المعالجة، وتعمق التعاون الصناعي مع الدول على طول الحزام والطريق.

    انور عكاشة
    محرر القسم السياسى
    وكالة السودان للانباء (سونا)
    Anwarakasha555@gmail.com

  • مبادرة الحزام والطريق والمستقبل المشهود

    مبادرة الحزام والطريق والمستقبل المشهود

    anwar-okasha-belandroad

    تقرير // أنور عكاشة*:
    فى الاسبوع المنصرم أطلقت صحيفة الشعب اليومية الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعى الصينى بادرة طيبة، جمعت من خلالها جمع غفير من المؤسسات الإعلامية من الصحف ووكالات الأنباء على المستوى الإقليمي والأفريقي والدولى فى بوتقة إعلامية مشرقة شكٌلت من خلالها لوحة إتسمت بالموضوعية والشفافية، وتدفقت من خلالها معاني التسامي والنضوج الفكري، تأكيداً على أهمية الرسالة الإعلامية للجمهور المستقبل، وإنفاذاً على نجاح مبادرة الحزام والطريق، تلك البادرة التي أطلقها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينغ بينغ، إيماناً منه بتلبية هذه المبادرة لرغبات الشعوب ودفعاً للعلاقات الدبلوماسية بين البلدان المختلفة لا سيما دول القارة الافريقية .
    لقد كانت مبادرة مبادرة الحزام والطريق بمثابة الفكرة التى نبعت من خلال العصف الذهنى واستدعمت عملياً بمبدأ المصاهرة على المستوى الرسمي والشعبي، حكومةً وشعباً، الكل شمّر عن سواعده لإنجاح هذا الصرح، تحقيقاً للرفاهية والتنمية المستدامة للشعوب .
    صحيفة الشعب كانت أحد قوارب النجاة فى إنجاح فكرة الحزام والطريق التي أبهرت جميع وسائل الإعلام في تبنى وتدعيم المبادرة ،وتأكيداً على الدور التكاملي في ترويج الرسالة الإعلامية التي تحقق الهدف المنشود، وهنا تكمن أهمية الرسالة الإعلامية بالنسبة للصحيفة، في محاولة دعم ومساندة الصداقة الشعبية وتحقيق الدبلوماسية عبر الرسائل الإعلامية الهادفة لوسائل الاعلام المؤثرة، والتي دائماً ما تكون جديرة في التأثير على جمهورها وإقناعه بأهمية الفكرة التي تأتي بالجوانب المفيدة.
    وكالة السودان للانباء (سونا) كانت حاضرةً فى المنتدى الإعلامي لوسائل الإعلام، وأعلنت عن ترحيبها بفكرة المنتدى في أن تكون جزءاً من المنظومة المشاركة، والتي انتظمت فعالياتها إبتداءً ببكين ثم مقاطعة قانسو مدينة (لانتشو) ثم مدينة دونغ هوانغ ، حيث جسدت رسالة الرئيس الصينى شي جينغ بينغ التي أطلقها أثناء فعاليات المؤتمر، حيث اتسمت برونق الرجل الصادق المحب لوطنه، وفيها رسالة للكد والاجتهاد مع الإصرار والعزم، وتخللتها حكم وأمثال تحمل معاني عميقة التأثير، وهكذا تكون صفات القائد ونِعم القيادة، كما أكدت الرسالة على بناء جسور للتواصل الفعال والمشترك.
    كانت ـ ولا زالت ـ مبادرة الحزام والطريق تشكل تحدياً عميقاً لكل المجتمعات في أن تشرع في بناء وتطوير مثل هذه الأفكار التي تؤكد على ضمان وسلامة المستقبل المشهود. ولطالما كل الشعب يعمل من أجل فكرة ويدعمها معنوياً وجسدياً ونفسياً ومالياً، فبالتأكيد سوف تجد النجاح.
    وتشكل مبادرة الحزام والطريق صرحاً عملاقاً تعبر من خلاله قطارات التواصل لكسب الثقة بين مختلف الشعوب. ولأن المستفيد الأول ليس الصين فحسب وإنما الشعوب الأخرى، لا سيما التي تطل على طريق الحزام والطريق فيما يتعلق بالتجارة الاقتصادية وسوق السلع والمنتجات وتبادل الموارد البشرية،
    استنفرت المؤسسات الاعلامية والاقتصادية والاجتماعية في دعم مبادرة الحزام والطريق، حيث ادهشت الصين العالم بعزيمة المواطن الصيني الذي دائماً ما يبحث في محاولة الخروج من جلباب التقليد والكسل والخمول إلى سرعة التطبيق وحب العمل وإسعاد الآخرين، وهذه إنسانية نادرة قلّ ما تجدها في شعوب العالم .
    صحيفة الشعب كانت بمثابة الناطق الرسمي لمبادرة الحزام والطريق، ويكفىيها فخراً أنها استطاعت وللمرة الثالثة أن تدعو مجموعة من الصحف والوكالات العالمية التي تعتبر قائدة للرأي في بلدانها.
    وعلى هامش مهرجان المنتدى الإعلامي لوسائل الإعلام وقعت صحيفة الشعب إتفاقية تعاون مشترك مع وكالة السودان للانباء لتبادل المواد الإعلامية ذات الأهمية بين الجانبين. وتناولت الاتفاقية عدداً من الأهداف ذات الاهتمام المشترك للمضي قدماً بتطوير العمل الإعلامي، في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، تتمثل في تقاسم حقوق النقل والنشر والتمكين من إجراء مقابلات صحفية مشتركة حول الأحداث الإخبارية الهامة، كما تتيح الاتفاقية وفقاً للحاجة التنموية الخاصة بكل طرف تبادل الابتعاث للتدريب وتنظيم حلقات نقاش ومنتديات ومعارض وغيرها من الأنشطة ذات الصلة.
    كما أنشأت أيضاً ما يعرف بالرابطة الدولية لوسائل الإعلام الدولية، جمعت مجموعة من وسائل الإعلام الدولية والإقليمية تضم خمس عشرة مؤسسة إعلامية على رأسها صحيفة الشعب، وكالة السودان للأنباء، مجموعة تايمز الإعلامية بجنوب أفريقيا، وكالة الأنباء الكازخستانية، وكالة الأنباء البرتغالية (لوسا)، موقع إذاعة هولندا العالمية، وصحيفة الأخبار المصرية، وبوابة ميرفيلهو البرازيلية، موقع الصحافة الليبرالية الروسية، موقع فوكنتاكي الشبكة الروسية للتواصل الاجتماعي، صحيفة الأمة الكورية، منها إحدى عشرة دولة مشاركة في منتدى التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق من أجل تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام الجديدة وإنشاء آليات لتبادل المعلومات للدفع بمبادرة الحزام والطريق.
    وبهذا تشهد المبادرة مستقبلاً مشهوداً مكللاً بالنجاح ، ومن خلاله نجحت صحيفة الشعب في محاولة إيصال الرسالة الإعلامية وشرح مضمونها وفحواها لوسائل الإعلام العالمية.

    أنور عكاشة
    وكالة السودان للأنباء (سونا)
    Anwarakasha555@gmail.com

  • لبنان في الصين: البحث عن حصة من تريليونات «خطّ الحرير»

    لبنان في الصين: البحث عن حصة من تريليونات «خطّ الحرير»

    china-lebanon-qassar

    صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
    محمد وهبة:
    «من بيروت إلى بكين» هو المشروع الذي نظّمه فرنسبنك وجمعية الصداقة الصينية في إطار استراتيجية بناء «خط الحرير». الصين خصّصت 6 تريليونات دولار للاستثمار في البنية التحتية والاتصالات والتبادل الثقافي بين الصين والدول التي تقع على خط الحرير. ويسعى لبنان لكسب حصّة من هذا المبلغ

    خصصت الصين 6 تريليونات دولار للاستثمار في الدول التي تقع على «خط الحرير». حتى الآن، لم تحدّد الصين المعايير التي ستعتمد لإنفاق هذا المبلغ وكيفية توزيعه جغرافياً وقطاعياً، إلا أنه «بات مؤكداً أن لبنان ضمن أولويات الصين» يقول الوزير السابق عدنان القصار لـ«الأخبار».

    كلام القصار جاء على هامش مؤتمر صحافي عقده أمس في مقرّ «فرنسبنك» لإعلان نتائج فعاليات مشروع «حزام واحد وطريق واحد: بيروت إلى بكين». انطلقت هذه الفعاليات في إطار الاستراتيجية الصينية لإحياء «طريق الحرير»، بتنظيم «فرنسبنك» و«جمعية الصداقة الصينية»، وهي تشمل زيارة وفد من المنتجين لعرض سلع لبنانية وتسويقها هناك، فضلاً عن مؤتمر أعمال حضره ممثلو 120 شركة صينية، ولقاءات عديدة مع مسؤولين صينيين.
    تبيّن في هذه الفعاليات أن هناك فرصة للصناعة المحلية بالتصدير إلى الصين، إذ إن «الأجواء مؤاتية هناك ومهيأة من أجل النقاش في هذا الأمر ومساعدة لبنان في كل المسائل المتعلقة بالضرائب المفروضة على بعض السلع لجهة خفضها أو استثناء المنتجات اللبنانية منها… “لكن علينا أن نعلم أن العمل مع الصين هو على المدى الطويل، وأن الرغبة الصينية بالانفتاح على لبنان موجودة، ما يعني أنه يجب الاطلاع على هذه السوق الكبيرة والإمكانات المتاحة فيها”، وفق القصار.

    يوضح عادل القصار أن هناك اهتماماً من الصين بالاستثمار في لبنان، سواء في المجال السياحي أو في مجال شراء حصص في رؤوس أموال شركات لبنانية قائمة. في السياحة، يمكن الدفع في اتجاه تعزيز السياحة الصينية في لبنان، وقد تبيّن أن هناك اهتماماً من الصينيين للاستثمار في مجال الفنادق في لبنان، أو الاستثمار في رؤوس أموال فنادق ومطاعم ومؤسسات سياحية أخرى. كذلك هناك اهتمام بالصناعة اللبنانية التي يمكن أن تشهد تطوراً بفعل دخول الصينيين إلى رأس مال بعض المصانع أو تأسيس مصانع في لبنان.
    في إطار فعاليات «بيروت إلى بكين»، أبدت بعض الشركات الصينية اهتمامها بزيت الزيتون اللبناني ودبس الخروب ومنتجات لبنانية أخرى. بعض المشاركين اللبنانيين في المعرض اللبناني الذي أقيم في بكين، قالوا إنهم تلقوا رسائل من شركات صينية تفيد بأنها تدرس إمكان الاستيراد من لبنان وإقامة علاقات مع المنتجين اللبنانيين.
    مشروع «بيروت إلى بكين» لن يكون يتيماً، بل سيليه مشروع «بكين إلى بيروت» في تشرين الثاني المقبل. وبحسب عدنان القصار، فإن الرئيس الصيني قدّم دعماً كبيراً لإحياء استراتيجية «طريق الحرير»،إذ جرى تخصيص مبلغ 6 تريليونات دولار من أجل تمويل البنية التحتية والاستثمارات والاتصالات السلكية واللاسلكية اللازمة والتبادلات الثقافية بدعم من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي أنشئ حديثاً. توضح المستشارة الاقتصادية والتجارية لسفارة الصين في لبنان شانغ فونغ لينغ، أن مبادرة بناء «الحزام والطريق» (الحزام يعني الدول التي تقع على خطّ الحرير، والطريق التي تربط هذه الدول بعضها ببعض)، أطلقت في عام 2013 وهي تركّز على تناسق السياسات وترابط البنى التحتية وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب بين الدول المطلّة على الحزام والطريق، وتهدف إلى تحريك التعاون الإقليمي بين الدول المعنية في نطاق أوسع وعلى مستوى أعلى وبشكل أعمق».

  • “طريق الحرير”.. أو طريق التحرر من الاستعمار والتخلف والفقر

    “طريق الحرير”.. أو طريق التحرر من الاستعمار والتخلف والفقر

    belt-and-road-forum

    صحيفة الخبر الجزائرية ـ
    بكين: مبعوث “الخبر” م. دكــار
    31 يوليو 2016:

    استضافت صحيفة “الشعب” اليومية الصينية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016”، بمركز المؤتمرات ببكين، واختارت له شعارا كبيرا “مصير مشترك، آفاق جديدة من التعاون”، بحضور ممثلين عن 212 وسيلة إعلامية من 101 دولة ومنظمة دولية، من أجل تعزيز التبادلات والتعاون وتحقيق التنمية والمنفعة المشتركة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وبالمناسبة قال الرقم واحد في يومية “الشعب”، يانغ تشن وو، إن هذا المنتدى أصبح أكبر قمة لوسائل الإعلام العالمية من حيث عدد الدول ووسائل الإعلام المشاركة، مؤكدا أن المنتظر من هذا التجمع هو تحقيق ست تحديات في سبيل تعزيز التعاون وتحقيق النجاح المشترك. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، طرح خلال جولته فيي وسط آسيا ومجموعة دول الآسيان في سبتمبر وأكتوبر 2013، مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ 21”، وهي مبادرة اقتصادية تجارية ثقافية اجتماعية، تهدف إلى تعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية والتواصل الشعبي. ويعطي المشروع نبضا عصريا جديدا للتراث العالمي “طريق الحرير”، ويقدّم حيوية جديدة للتعاون الآسيوي والأوراسي.

    ما بعد الأزمة المالية

    أما من حيث فلسفة المبادرة التي تولي لها الحكومة الصينية أهمية بالغة، وتدعمها ماديا وتقنيا وماليا وسياسيا، فمشروع “الحزام والطريق” هو تبادل الطاقة الإنتاجية بين الصين والدول الواقعة على طول “طريق الحرير”. ويؤكد المشرفون عليها أنها ليست “خطة مارشال”، بل مشروع استثمار مشترك في الأعمال التجارية وإنجاز البنى التحتية وتقاسم ثمار التعاون. ومضمونه هو “خمس تواصلات”، أي مواصلة الطريق، تدفق التجارة، تداول العملة، التبادل السياسي وحوار الثقافات بين تلك الشعوب، وهي خطة ذات ثراء ودلالات مقارنة مع خطة مارشال وتحمل ثلاث مهمات رئيسية:

    فالمهمة الأولى، يقول أصحاب المبادرة هي استكشاف طريق النمو الاقتصادي العالمي، إذ طرحت الصين بصفتها “رأس القطار المحرك لنمو الاقتصاد العالمي” إنشاء “الحزام والطريق” في عصر ما بعد الأزمة المالية، “على أن يستفيد الجميع من أرباح التنمية والإصلاح والخبرات والتجارب التنموية، وتعزيز التعاون والحوار بين الدول ذات الصلة، وإقامة شراكة وتنمية عالمية جديدة أكثر إنصافا وتوازنا، بعيدا عن الاستعمار والهيمنة والاستدمار، من منطلق قاعدة “رابح – رابح”، لتنمية الاقتصاد العالمي مستقر وطويل المدى.

    رسالة.. تركها التاريخ

    أما المهمة الثانية، فهي تحقيق إعادة توازن في العولمة، وإعادة التوازن في العالم، ويشجع الانفتاح على الغرب، والدفع بتنمية المنطقة الغربية وآسيا الوسطى، ومنغوليا وغيرهم من البلدان والمناطق الداخلية الأخرى، وتنفيذ مفهوم التنمية المتسامحة في عولمة المجتمع الدولي. وفي نفس الوقت، تهدف المبادرة إلى ترويج القدرة الصناعية الصينية نحو الغرب، والسماح للدول على طول “طريق الحرير” والبلدان الساحلية أن تكون أول المستفيدين. والتحدي الثالث المبرمج لهذا المشروع، هو إنشاء نموذج القرن الـ 21 للتعاون الإقليمي، إذ يقول قادة الصين، إن “الحزام والطريق” هو استراتيجية الانفتاح الشامل، يشكل الآن نظرية “الممر الاقتصادي”، ونظرية “الحزام الاقتصادي”، نظرية التعاون الدولي في القرن الـ21 ، وغيرها من نظريات الابتكار لتجديد نظرية التنمية الاقتصادية ونظرية التعاون الإقليمي ونظرية العولمة.

    وتهتم استراتيجية المبادرة بمبادئ الاستثمار المشترك والبناء المشترك والتقاسم المشترك، لتتجاوز خطة “مارشال”، والمساعدات الخارجية واستراتيجية الخروج، لتجلب أفكارا جديدة للتعاون الدولي في القرن الـ 21.

    وقال الرئيس الصيني “شي جين بينج” إن “طريق الحرير” هو تراث مشترك بين دول كثيرة، وهو الآن يخضع لعملية تطوير في التعاون السياسي والاقتصادي، وتبادل الأموال والتجارة المشتركة. وأكد شي جين بينج في رسالته التي قرأها نائبه والأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني، وان شانج، أن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في بناء الثقة، وأن المنتدى منصّة لتعاون الدول والشعوب، بما يدعم بناء “الطريق والحزام”. ومن جهته، قال “وان شانج” نائب الرئيس والأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني، إن طريق الحرير القديم هو رسالة مهمة تركها التاريخ بين الشعوب، وإن مبادرة “الطريق والحزام” هي الأمل والحلم، لأن الصحراء لن تحقق الحلم وكذلك البحار.

    60 ألف وظيفة

    ورافع الأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني للمشروع، قائلا إن مبادرة “الطريق والحزام” التي أطلقها الرئيس الصيني سنة 2013 وجدت تجاوبا لافتا من الدول الواقعة على الطريق، ملمّحا أنها مبادرة شاملة تعمل على إيقاظ الوعي بأهمية التعاون بين الشعوب، وهي ليست عزفا منفردا من جانب الصين، ولكنه عزف متناغم من جميع الدول. وألمح “شانج” أن البنك الآسيوي للاستثمار وصندوق طريق الحرير، من ثمار المبادرة التي أوجدت حتى الآن 60 ألف وظيفة جديدة عبر مشروعات المبادرة التي تسعى لبناء طريق الحرير الأخضر (المتوافق بيئيا) والفكري (الثقافي) والصحي (الآمن) والسلمي.

    وكشف عن توقيع اتفاقيات بين أكثر من 30 دولة، على طول طريق الحرير، وأن بلاده تتمسك بالتشاور والتعاون والسلام والانفتاح والمكاسب المشتركة. واعتبر “شانج”، أن المنتدى منصة لتعاون الشعوب والدول بما يدعم بناء الطريق، وأن وسائل الإعلام لها دور مهمّ في بناء الثقة، وأنه يدعو للسفر في الصين وخارجها على طول الطريق، ورواية قصة طريق الحرير القديم والجديد.

    وفي كلمته بالمناسبة، شن رئيس مجلس إدارة مؤسسة “الأهرام” المصرية، أحمد السيد النجار، هجومًا على ما وصفه بالعهد “الاستدماري” للدول الأوروبية، في مقابل ما وصفه بالقيم التي روّج لها “طريق الحرير”، الذي كان يربط الشرق بالغرب.

    ديمقراطية المصالح

    وقال النجار إن طريق الحرير اكتسب رمزيته من أن الدول الواقعة عليه لم تخلق بينها نزعات للسيطرة، وإنما كان ازدهاره نموذجًا للتعاون السلمي بين الدول والشعوب. ولفت النجار النظر إلى أنه بينما كان “طريق الحرير” يربط بين عدة دول وشعوب، فإن هذا تواكب مع نزعة أوروبية إجرامية للسيطرة خلال ما وصفه بالعهد “الاستدماري”.

  • موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-chinainarabeyes

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    موقع “الصين بعيون عربية” هو محاولة متواضعة للتعبير عن إيمان موجود لديّ بوجوب أن تكون العلاقة بين الصين والعرب بأحسن حالاتها، خدمةً لتاريخنا المشترك كأمتين عظيمتين، ومن أجل تحقيق المنافع على مختلف المستويات للشعوب العربية والصينية، وبحثاً عن مستقبل مشرق لأمتّينا في هذا العالم.

    ولعلّ هذا المشروع المسمّى “الصين بعيون عربية” هو استشراف مبكر لمبادرة “الحزام والطريق” كفكرة تهدف إلى “تحقيق التواصل بين القلوب”، بما ينتجه هذا التواصل من تمازج حضاري وفوائد معنوية ومادية لا تقدّر.

    الموقع يشكّل قناة تواصل بين العرب والصينيين، ولكنه عملياً جزء من مشروع كبير أعمل من أجل تحقيقه، وهو مشروع “مركز  دراسات الصين بعيون عربية”، وهو المركز الذي سيقوم بنقل آراء المفكرين والمحللين العرب مباشرة إلى الصينيين، وآراء المفكرين الصينيين مباشرة إلى العرب، دون المرور بالوسائط الغربية التي تنتقي فيما تنقله ما قد يسيء إلى الطرفين في ما هو موجود عند هذا الطرف أو ذاك، أو ما قد يخلق عدم فهم لاهتمامات هذا الطرف عند الطرف الآخر.

    إن الترجمة المباشرة من العربية إلى الصينية ومن الصينية إلى العربية دون أي وسيط هي الوسيلة التي يطمح مركز الدراسات إلى استخدامها من أجل خلق حالة معرفية قائمة على المعلومات الدقيقة والآراء الصحيحة والأفكار الواضحة، دون أي لبس أو تأويل أو تحريف. وفي هذا برأيي مساهمة كبيرة في دفع التعاون العربي الصيني المستقبلي بقوة إلى الأمام.

    لقد آمنتُ منذ أكثر من عشر سنوات بأن قَدَر العلاقات بين الصين والعرب أن تكون علاقات رفيعة المستوى، فاعلة، مستمرة ونافعة للطرفين العربي والصيني، وأن هذا سيكون فرصة كبرى للعرب للنهوض من الواقع السيء الذي يفرض نفسه عليهم، كما أنه يساهم في دفع نهضة الصين إلى مزيد من النجاح.

    وانطلاقاً من هذا الإيمان أنشأتُ المدوّنة ومن ثم الموقع وأصدرتُ نشرة إلكترونية تحت العنوان نفسه: الصين بعيون عربية، لا بل تعلّمت شيئاً من اللغة الصينية، من أجل فهم روح هذه اللغة، ومن ثم روح الشعب الصيني العظيم،  وأنا مستمر في هذا المشروع وأجد في نفسي سعادة كبيرة عندما أرى تعدد المبادرات المماثلة وتكاثر المهتمين بشأن العلاقات العربية الصينية في صفوف شعوب الدول العربية.

    كما أنني انضمّيت إلى الاتحاد الدولي للكتّاب والصحافيين العرب أصدقاء (حلفاء) الصين، وهو مؤسسة تتماهى في أهدافها مع الأفكار التي يحملها الموقع، وعملت تحت إشراف الأستاذ مروان سوداح، مؤسس الاتحاد ورئيسه، وتسلّمت مهام أمانة السر، ونحن نعمل معاً في الاتحاد  من أجل تحقيق الأهداف نفسها.

    في خلاصة سريعة، ومن خلال معرفتي بطبائع الشعوب العربية أدعو المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية إلى إيلاء “الديبلوماسية الشعبية” اهتماماً كبيراً، إلى جانب الديبلوماسية الرسمية، وإلى خلق قنوات للتواصل مع الناس في منطقتنا، وإلى تفعيل “القوة الناعمة” الصينية، كي تتغلغل في نسيج المجتمعات، وتجعل من الصين حقيقة واقعة عند الشعوب، عندها تصبح “مبادرة الحزام والطريق” قابلة للتنفيذ، لا بل تصبح عندها مطلباً جماهيرياً نابعاً من رغبات الناس وإرادتهم، وليست مبادرة مسقطة على الناس من أعلى، تحتاج إلى جهود كبيرة لإقناعهم بها وبأهميتها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية

  • كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    mahmoud-raya-beltandroad3

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    إن ظهوراً أكبر لمبادرة الحزام والطريق في وسائل الإعلام العربية يتطلب نشاطات أكبر، وتحركات حقيقية وملموسة في صفوف الشعوب العربية حول المبادرة، وهذا الأمر منوط بقدرة الصين على إبراز الأهمية الفعلية لهذه المبادرة بين القوى الشبابية والمجتمعية الناشطة بين الأجيال الجديدة في العالم العربي.

    ما تزال الصين للأسف بعيدة عن قلوب الشعوب العربية، وما يزال العربي حتى اليوم يعبّر عن المسافة البعيدة جداً بالقول إن هذا الأمر بعيد بُعد الصين عنّا، تماماً كما كان الحديث الأول من النبي محمد حول الصين عندما قال: اطلبوا العلم ولو في الصين، كإشارة إلى بعد الصين عن العرب.

    وبالرغم من ان الولايات المتحدة ليست أقرب إلى منطقتنا من الصين، فإننا نجد الولايات المتحدة بسياساتها وبـ “ثقافتها” وبعاداتها موجودة في كل المناطق العربية، حتى في أكثرها بعداً عن المراكز الحضرية والمدن.

    هذا البعد الصيني عن قلوب العرب يمكن تفسيره بمثل شعبي موجود لدى شعوبنا يقول: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.

    ما تفضل به فخامة الرئيس شي جين بينغ مهم جداً لجهة العمل على تحقيق “تواصل القلوب” لشعوب الدول المختلفة. ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن بناء “الحزام والطريق” لا يمكن أن ينجح بشكل كامل دون البدء بتحقيق تواصل القلوب. أي أن المسألتين مرتبطتان ببعضهما البعض، بناء الحزام والطريق وتحقيق تواصل القلوب، وهما متلازمتان، ويجب البدء بتنفيذهما سويّة على المستوى الرسمي، كما على مستوى الشعوب والمجتمعات والأفراد.

    ينبغي العمل بكل السبل الممكنة لتحسين هذا الواقع وتعزيز صورة الصين بين العرب، وإخراج هذه الصورة من كون الصين مصدراً للبضائع الرخيصة (وغير الناجحة للأسف)، أو كونها أمة تسكن في الأساطير وبعيدة عن المتناول ولا يمكن الوصول إليها إلا بالخيال، إلى دولة حاضرة في ثقافة وفي نشاطات وفي حضارة العرب، وهذا ما يجعلها حاضرة في قلوبهم أيضاً.

    إن أي مصطلح يحتاج لأن يكون قريباً من هموم الناس واهتماماتهم كي يلقى الرواج المطلوب والفهم المناسب. وبقدر ما يكون هذا المصطلح معبراً عن قضايا تدخل ضمن دائرة المسائل الحيوية التي تنعكس نتائجها على الناس، بقدر ما يكون الناس أكثر فهماً له واستيعاباً لمعانيه.

    ولذلك فإن مصطلح “الحزام والطريق” يمكن أن يصبح مفهوماً إذا انعكس على الناس في العالم العربي إيجاباً على المستوى الاقتصادي والحياتي.

    ولكن في اعتماد مصطلح طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري هناك ميّزة إضافية، هي ميّزة ربط هذا الانجاز الذي سيتحقق بالتاريخ، وبعصور ماضية ينظر إليها العرب على أنها عصور مجيدة وأكثر تميّزاً من العصر الحاضر.

    إن “طريق الحرير” هو جزء من الذاكرة الدينية والثقافية والحضارية للكثير من العرب، ولذلك فإن اعتماد هذا المصطلح سيفتح الطرق بشكل أسهل لتقبّل مبادرة “الحزام والطريق” والسير فيها والمبادرة إلى إنجاحها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    mahmoud-raya-arab-chinese-forum

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    يلعب منتدى التعاون العربي الصيني دوراً كبيراً في مأسسة وتنظيم العلاقات بين العرب ككتلة مجتمعة والصين، فضلاً عن العلاقات بين الصين وكل دولة عربية على حدة. وهذا دور مهم وخطير، كونه يجعل من إمكانية وصول العلاقات بين الطرفين إلى المستوى المأمول أمراً ممكناً.

    إن المنتدى الذي أنشئ بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير عام 2004 خلال زيارة الرئيس الصيني السابق السيد هو جينتاو إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة لديه هدف واضح نصت عليه وثيقة إعلانه وهو: ” تعزيز الحوار والتعاون، دفع التنمية والتقدم”. ولقد تمكّن هذا المنتدى من إيجاد العديد من الآليات التي تحقق هذا الهدف، سواء على صعيد تعزيز الحوار بين العرب والصين، أو على صعيد تكثيف التعاون في مجالات مختلفة، أو لجهة دفع التنمية والتقدم في الدول العربية وفي الصين على حدّ سواء.

    فالمنتدى يقوم على أساس تنظيم الاجتماعات الدورية بين كبار المسؤولين على مستوى القمة أو على مستوى الوزراء المعنيين أو المسؤولين التنفيذيين، وهذه الاجتماعات تتكرر بشكل منتظم ومكثّف، بحيث لا يمر شهر دون أن يكون هناك لقاء على هذه المستويات بين مسؤولين صينيين وعرب مجتمعين، أو بين مسؤولين من دول عربية ومن الصين بشكل ثنائي

    بالإضافة إلى ذلك فقد نشأت تدريجيا آليات أخرى في إطار المنتدى إلى جانب الاجتماع الوزاري ولجنة كبار المسؤولين، مثل مؤتمر رجال الأعمال وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي وإقامة الفعاليات الثقافية المتبادلة. وغالباً ما تقام فعاليات الآليات المذكورة أعلاه مرة كل سنتين في الصين وإحدى الدول العربية بالتناوب.

    وتقوم مجموعة الاتصال في المنتدى بمهمتها المتمثّلة بالقيام بالاتصال بين الطرفين ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات وزراء الخارجية وكبار المسؤولين. سفارة الصين لدى جمهورية مصر العربية هي مجموعة الاتصال الصينية، ومجلس السفراء العرب وبعثة الجامعة العربية في بكين الجهة العربية للاتصال، ومكتب الأمانة العامة الصينية لمنتدى التعاون الصيني العربي في إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية.

    إذاً، هذا المنتدى هو وسيلة مهمة من وسائل خلق عملية تواصل ديناميكية وفعّالة بين الأمتين العربية والصينية، وينبغي الاستمرار في خلق الآليات المتعددة من أجل مدّ المزيد من جسور التفاعل بين الطرفين، مع العمل على تعزيز تحوّل هذه الآليات من مسارات تواصل بين الرسميين لدى العرب والصينيين إلى خلية عمل تجمع المواطنين والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  على طرفي الحزام، بما يحوّل العلاقة من علاقة رسمية فوقية، إلى علاقات حقيقية ومستمرة ودائمة بين الشعوب العربية والصينية.

    إن كون معظم المعلومات عن الحزام والطريق هو من وسائل الإعلام الصينية أمر لا يمكن نكرانه، لا بل هو حقيقة واقعة يتوجب العمل على تحليلها والبحث عن أسبابها، من أجل تلافي هذا الخلل الكبير في مواكبة هذه المبادرة الكبرى، وجعل الحديث عنها منتشراً في الأوساط العربية، بما يجعل وسائل الإعلام العربية تعكس هذا الحديث وتبرزه.

    وربما يكون على منتدى التعاون العربي الصيني مسؤولية كبيرة في تحفيز النشاطات المشتركة في الدول العربية وفي الصين، وفي تحفيز وسائل الإعلام العربية على تغطية هذه النشاطات.

    والمطلوب برأيي في هذا المجال تجاوز الاقتصار على القنوات الرسمية التي تلتزم بالبيروقراطية والبطء في تنفيذ المشاريع والنشاطات والتحركات، ودعم المبادرات الشبابية والتطلعات الشخصية والناتجة عن عمل مجموعات وحركات وجمعيات ومؤسسات، والتي تعمل على خلق علاقات عربية مع الصين، وإذا لم تكن هذه المبادرات موجودة ينبغي العمل على إيجادها، ويعدّ هذا جزءاً من القوة الناعمة التي ينبغي على الصين تفعيلها داخل المجتمعات العربية.

     

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    mahmoud-raya-china-arabs1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    الصين باتت موجودة في العالم العربي، وهذا الوجود لم يعد محل شك، وقد لاحظنا هذا الوجود في الفيتوات التي استخدمتها الصين في مجلس الأمن عند التصويت على مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا، وفي نجاح البحرية الصينية في إجلاء الآلاف من العمال الصينيين في ليبيا، كذلك إجلاء العمال الصينيين في اليمن، فضلاً عمّا يُقال عن الوجود الصيني الكثيف في السودان وفي العراق.

    هذه المشاركة الصينية في الشؤون العربية لم تكن بهذا الشكل في السابق، ولذلك يمكن ملاحظة حصول انخراط صيني أكبر في شؤون الشرق الأوسط. وهذا الانخراط يتزايد بشكل يتناسب مع ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين.

    ولكن يبقى السؤال: هل هذا الانخراط الصيني يناسب حجم الصين كدولة؟ أم أنه ما زال دون المستوى المفترض أن يصدر عن دولة كبرى كما الصين، كما أنه ما يزال دون المستوى المأمول من الكثيرين من العرب، الذين يرون في الدور الصيني في المنطقة عنصراً يؤدي إلى حصول توازن في الحضور الدولي في الشرق الأوسط، ولا سيما أن الكثيرين من العرب يعانون من تفرّد أميركي بالساحة العربية، لا بل من هيمنة أميركية مطلقة على كل ما يهمّ العرب من القضايا، وتترافق هذه الهيمنة مع انحياز أميركي كامل لموقف إسرائيل التي لا تزال تمثّل العدو الرئيس لمعظم العرب.

    من هنا فإن انخراطاً صينياً أكبر في قضايا المنطقة، مع الحفاظ على توازن في الموقف بين العرب وإسرائيل، لا بل على ميل أكبر إلى الحق العربي في فلسطين، سيكون أمراً مشكوراً، لا بل مطلوباً بشدة في صفوف الجماهير العربية.

    ولا ينسى العرب بأي حال من الأحوال الموقف الصيني الذي وقف دائماً إلى جانب حقوق الشعب العربي في فلسطين، وثباته في تأييد القضية الفلسطينية، والمساعدات التي قدمتها القيادة الصينية للشعب الفلسطيني وقيادته على مدى العقود الماضية. وانطلاقاً من هذا الواقع يصبح التعويل العربي على استمرارية هذا الموقف الصيني من القضية الفلسطينية أمراً طبيعياً ولا يدخل في إطار المستحيل؟

    أما بالنسبة للقضايا العربية الأخرى، فإن الصين يمكن أن تلعب، لا بل ينبغي أن تلعب دوراً أكبر كوسيط وكمساعد على الوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الدول العربية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الأربعة التي تحكم السياسة الخارجية الصينية وهي: معارضة نزعة الهيمنة وحماية السلم العالمي، والدعوة إلى المساواة بين الدول سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، وضرورة الحل السلمي للنزاعات والصراعات بين الدول عبر التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى القوة أو التهديد بها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأية حجة.

    إن هذه المبادئ تشكل مظلة أمان للدول الصغيرة والمتوسطة في العالم، ومن بينها الدول العربية، ولذلك فإن اعتماد الصين لهذه المبادئ سيكون مدخلاً مهماً لمزيد من الانخراط الصيني المقبول والمرغوب به في سياسات منطقتنا.

    وهذا الوجود الصيني، وبهذا الشكل المرغوب به، يمثل خطوة أساسية على طريق نجاح مبادرة الحزام والطريق، لأنه يضع الرضية الساسية للتواصل والتفاهم والتناغم بين الصين والعالم العربي بشكل شامل، وبين الصين والدول العربية كلّ على حدة من جانب آخر.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-beltandroad-Suggestions

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    لا يمكن لأي شخص بمفرده أن يقدّم نصائح في موضوع تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، لأن موضوعاً بهذا الحجم يحتاج إلى مراكز دراسات كبرى تستلهم الرؤى من التاريخ، وتضع الخطط الكفيلة بالانطلاق نحو المستقبل، استناداً إلى ما يؤمنه الحاضر من إمكانات.

    ولكن ما يمكن الإشارة إليه بشكل سريع هو ضرورة أن تكون مبادرة الحزام والطريق ملكاً لكل الشعوب التي تقع على الحزام والطريق، فتقترح، وتتشارك في التنفيذ، لتستفيد من النتائج على قاعدة المساهمة، وليس على قاعدة التحول إلى كائنات طفيلية على المشروع.

    المطلوب أن يكون مشروع الحزام والطريق مشروع كل الناس في الدول التي يمر فيها المشروع، من ناحية الفكرة، ومن ناحية الأهداف، ومن ناحية الجهد. عندها يصبح المشروع حلماً للجميع، يعمل الجميع على تحقيق نتائجه المتوقعة، ولا يتحوّل إلى مجرد باب للاستفادة السهلة التي يمكن الاستغناء عنها في أي وقت.

    إن هذا المشروع يرسم تاريخاً جديداً للدول المشاركة فيه، فيجب أن يكون الرسم بكل ألوان الطيف، وليس بلون واحد، ولا بيد واحدة، تخطط وتنفّذ وتوزع الفوائد.

    يجب أن تقنع الصين كل الدول التي يعنيها المشروع بأن مصلحتها التاريخية، لا بل وسيلة بقائها كأمم حية، تعتمد على مدّ هذا الخط الحيوي لكل دول المنطقة.

    وعملية الإقناع هذه تحتاج إلى حجّة قوية، وهذه الحجة موجودة وظاهر للعيان، وهي حجم الفوائد التي ستتحقق من هذا المشروع، كما تحتاج إلى وسائل للترويج لهذه الحجة، وهذا الأمر الذي يجب أن تقوم به القيادة الصينية بالاعتماد على وسائل الإعلام التي يجب أن تُنشأ وتصبح أكثر قوة وفاعلية، وبمختلف اللغات الموجودة في الدول التي يمر بها الحزام والطريق.

    إن الصين دولة كبيرة وقادرة وحيّة ومتطورة ومتفاعلة مع الواقع ومع الطموحات. ولذلك ليس غريباً أن تكون الصين هي المبادرة إلى إعادة رسم تاريخ المنطقة والعالم من جديد.

    ويأتي طرح مبادرة الحزام والطريق كجزء أساسي من عملية إعادة هيكلة العالم ورسم خريطته الجيوسياسية والاقتصادية، وهو طرح يليق بدولة تسعى لأن تكون الرائدة في التنمية والتطور على مستوى العالم كالصين.

    وانطلاقاً من هذه الوقائع تأتي المبادرات الصينية المواكبة لطرح الفكرة الأساسية، وهي مبادرة الحزام والطريق.

    إن ما تقوم به الصين من تطوير للمرافق الأساسية والبنى التحتية، وعلى رأسها المواصلات البرية والبحرية والجوية، هو خطوة طبيعية من دولة تطمح للعب دور اقتصادي وسياسي مميز على مستوى العالم. وكذلك فإن إنشاء صندوق طريق الحرير يُعتبر بمثابة تكوين للذراع التنفيذية لحلم إعادة بناء طربق الحرير.

    إن خطوات جبارة وفعّالة من هذا النوع تعتبر دليلاً على أن ما تطرحه الصين لا يقتصر على كونه مجرد حلم يدغدغ عقول فتيان مراهقين، وإنما هو مشروع يطرحه حكماء يؤمنون بالفكرة ويؤمّنون الوسائل المناسبة لتطبيقها.

    ويبقى أن طروحات من هذا الحجم وبهذا الشكل من الطموح تتطلب مواكبة إعلامية بالمستوى نفسه، من خلال خلق جهاز إعلامي فعّال يقرّب الفكرة المطروحة إلى إذهان الجميع ويروّج لها بكل اللغات واللهجات، ويجعل من الجهود التي تبذلها القيادة الصينية على طريق بناء هذا الخط العظيم جهوداً معلومة ومقدّرة، وبالتالي جهوداً منتجة ومؤثرة في صفوف شعوب الدول المختلفة التي يمر بها الحزام والطريق.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-west

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    لعل من أبرز أهداف مبادرة الحزام والطريق هو تنمية المناطق التي يمر بها الحزام والطريق في البر والبحر، سواء في الصين أو في الدول الأخرى التي ستكون جزءاً من هذه المبادرة.

    ومع ملاحظة كون الحزام البري يمر في المناطق الصينية الوسطى والغربية، فإن هذه المناطق التي تحمل بشكل عام طابعاً إسلامياً ستكون مستفيدة بشكل كبير من مشاريع البنية التحتية والتواصل التي ستقام تنفيذاً لمبادرة الحزام، وهذا ينسجم بشكل كبير مع الإرادة الحقيقية التي تبديها القيادة الصينية في سعيها لنقل التطور الذي يشهده الشرق الصيني إلى الغرب، والذي شهد سابقاً العديد من الخطوات الجبارة في هذا المجال.

    وقد قامت القيادة الصينية بالفعل بإطلاق عشرات المشاريع التنموية الضخمة في المناطق الغربية خلال السنوات الماضية، بتكلفة تزيد كثيراً عن المئة مليار دولار أميركي.

    ومن اللافت أن انخفاض نسبة النمو في الصين بشكل عام لم ينعكس على انخفاض هذه النسبة في الغرب، والتي بقيت مرتفعة عدة نقاط عن المعدل العام.

    إن هذه الإنجازات ستكون فرصة كبرى للنهوض بالغرب الصيني، ولجعله جزءاً من العملية التنموية الشاملة التي تخوض القيادة الصينية غمارها، وهذا يعود بالفائدة على الصين كلها، لأنه يرفع قيمة الانتاج القومي الشامل، ويساعد في تحقيق هدف الرقي بالمواطنين الصينيين في مختلف المناطق، ويحل العديد من أزمات الشرق الصيني نفسه، وعلى رأسها أزمة الهجرة الجماعية ـ الشرعية وغير الشرعية ـ لليد العاملة، وما تعكسه هذه الهجرة من مشاكل اقتصادية واجتماعية كالبطالة والجريمة والتشرد وغيرها.

    وأكثر من ذلك، إن تنمية المناطق الغربية يعيد إليها ألقها القديم، كحواضر ثقافية واجتماعية واقتصادية كبرى، ويحفّز الكثيرين من المواطنين الصينيين في المناطق المكتظة للتوجه صوبها والمساهمة في تطويرها ومدّها باليد العاملة الذكية والمدرّبة، وهذا يخلق ديناميّة تنموية هائلة تعود بالفائدة على الصين كلها، وعلى الدول المجاورة أيضاً.

    من ناحية ثقافية، فإن تنمية هذه المناطق الغربية سيجعلها مجالاً للتلاقح الفكري والثقافي بين المسلمين في هذه المناطق وإخوانهم في الدول الأخرى القريبة من ناحية، وبين الشعوب الصينية الأخرى في الشرق، وهذا عنصر غنى ثقافي وحضاري يستعيد أمجاد التلاقح الفكري والثقافي الذي كانت تلك المنطقة مهده على مدى التاريخ، والذي كان له نتائج كبرى على صعيد العلاقات الثقافية الإسلامية الصينية.

    بالمقابل، فإن انفتاحاً من هذا النوع قد يكون له محاذير لا بدّ من التوقف عندها، وعلى رأسها يقف القلق الأمني، حيث سيؤدي هذا الانسياب في الانتقال والتلاقي إلى إفساح الطريق أمام منتهزي الفرص من مثيري الشغب والباحثين عن المتاعب للقيام بأعمال لا تمتّ إلى مصالح الشعوب الصينية والعربية والإسلامية بصلة، وهذا ما يجب العمل على تفاديه من خلال مراقبة دقيقة ومستمرة للعناصر المشبوهة والمثيرة للمشاكل من مختلف القوميات والأجناس والإيديولوجيات، وعلى رأسها عناصر المخابرات الأجنبية التابعة لدول لا تريد الخير لشعوب المنطقة وترغب في إفشال عملية نموها وتطورها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين