التصنيف: خاص

  • مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-west

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    لعل من أبرز أهداف مبادرة الحزام والطريق هو تنمية المناطق التي يمر بها الحزام والطريق في البر والبحر، سواء في الصين أو في الدول الأخرى التي ستكون جزءاً من هذه المبادرة.

    ومع ملاحظة كون الحزام البري يمر في المناطق الصينية الوسطى والغربية، فإن هذه المناطق التي تحمل بشكل عام طابعاً إسلامياً ستكون مستفيدة بشكل كبير من مشاريع البنية التحتية والتواصل التي ستقام تنفيذاً لمبادرة الحزام، وهذا ينسجم بشكل كبير مع الإرادة الحقيقية التي تبديها القيادة الصينية في سعيها لنقل التطور الذي يشهده الشرق الصيني إلى الغرب، والذي شهد سابقاً العديد من الخطوات الجبارة في هذا المجال.

    وقد قامت القيادة الصينية بالفعل بإطلاق عشرات المشاريع التنموية الضخمة في المناطق الغربية خلال السنوات الماضية، بتكلفة تزيد كثيراً عن المئة مليار دولار أميركي.

    ومن اللافت أن انخفاض نسبة النمو في الصين بشكل عام لم ينعكس على انخفاض هذه النسبة في الغرب، والتي بقيت مرتفعة عدة نقاط عن المعدل العام.

    إن هذه الإنجازات ستكون فرصة كبرى للنهوض بالغرب الصيني، ولجعله جزءاً من العملية التنموية الشاملة التي تخوض القيادة الصينية غمارها، وهذا يعود بالفائدة على الصين كلها، لأنه يرفع قيمة الانتاج القومي الشامل، ويساعد في تحقيق هدف الرقي بالمواطنين الصينيين في مختلف المناطق، ويحل العديد من أزمات الشرق الصيني نفسه، وعلى رأسها أزمة الهجرة الجماعية ـ الشرعية وغير الشرعية ـ لليد العاملة، وما تعكسه هذه الهجرة من مشاكل اقتصادية واجتماعية كالبطالة والجريمة والتشرد وغيرها.

    وأكثر من ذلك، إن تنمية المناطق الغربية يعيد إليها ألقها القديم، كحواضر ثقافية واجتماعية واقتصادية كبرى، ويحفّز الكثيرين من المواطنين الصينيين في المناطق المكتظة للتوجه صوبها والمساهمة في تطويرها ومدّها باليد العاملة الذكية والمدرّبة، وهذا يخلق ديناميّة تنموية هائلة تعود بالفائدة على الصين كلها، وعلى الدول المجاورة أيضاً.

    من ناحية ثقافية، فإن تنمية هذه المناطق الغربية سيجعلها مجالاً للتلاقح الفكري والثقافي بين المسلمين في هذه المناطق وإخوانهم في الدول الأخرى القريبة من ناحية، وبين الشعوب الصينية الأخرى في الشرق، وهذا عنصر غنى ثقافي وحضاري يستعيد أمجاد التلاقح الفكري والثقافي الذي كانت تلك المنطقة مهده على مدى التاريخ، والذي كان له نتائج كبرى على صعيد العلاقات الثقافية الإسلامية الصينية.

    بالمقابل، فإن انفتاحاً من هذا النوع قد يكون له محاذير لا بدّ من التوقف عندها، وعلى رأسها يقف القلق الأمني، حيث سيؤدي هذا الانسياب في الانتقال والتلاقي إلى إفساح الطريق أمام منتهزي الفرص من مثيري الشغب والباحثين عن المتاعب للقيام بأعمال لا تمتّ إلى مصالح الشعوب الصينية والعربية والإسلامية بصلة، وهذا ما يجب العمل على تفاديه من خلال مراقبة دقيقة ومستمرة للعناصر المشبوهة والمثيرة للمشاكل من مختلف القوميات والأجناس والإيديولوجيات، وعلى رأسها عناصر المخابرات الأجنبية التابعة لدول لا تريد الخير لشعوب المنطقة وترغب في إفشال عملية نموها وتطورها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • العرب والصين: هذه هي مجالات التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق

    العرب والصين: هذه هي مجالات التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-arabs

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    هناك من يرى أن الصين لا تحتاج من العرب إلا الطاقة، وهذا الكلام ليس دقيقاً وإن كان فيه نسبة لا بأس بها من الصحة.

    فالعرب ليس لديهم، بسبب الظروف التي يعيشون فيها، الكثير ليقدموه للصين غير الطاقة. ولكن الطاقة بحدّ ذاتها أمر مهم جداً للصين، وعامل مؤثر جداً في مسيرة نموها وازدهارها، إضافة إلى عامل التكنولوجيا المتطورة (high Technology) الذي تبحث عنه الصين في أي مكان في العالم.

    بالرغم من كل التغييرات التي يشهدها العالم، ستبقى الدول العربية المصدر الرئيسي للطاقة على مستوى العالم، وبالنسبة للصين أيضاً، ولذلك فإن مجالات التعاون في هذا الإطار هي مجالات واسعة جداً ولها آفاق مستقبلية بلا حدود، سواء على مستوى النفط أو على مستوى الغاز الذي يشكل الطاقة المستقبلية التي ستحلّ محل البترول في العقود المقبلة.

    ولا يؤثر الانخفاض الظرفي في سعر النفط على هذا التعاون، لأن الاعتماد الصيني على النفط العربي قد يزيد بسبب انخفاض أسعاره، ما يحفّز على إيجاد سبل أكثر سلاسة لإيصال النفط العربي إلى الصين، وهذا ما ستقوم مبادرة “الحزام والطريق” في تأمينه.

    من جانب آخر، لا يجب أن ننسى أن العرب أمة مستهلكة، وفي أكثر من مكان هم أمة غنية، تملك الكثير من الأموال، ولذلك هم يشكلون سوقاً استهلاكية هامة جداً للمنتجات الصينية. وتسهيل عملية التواصل بين الأمتين العربية والصينية من خلال مبادرة “الحزام والطريق” سيفتح آفاقاً واسعة أمام المنتجات الصينية في العالم العربي.

    هناك الكثير من المجالات التي يمكن إطلاق التعاون فيها بين العرب والصين، فضلاً عن تعزيز التعاون في المجالات الموجودة أصلاً كالطاقة وغيرها. ويمكن هنا التذكير بالتعاون الكبير القائم بين الصين والسودان على المستوى الزراعي، ويمكن تعميم هذه التجربة على الدول العربية الأخرى.

    إضافة إلى ذلك، فالدول العربية بمجملها هي دول ناهضة، وهي تحتاج إلى تعزيز عملية التطوير في الكثير من المجالات، سواء على مستوى الصناعة أو التكنولوجيا أو غيرها. والصين بات لديها القدرة على نقل هذه التجربة إلى الدول العربية، من خلال بناء المصانع الكبرى لتشغيل آلاف العاطلين عن العمل، واستثمار المساحات الشاسعة من الأراضي في عمليات استصلاح تؤدي إلى تحويلها إلى أراضي زراعية خصبة.

    وهناك موضوع النقل، فالأراضي العربية واسعة، وما تزال وسائل النقل فيها قاصرة عن المستوى المطلوب في المجالات البريّة والبحرية والجويّة. والصين لديها تجربة مهمة في بناء الطرق والسكك الحديدية، وحتى في بناء وتطوير المرافئ والمطارات، بتقنية ممتازة وبأسعار أقل بكثير مما تعرضه الدول الكبرى الأخرى.

    كل هذه المجالات قابلة لأن تؤمن فرصاً للتعاون الواسع بين الصين والدول العربية.

    إن مشروعاً ضخماً ورؤيوياً كمشروع الحزام والطريق له إيجابيات كبرى على العلاقات بين الأمتين العربية والصينية، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض التحديات التي يفرضها قيام هذا المشروع.

    وعلى رأس هذه التحديات تأتي التحديات الأمنية، لأن مشروع فتح الحدود وتعزيز العلاقات وفسح الفرص لتحقيق التعارف والتمازج بين شعوب الدول القائمة على طول الحزام والطريق قد يشكل فرصة لبعض الأطراف لاستخدام هذه التسهيلات في تشكيل نوع من التهديد الأمني، سواء داخل الصين أو في الدول الأخرى المنضمة إلى هذه المبادرة.

    وهناك تحدّ أساسي آخر، وهو تحدي الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق السياسي بين الدول المنضوية في إطار مبادرة الحزام والطريق، لأن أي خلاف سياسي بين دولتين موجودتين على خط الحزام والطريق سيؤدي إلى حصول عرقلة في تدفق المواد والموارد والأشخاص بين مختلف الدول الأخرى.

    من هنا فإن مبادرة الحزام والطريق يجب أن تكون فرصة لإيجاد روابط سياسية متينة بين الدول المعنية، تنبثق عنها روابط أمنية تمنع أي استغلال لهذه المبادرة من أجل تحقيق مشاريع مشبوهة تضر بهذه الدول.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • مبادرة الحزام والطريق: فوائد للصين وللعرب.. وللجميع

    مبادرة الحزام والطريق: فوائد للصين وللعرب.. وللجميع

    mahmoud-raya-beltandroad1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    بكثير من الاطمئنان، يمكن وصف المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني السيد شي جين بينغ في جامعة نزارباييف في كازاخستان لإنشاء حزام الحرير في أيلول/ سبتمبر عام 2013، ومن ثم أمام البرلمان الأندونيسي في تشرين الأول/ أكتوبر في العام نفسه، بأنها مبادرة رؤيوية، منفتحة على المستقبل، وتَعِد بالكثير من التغيير إلى الأفضل، لأن مجرد التفكير بإعادة إحياء طريق الحرير القديم ـ بقسميه البري والبحري ـ هو تفكير بالأفضل، ليس للصين فقط، وإنما لكل المنطقة التي يمر بها الحزام والطريق، لا بل للعالم كله.

    إن مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة هادفة إلى تحسين مستقبل الإنسانية، بمختلف أعراقها وشعوبها، وليس مستقبل دولة واحدة أو أمة واحدة، وهذا يدل على أن همّ التطوير والتقدم الذي تحمله القيادة الصينية ليس همّاً قومياً أو فئوياً، وإنما هو همّ يشمل كل البشرية.

    إن المعنى الحقيقي لمبادرة الحزام والطريق كما عرّفه الرئيس شي جين بينغ نفسه هو خلق التواصل على مختلف الصعد بين الدول والشعوب الواقعة على طول طريق الحرير، بفرعيه البري والبحري، وهذه هي المهمة التي كان يقوم بها طريق الحرير القديم، حيث ربط الشعوب والحضارات، وسمح بنقل البضائع والسلع، ولعب دوراً كبيراً في الحوار والتلاقح بين الثقافات والأفكار.

    لقد أدّت الظروف الدولية خلال القرون الماضية إلى ضمور (ضعف) هذا التواصل، وحتى إلى انقطاعه في فترة من الفترات.

    ولذلك فإن مبادرة “الحزام والطريق” تشكل فرصة لاستعادة هذا التواصل وتنميته والسير به إلى الأمام، وهذا ما يمكن تسميته بـ “إحياء طريق الحرير”.

    إذا كانت الصين تقع على الطرف الشرقي من طريق الحرير، فإن العالم العربي يقع على الطرف الغربي، ولذلك فإن الصين والدول العربية هما الطرفان المعنيّان أكثر من غيرهما بهذا المشروع ـ الحلم، دون تجاهل الفوائد التي ستجنيها الدول الأخرى، سواء الواقعة على طول الطريق، أو تلك التي ستصل نتاجات الطريق إليها في أوروبا وأفريقيا والغرب بشكل عام.

    إن العلاقات بين الصين والدول العربية هي في طور النمو، ولكنها ما زالت دون المستوى المأمول والمطلوب لكلا الطرفين. ولذلك فإن مبادرة الحزام والطريق تشكل فرصة حقيقية لتحقيق الفائدة للأمتين العظيمتين والعريقتين، الأمة الصينية والأمة العربية، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي ـ وهو أمر مهم وأساسي ـ ولكن على الصعد الحضارية المختلفة، كالثقافة والفكر والمجتمع، وحتى على مستوى السياسة.

    إن ازدياد اعتماد كل طرف على الآخر سيؤدي حتماً إلى تصاعد مستوى اهتمام كلا الجانبين ببعضهما البعض، ما يعني بالتالي تشابكاً في المصالح والمصائر، وهذا ما ينتج عنه تنسيق إلزامي في كل المجالات.

    وينبغي العودة إلى الأفكار التي طرحها الرئيس الصيني في خطابه في جامعة نزارباييف خلال إطلاقه المبادرة لمعرفة الفوائد التي سيجنيها الجانبان العربي والصيني من “إحياء” طريق الحرير.

    إن طريق الحرير يهدف إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات، والشأن الاقتصادي في مقدمة الأولويات، ولذلك فإن الاستفادة العربية والصينية من هذه المبادرة لن تقتصر على جانب من الجوانب، وإنما ستمتد إلى كل المجالات.

    ففي الجانب الاقتصادي ستصبح التبادلات التجارية أكبر وأكثر كثافةً، لأن الطرق التي ستفتح والصلات التي ستقام، ستسهّل عملية النقل بشكل كبير وتجعلها أقل كلفة وأكثر انتاجية.

    وفي الجانب المعرفي ستصبح سبل التواصل أكثر يسراً وتوفراً، ما يتيح نقل الخبرات وتبادل المعلومات والاحتكاك الحضاري.

    وفي مختلف الجوانب الأخرى سيكون طرفا خط الحرير الشرقي والغربي في حالة تواصل دائم.

     

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الحزام والطريق وعَملانيات الانسلاخ والتليين الطبقي!

    الحزام والطريق وعَملانيات الانسلاخ والتليين الطبقي!

    marwan-yelena-beltandroad

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    مروان سوداح* ـ
    يلينا نيدوغينا*:

    مبادرة الحزام والطريق أنية وضرورية، وهي متطلب حيوي لشعوب العالم وغالبية حكوماته، وبضمنها العربية الحالية، بغض النظر عن توجهاتها وتخندقاتها وأيديولوجياتها.

    يَعود السبب في تأييد تلك البلدان شعوباً وحكومات لمبادرة الحزام والطريق التي أعلن عنها رئيس جمهورية الصين الشعبية والأمين العالم للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ في العام 2013م، الى ان تلك القيادات والامم ترى في المبادرة الكونية الصينية عَملانية ناجحة حتى قبل ان تطرق سُبلها الحدود الاجنبية، وذلك لما تتمتع به الصين من مصداقية سياسية وعدالة في التوزيع الإقتصادي، ولأن الحزام الجديد سوف يُنمّي بصورة متبادلة، جماعية وشاملة الاقتصاد العالمي ويَعود بالنفع على الجميع.

    من المَعلوم ان مبادرة “الحزام الإقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ 21″، وطروحات تعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية ومبادلات العملة والتواصل الشعبي التي أقرها الرئيس شي وحازت على تأييد فوري في العالم، تقوم على وحدة العملية الاقتصادية والعلاقات الندّية الحقيقية بين شتى الدول بشرط النفع المتبادل بمختلف مظاهره – وهي مبادئ مهمة في المشروع الصيني – تعود بفائدة كبرى على الحكومات والشعوب، سيّما لجهة تعزيز الأمن العام والسلم الاجتماعيين، ومنع الثورات والغليان على طول المساحات الجيوسياسية للحزام والطريق، بل وستجهد بصورة ألية، طبيعية من خلال تفعيلاتها بوقف الانزلاق نحو التطرف بألوانه المختلفة، كما وستكبح انتشار الايديولوجيات الارهابية، وتصد الامزجة الرجعية ومرامي الانتقام الطبقي المسلح من القمم القمعية الحاكمة والدكتاتوريات الفكرية والطبقية، التي تستمرئ عادة تجيير النفع الاجتماعي لنفسها، وحرمان الطبقات الاخرى منه، ومنها طبقات هالكة في أسفل السلم الطبقي كانت تحاول عبثاً قبل الاعلان عن المبادرة الصينية، ان تنسلخ عن جلدها الطبقي الأدنى في سَيْرورَةِ الانزياح تدريجياً الى الاعلى.

    وفي الجانب الشعبي, ترى الشعوب وبخاصة طبقاتها وفئاتها الاضعف والافقر بأن إنشغالاتها في مشروع الحزام والطريق يفتح أمامها آفاقاً رحبة، لذا تعوّل كثيراً على العملية الصينية لتعزيز الثقة المتبادلة والقضاء على سوء الفهم، وتوسيع التوافق ليضخ طاقة أكثر إيجابية في مشروع “الحزام والطريق”، وبخاصة لجهة تفعيل التشغيل على إتّساعه في عملية اقتصادية كونية، لا تقف عند حدود الدول الاقليمية والقارات القديمة والموانع الجغرافية، وتأمل بأن تصبح مالكة لفضاءات شاسعة للتبادل مع غيرها بطرق سهلة، تتوافر فيها وسائل المواصلات الأحدث، وتقنيات أسرع لتنفيذ الصفقات التجارية، وسرعة دوران رؤوس الاموال، وتسهيلات بنكية وبضائعية، وأفاق لا عدَّ لها ولا حصر لتشاركية شعبية مع حكومات الصين المناطقية، ومواقع الانتاج الصينية والاسواق الصينية مباشرةً، ما ينعكس على الامزجة الاممية وتليينها لجهة تعميق التطلعات السلمية والحفاظ على المكاسب الاقتصادية والتجارية والمصالح، التي بدأت تنمو وتتسع وتجد مناخات مهيئة للإبداع وسعادة طبقية.

    *رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين.

    *رئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين.

  • مبادرة الحزام والطريق الصيني.. سلام وازدهار لعالم جديد

    مبادرة الحزام والطريق الصيني.. سلام وازدهار لعالم جديد

    marwan-soudah-china-hizam

    موقع الصين بعيون عربية ـ
    مروان سوداح*:
    عالم اليوم متداخلة ومتشابكة شعوبه وقومياته ولغاته وسيكولوجية ناسه، الذين يرتبطون ببعضهم البعض بشبكة واسعة وعميقة من المصالح، لم يَسبق لها مثيل خلال كامل التاريخ البشري.
    الصين التي هي الدولة والأمة والسيكولوجية الأكثر توغلاً قِدماً في تاريخ الإنسان المكتوب وغير المكتوب، أدركت بعمق بصيرتها أن سعادة الشعوب، صغيرها قبل كبيرها، يَكمن في الشروع بمدِ جُسور الألفة الأصلب والتعاون الأعمق وتعزيز المصالح الشريفة قولاً وفعلاً بين بعضها بعضاً، وفهم قادتها أن تلكم التطلعات المشروعة لجميع الألسن والعقول لا يمكن إدراكها سوى بتلبية متطلبات الحياة اليومية والمستقبلية لكل مَن يرنو فيها إلى عالم سعيد لا مكان فيه للبؤس والفاقة والتجبّر والاستزلام والاستِضعافِ من جانب دولة على أخرى، أو من أمة على أمة، ولا من ثقافة على غيرها من الثقافات الإنسانية.
    وفي ظروف العالم المُعَاصِر، واستناداً الى خبرات الصين المتراكمة على امتداد السنوات الخمسة الآف المنطوية، تأكّد ربّان السفينة الصينية، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس شي جين بينغ، أن السلام البشري والسلم الاجتماعي لا يمكن لهما أن يتحققا سوى بمشاركة الجميع للجميع، وبملامسة كل العالم لمصالح بعضه بعضاً بفعالية وميدانية، وفي فعلٍ جماعي، وبتكاتف شامل لتشييد مشاريع جماعية لا تستثني أحداً. فموارد الطاقة التقليدية لن تدوم، وهي في طريقها نحو النضوب، والصراع العالمي الراهن من جانب قوى الشد العكسي إلى الوراء على أشده، وإزهاق أرواح البشر وخنق مصائرهم بيد أنظمة المتربول الكلاسيكية يجري بلا رداع وخارج أُطر القوانين الوضعية والسماوية.
    في التفكير الرصين للأمين العام الرئيس شي، وفي عقل مليارات الناس وبسطاء الأمم والمُتفكِّرين الأممين، أن ابتكار مشروع الطريق والحزام العالميين يتجاوب مع تطلعات البشرية ورؤآها الإنسانية. فالصراع الذي أدمى البشر وشوّه تاريخ الأمم وحوّل الأرض الوادعة إلى غابة شمطاء كارهة للنُضرةِ، في طريقه اليوم، مع مبادرة شي العظيم، الى الإضمحلال في القارة الآسيوية القديمة، والقارة العجوز أوروبا، وفي شرق أفريقيا وشمال شرقها.
    لكن هذا الاضمحلال لكل ما ورثته البشرية من تعدّيات على مُكوِّناتها الأنسنية لن يتأتى لوحده ولن يَعلو شأن تلك المكونات بدون تدخّلِ القوة الشريفة الأعظم – الصين ورعايتها المميزة، وبدون تطبيقها السلمي لمبادئ ومشاريع سلامية جديدة في جوهرها وشكلها وخواتيمها، وهي الجديدة في آنٍ في العملية الاقتصادية الدولية وركائزها وقواعدها التي ستفرض بدورها وبالتدريج وحتماً بترحيب عالمي، مبادئ لم يَسبق لها وجود في فضاء أرضي، بشرط أن يتم تفعيل الابتكار الصيني بجهود عالمية حثيثة، يَكون البشر وأنظمتهم دافعيتها وآلياتها واستهدافاتها.
    الابتكار الصيني وَجَدَ ترحيباً دولياً وتأييداً أممياً طاغياً من الشعوب والانظمة، حتى من جانب تلك التي لم تكن تقيم علاقات عميقة مع بيجين، سيّما لآليات تلكم الابتكارات التي تضع نصب أعينها استبدال طرائق الحياة القديمة والتالفة والمتآكلة والاستعدائية المقتبسة من الغاب، بسُبل جديدة نوعاً وشكلاً وجوهراً تُعلي قيمة الحياة وجوهر الإنسان للإنسان.
    تُظهر مبادرة “الحزام والطريق”، أن طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين يبدأ من الموانئ الساحلية في جنوب شرق الصين، ويَمر عبر بحر الصين الجنوبي إلى المحيط الهندي ثم يصل إلى أوروبا، في حين يَمتد خط الجنوب من طريق الحرير البحري شرقاً إلى جنوب المحيط الهادئ.
    وفي إطار المشروع الصيني العِملاق، وبهدف ترتيب وضعيته وتسهيل انسيابيته، نشط الرئيس شي جين بينغ في ترتيب زيارات الى مختلف الدول، بخاصة الى تلك التي ستشارك الصين في تفعيل مشروع الحزام والطريق.
    واتساقاً مع هذا التطلع، زار الرئيس مؤخراً روسيا وبيلوروسيا، وسبق ذلك مشاركته في القمة السادسة والعشرين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) التي جرت في ماليزيا، حيث شهدت القمة تأييداً طاغياً “للحزام والطريق” من طرف الخبراء والعلماء الذين أعربوا عن توقعات كبيرة لمبادرة الصين، ورأيهم بأن هذا المشروع الجديد سيَجلب زخماُ جديداً لتنمية دول الآسيان في المستقبل، وهو ما رشح عن تأييد وسائل الاعلام والخبراء السياسيين والاقتصاديين ومجموعات الابحاث والدراسات والتجارة في موسكو ومينسك للمشروع، ولدى زملائهم في وسط وغرب أوروبا التي ستستفيد هي الأخرى من الأوضاع الجديدة التي سوف يَخلِّقُها المشروع للجميع.
    ومعظم دول الآسيان تقع في المناطق الساحلية لجنوب شرق آسيا، وهذه المناطق ستصبح أكبر المستفيدين من خطة التنمية لبناء طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
    وفي عبور الاستراتيجية نحو بعض التفاصيل، فإن الابتكار الصيني للحزام الطريق يعني خياراً إضافياً في تعزيز البُنية المالية والصناعية والزراعية وغيرها من البُنى في دول المشروع، من خلال البنك الآسيوي للاستثمار في البُنية التحتية، وهذا البنك الجديد سيوفّر الاستثمار في البُنية التحتية للبلدان النامية بأكملها، ومن شأنه إراحة عملياتية التنمية في دول المشروع ومشاريع السكك الحديدية عالية السرعة والأمان والطرق السريعة لبلدان أقصى شرق آسيا وجنوبها وجنوب شرقها، كذلك الأمر موصول لوسط وغرب آسيا واوروبا، حيث سترتقي جودة البضائع، وتغدو أسعارها أكثر انخفاضاً.
    ومن المؤمل أن يكون توسيع مبادرة الصين للحزام والطريق واستجابة دول الجِوار للمشروع، تعزيزاً لحِراك إقامة بُنية تحتية أصلب وأكثر إتساعاً وجذباً وفعالية في تلك الدول، وبمشاركة زمالة صينية متدنية الربحية، لتحسين البُنى التحتية في مختلف دول آسيا، وفق الاقتراح الصيني البنّاء.
    الاقتراح – المبادرة – المشروع الصيني ليس سوى عملية دولية للتكاملية الاقتصادية والانتعاش الاقتصادي العالمي وإشراك كل الناس فيها، ليغرفوا منها ثماراً يانعة، ولتحقيق سلام العالم ورخائه من خلال الانتاج والسلع والتجارة التي تفضي إلى تعزيز الأنسنة الدولية وتقارب الثقافات، ونشر السلام العالمي والسلم الاجتماعي، ووقف الحروب ووأد النزاعات والأحقاد.
    ومُلخّص القول، والقول كثير هنا عن المبادرة الصينية الشريفة التي يتقدم بها الرئيس شي جين بينغ للعالم أجمع والتي يَستحيل اختصارها في مقالة، أنها فكرة خلاّقة فعلاً وهادفة، وقد تم دمجها في الاستراتيجية الصينية العميقة لبناء عالم أفضل وسلام شمولي مَكين، من خلال عملية حَيوية جديدة ناضحة بالتكامل الإقليمي والعالمي لشعوب ودول الارض، فمن شأن فهم المبادرتين المساعدة في خَلق موقف مربح لجميع الشعوب والدول، وإرساء مستقبل جديد للقارات، والانطلاق بها نحو “مجتمعات مصير مشترك”.
    •    باحث اردني في الشؤون الصينية والآسيوية ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين

    تاريخ النشر: 13 أيار/