الوسم: مبادرة الحزام والطريق

  • اقتصاديون وخبراء صينيون لـ «البيان الاقتصادي»: الإمارات لاعب رئيس في «الحزام لطريق الحرير»

    اقتصاديون وخبراء صينيون لـ «البيان الاقتصادي»: الإمارات لاعب رئيس في «الحزام لطريق الحرير»

     trade1

    صحيفة البيان الإماراتية ـ
    «شينغيانغ»- الصين-عبد الفتاح منتصر
    25-7-2016:

    أكد اقتصاديون وخبراء صينيون أن الإمارات من اللاعبين الرئيسيين في تنفيذ مبادرة بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، و«طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين»، الهادفة إلى تسهيل التبادل التجاري والاستثماري وتعزيز الروابط الدبلوماسية بين دول وسط وجنوب آسيا وأفريقيا وأوروبا وتعزيز فرص النمو على امتداد «طريق الحرير» القديم، الذي كان يربط بين الحضارتين العربية والصينية لقرون عدة.

    جاء ذلك خلال تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»، على هامش الملتقى الإعلامي الدولي حول «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، الذي أقيم على مدى 5 أيام في منطقة شينغيانغ ذاتية الحكم في شمال غرب الصين، التي تشكل البوابة الرئيسية لطريق الحرير القديم والحديث، الذي يربط بين الشرق والغرب.

    مركز مالي

    وأشار الاقتصاديون والخبراء الصينيون إلى أن أهمية دور دولة الإمارات في تنفيذ مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير تنبع من كونها مركزاً مالياً وتجارياً ليس إقليمياً فحسب بل وعلى المستوى الدولي، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم، إضافة إلى أن الإمارات من الدول المؤسسة لأهم آليات هذه المبادرة المتمثلة في «البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية»، ومقره بكين وتأسس في نهاية العام الماضي برأسمال مرخص 100 مليار دولار أميركي، ويركز على الاستثمارات في الطاقة وتوليد الكهرباء والمواصلات والبنية التحتية الريفية والحماية البيئية واللوجستيات.

    وأعربوا عن تفاؤلهم بأن مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير سوف تضخ زخماً جديداً في العلاقات التجارية والاستثمارية المزدهرة فعلياً بين الإمارات والصين، متوقعين زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين في عام 2016 بنحو 15%، مشيرين إلى أن الاتفاقيات العديدة المبرمة بين البلدين في المجالات كافة، أسهمت في تهيئة الأرضية المناسبة لتعزيز دور القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات والصين للقيام بدور أساسي في جهود التنمية والبناء على العلاقة المتميزة بين الحكومتين.

    تدفقات استثمارية

    وأكدوا أن دعم الإمارات رسمياً لهذه المبادرة الاستراتيجية العالمية سينعش وينشط التجارة الداخلية والخارجية مع الدول الأعضاء في المبادرة، مشيرين إلى أن هذا الطريق سيزيد تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى دولة الإمارات خاصة في ظل المشروعات العملاقة التي يتم إقامتها حالياً.

    wang-woo-long

    وقال وانج وولونج مدير المؤسسة الشعبية للحكومة الصينية لمنطقة شينغيانغ الويغورية، إن مبادرة الحزام والطريق التي تغطي أكثر من 70 دولة بإجمالي عدد سكان يصل إلى 4.4 مليارات، ووقعت 34 دولة ومنظمة دولية اتفاقيات تعاون حكومية مع الصين تأييداً للمبادرة من المتوقع أن تتيح فرصاً لكل الدول الداعمة لها ومنها دولة الإمارات التي كانت من أوائل الدول المستثمرة في هذه المبادرة الطموحة.

    وأضاف أن استراتيجية «حزام واحد طريق واحد»، التي أطلقها الرئيس الصيني في عام 2013 تعد نموذجاً للرؤية الطموحة، حيث تمثل هذه المبادرة آلية أساسية لتحقيق النمو محلياً وخارجياً من خلال تركيزها على تسهيل التبادل التجاري والاستثماري وتعزيز الروابط الدبلوماسية بين الدول الواقعة في مناطق وسط وجنوب آسيا وأفريقيا وأوروبا.

    جسر تنموي

    وقال يانج جوك يانج عضو المكتب الإعلامي لحكومة الشعب بمنطقة شينغيانغ الصينية، إن مبادرة التشارك الصيني- العربي الإسلامي في بناء «الحزام والطريق» تشكل جسراً جديداً مهماً للتعاون الصيني العربي والإقليمي والدولي لاستكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروف كل دولة، وبما يحقق الفائدة لجميع الأطراف.

    yang-guck-yang

    وأضاف أن الصين لديها علاقات استراتيجية مع العديد من الدول عربية ومن بينها دولة الإمارات، التي انضمت ضمن 7 دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عضواً مؤسساً، مشيراً إلى أنه في مطلع العام الحالي أصدرت الحكومة الصينية أول وثيقة لها بشأن سياستها تجاه الدول العربية، وأصبحت هذه الوثيقة منهجاً مهماً ودليل عمل لتطوير العلاقات الصينية- العربية، حيث تُعد الدول العربية أبرز شركاء الصين في مجال الطاقة وأحد أهم الأسواق للمنتجات الصينية، حيث أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجارى للدول العربية ككل وأكبر شريك تجارى لـ10 دول عربية.

    وأوضح يانج أن دولة الإمارات والدول العربية الأخرى ستلعب دوراً ريادياً مهماً في تعزيز الاندماج الإقليمي والعالمي في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، خصوصاً بالنظر إلى أن عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية يصل إلى 183 رحلة أسبوعياً وبلغ عدد المتنقلين بين الجانبين أكثر من مليون شخص سنوياً.

    توسيع التواصل

    من جهته، قال ماي ينغشنغ مسؤول المعلومات والثقافة بمنطقة شينغيانغ الصينية: إن التقارب بين الشعوب أساس التواصل بين الدول، والتواصل الثقافي والإنساني أساس الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية وركيزة مهمة لبناء طريق الحرير مجدداً، وستواصل الصين مساعيها للتواصل الثقافي والإنساني وتوسيع التواصل والتعاون في مجالات التعليم والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا والسياحة والشباب والإعلام والإذاعة والسينما والتلفزيون وتكوين الموارد البشرية، بما يعزز التفاهم والصداقة بين شعوب العالم ويمد جسور التواصل والتبادل لدفع عجلة الحضارة البشرية نحو التقدم والازدهار.

    may-yengsheng

    وأضاف أن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير قائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وكذلك طريق نحو التلاحم والتكامل بين الحضارات وترسيخ التسامح الحضاري وتقاسم الخبرات في تعزيز الانسجام بين الأديان واقتلاع التطرف وإقصاء القوى والأفكار المتطرفة وتوفير قوة دفع للتنمية، مشيراً إلى أنه قبل 2000 سنة كان طريق الحرير القديم جسراً للتواصل والتلاحم بين الشرق والغرب وسيتكرر ذلك بشكل أكثر عمقاً وشمولية واستدامة وحداثة مع المبادرة الجديدة، التي أطلقها الرئيس الصيني.

    استثمارات استراتيجية

    وتم التأكيد على هامش الملتقى على أهمية إنشاء صندوق الاستثمار الاستراتيجي الإماراتي الصيني بقيمة 10 مليارات دولار أميركي كونه أكبر صندوق مشترك من نوعه يتم تمويله مناصفة بين البلدين ويشكل منصة راسخة وقوية لإطلاق استثمارات استراتيجية طويلة الأمد، تعود بالنفع على البلدين خصوصاً في قطاعات موارد الطاقة والبنية التحتية والصناعات المتطورة ومصادر الطاقة الجديدة والتكنولوجيا النظيفة.

    600

    تسعى الصين إلى تعظيم الاستفادة من طريق الحرير بمضاعفة تجارتها إلى 600 مليار دولار، كما تستهدف رفع رصيدها الاستثماري في الدول العربية من 10 مليارات -60 مليارا في السنوات الـ10 المقبلة.

    إمكانات الدولة المتطورة تسهم بفاعلية في إنجاح المبادرة

    أكد وي مينغ مدير عام مكتب التجارة في منطقة شينجيانغ الصينية أن الإمارات ستكون من الدول المحورية التي ستساهم في إنجاح مبادرة طريق الحرير بفضل مساهمتها الفعالة في الاستثمارات اللازمة لتنفيذ المبادرة، بالإضافة إلى الإمكانيات المتطورة التي تتوافر في دولة الإمارات من حيث الموانئ والمطارات وشبكات الطرق والدعم اللوجستي.

    وأشار إلى أن مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وافق مؤخرا على دفعته الأولى من القروض بقيمة إجمالية 509 ملايين دولار في مؤشر على دخول هذه المبادرة التنموية الدولية العملاقة حيز التنفيذ، حيث خصصت القروض الأربعة لتمويل أربعة مشاريع منفصلة من بينها ثلاثة مشاريع ممولة بشكل مشترك مع شركاء تنمية متعددي الجنسيات للبنك.

    وتضم المشاريع قرضاً بقيمة 165 مليون دولار لتقديم الكهرباء إلى المناطق الريفية البنغالية وقرضاً بقيمة 216.5 مليون دولار لتحسين المساكن الإندونيسية دون المستوى المطلوب، الذي يتوقع تمويله بشكل مشترك مع البنك الدولي وقرضاً بقيمة 100 مليون دولار لإنجاز تمهيد طريق سريع في باكستان بتمويل مشترك من البنك الآسيوي للتنمية ووزارة التنمية الدولية البريطانية، وقرضاً بقيمة 27.5 مليون دولار لتحديث طريق في طاجيكستان بتمويل مشترك مع البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية.

    وأوضح وي مينغ أن هذه المشاريع ستساهم في سد فجوة تمويل البنية التحتية الإقليمية وتعزيز الارتباط الإقليمي، مشيرا إلى أن عدد الأعضاء المؤسسين للبنك بلغ 57 عضواً بعضهم من قارة آسيا والبعض من خارجها من ضمنهم سبعة من الدول العربية، هي الإمارات والمملكة السعودية ومصر والكويت وقطر وعمان والأردن.

    تشارك بالبناء

    وأشار إلى أن فكرة طرح الرئيس الصيني للمبادرة خلال زيارته لآسيا الوسطى ودول جنوب شرقي آسيا في سبتمبر وأكتوبر 2013 على التوالي تحت عنوان التشارك في بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين» أثارت اهتماماً بالغاً من قبل المجتمع الدولي، حيث سيساهم في الازدهار الاقتصادي والتعاون الاقتصادي الإقليمي للدول الواقعة على طول الخط وهي قضية عظمى تخدم مصالح شعوب دول العالم بأسره.

    وذكر أن هذا الطريق الذي يخترق قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا يربط دائرة شرقي آسيا الاقتصادية النشطة من طرف بدائرة أوروبا الاقتصادية المتقدمة من طرف آخر ويقع بينهما عدد غفير من الدول التي تكمن فيها إمكانيات هائلة للتنمية الاقتصادية.

    موانئ

    وتضطلع الإمارات بدور مهم في النمو الذي يشهده قطاع الموانئ الصيني، حيث تشغل «موانئ دبي العالمية» حالياً ثلاثة موانئ في الصين هي كواندو وتيانجين ويانتاي، وتم مؤخرا توقيع اتفاقية لتأسيس محطة ذكية للحاويات في كواندو بقيمة 636 مليون دولار إلى جانب اتفاقية أخرى لبناء ميناء جديد في تيانجين بكلفة مليار و200 مليون دولار. كما تعد الصين من أهم الدول المصدرة للسياح إلى دولة الإمارات، فيما شهدت الفترة الأخيرة نمواً كبيراً في أعداد السائحين الإماراتيين إلى الصين.

  • “طريق الحرير”.. أو طريق التحرر من الاستعمار والتخلف والفقر

    “طريق الحرير”.. أو طريق التحرر من الاستعمار والتخلف والفقر

    belt-and-road-forum

    صحيفة الخبر الجزائرية ـ
    بكين: مبعوث “الخبر” م. دكــار
    31 يوليو 2016:

    استضافت صحيفة “الشعب” اليومية الصينية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016”، بمركز المؤتمرات ببكين، واختارت له شعارا كبيرا “مصير مشترك، آفاق جديدة من التعاون”، بحضور ممثلين عن 212 وسيلة إعلامية من 101 دولة ومنظمة دولية، من أجل تعزيز التبادلات والتعاون وتحقيق التنمية والمنفعة المشتركة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وبالمناسبة قال الرقم واحد في يومية “الشعب”، يانغ تشن وو، إن هذا المنتدى أصبح أكبر قمة لوسائل الإعلام العالمية من حيث عدد الدول ووسائل الإعلام المشاركة، مؤكدا أن المنتظر من هذا التجمع هو تحقيق ست تحديات في سبيل تعزيز التعاون وتحقيق النجاح المشترك. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، طرح خلال جولته فيي وسط آسيا ومجموعة دول الآسيان في سبتمبر وأكتوبر 2013، مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ 21”، وهي مبادرة اقتصادية تجارية ثقافية اجتماعية، تهدف إلى تعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية والتواصل الشعبي. ويعطي المشروع نبضا عصريا جديدا للتراث العالمي “طريق الحرير”، ويقدّم حيوية جديدة للتعاون الآسيوي والأوراسي.

    ما بعد الأزمة المالية

    أما من حيث فلسفة المبادرة التي تولي لها الحكومة الصينية أهمية بالغة، وتدعمها ماديا وتقنيا وماليا وسياسيا، فمشروع “الحزام والطريق” هو تبادل الطاقة الإنتاجية بين الصين والدول الواقعة على طول “طريق الحرير”. ويؤكد المشرفون عليها أنها ليست “خطة مارشال”، بل مشروع استثمار مشترك في الأعمال التجارية وإنجاز البنى التحتية وتقاسم ثمار التعاون. ومضمونه هو “خمس تواصلات”، أي مواصلة الطريق، تدفق التجارة، تداول العملة، التبادل السياسي وحوار الثقافات بين تلك الشعوب، وهي خطة ذات ثراء ودلالات مقارنة مع خطة مارشال وتحمل ثلاث مهمات رئيسية:

    فالمهمة الأولى، يقول أصحاب المبادرة هي استكشاف طريق النمو الاقتصادي العالمي، إذ طرحت الصين بصفتها “رأس القطار المحرك لنمو الاقتصاد العالمي” إنشاء “الحزام والطريق” في عصر ما بعد الأزمة المالية، “على أن يستفيد الجميع من أرباح التنمية والإصلاح والخبرات والتجارب التنموية، وتعزيز التعاون والحوار بين الدول ذات الصلة، وإقامة شراكة وتنمية عالمية جديدة أكثر إنصافا وتوازنا، بعيدا عن الاستعمار والهيمنة والاستدمار، من منطلق قاعدة “رابح – رابح”، لتنمية الاقتصاد العالمي مستقر وطويل المدى.

    رسالة.. تركها التاريخ

    أما المهمة الثانية، فهي تحقيق إعادة توازن في العولمة، وإعادة التوازن في العالم، ويشجع الانفتاح على الغرب، والدفع بتنمية المنطقة الغربية وآسيا الوسطى، ومنغوليا وغيرهم من البلدان والمناطق الداخلية الأخرى، وتنفيذ مفهوم التنمية المتسامحة في عولمة المجتمع الدولي. وفي نفس الوقت، تهدف المبادرة إلى ترويج القدرة الصناعية الصينية نحو الغرب، والسماح للدول على طول “طريق الحرير” والبلدان الساحلية أن تكون أول المستفيدين. والتحدي الثالث المبرمج لهذا المشروع، هو إنشاء نموذج القرن الـ 21 للتعاون الإقليمي، إذ يقول قادة الصين، إن “الحزام والطريق” هو استراتيجية الانفتاح الشامل، يشكل الآن نظرية “الممر الاقتصادي”، ونظرية “الحزام الاقتصادي”، نظرية التعاون الدولي في القرن الـ21 ، وغيرها من نظريات الابتكار لتجديد نظرية التنمية الاقتصادية ونظرية التعاون الإقليمي ونظرية العولمة.

    وتهتم استراتيجية المبادرة بمبادئ الاستثمار المشترك والبناء المشترك والتقاسم المشترك، لتتجاوز خطة “مارشال”، والمساعدات الخارجية واستراتيجية الخروج، لتجلب أفكارا جديدة للتعاون الدولي في القرن الـ 21.

    وقال الرئيس الصيني “شي جين بينج” إن “طريق الحرير” هو تراث مشترك بين دول كثيرة، وهو الآن يخضع لعملية تطوير في التعاون السياسي والاقتصادي، وتبادل الأموال والتجارة المشتركة. وأكد شي جين بينج في رسالته التي قرأها نائبه والأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني، وان شانج، أن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في بناء الثقة، وأن المنتدى منصّة لتعاون الدول والشعوب، بما يدعم بناء “الطريق والحزام”. ومن جهته، قال “وان شانج” نائب الرئيس والأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني، إن طريق الحرير القديم هو رسالة مهمة تركها التاريخ بين الشعوب، وإن مبادرة “الطريق والحزام” هي الأمل والحلم، لأن الصحراء لن تحقق الحلم وكذلك البحار.

    60 ألف وظيفة

    ورافع الأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني للمشروع، قائلا إن مبادرة “الطريق والحزام” التي أطلقها الرئيس الصيني سنة 2013 وجدت تجاوبا لافتا من الدول الواقعة على الطريق، ملمّحا أنها مبادرة شاملة تعمل على إيقاظ الوعي بأهمية التعاون بين الشعوب، وهي ليست عزفا منفردا من جانب الصين، ولكنه عزف متناغم من جميع الدول. وألمح “شانج” أن البنك الآسيوي للاستثمار وصندوق طريق الحرير، من ثمار المبادرة التي أوجدت حتى الآن 60 ألف وظيفة جديدة عبر مشروعات المبادرة التي تسعى لبناء طريق الحرير الأخضر (المتوافق بيئيا) والفكري (الثقافي) والصحي (الآمن) والسلمي.

    وكشف عن توقيع اتفاقيات بين أكثر من 30 دولة، على طول طريق الحرير، وأن بلاده تتمسك بالتشاور والتعاون والسلام والانفتاح والمكاسب المشتركة. واعتبر “شانج”، أن المنتدى منصة لتعاون الشعوب والدول بما يدعم بناء الطريق، وأن وسائل الإعلام لها دور مهمّ في بناء الثقة، وأنه يدعو للسفر في الصين وخارجها على طول الطريق، ورواية قصة طريق الحرير القديم والجديد.

    وفي كلمته بالمناسبة، شن رئيس مجلس إدارة مؤسسة “الأهرام” المصرية، أحمد السيد النجار، هجومًا على ما وصفه بالعهد “الاستدماري” للدول الأوروبية، في مقابل ما وصفه بالقيم التي روّج لها “طريق الحرير”، الذي كان يربط الشرق بالغرب.

    ديمقراطية المصالح

    وقال النجار إن طريق الحرير اكتسب رمزيته من أن الدول الواقعة عليه لم تخلق بينها نزعات للسيطرة، وإنما كان ازدهاره نموذجًا للتعاون السلمي بين الدول والشعوب. ولفت النجار النظر إلى أنه بينما كان “طريق الحرير” يربط بين عدة دول وشعوب، فإن هذا تواكب مع نزعة أوروبية إجرامية للسيطرة خلال ما وصفه بالعهد “الاستدماري”.

  • لقاء منتدى مبادرة الحزام والطريق: القوة الناعمة الصينية تلوح للعيان

    لقاء منتدى مبادرة الحزام والطريق: القوة الناعمة الصينية تلوح للعيان

    موقع الصين بعيون عربية –
    خاص من بكين – محمود ريا:
    شكل اللقاء الذي عقد يوم الأربعاء في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين  بين عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ليو يون شان والمشاركين في المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق فرصة للحوار حول مفهوم المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والأهداف التي تسعى لتحقيقها.

    وبحضور ممثلين لأكثر من مئتي وسيلة إعلامية من أنحاء العالم، استمع السيد باو إلى مداخلات عدد من أبرز الإعلاميين الذين تم انتقاؤهم بدقة من أجل التعبير عن رؤية عالمية شاملة لمبادرة الحزام والطريق، قبل أن يدلي هو بدوره بعدة ملاحظات تركزت على أهمية المبادرة بالنسبة للصين وللعالم ككل.

    WhatsApp-Image-20160727

    ولعل أهم ما قاله في هذا المجال هو أن الحديث عن صراع الحضارات، وعن نهاية التاريخ لمصلحة قطب واحد هو كلام ليس قابلا للتحقق، وأن الأمر المنطقي والمهم هو أن تتعاون الشعوب فيما بينها من أجل مصلحتها، لأن الأرض أصبحت قرية عالمية، وهي للجميع.
    وفي هذا المجال يأتي تكرار السيد شان لما قاله غيره من المسؤولين الصينيين بأن مبادرة الحزام والطريق لا تهدف لبناء حديقة خلفية للصين، بقدر ما هي مشروع يقوم به الجميع لخدمة الجميع.

    ولا بد من ملاحظة الاهتمام الصيني اللافت للنظر بالوفد المصري المشارك بالمؤتمر، حيث أجلس البروتوكول الصيني رئيس الوفد سيد أحمد في المقعد المجاور للمسؤول الصيني الأول الحاضر في اللقاء، وترك له فرصة إلقاء كلمة أخرى بعد كلمة حفل الافتتاح. كما تحدث في فترة الحوار مع الحاضرين اثنين من أعضاء الوفد.
    وقد أشار واحد من  المتكلمين بحق إلى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني بمشروع مبادرة الحزام والطريق من خلال رفع الظلم عنه وإعانته على تحرير أرضه.

    وبين اقتراحات الصحافيين المشاركين وملاحظات المسؤول الصيني الصريحة والواضحة، انقضى لقاء الساعتين بسرعة، ليحمل في طياته الأمل بأن يكون اللقاء المقبل في العام التالي أكثر فعالية وبانتاجية أعلى من اللقاء الحالي.

    وإذا كان اللقاء في شقه السياسي مهما وفعالا، فإن ما شهدته قاعة الشعب الكبرى على هامش اللقاء كان يحفل بالمعاني والإشارات، وخصوصا لجهة التنظيم الدقيق الذي سجل ذروة في الترتيب، بحيث أحس كل واحد من الحاضربن أنه في قلب الحدث، بالرغم من كون عدد الحاضرين يوازي المئنين والخمسين.

    وقد تألقت القاعة التاريخية الكبرى – التي تقع في ساحة تيان أن من الشهيرة – بألوانها الرائعة وحمرتها التي تغلب على المنظر، وبالثريات العملاقة التي أعطت بأنوارها جمالية كبرى للمكان، في حين كان حسن الضيافة والاستقبال بلا حاجة إلى الإشارة له، كونه من عادات الشعب الصيني والقيادة الصينية.

    ومن مشاهد الدقة في التنظيم الصورة الجماعية التي ضمت كل المشاركين في المنتدى مع الشخصيات الصينية المضيفة، والتي كان تنفيذها آية في السلاسة والسهولة، بالرغم من العدد الكبير جدا من الحضور.

    لقد أظهرت القيادة الصينية من خلال هذا اللقاء مع إعلاميين من أنحاء العالم أنها أهل لتولي الإشراف على مسيرة بناء مشروع عملاق يؤثر على مصير أكثر من أربعة ملبارات إنسان، دون أن يكون هذا الإثبات عبر استخدام أساليب الفرض والقوة، بل من خلال استخدام القوة الناعمة التي بدأت الصين تعتاد على استعمالها، بالرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل أمامها في هذا المجال.

  • موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-chinainarabeyes

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    موقع “الصين بعيون عربية” هو محاولة متواضعة للتعبير عن إيمان موجود لديّ بوجوب أن تكون العلاقة بين الصين والعرب بأحسن حالاتها، خدمةً لتاريخنا المشترك كأمتين عظيمتين، ومن أجل تحقيق المنافع على مختلف المستويات للشعوب العربية والصينية، وبحثاً عن مستقبل مشرق لأمتّينا في هذا العالم.

    ولعلّ هذا المشروع المسمّى “الصين بعيون عربية” هو استشراف مبكر لمبادرة “الحزام والطريق” كفكرة تهدف إلى “تحقيق التواصل بين القلوب”، بما ينتجه هذا التواصل من تمازج حضاري وفوائد معنوية ومادية لا تقدّر.

    الموقع يشكّل قناة تواصل بين العرب والصينيين، ولكنه عملياً جزء من مشروع كبير أعمل من أجل تحقيقه، وهو مشروع “مركز  دراسات الصين بعيون عربية”، وهو المركز الذي سيقوم بنقل آراء المفكرين والمحللين العرب مباشرة إلى الصينيين، وآراء المفكرين الصينيين مباشرة إلى العرب، دون المرور بالوسائط الغربية التي تنتقي فيما تنقله ما قد يسيء إلى الطرفين في ما هو موجود عند هذا الطرف أو ذاك، أو ما قد يخلق عدم فهم لاهتمامات هذا الطرف عند الطرف الآخر.

    إن الترجمة المباشرة من العربية إلى الصينية ومن الصينية إلى العربية دون أي وسيط هي الوسيلة التي يطمح مركز الدراسات إلى استخدامها من أجل خلق حالة معرفية قائمة على المعلومات الدقيقة والآراء الصحيحة والأفكار الواضحة، دون أي لبس أو تأويل أو تحريف. وفي هذا برأيي مساهمة كبيرة في دفع التعاون العربي الصيني المستقبلي بقوة إلى الأمام.

    لقد آمنتُ منذ أكثر من عشر سنوات بأن قَدَر العلاقات بين الصين والعرب أن تكون علاقات رفيعة المستوى، فاعلة، مستمرة ونافعة للطرفين العربي والصيني، وأن هذا سيكون فرصة كبرى للعرب للنهوض من الواقع السيء الذي يفرض نفسه عليهم، كما أنه يساهم في دفع نهضة الصين إلى مزيد من النجاح.

    وانطلاقاً من هذا الإيمان أنشأتُ المدوّنة ومن ثم الموقع وأصدرتُ نشرة إلكترونية تحت العنوان نفسه: الصين بعيون عربية، لا بل تعلّمت شيئاً من اللغة الصينية، من أجل فهم روح هذه اللغة، ومن ثم روح الشعب الصيني العظيم،  وأنا مستمر في هذا المشروع وأجد في نفسي سعادة كبيرة عندما أرى تعدد المبادرات المماثلة وتكاثر المهتمين بشأن العلاقات العربية الصينية في صفوف شعوب الدول العربية.

    كما أنني انضمّيت إلى الاتحاد الدولي للكتّاب والصحافيين العرب أصدقاء (حلفاء) الصين، وهو مؤسسة تتماهى في أهدافها مع الأفكار التي يحملها الموقع، وعملت تحت إشراف الأستاذ مروان سوداح، مؤسس الاتحاد ورئيسه، وتسلّمت مهام أمانة السر، ونحن نعمل معاً في الاتحاد  من أجل تحقيق الأهداف نفسها.

    في خلاصة سريعة، ومن خلال معرفتي بطبائع الشعوب العربية أدعو المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية إلى إيلاء “الديبلوماسية الشعبية” اهتماماً كبيراً، إلى جانب الديبلوماسية الرسمية، وإلى خلق قنوات للتواصل مع الناس في منطقتنا، وإلى تفعيل “القوة الناعمة” الصينية، كي تتغلغل في نسيج المجتمعات، وتجعل من الصين حقيقة واقعة عند الشعوب، عندها تصبح “مبادرة الحزام والطريق” قابلة للتنفيذ، لا بل تصبح عندها مطلباً جماهيرياً نابعاً من رغبات الناس وإرادتهم، وليست مبادرة مسقطة على الناس من أعلى، تحتاج إلى جهود كبيرة لإقناعهم بها وبأهميتها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية

  • كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    mahmoud-raya-beltandroad3

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    إن ظهوراً أكبر لمبادرة الحزام والطريق في وسائل الإعلام العربية يتطلب نشاطات أكبر، وتحركات حقيقية وملموسة في صفوف الشعوب العربية حول المبادرة، وهذا الأمر منوط بقدرة الصين على إبراز الأهمية الفعلية لهذه المبادرة بين القوى الشبابية والمجتمعية الناشطة بين الأجيال الجديدة في العالم العربي.

    ما تزال الصين للأسف بعيدة عن قلوب الشعوب العربية، وما يزال العربي حتى اليوم يعبّر عن المسافة البعيدة جداً بالقول إن هذا الأمر بعيد بُعد الصين عنّا، تماماً كما كان الحديث الأول من النبي محمد حول الصين عندما قال: اطلبوا العلم ولو في الصين، كإشارة إلى بعد الصين عن العرب.

    وبالرغم من ان الولايات المتحدة ليست أقرب إلى منطقتنا من الصين، فإننا نجد الولايات المتحدة بسياساتها وبـ “ثقافتها” وبعاداتها موجودة في كل المناطق العربية، حتى في أكثرها بعداً عن المراكز الحضرية والمدن.

    هذا البعد الصيني عن قلوب العرب يمكن تفسيره بمثل شعبي موجود لدى شعوبنا يقول: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.

    ما تفضل به فخامة الرئيس شي جين بينغ مهم جداً لجهة العمل على تحقيق “تواصل القلوب” لشعوب الدول المختلفة. ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن بناء “الحزام والطريق” لا يمكن أن ينجح بشكل كامل دون البدء بتحقيق تواصل القلوب. أي أن المسألتين مرتبطتان ببعضهما البعض، بناء الحزام والطريق وتحقيق تواصل القلوب، وهما متلازمتان، ويجب البدء بتنفيذهما سويّة على المستوى الرسمي، كما على مستوى الشعوب والمجتمعات والأفراد.

    ينبغي العمل بكل السبل الممكنة لتحسين هذا الواقع وتعزيز صورة الصين بين العرب، وإخراج هذه الصورة من كون الصين مصدراً للبضائع الرخيصة (وغير الناجحة للأسف)، أو كونها أمة تسكن في الأساطير وبعيدة عن المتناول ولا يمكن الوصول إليها إلا بالخيال، إلى دولة حاضرة في ثقافة وفي نشاطات وفي حضارة العرب، وهذا ما يجعلها حاضرة في قلوبهم أيضاً.

    إن أي مصطلح يحتاج لأن يكون قريباً من هموم الناس واهتماماتهم كي يلقى الرواج المطلوب والفهم المناسب. وبقدر ما يكون هذا المصطلح معبراً عن قضايا تدخل ضمن دائرة المسائل الحيوية التي تنعكس نتائجها على الناس، بقدر ما يكون الناس أكثر فهماً له واستيعاباً لمعانيه.

    ولذلك فإن مصطلح “الحزام والطريق” يمكن أن يصبح مفهوماً إذا انعكس على الناس في العالم العربي إيجاباً على المستوى الاقتصادي والحياتي.

    ولكن في اعتماد مصطلح طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري هناك ميّزة إضافية، هي ميّزة ربط هذا الانجاز الذي سيتحقق بالتاريخ، وبعصور ماضية ينظر إليها العرب على أنها عصور مجيدة وأكثر تميّزاً من العصر الحاضر.

    إن “طريق الحرير” هو جزء من الذاكرة الدينية والثقافية والحضارية للكثير من العرب، ولذلك فإن اعتماد هذا المصطلح سيفتح الطرق بشكل أسهل لتقبّل مبادرة “الحزام والطريق” والسير فيها والمبادرة إلى إنجاحها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    mahmoud-raya-arab-chinese-forum

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    يلعب منتدى التعاون العربي الصيني دوراً كبيراً في مأسسة وتنظيم العلاقات بين العرب ككتلة مجتمعة والصين، فضلاً عن العلاقات بين الصين وكل دولة عربية على حدة. وهذا دور مهم وخطير، كونه يجعل من إمكانية وصول العلاقات بين الطرفين إلى المستوى المأمول أمراً ممكناً.

    إن المنتدى الذي أنشئ بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير عام 2004 خلال زيارة الرئيس الصيني السابق السيد هو جينتاو إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة لديه هدف واضح نصت عليه وثيقة إعلانه وهو: ” تعزيز الحوار والتعاون، دفع التنمية والتقدم”. ولقد تمكّن هذا المنتدى من إيجاد العديد من الآليات التي تحقق هذا الهدف، سواء على صعيد تعزيز الحوار بين العرب والصين، أو على صعيد تكثيف التعاون في مجالات مختلفة، أو لجهة دفع التنمية والتقدم في الدول العربية وفي الصين على حدّ سواء.

    فالمنتدى يقوم على أساس تنظيم الاجتماعات الدورية بين كبار المسؤولين على مستوى القمة أو على مستوى الوزراء المعنيين أو المسؤولين التنفيذيين، وهذه الاجتماعات تتكرر بشكل منتظم ومكثّف، بحيث لا يمر شهر دون أن يكون هناك لقاء على هذه المستويات بين مسؤولين صينيين وعرب مجتمعين، أو بين مسؤولين من دول عربية ومن الصين بشكل ثنائي

    بالإضافة إلى ذلك فقد نشأت تدريجيا آليات أخرى في إطار المنتدى إلى جانب الاجتماع الوزاري ولجنة كبار المسؤولين، مثل مؤتمر رجال الأعمال وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي وإقامة الفعاليات الثقافية المتبادلة. وغالباً ما تقام فعاليات الآليات المذكورة أعلاه مرة كل سنتين في الصين وإحدى الدول العربية بالتناوب.

    وتقوم مجموعة الاتصال في المنتدى بمهمتها المتمثّلة بالقيام بالاتصال بين الطرفين ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات وزراء الخارجية وكبار المسؤولين. سفارة الصين لدى جمهورية مصر العربية هي مجموعة الاتصال الصينية، ومجلس السفراء العرب وبعثة الجامعة العربية في بكين الجهة العربية للاتصال، ومكتب الأمانة العامة الصينية لمنتدى التعاون الصيني العربي في إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية.

    إذاً، هذا المنتدى هو وسيلة مهمة من وسائل خلق عملية تواصل ديناميكية وفعّالة بين الأمتين العربية والصينية، وينبغي الاستمرار في خلق الآليات المتعددة من أجل مدّ المزيد من جسور التفاعل بين الطرفين، مع العمل على تعزيز تحوّل هذه الآليات من مسارات تواصل بين الرسميين لدى العرب والصينيين إلى خلية عمل تجمع المواطنين والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  على طرفي الحزام، بما يحوّل العلاقة من علاقة رسمية فوقية، إلى علاقات حقيقية ومستمرة ودائمة بين الشعوب العربية والصينية.

    إن كون معظم المعلومات عن الحزام والطريق هو من وسائل الإعلام الصينية أمر لا يمكن نكرانه، لا بل هو حقيقة واقعة يتوجب العمل على تحليلها والبحث عن أسبابها، من أجل تلافي هذا الخلل الكبير في مواكبة هذه المبادرة الكبرى، وجعل الحديث عنها منتشراً في الأوساط العربية، بما يجعل وسائل الإعلام العربية تعكس هذا الحديث وتبرزه.

    وربما يكون على منتدى التعاون العربي الصيني مسؤولية كبيرة في تحفيز النشاطات المشتركة في الدول العربية وفي الصين، وفي تحفيز وسائل الإعلام العربية على تغطية هذه النشاطات.

    والمطلوب برأيي في هذا المجال تجاوز الاقتصار على القنوات الرسمية التي تلتزم بالبيروقراطية والبطء في تنفيذ المشاريع والنشاطات والتحركات، ودعم المبادرات الشبابية والتطلعات الشخصية والناتجة عن عمل مجموعات وحركات وجمعيات ومؤسسات، والتي تعمل على خلق علاقات عربية مع الصين، وإذا لم تكن هذه المبادرات موجودة ينبغي العمل على إيجادها، ويعدّ هذا جزءاً من القوة الناعمة التي ينبغي على الصين تفعيلها داخل المجتمعات العربية.

     

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    mahmoud-raya-china-arabs1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    الصين باتت موجودة في العالم العربي، وهذا الوجود لم يعد محل شك، وقد لاحظنا هذا الوجود في الفيتوات التي استخدمتها الصين في مجلس الأمن عند التصويت على مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا، وفي نجاح البحرية الصينية في إجلاء الآلاف من العمال الصينيين في ليبيا، كذلك إجلاء العمال الصينيين في اليمن، فضلاً عمّا يُقال عن الوجود الصيني الكثيف في السودان وفي العراق.

    هذه المشاركة الصينية في الشؤون العربية لم تكن بهذا الشكل في السابق، ولذلك يمكن ملاحظة حصول انخراط صيني أكبر في شؤون الشرق الأوسط. وهذا الانخراط يتزايد بشكل يتناسب مع ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين.

    ولكن يبقى السؤال: هل هذا الانخراط الصيني يناسب حجم الصين كدولة؟ أم أنه ما زال دون المستوى المفترض أن يصدر عن دولة كبرى كما الصين، كما أنه ما يزال دون المستوى المأمول من الكثيرين من العرب، الذين يرون في الدور الصيني في المنطقة عنصراً يؤدي إلى حصول توازن في الحضور الدولي في الشرق الأوسط، ولا سيما أن الكثيرين من العرب يعانون من تفرّد أميركي بالساحة العربية، لا بل من هيمنة أميركية مطلقة على كل ما يهمّ العرب من القضايا، وتترافق هذه الهيمنة مع انحياز أميركي كامل لموقف إسرائيل التي لا تزال تمثّل العدو الرئيس لمعظم العرب.

    من هنا فإن انخراطاً صينياً أكبر في قضايا المنطقة، مع الحفاظ على توازن في الموقف بين العرب وإسرائيل، لا بل على ميل أكبر إلى الحق العربي في فلسطين، سيكون أمراً مشكوراً، لا بل مطلوباً بشدة في صفوف الجماهير العربية.

    ولا ينسى العرب بأي حال من الأحوال الموقف الصيني الذي وقف دائماً إلى جانب حقوق الشعب العربي في فلسطين، وثباته في تأييد القضية الفلسطينية، والمساعدات التي قدمتها القيادة الصينية للشعب الفلسطيني وقيادته على مدى العقود الماضية. وانطلاقاً من هذا الواقع يصبح التعويل العربي على استمرارية هذا الموقف الصيني من القضية الفلسطينية أمراً طبيعياً ولا يدخل في إطار المستحيل؟

    أما بالنسبة للقضايا العربية الأخرى، فإن الصين يمكن أن تلعب، لا بل ينبغي أن تلعب دوراً أكبر كوسيط وكمساعد على الوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الدول العربية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الأربعة التي تحكم السياسة الخارجية الصينية وهي: معارضة نزعة الهيمنة وحماية السلم العالمي، والدعوة إلى المساواة بين الدول سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، وضرورة الحل السلمي للنزاعات والصراعات بين الدول عبر التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى القوة أو التهديد بها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأية حجة.

    إن هذه المبادئ تشكل مظلة أمان للدول الصغيرة والمتوسطة في العالم، ومن بينها الدول العربية، ولذلك فإن اعتماد الصين لهذه المبادئ سيكون مدخلاً مهماً لمزيد من الانخراط الصيني المقبول والمرغوب به في سياسات منطقتنا.

    وهذا الوجود الصيني، وبهذا الشكل المرغوب به، يمثل خطوة أساسية على طريق نجاح مبادرة الحزام والطريق، لأنه يضع الرضية الساسية للتواصل والتفاهم والتناغم بين الصين والعالم العربي بشكل شامل، وبين الصين والدول العربية كلّ على حدة من جانب آخر.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-beltandroad-Suggestions

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    لا يمكن لأي شخص بمفرده أن يقدّم نصائح في موضوع تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، لأن موضوعاً بهذا الحجم يحتاج إلى مراكز دراسات كبرى تستلهم الرؤى من التاريخ، وتضع الخطط الكفيلة بالانطلاق نحو المستقبل، استناداً إلى ما يؤمنه الحاضر من إمكانات.

    ولكن ما يمكن الإشارة إليه بشكل سريع هو ضرورة أن تكون مبادرة الحزام والطريق ملكاً لكل الشعوب التي تقع على الحزام والطريق، فتقترح، وتتشارك في التنفيذ، لتستفيد من النتائج على قاعدة المساهمة، وليس على قاعدة التحول إلى كائنات طفيلية على المشروع.

    المطلوب أن يكون مشروع الحزام والطريق مشروع كل الناس في الدول التي يمر فيها المشروع، من ناحية الفكرة، ومن ناحية الأهداف، ومن ناحية الجهد. عندها يصبح المشروع حلماً للجميع، يعمل الجميع على تحقيق نتائجه المتوقعة، ولا يتحوّل إلى مجرد باب للاستفادة السهلة التي يمكن الاستغناء عنها في أي وقت.

    إن هذا المشروع يرسم تاريخاً جديداً للدول المشاركة فيه، فيجب أن يكون الرسم بكل ألوان الطيف، وليس بلون واحد، ولا بيد واحدة، تخطط وتنفّذ وتوزع الفوائد.

    يجب أن تقنع الصين كل الدول التي يعنيها المشروع بأن مصلحتها التاريخية، لا بل وسيلة بقائها كأمم حية، تعتمد على مدّ هذا الخط الحيوي لكل دول المنطقة.

    وعملية الإقناع هذه تحتاج إلى حجّة قوية، وهذه الحجة موجودة وظاهر للعيان، وهي حجم الفوائد التي ستتحقق من هذا المشروع، كما تحتاج إلى وسائل للترويج لهذه الحجة، وهذا الأمر الذي يجب أن تقوم به القيادة الصينية بالاعتماد على وسائل الإعلام التي يجب أن تُنشأ وتصبح أكثر قوة وفاعلية، وبمختلف اللغات الموجودة في الدول التي يمر بها الحزام والطريق.

    إن الصين دولة كبيرة وقادرة وحيّة ومتطورة ومتفاعلة مع الواقع ومع الطموحات. ولذلك ليس غريباً أن تكون الصين هي المبادرة إلى إعادة رسم تاريخ المنطقة والعالم من جديد.

    ويأتي طرح مبادرة الحزام والطريق كجزء أساسي من عملية إعادة هيكلة العالم ورسم خريطته الجيوسياسية والاقتصادية، وهو طرح يليق بدولة تسعى لأن تكون الرائدة في التنمية والتطور على مستوى العالم كالصين.

    وانطلاقاً من هذه الوقائع تأتي المبادرات الصينية المواكبة لطرح الفكرة الأساسية، وهي مبادرة الحزام والطريق.

    إن ما تقوم به الصين من تطوير للمرافق الأساسية والبنى التحتية، وعلى رأسها المواصلات البرية والبحرية والجوية، هو خطوة طبيعية من دولة تطمح للعب دور اقتصادي وسياسي مميز على مستوى العالم. وكذلك فإن إنشاء صندوق طريق الحرير يُعتبر بمثابة تكوين للذراع التنفيذية لحلم إعادة بناء طربق الحرير.

    إن خطوات جبارة وفعّالة من هذا النوع تعتبر دليلاً على أن ما تطرحه الصين لا يقتصر على كونه مجرد حلم يدغدغ عقول فتيان مراهقين، وإنما هو مشروع يطرحه حكماء يؤمنون بالفكرة ويؤمّنون الوسائل المناسبة لتطبيقها.

    ويبقى أن طروحات من هذا الحجم وبهذا الشكل من الطموح تتطلب مواكبة إعلامية بالمستوى نفسه، من خلال خلق جهاز إعلامي فعّال يقرّب الفكرة المطروحة إلى إذهان الجميع ويروّج لها بكل اللغات واللهجات، ويجعل من الجهود التي تبذلها القيادة الصينية على طريق بناء هذا الخط العظيم جهوداً معلومة ومقدّرة، وبالتالي جهوداً منتجة ومؤثرة في صفوف شعوب الدول المختلفة التي يمر بها الحزام والطريق.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    مناطق الغرب الصينية.. المستفيد الرئيسي من مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-west

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    لعل من أبرز أهداف مبادرة الحزام والطريق هو تنمية المناطق التي يمر بها الحزام والطريق في البر والبحر، سواء في الصين أو في الدول الأخرى التي ستكون جزءاً من هذه المبادرة.

    ومع ملاحظة كون الحزام البري يمر في المناطق الصينية الوسطى والغربية، فإن هذه المناطق التي تحمل بشكل عام طابعاً إسلامياً ستكون مستفيدة بشكل كبير من مشاريع البنية التحتية والتواصل التي ستقام تنفيذاً لمبادرة الحزام، وهذا ينسجم بشكل كبير مع الإرادة الحقيقية التي تبديها القيادة الصينية في سعيها لنقل التطور الذي يشهده الشرق الصيني إلى الغرب، والذي شهد سابقاً العديد من الخطوات الجبارة في هذا المجال.

    وقد قامت القيادة الصينية بالفعل بإطلاق عشرات المشاريع التنموية الضخمة في المناطق الغربية خلال السنوات الماضية، بتكلفة تزيد كثيراً عن المئة مليار دولار أميركي.

    ومن اللافت أن انخفاض نسبة النمو في الصين بشكل عام لم ينعكس على انخفاض هذه النسبة في الغرب، والتي بقيت مرتفعة عدة نقاط عن المعدل العام.

    إن هذه الإنجازات ستكون فرصة كبرى للنهوض بالغرب الصيني، ولجعله جزءاً من العملية التنموية الشاملة التي تخوض القيادة الصينية غمارها، وهذا يعود بالفائدة على الصين كلها، لأنه يرفع قيمة الانتاج القومي الشامل، ويساعد في تحقيق هدف الرقي بالمواطنين الصينيين في مختلف المناطق، ويحل العديد من أزمات الشرق الصيني نفسه، وعلى رأسها أزمة الهجرة الجماعية ـ الشرعية وغير الشرعية ـ لليد العاملة، وما تعكسه هذه الهجرة من مشاكل اقتصادية واجتماعية كالبطالة والجريمة والتشرد وغيرها.

    وأكثر من ذلك، إن تنمية المناطق الغربية يعيد إليها ألقها القديم، كحواضر ثقافية واجتماعية واقتصادية كبرى، ويحفّز الكثيرين من المواطنين الصينيين في المناطق المكتظة للتوجه صوبها والمساهمة في تطويرها ومدّها باليد العاملة الذكية والمدرّبة، وهذا يخلق ديناميّة تنموية هائلة تعود بالفائدة على الصين كلها، وعلى الدول المجاورة أيضاً.

    من ناحية ثقافية، فإن تنمية هذه المناطق الغربية سيجعلها مجالاً للتلاقح الفكري والثقافي بين المسلمين في هذه المناطق وإخوانهم في الدول الأخرى القريبة من ناحية، وبين الشعوب الصينية الأخرى في الشرق، وهذا عنصر غنى ثقافي وحضاري يستعيد أمجاد التلاقح الفكري والثقافي الذي كانت تلك المنطقة مهده على مدى التاريخ، والذي كان له نتائج كبرى على صعيد العلاقات الثقافية الإسلامية الصينية.

    بالمقابل، فإن انفتاحاً من هذا النوع قد يكون له محاذير لا بدّ من التوقف عندها، وعلى رأسها يقف القلق الأمني، حيث سيؤدي هذا الانسياب في الانتقال والتلاقي إلى إفساح الطريق أمام منتهزي الفرص من مثيري الشغب والباحثين عن المتاعب للقيام بأعمال لا تمتّ إلى مصالح الشعوب الصينية والعربية والإسلامية بصلة، وهذا ما يجب العمل على تفاديه من خلال مراقبة دقيقة ومستمرة للعناصر المشبوهة والمثيرة للمشاكل من مختلف القوميات والأجناس والإيديولوجيات، وعلى رأسها عناصر المخابرات الأجنبية التابعة لدول لا تريد الخير لشعوب المنطقة وترغب في إفشال عملية نموها وتطورها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    mahmoud-raya-beltandroad2

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    من الواضح أن الوضع القائم في العالم العربي له انعكاسات فعلية على التعاون القائم ـ والذي سيقوم ـ بين الصين والدول العربية. ولا شك أن أوضاعاً أفضل، وظروفاً أكثر استقراراً، سيكون لها انعكاس أفضل بكثير على هذه العلاقات، في حين أن الظروف القائمة تضع الكثير من العراقيل في طريق تطوير العلاقات العربية الصينية، سواء على صعيد المواقف السياسية المتعارضة لدى الدول العربية من الكثير من الأحداث الدائرة في هذه الدول، أو على صعيد الانعكاسات السلبية للأزمات الداخلية على الأوضاع الاقتصادية لهذه الدول، بما يؤدي إلى تراجع أدائها الاقتصادي، ومن ثم إلى الحد من فرص تنمية وتنويع العلاقات مع الصين.

    يبقى في المقابل أن الاختلاف القائم بين الدول العربية قد يكون مفيداً بشكل أو بآخر للعلاقات مع الصين، إذ أن هذا التفكك يمنع الدول العربية من الانسياق إلى موقف موحد ضد الصين عند حصول أي اختلاف سياسي بين العرب والصين تجاه قضية من القضايا، وبهذا تتعامل الصين مع الدول العربية كدول متنوعة المواقف، وليس ككتلة موحدة تفرض على الصين اتجاهاً معيناً تجاه القضايا المطروحة.

    ولعلّنا لاحظنا هذ الواقع فيما يتعلق بالموقف الصيني من الأزمة السورية، فبالرغم من استخدام الصين عدة فيتويات في مجلس الأمن في وجه مشاريع دعمتها دول عربية معينة، فإن هذا لم يؤثر على علاقات الصين مع هذه الدول على المستوى الاقتصادي، بل إن هذه العلاقات شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات. وهذا الأمر ناجم عن عجز الدول العربية عن تحويل قوتها الاقتصادية إلى قوة سياسية تفرض مواقف سياسية على دول كبرى ومستقلة وترفض الابتزاز مثل الصين.

    تملك الولايات المتحدة الأميركية مصالح كبرى في منطقة “الشرق الأوسط”، وهي كانت القوة الأولى المؤثرة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية على مدى العقود الماضية.

    هذه حقيقة معروفة ولا يمكن التهرّب منها، وبالتالي فإن أي تغيير في اتجاه اهتمام دول الشرق الأوسط المختلفة لن يكون محل رضا عند السياسيين الأميركيين الذين سيبذلون جهوداً كبيرة لعرقلة أي محاولة لخلق تكامل اقتصادي بين منطقتي “الشرق الأوسط” و”الشرق الأقصى”.

    وهذا الواقع يفرض على دول مبادرة الحزام والطريق العمل على إقناع مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة بأن مشروعاً عملاقاً من هذا النوع سيعود بفوائد عظمى على العالم ككل، ولن تقتصر فوائده على الدول المعنية بالمبادرة.

    إلا أن هذه المهمة ليست مهمة سهلة، وإنما تتطلب إيماناً من دول المبادرة بأهمية المشروع الذي تعمل عليه، بما يجعلها قادرة على تحمّل كل الضغوط الهادفة لعرقلته وتعطيله، كما تتطلب وجود إرادة لديها في الوقوف في وجه هذه الضغوط والعمل على مواجهتها وتهميشها.

    وإذا كان هذا الإيمان وهذه الإرادة موجودان لدى الصين للقيام بهذه المهمة، فيجب معرفة أحوال الدول الأخرى، ولا سيما الدول العربية التي ينبغي عليها أن تفاضل بين المنافع الكبرى التي تحصل عليها من تطبيق مبادرة الحزام والطريق، وبين الابتزاز الذي (قد) تتعرض له من الدول الكبرى لمنع اندفاعتها لتحقيق هذه المنافع.

    أما بالنسبة لموضوع اليابان، فهي بالرغم من الحجم الكبير لتبادلها التجاري مع الدول العربية، ومع الصين ايضاً، فإنها ليست لاعباً مستقلاً في عملية تعطيل أو عرقلة مشروع الحزام والطريق، وإنما قد تعتمد على الولايات المتحدة للاستثمار في هذا المجال.

    بالمقابل فإن اليابان ـ لو فكرت بشكل سليم ـ قد تكون مستفيدة بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق، لجهة إيجاد طريق مباشر وقليل الكلفة إلى الأسواق الاستهلاكية العربية والغربية، هذا لو تعاونت بإرادة صادقة وجديّة مع هذه المبادرة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين