الوسم: مقالات

  • مُنتدى الألفية الصيني.. أرقام، حقائق ومعلومات

    مُنتدى الألفية الصيني.. أرقام، حقائق ومعلومات

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الشيخ محمد حسن التويمي*:
    إنعقاد منتدى الألفية الأول عالي المستوى عالمياً، أو مؤتمر الألفية، في جمهورية الصين الشعبية، لبحث مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ، الموسومة الحزام والطريق، يشتمل على الكثير من الارقام والوقائع الجاذبة للقوى الاقتصادية العالمية والشعوب، تجعل من المبادرة نموذجاً مبتكراً للتعاون الدولي وللارتقاء بأوضاع الطبقات الفقيرة و “رقيقي الحال” وتوفير الإعمال إليها، ويُحاكي آمال مختلف عواصم العالم الصُغرى والكُبرى على حد سواء.

    وكان الرئيس شي جين بينغ قد تقدّم في خطاب له في جامعة “أستنة” بكازاخستان، يوم 7 سبتمبر/أيلول 2013، بمبادرة بناء “حزام طريق الحرير الاقتصادي”، وذلك لأسباب كثيرة، جُلّها إنسانية، وبعد فقدان الكثير من الامم والشباب في العالم، الإمل بعملٍ ومستقبلٍ كريم.
    الرئيس “شي” دعا إلى استخدام نموذج مبتكر للتعاون، وبناء مشترك لـ”حزام طريق الحرير الاقتصادي” من اجل جعل العلاقات الاقتصادية الاقرب بين الدول الأوروبية والآسيوية، وان يكون التعاون مع بعضها البعض أكثر عمقاً، ولخلق مساحة أوسع للتنمية، تعود بمكاسب كبيرة على شعوب جميع البلدان الواقعة على طول الطريق التجاري الكبير في آسيا وغيرها من القارات.
    المبادرة الصينية أُعلنت وكُشف عنها في وقت مُبكر من القرن الحالي الـ21، وبعد سنوات عديدة من التغيّير، حيث أعيد إحياء التجارة والاستثمار على طريق الحرير التاريخي القديم من جديد لأسيا الوسطى، التي لها مكانة خاصة في إقليمها، تضمن عملية توسيع الجذب والتعاون الاستثماري مع الصين بخاصة في حقول منها النقل والاتصالات، الغزل والنسيج، الصناعات الغذائية والصيدلانية والكيميائية، المنتجات الزراعية، وإنتاج السلع الاستهلاكية، وتصنيع الآلات وغيرها من الصناعات الاخرى، بالإضافة إلى الزراعة، ومراقبة الصحراء، والطاقة الشمسية، وحماية البيئة، وادخال “الأسمدة” و “حيوية” في هذه التربة الخصبة وجوانب أخرى عديدة.
    تتجلى جاذبية مبادرة الحزام والطريق، في إتّساع تمثيلها عالمياً، وحضور العشرات من رؤساء الدول والمنظمات الدولية والاقليمية لإعمالها، وللتريليونات العديد من الدولارات التي سوف تستثمرها الصين، وقد بدأت استثمارها بالفعل، على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد.
    وفي المعلومات والإحصاءات والارقام الصينية وغير الصينية المتوافرة عن المؤتمر والمبادرة التالي:
    ـ وصفت صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية الرسمية المبادرة بأنها تهدف إلى توسيع نطاق الاتصالات بين آسيا وباقي العالم؛
    ـ كتبت سارة هسو لمدونة Triple Crisisفي موقع “قراءات”: أنه ومع إشتداد قوة الصين سوف يصاحبها نفوذ أكبر، قد يقلل من الهيمنة التي تفرضها الولايات المتحدة. زيادة التكامل الاقتصادي بين الصين وباقي العالم تحديداً سوف يؤدي إلى الاعتماد على هذه الدولة الشرقية، بما يحسن من مشروعيتها العالمية؛
    واردفت، وإلى الآن، فإن قدراً كبيراً من عملية العولمة كان قوة تهيمن عليها الولايات المتحدة، وقد سلطت وسائل الإعلام الأضواء كثيراً على تحدي الصين لهذه القوة الأمريكية. توسع الشركات الصينية بالخارج وتمويلها لمشروعات البنية التحتية والتعاون بين الباحثين والمؤسسات من الصين حول التنمية التقنية وتنفيذ المشروعات، وتحسين العلاقات الدبلوماسية والمدنية بين الصين والأفراد والمؤسسات الأجنبية، هي جميعاً عوامل تحسن كثيراً من نفوذ الصين في أوروبا وآسيا وأفريقيا؛
    ـ جاء في موقع “منتدى التعاون الصيني العربي”: يعتبر “تفاهم العقليات”، إن الصين والدول ذات الصلة بحاجة إلى توطيد القاعدة الشعبية للعلاقات الرسمية، وتعزيز التواصل والتحاور بين مختلف الحضارات، وزيادة التبادل الودي بين شعوب الدول وخاصة على مستوى الفئات المجتمعية الأساسية، بما يعزز الفهم المتبادل والصداقة التقليدية فيما بينها؛
    ـ جاء في “مركز الجزيرة للدراسات”: ستلعب الصين دورًا نشطًا في حل القضايا الساخنة في الشرق الأوسط مع القوى الأخرى، والدول ذات الصلة والمنظمات الدولية في سبيل خلق بيئة إقليمية آمنة ومستقرة لبناء مشروع “الحزام والطريق”. وقد لعبت الصين بالفعل دورا في مفاوضات “5+1” المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والذي أثمر خطة العمل الشاملة، كما عينت الصين مبعوثًا خاصًّا لها إلى سوريا للعب دور الوساطة.؛
    ـ كتبت الدكتور أمجد أبو العز في موقع “رأي اليوم”:
    ـ قد يساهم طريق الحرير في خفض النزاعات في دول مساره لرغبة الدول الاستفادةمن الاستقرار ورؤؤس الاموال المتدفة على اقتصادياتها مماسيقوى من قوة وتاثير الصين في المنطقة ولا سيما ادوات القوة الناعمة( المساعدات والتجارة) في حل الصراعات. وقد يدفع طريق الحرير الصين الى الانخراط سياسيا وعسكريا في المنطقة العربية لوضع حد للصراعات والخلافات التي قد تهدد مصالحهاالاستراتيجية التجارية وتدفق الوقود الى ماكنتها الصناعية والتجارية التي تنمو بنسبة 11 في المائة سنويا. وقد يدفعها ايضا للتدخل عسكريا لمنع اعتدات على الموانئ التي تدير عملياتها التجارية واللوجستية في المنطقة العربية مما سيكسر الاحتكار العسكري الامريكي لهذه المنطقة وما يتبعه ذلك من رواج وانتشار السلاح الصيني المنافس للسلاح الامريكي؛

    ـ يُعدّ منتدى “الحزام والطريق للتعاون الدولي”، أكبر وأوسع اجتماع تحتضنه جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، ويحمل شعار “التعاون من أجل الرخاء المشترك”؛
    ـ يُشارك في المؤتمر1500 شخصية ومندوب من 130بلداٍ و70منظمة دولية، بينهم 29رئيس دولة وحكومة بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ كما ويشارك حوالي 250 وزيراً، و190مسؤولاً على مستوى وزاري؛
    ـ كوريا الديمقراطية يمثلها (كيم يونغ جاي)، وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية؛
    ـ يُشارك خبراء ومفكرون ورجال أعمال وإعلاميون ومسؤولين ينتمون لـ110 دول؛
    ـ يشارك في المنتدى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس البنك الدولي، وكذلك رئيس صندوق النقد الدولي؛
    وتبلغ مساحة البلدان المشاركة في المنتدى 26% من مساحة سطح الكرة الأرضية (نحو 510 ملايين كم مربع)، وبواقع عدد سكان 4.4 مليارات نسمة، وقوة اقتصادية تقارب 20 تريليون دولار؛
    ـ خصص المسؤولون الصينيون، للصحافة المحلية والأجنبية، جناحًا مساحته 10 آلاف متر مربع، وشاشات عملاقة لمتابعة أحداث القمة، حيث يغطي أعمال المنتدى الذي يمتد ليومين، نحو 4 آلاف و500 صحفي أجنبي ومحلي؛
    ـ اتخذت السلطات في بكين التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، تدابير أمنية لحماية ضيوفها، وأغلقت بعض الطرق الرئيسية في المدينة؛
    ـ تسلك طُرق الحرير الجديد (المبادرة) طُرقاً بطول 12 ألف كيلومتر، تبدأ من الصين وحتى إسبانيا؛
    ـ لا يربط المبادرة أي رابط مع “خطة مارشال” الامريكية القديمة، لأن المبادرة غير مشروطة بشيء، والانضمام إليها حر وبقرار سيادي من الدول المشاركة فيها؛
    ـ من أهدافها العمل على تسهيل إيجاد عولمة اقتصادية نشطة وشاملة ومستدامة؛
    ـ تؤكد الصين أنها ستمضي قدما نحو تحقيق مبادرة الحزام والطريق كواحدة من ثلاث استراتيجيات رئيسة، بالتزامن مع التنمية المنسقة لـ بكين- تيانجين- خبي ، ومبادرة الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، وذلك وفقا لبيان صدر بعد مؤتمر العمل الاقتصادي المركز؛
    ـ يبلغ عدد دول المبادرة 65 دولة من 3 قارات؛
    ـ توجد 50 وثيقة تعاون في مجال مشروعات البُنية التحتية من المتوقع توقيعها خلال أعمال المنتدى الذي يستمر لمدة يومين؛
    ـ قبل المنتدى وقعت الصين بالفعل 46 إتفاقية تعاون مع 39 دولة ومنطقة؛
    ـ تهدف المبادرة إلى بناء شبكة بُنى تحتية اقتصادية وتجارية راقية تربط آسيا مع أوروبا وإفريقيا، من خلال طريق الحرير التجاري القديم؛
    ـ أطلقت 27 مدينة صينية 51 خطاً للسكك الحديدية ضمن المبادرة؛
    ـ تربط المبادرة ما بين الصين و28 مدينة أوروبية؛
    ـ تكشف بيانات وزارة التجارة الصينية أن حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في دول الحزام والطريق عام 2016، وصل إلى 14.5مليار دولار أمريكي (وصلت الان الى 50 ملياراً)، بينما بلغ حجم الاستثمارات المباشرة من دول الحزام والطريق فى الصين7.1 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى إنشاء المؤسسات الصينية 56منطقة تعاون تجاري، فى أكثر من 20 دولة على طول «الحزام والطريق»، باستثمارات بلغت 20 مليار دولار أمريكي، تدر دخلاً ضريبياً لهذه الدول يتجاوز المليار دولار، وتوفر نحو 200 ألف فرصة عمل؛
    ـ إرتفع حجم تجارة الصين الخارجية مع دول «الحزام والطريق» بنسبة 0.5%، بقيمة تريليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل 25.7% من إجمالى حجم تجارة الصين الخارجية لعام 2016؛
    ـ جرى خلال السنوات الماضية تنفيذ مشروعات عملاقة للبُنية التحتية، فى عدد كبير من البلدان الواقعة على طول “الطريق”، على مثال مشروع إنشاء خطوط نقل الطاقة الكهربائية إيتاى البارود، أول مشروع يتم الشروع في تنفيذه في يوليو/تموز2016 في إطار تعاون قدرة الإنتاج بين مصر والصين، وهو من المشاريع الكبرى لنقل الكهرباء عالية الجهد؛
    ـ من مارس/أذار2011 إلى أبريل/نيسان 2017 تردد أكثر من3 آلاف قطار ما بين الصين وأوروبا ضمن المبادرة؛
    ـ نقلت هذه القطارات السلع صغيرة الحجم بين الصين وأوروبا، خصوصاً الهواتف/ وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

    *الشيخ محمد حسن التويمي: كاتب اردني ومسؤول ديوان ملاحظة المطبوعات والنشر والملف الاسلامي بالصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين في منتديات الاذاعة الصينية ومجلة “مرافئ الصداقة” في الاردن.

  • نحن والصين ومعادلة رابح – رابح

    نحن والصين ومعادلة رابح – رابح

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    علاء ساغه*:
    تابعتُ ظهر اليوم الأحد، 14 مايو/ أيار بشغفٍ، الكلمة القصيرة التي ألقاها فخامة الرئيس (شي جين بينغ)، في مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف المشاركين في القمة الدولية لمنتدى مبادرة الحزام والطريق في بكين، من خلال الفضائية الصينية الناطقة بالعربية.
    وقد لفت انتباهي على وجه التحديد، حديث الرئيس عن أهداف قمة المبادرة، وتتلخص في ضمان الصين لمعادلة “رابح – رابح” في العملية الاقتصادية الواسعة التي تشمل كل شعوب العالم وبلدانه، ويُرافقها تعزيز في التنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى.
    الرئيس “شي” طرح في خطابه القصير مسألة في غاية الأهمية، وهي رغبة القيادة الصينية في تأكيد مشروعها للعلاقات الدولية الجديد للمنفعة الجماعية للدول والشعوب، والذي لم يَسبق له مثيل في التاريخ البشري.
    هذا المشروع الصيني يَعتمد بالدرجة الاولى على دفق شامل للاستثمارات، وتوظيف الرساميل الصينية الأضخم أساساً، والوطنية للدول الاخرى، في عملية اقتصادية عابرة للحدود الدولية، من خلال عولمة إيجابية للاقتصاد والتجارة لا تتغوّل اقتصادياً وتجارياً على أحد، ولتمكين تشييد البُنى التحتية وتلك الضامنة لمرور وتفعيلات مبادرة الحزام والطريق في عشرات البلدان، الواقعة أولاً في ثلاث قارات. لذلك، كما أصاب الرئيس “ِشي”، ستكون طريق المبادرة، بل يجب أن تكون: “طريقاً منفتحاً للتعاون، ولدعم وتطوير إقتصاد عالمي منفتح.
    وقد وصف الرئيس “شي” كذلك وببلاغةٍ، الحالة الاقتصادية الراهنة في العالم، بأنها تماثل “نضال اليَرقة للتحرّر من شرنقتِها “، حيث ستعاني آلاماً قصيرةً قبل أن تتمكن من خلق حياة جديدة، ومؤكداً في الوقت ذاته، بحكمته المعهودة، بذل الصين قصارى جهودها لممارسة وإظهار جميع مزاياها، والاستفادة من إمكانياتها، وعدم إدّخار أي جهد ممكن لضمان المضي قدماً: ((تماماً مثل حبات الرمل، التي تتجمع مع بعضها لتشكّل “الباغودا”، وكما يُمكن لقطرات المياه أن تتجمع لتشكّل البحر العميق)). ومن أجل مشاركة هذه المنافع، أكد الرئيس “شي” بأن تنمية الحزام والطريق “ستعود بمنافع عظيمة وعادلة للشعبين الصيني والعربي، وبناء مجتمع المصالح المشتركة والمصير المشترك لكلي الجانبين.”
    الرئيس “شي” لم يتحدث عن بلد عربي ما دون بلدان اخرى، ولم يُشر الى شعب عربي ما دون غيره، إنما جمع البلدان العربية في عالم واحد والشعب العربي في حضارة شعب واحد، ليخاطب العرب أجمعين بكلمات نافعة وجامعة لجميعهم، وهو ما يؤكد نظرة القيادة الصينية الى تطلعها لرؤية عالم عربي واحد وشعوب عربية غير متخاصمة، بل موحَّدة، لتتمكن هذه الشعوب من بناء عالمها الجديد، سوياً مع الصين، وفي روح من المبادرات الجماعية من جانبها هي أيضاً، لتتمكن الإتّساق مع روح المبادرة الصينية، التي تفترض الوحدة لجميع الامم والبلدان، في عملية التنمية الاقتصادية والتبادلات مع الصين، حتى لا تتشتت الجهود وتتفرق بين “هذا و ذاك”، و “نحن و هم”، فيختلط الأمر بينها، ويَضعف موقعها وتتراجع فعاليتها.

    هذه الإشارة الهادئة لفخامة الرئيس “شي” هامة جداً، وأعتقد بأن رسالته بخصوصها قد وصل بالطبع لجميع العرب من مسؤولين وممثلين اجتماعيين، علّهم يُقدّرون الوضع العالمي الخاص للمبادرة التي تدعمها أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وأكثر من 50 دولة ومنظمة عالمية، حيث وقعت على اتفاقيات تعاون مع الصين، ومشيراً بهذا الخصوص، إلى أن دائرة أصدقاء الصين حول مبادرة “الحزام والطريق” ((تأخذ بالتوسع أكثر))، سيّما أن الشركات الصينية قدمت أكثر من 50مليار دولار أمريكي كإستثمارات، وأطلقت عدداً من المشاريع الرئيسة في الدول الواقعة على طول طرق المبادرة، ما أدى إلى تحفيز التنمية الاقتصادية لتلك الدول، وخلق العديد من فرص العمل المحلية، مؤكداً أيضاً ان مبادرة “الحزام والطريق” نشأت في الصين، لكنها قدمت منافع جيدة تجاوزت حدودها، ونتطلع نحن بدورنا الى تفعيلها في بلادنا – الاردن، بالسرعة الممكنة، لأن ذلك في صالح مستقبلنا، ناهيك عن حاضرنا .

    *كاتب اردني ومستثمر، وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

  • قمة الحزام والطريق الدولية.. بكّينية

    قمة الحزام والطريق الدولية.. بكّينية

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    عبد القادر حسن عبد القادر*:
    انعقاد قمة الحزام والطريق تمهد السبيل الى مجتمع اقتصادي عالمي متناغم، وهي أحد العوامل الأهم في العصور العشريات المقبلة، لتعزيز شخصية الشعوب، بخاصة تلك التي تبني نفسها وتنمو وتندرج ضمن العالم المُتلقي للانتاج العالمي الصناعي والزراعي والخدمات.
    ومن المهم بمكان التأكيد على أن المبادرة مشروع شامل شمول الجغرافيا الكونية، وقد ارتبط بإسم فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، السيد شي جين بينغ، بغرض بناء مجتمع المصالح المشتركة بالاتجاهين، ليُحقق المنفعة المتبادلة لمختلف الدول المعنية بهذا المشروع الريادي. وهذا الشمول يشمل جميع القادة والمسؤولين بغض النظر عن توجهاتهم، لأن أهداف المبادرة تحاكي رغباتهم، وتتواصل مع احتياجات دولهم، لذا نراهم تقاطروا نحو الصين.. الآن وقبل فوات الآوان.
    فمن حيث المضمون والمحتوى، تهدف مبادرة الحزام والطريق، إلى ربط حكومات ومؤسسات وقارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بشبكة تجارة وبُنية تحتية ضخمة تعود بالنفع على كافة الدول الواقعة على طول مساراتها، لذلك يمكن لنا أن نفهم هذا الحشد الدولي الكبير الذي يجتمع اليوم في بكين، برغبته وبدون أي ضغطوط، كما كان ويكون حال عدد من المؤتمرات الدولية، التي تجر الدول اليها عنوة، أو “تخجيلاً”!
    ومن أهداف هذه القمة، إحياء مبادئ السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب الجماعي للبشر ليوافق عليها القادة الحضور في القمة – المؤتمر، مُستعيدة بالتالي روح طريق الحرير في العصور القديمة، ومتقمصة لأهدافها التي أيّدتها الامم، فكانت روح الطريق الحريري الماضي ساكنة في مبادرة الحزام والطريق ورؤساء مختلف الدول، إذ كان بُدئ تطبيقها في وقتنا الحاضر، في آسيا وأوروبا، وبأتجاهات الدول الجارة للصين والصديقة لها.
    ومن المعروف، أن الصين لم تترك طريقاً يُمكن أن “تطرقه” أو تسلكه للتعريف بالمبادرة ومؤتمرها إلا وسلكته وفعّلت أنشطتها فيه، فمن تعميق العلاقات السياسية مع مختلف الدول، تمهيداً لإعمال الحزام والطريق فيها واجتذاب قادتها وزعمائها، الى تعزيز العلاقات الثقافية والسياحية والانسانية عموماً. فالمبادرة في أساسها هي استعادة للماضي الايجابي للتبادلات الصينية العالمية من خلال عقلانية العقل البشري، واستحضاراً لِما عاشته الأجيال السابقة من تواصل وتقارب بالرغم من بُعد المسافات ووعورة الطرق وأهوال الصحارى والبحار، إلا أن تصميم الصين انتصر على مختلف العقبات الجغرافية والجيوسياسية، وها هم زعماء العالم يجتمعون في عاصمة العالم – بكين.
    ولذلك كذلك، تتأهب دول وأمم العالم وتتواصل فيما بينها في الصين حالياً، وبزعامة الرئيس “شي” لتقديم الاقتراحات والافكار المبدعة لتوسيع طريق الحرير المعاصر الذي من شأنه تأكيد سلام العالم، الذي كان في وقت سابق قاب قوسين أو أدنى من الانتصار والسيادة، لولا اندلاع الحروب والنزاعات في أسيا وتدمير دول وشعوب بأكملها.
    عشرات الوفود ومئات القادة والخبراء والمتخصصين، يتبادلون في الصين الآن الافكار تلو الافكار، وسيتبادلونها قريباً في السفن والقطارات والطائرات المشتركة للحزام والطريق، لتتمازج وتتعارف الشعوب الى جانب تبادلها السلع ونقل الخيرات من أجزاء من هذا العالم الى أجزاء أخرى.
    فبالتوفيق والتميّز لقمة الحزام والطريق، التي سوف تقدم للشعوب صرحاً جديداً من العمل العام، يؤرخ الى مأثرة جديدة لجمهورية الصين الشعبية وقيادتها، بزعامة الرئيس الصديق شي جين بينغ
    ….
    *عبدالقادر حسن عبدالقادر: كاتب وعضو ناشط في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في مصر.

  • التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح1)

    التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح1)

    موقع مبادرة الحزام الطريق بعيون عربية ـ
    د. يربان الحسين الخراشي(موريتانيا)*:

    يرجع بعض المؤرخين تاريخ طريق الحرير إلى حوالي 2000 سنة قبل الميلاد، وهي عبارة عن مجموعة من الطرق غير المترابطة غالباً، كانت تسلكها القوافل بهدف التجارة.
    وتذكر المصادر التاريخية الصينية أن اكتشافها تم سنة 138 قبل الميلاد على يد تشانغ تشيان (Zhang Qian) مبعوث الإمبراطور السابع لمملكة هان الغربية (206 ق م- 25 م) إلى Da rouzhi (قبائل من شعب الهنود الأوربيين البدائيين) وهي إحدى المماليك الستة والثلاثون التي كانت تستوطن المناطق التي تقع غرب مملكة الهان آنذاك أي شينجيانغ وآسيا الوسطى حالياً، وذلك من أجل ربط حلف عسكري معها ضد أعدائهم التقليديين شعب الهون، الذين كانت حربهم مع مملكة هان في أوجها، لكن استراتيجية الإمبراطور ليو تشي (Liu Che) العسكرية الرامية إلى تطويق قبائل شعب الهون باءت بالفشل، وقضى على أحلامه في بسط نفوذه على سهول آسيا الوسطى وإبعاد خطر قبائل الهون المحاربة بعد أن قضى 40 سنة من حكمه الممتد ل 54 سنة في حرب كر وفر معهم .

    وخلال القرن الأول الميلادي سنة 97 م بعث الملك الرابع لمملكة هان الشرقية (25 م – 220 م) رسوله غان يينغ (Gan ying) إلى روما، وقد ذكرت المصادر التاريخية الصينية وصوله للخليج العربي والعراق، وربما يكون أول صيني تطأ أقدامه بلاد العرب. هذه الرحلة على الرغم من عدم وصولها إلى روما لكنها عززت فتح الطريق الذي يربط بين تشانغآن العاصمة آنذاك (مدينة شيآن الحالية بمقاطعة شنشي) وبين الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والذي عرف باسم “طريق الحرير”. وفي عام 166 م وصل مبعوث الإمبراطورية الرومانية إلى مدينة لويانغ (عاصمة مملكة هان الشرقية)، فيما يعد أول تبادل دبلوماسي بين الغرب والصين.
    كما ذكرت بعض المصادر التاريخية الصينية وصول رسول ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 651 م إلى مملكة تانغ الصينية (618 م -907 م) أثناء حكم إمبراطورها الثالث لي تشي (Li zhi)،وقد سمح الملك الصيني للمسلمين من عرب وفرس بممارسة التجارة والإقامة في الصين، بل حتى التقاضي وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، وذلك بعد ما لمس التشابه الكبير بين قيم الدين الإسلامي الحنيف، وقيم الثقافة الصينية التقليدية، خاصة كونفوشيوسية ، والتي كانت العمود الفقري للثقافة الصينية آنذاك، وهذا ما سمح بتعزيز التجارة عبر طريق الحرير، خاصة تجارة الحرير الذي كان يستخدم كعملة بدل العملة النحاسية الملكية في المناطق الحدودية.
    خلال منتصف القرن الثامن ميلادي، وفي ظل القلاقل التي صاحبت نهاية حكم الأمويين (662-750)
    استغل الصينيون الفرصة وتوغلوا غربا وتمكنوا من إخضاع بعض المناطق المهمة الخاضعة لنفوذ الخلافة، ويعكس حجم الإنفاق العسكري الصيني آنذاك حجم تلك التوترات الحدودية، حيث تذكر بعض المصادر الصينية أن إنفاق مملكة تانغ الصينية على قواتها المرابطة على ثغور آسيا الوسطى قفز من 2 مليون قوان سنة 713م (guànقوان سلسلة لربط النقود على شكل تسبيح وتحوي ألف قطعة نقدية ) إلى 10 مليون قوان سنة 741 م، و 15 مليون قوان سنة 755 م، ويشكل هذا المبلغ نصف إجمالي إيرادات مملكة تانغ آنذاك البالغ حوالي 30مليون قوان.
    لكن ذلك لم يمنع الخلافة من خوض المعركة التي غيرت وجه التاريخ، وذلك بعد استتباب السلطة للعباسيين، حيث زحف الجيش العباسي بقيادة زياد بن صالح رحمه الله سنة 751 م، بينما تولى قيادة الجيش الصيني القائد الكوري القومية قاو شيان تشى (Gao xianzhi) ، وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للجيش الصيني حوالي 30 ألف بين قتيل وأسير حسب بعض المصادر الصينية.
    وقد كانت هذه الحرب نقطة تحول مهمة جداً في تاريخ آسيا الوسطى، وربما التاريخ العالمي، حيث أنها المعركة الوحيدة بين أقوى دولتين آنذاك، والمعركة الوحيدة أيضا بين العرب والصينيين ومن نتائجها :
    (1) – قتل الحلم الصيني في السيطرة على آسيا الوسطى ونهاية نفوذها وتواجدها العسكري هناك؛
    (2) – تقويض تجارة الحرير وانحسار ازدهار التجارة عبر طريق الحرير ؛
    (3) – خروج تأثير الثقافة الصينية من آسيا الوسطى إلى يومنا هذا؛
    (4) – زيادة أواصر ارتباط العرب والشعوب التركية و انصهارها وتمهيد الطريق لدخول كافة شعوب آسيا الوسطى في الإسلام؛
    (5) – كانت السبب المباشر للقلاقل التي بدأت تنتشر في أرجاء الامبراطورية الصينية خاصة الحرب الداخلية على السلطة التي بدأت 755 م والمعروفة في التاريخ الصيني با (an shizhiluan) التي يعتبرها المؤرخون بداية انهيار امبراطورية تانغ العظيمة.
    لكن أهم نتيجة لهذه الحرب في اعتقادي هم الأسرى الصينيين الذين عن طريقهم تم نقل الاختراعات الصينية الأربعة القديمة ( صناعة الورق وفن الطباعة والبوصلة والبارود)، إلى العالم العربي وخاصة صناعة الورق حيث تم تأسيس أول مصنع للورق في بغداد سنة 794 م، ومن عاصمة الرشيد تم نقل أسرار صناعة الورق إلى كل من دمشق، والقاهرة ثم، الأندلس ومنها إلى أوربا، وهذا ما يرشح صناعة الورق أن تكون المساهمة الصينية في بزوغ العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.

     

    *

    Dr. Yarbane El Houssein El Karachi

    Jilin University – China

    Department of Exploration and Drilling Engineering

    E-mail:  yarbalanacn@yahoo.com

    yarbanacn@163.com

  • ماذا ينتظر العالم من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي؟

    ماذا ينتظر العالم من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي؟

     
    وكالة أنباء شينخوا:
    يعد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في منتصف مايو اجتماعا دوليا رفيع المستوى حول مبادرة الحزام والطريق وهي خطة التجارة والبنية التحتية المقترحة من الصين لتربط آسيا بأوروبا وإفريقيا.

    وستستخدم الصين المنتدى لبناء منصة أكثر انفتاحا وكفاءة للتعاون الدولي وإقامة شبكة شراكة أقوى، علاوة على تعزيز نظام حوكمة دولي أكثر عدلا وتوازنا ومعقولية.

    وفيما يلي ما تحتاج معرفته حول المبادرة والمنتدى القادم:

    رؤية جديدة:

    سيعقد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي تحت عنوان “تعزيز التعاون الدولي والبناء المشترك للـ”حزام والطريق” من اجل تنمية مربحة لكل الأطراف ” من 14 إلى 15 مايو في بكين. وسيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم الافتتاح كما سيستضيف قمة قادة المائدة المستديرة.

    وتم تصميم المنتدى لتحقيق المزيد من التوافق وتحديد اتجاهات التعاون ودفع تنفيذ المشاريع وتحسين نظم الدعم.

    ارث تاريخي:

    يشير الحزام والطريق إلى الحزام الاقتصادي على طول طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 اللذان طرحا من قبل الرئيس شي للمرة الأولى في سبتمبر وأكتوبر من عام 2013 في زيارتي الدولة اللتان قام بها آنذاك إلى كازاخستان واندونيسيا.

    واستنادا إلى روح طريق الحرير القديم والمتمثلة في “السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل” التي تستمر إلى يومنا هذا، تهدف المبادرة إلى بناء شبكة عالمية حديثة تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا بهدف تعزيز التنمية المشتركة بين جميع الأطراف .

    تقدير عالمي:

    انضم بالفعل إلى هذه المبادرة أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية حيث وقعت أكثر من 40 دولة على اتفاقيات تعاون مع الصين. وأدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمة الابيك جميعها انعكاسات التعاون من مبادرة الحزام والطريق في قراراتها ووثائقها.

    توصل المرافق:

    وشهدت سلسلة من مشروعات النقل والطاقة والاتصالات الرئيسية بما في ذلك جسر بادما للسكك الحديدية متعدد الأغراض في بنغلاديش والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وقطار الصين للسكك الحديدة السريعة في أوروبا، شهدت اختراقات على مدى السنوات الثلاثة الماضية.

    تجارة سلسة:

    بلغت التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق 6.3 تريليون يوان (حوالي 913 مليار دولار أمريكي) في عام 2016 أي أكثر من ربع إجمالي قيمة التجارة الصينية.

    كما استثمرت الشركات الصينية أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق وساعدت في بناء 56 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في 20 من تلك الدول، ما أدى إلى تحقيق عائدات ضريبية بلغت 1.1 مليار دولار أمريكي و180 ألف وظيفة محلية.

    تكامل مالي:

    خصصت الصين 40 مليار دولار أمريكي لصندوق طريق الحرير وإنشاء البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية في عام 2015 لتوفير التمويل لتحسين البنية التحتية في آسيا.

    وارتفع عدد الأعضاء حتى الآن ليبلغ 70 عضوا، حيث بلغ إجمالي قروض البنك الائتماني المتعدد الأطراف أكثر من 2 مليار دولار.

    ممرات اقتصادية:

    تدفع الصين أيضا ستة ممرات اقتصادية في إطار مبادرة الحزام والطريق وهي الجسر القاري الاوراسي الجديد وممر الصين-منغوليا-روسيا وممر الصين -آسيا الوسطى -غرب آسيا وممر الصين -شبه الجزيرة الهندية وممر الصين-باكستان وممر بنغلاديش -الصين-الهند-ميانمار.

    وترسي الممرات الستة معا، والتي تشكل شبكة التجارة والنقل في جميع أنحاء اوراسيا، ترسي أساسا صلبا للخطط الإنمائية الإقليمية والعالمية.

    الروابط الشعبية:

    بينما يقرب “التواصل الصلب” المتمثل في شبكات السكك الحديدية والموانئ بين البلدان عبر سهولة السفر والخدمات اللوجيستية، يقرب “التواصل الناعم” أيضا بين الشعوب.

    ودعا شي في 22 يونيو 2016 خلال كلمة ألقاها في الغرفة التشريعية للجمعية العليا الاوزباكية في طقشند إلى بناء طريق حرير أخضر وصحي وذكي وسلمي يرسم مستقبل المبادرة.

    العولمة:

    تأتي أهمية المنتدى في توقيته المناسب بشكل خاص بعد صعود حركات مناهضة العولمة حيث تراجعت بعض القوى الغربية إلى الحمائية والعزلة بينما تعمل الصين على تعزيز عولمة الاقتصاد بروح الانفتاح والشمول. وستواصل الصين بثبات الانفتاح ودفع العولمة بالحكمة الصينية.

    المشاركة الواسعة:

    سيشارك أكثر من 1200 شخص في المنتدى المقرر عقده في منتصف مايو من بينهم مسؤولون وعلماء ورجال أعمال وممثلون عن المؤسسات المالية ومنظمات إعلامية من 110 دولة، إلى جانب ممثلين من أكثر من 60 منظمة دولية.

    وتشمل القائمة رؤساء دول وحكومات من 28 دولة على الاقل، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم والمدير الإداري لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.

    النتائج الملموسة:

    ومن المتوقع أن تتراوح نتائج المنتدى بين توافق الآراء إلى اتخاذ تدابير محددة بشأن التنفيذ. وتوقع الصين توقيع وثائق تعاون مع ما يقرب من 20 دولة وأكثر من 20 منظمة دولية في هذا الحدث.

    كما ستعمل الصين مع الدول على طول الحزام والطريق على حوالي 20 خطة عمل تتعلق بالبنية التحتية والطاقة والموارد والقدرة الإنتاجية والتجارة والاستثمار.

  • كيف يمكن تحقيق التكامل مع صناديق الثروات السيادية لدول الشرق الأوسط؟

    كيف يمكن تحقيق التكامل مع صناديق الثروات السيادية لدول الشرق الأوسط؟

    صحيفة الشعب الصينية ـ
    بقلم سونغ وي،باحثة مساعدة فى معهد بحوث التعاون التجارى والاقتصادى الدولي التابعة لوزارة التجارة الصينية:

    في ظل بناء مبادرة “الحزام والطريق”، تعد مشاكل التمويل مسألة مركزية لتعزيز التكامل مع الإستراتيجيات التنموية في منطقة الشرق الأوسط ودفع مشاريع التعاون في طاقة الإنتاج.

    تمتلك دول الشرق الأوسط، صناديق ثروات سيادية ذات حجم كبير، كما تتمتع بقدرات إستثمارية هائلة. حيث تمتلك دول الخليج 4 صناديق ثروات سيادية على قائمة أكبر 10 صناديق سيادية عالمية، وهي على التتالي: مكتب الإستثمار بأبوظبي (450 مليار دولار)، مكتب النقد السعودي (384 مليار دولار)، مكتب الإستثمار الكويتي (230 مليار دولار)، ومكتب الإستثمار القطري (70 مليار دولار).

    لجأت دول الخليج إلى تأسيس صناديق الثروات السيادية، لضمان التنمية الإقتصادية طويلة المدى قبل نضوب النفط، ويمكن القول أن هذه الصناديق تعبر على “رأسمالية الدولة”.

    من الملاحظ أن دول الشرق الأوسط لديها رغبة قوية ومتبادلة لتعزيز التعاون المالي مع الصين ودفع التعاون في مجال طاقة الإنتاج بشكل مشترك. وقد واجهت صناديق الثروات السيادية الخليجية بعد الأزمة المالية انتقادات الرأي العام المحلي بشأن تركيز استثماراتها فى الخارج ، أضف إلى ذلك خسائر صفقات الإستحواذ أثناء فترة أزمة الإئتمان، حيث رأت أطياف واسعة من مواطني هذه الدول ذلك على كونه إهدار لثروات الشعب. لذا تعمل دول الشرق الأوسط في الوقت الحالي على إستثمار فائضها المالي في الأسواق الأجنبية لضمان القيمة المضافة. وبعد ضغوط أسعار النفط التي سببتها إطلاق أمريكا لثورة الغاز الصخري، باتت لدى دول الخليج رغبة في تنويع إستثماراتها. ليس هذا فحسب، بل تزايدت رغبة دول الشرق الأوسط الكبرى أيضا في المشاركة في الإدارة الدولية، وتجاوبت بشكل إيجابي مع مبادرة “الحزام والطريق ” الصينية، ودفع الترابط الإقليمي والتسهيلات التجارية. وشاركت كل من إيران وتركيا والسعودية ومصر في عضوية البنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية.

    بالنظر من زاوية الجانب الصيني، يمتلك التعاون مع صناديق الثروات السيادية لدول الشرق الأوسط أهمية كبيرة، حيث تساعد على تخفيف العقبات أمام التعاون في مشاريع طاقة الإنتاج، وحماية الأمن الطاقي،وتنسيق التعاون الاستراتيجي، وتقريب العلاقات بين الصين ومجلس التعاون الخليجي و”مجموعة دول الـ 77″ من خلال تعميق التعاون المالي، ومن ثم توسيع تمثيلية الصين داخل الدول النامية.

    بناء على ذلك، على الصين أن تدفع بإتجاه تعميق التعاون المالي بين الشركات الصينية ودول الشرق الأوسط، وتحقيق ثلاثة أهداف: أولا، جذب صناديق الثروات السيادية للإستثمار في مشاريع التعاون في طاقة الإنتاج داخل السوق الصينية؛ ثانيا جذب صناديق الثروات السيادية للإستثمار في مشاريع التعاون في طاقة الإنتاج بمنطقة الشرق الأوسط؛ ثالثا، جذب صناديق الثروات السيادية للإستثمار في مشاريع التعاون في طاقة الإنتاج في الدول النامية داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط. في هذا الجانب، يمكن القيام بالتدابير التالية:

    أولا، دفع التعاون بين صندوق طريق الحرير مع الصناديق السيادية في الشرق الأوسط، لتأسيس “صندوق التعاون في طاقة الإنتاج بين الصين ودول الشرق الأوسط”.

    ثانيا، تمويل مشاريع طاقة الإنتاج من خلال التعاون في حقوق الأسهم. حيث تولي إستثمارات حقوق الأسهم أهمية كبيرة لقدرات التنمية المستديمة. أولا، دفع التعاون بين بنك التنمية الوطني وبنك الصادرات والواردات مع صناديق الثروات السيادية لدول الشرق الأوسط في تطوير التعاون في حقوق الأسهم. ثانيا، تشجيع الأجهزة التجارية المحلية على تعزيز التعاون مع صناديق الثروات السيادية في تمويل مشاريع حقوق الأسهم. ثالثا، جذب صناديق الثروات السيادية للإنضمام في صندوق طريق الحرير من خلال حقوق الأسهم.

    أخيرا، إستغلال وسائل العمل التجاري لجذب صناديق الثروات السيادية، مثل السندات، الأسهم الفريدة، الإكتتاب العام والتأمين وغيرها من السلع المالية المبتكرة، وجعل “صندوق طريق الحرير ” الذي تبلغ ميزانيته 40 مليار دولار، يعطي فاعلية 1 تريليون دولار. كما يمكن التفكير في إصدار سندات لصندوق طريق الحرير مسعرة باليوان الصيني، لتعويض النقص المالي. من جهة أخرى، يمكن لبنك الصادرات والواردات وبنك التنمية الوطني توسيع التعاون الإستراتيجي مع صناديق الثروات السيادية لدول الشرق الأوسط، وتأسيس شركات إستثمارية متعدد الأطراف.

  • وُحدة (بريكس) لـ”حزام وطريق” كوني

    وُحدة (بريكس) لـ”حزام وطريق” كوني

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مروان سوداح*:
    يُصادف هذا العام بداية العقد الثاني من عمر مجموعة دول (بريكس)، التي تضم في قِوامها الدول الرئيسية والأكثر فعالية في السياسة والاقتصاد الدوليين، ناهيك عن قوتها ونفاذها في الدبلوماسية الرسمية والشعبية والعامة على حدِّ سواء. وهذه الدول هي (الصين وروسيا/ الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا)، حيث من المُقرّر في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، أن تستضيف جمهورية الصّين الشعبية زعماء القمة رقم (9) لزعماء المجموعة.
    وعلى صعيدٍ “بريكسي” متصل، كان لتصريحات وزير الخارجية الصيني السيد (وانغ يى) بشأن ألية مجموعة (بريكس)؛ وتضامن الدول الداخلة في عضويتها، أهمية لفتت إنتباه الدول والحكومات المختلفة في آسيا والعالم، إضافة الى “القرّاء العاديين” حتى.
    فعندما تتحدث الصين عَلناً عن (بريكس) وما يتصل بها من قضايا مصيرية، فهي تعني ما تقول، لكونها اعتادت صّمت الجبابرة والدبلوماسية الناعمة التي ترى الصين عادةً تسميتها بالدبلوماسية العامة، ولأن الصين دَرَجَت منذ حركة الإصلاح والانفتاح عام1978م على سياسة هادئة مَقرونة بالعمل خلف الأضواء. لهذا وغيره، فإن تصريحات المسؤولين الصينيين عن (بريكس) تُعتبر رسالة دولية سياسية جادّة، تطال جميع الأطراف القابعة في الخندق المقابل لمنظمة التحالف الأُممي – (بريكس).
    ربّان سفينة العلاقات الخارجية الصينية، السيد (وانغ يى)، صرّح قبل أيام خلال مؤتمر صحفي عَقده على هامش أعمال الدورة السنوية التشريعية لأعلى هيئة تشريعية في الصين: “إن آلية (بريكس) لن تفقد بريقها لأنها (ستشع أكثر) فيما لو استمر أعضاؤها متّحدين”.
    هذا التصريح الدبلوماسي الرفيع والخطير المستوى للوزير الصيني الشهير والمخضرم، يَكشف عن خصوصية (بريكس) لكل دولة من الدول، ويزيح الستارة عن وجود خطّة صينية لمزيد من تفعيل دور الصين في هذا التحالف ودور التحالف ذاته “في المستقبل” خلال محافظته على وحدته.. ليشع أكثر.
    الوزير نوّه كذلك إلى أن كل عضو من أعضاء التحالف البريكسي يواجه منفرداً “تحديات خاصة” به، مُستشهداً بوصف أطلقه الرئيس الصيني شي جين بينغ الحليف، حول (بريكس)، عندما أعاد إلى الأذهان المَثل الصيني – العربي القائل عن الوحدة: “إن دول بريكس يُشبهون أصابع اليد الخمسة، فهي قصيرة وطويلة إذا ما تفرّقت، لكنها ستشكّل قبضة قوية إذا ما اتّحدت مع بعضها”.
    وتأكيداً على ما ذهبنا إليه، قال الوزير، إنه و “عملاً بمبدأ المداورة في رئاسة مجموعة (بريكس)، ستعمل الصين مع غيرها من الدول الأعضاء لمراجعة خبراتها وتخطيط المستقبل، لتستهل العقد الذهبي الثاني من عمر المجموعة بالتعاون وإتاحة “خطط بريكس” من أجل السلام والتنمية العالميين”، إذ أنه بيّن “أن دول (بريكس) ستوسّع التعاون البراجماتي وستقوم بالتنفيذ الكامل لإستراتيجية الشراكة الاقتصادية لدول المجموعة، وتعزيز تنسيق وإتصالات السياسات الكلية للاستراتيجيات التنموية، واتخاذ حزمة من الإجراءات المَتينة والفعّالة من أجل التعاون.
    وفيما يتعلّق بالتبادلات الشعبية، ستقوم دول المجموعة بتنفيذ الاتفاقيات التي وقّعها قادتها لتوسيع التبادلات الشعبية وبناء دعم شعبي أقوى لتعاون بريكس”.
    وبهذا تكون رسالة الدبلوماسية الصينية قد وصلت كاملةً وواضحة. فالصين اليوم منهمكة في مهمة كونية الأبعاد للتخطيط لمستقبل (بريكس)، لتكون تفعيلاتها مضمونة أكثر في السياسات العالمية، ولتسهيل نفاذ هذا التحالف في رياح العالم، ولتمكينه سياسياً بما لا يقبل التأويل والتشكيك بقدراته التي تعتمد إقتصادياً على الصين بدرجة حاسمة.
    وفي الشق السياسي – الأمني الذي يُكمّل الاقتصادي والسياسة العامة، طوّق الوزير الصيني الجهات الساعية لتشويه سمعة (بريكس) بقوله أن دول المجموعة “ستعمل على توسيع دائرة أصدقاء (بريكس)، وتحويلها إلى أكبر منصة مؤثرة لتعاون الـ جنوب – جنوب في العالم”.
    ولأجل أن يكون (بريكس) مُتصاعداً في تأثيراته بغض النظر عن المحاولات المتواصلة التي تبذلها القوى الغربية لإيقافه وشل قدراته، من خلال عمليات عسكرية واقتصادية هجومية على صعيد العالم، ستسعى مجموعة (بريكس) هذه السنة إلى “تحقيق اختراقات في التعاون السياسي والأمني، والاستفادة الكاملة من اجتماع المستشارين الأمنيين الوطنيين، ومناقشة إطلاق أول اجتماع رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء..
    لكن ما هو الرابط بين كل ذلك ومبادرة الحزام والطريق التي تقترحها الصين على العالم، وقد بدأت بتفعيلها بعدة عشرات مليارات من الدولارات في الدول المُحاذية للصين، تمهيداً للانطلاق الى البقاع الأرضية الآخرى؟

    شخصياً لاحظت خلال السنوات القليلة الاخيرة، أن الصين تعمل بنشاط في عدة اتجاهات لتفعيل وتوسيع عدة مبادرات كبرى أهمها (بريكس)، لكونها تجمع قيادات الدول الأهم وتتخذ القرارات الأكثر فعالية في العالم، ولتتمكن الصين من خلالها تطبيق أسهل وأسرع لمبادراتها الاقتصادية المرتبطة مع التطلعات الاقتصادية (الصينية – البريكسية) لصناعة السلام وثقافة السلام (المتكافئ) واقتصاد السلام (العادل) الذي يضمن ألق المبادرات الاقتصادية الصينية في العالم وتثبيتها مع الكل وللكل.
    انعكاسات (بريكس) على مبادرة الحزام والطريق مباشِرة و “تسهيلية”. فدعم الصين لهذه المجموعة التحالفية سيعود بالنفع على أعضائها وبضمنهم الصين والجار الكبير روسيا، ذلك أن ضخامة أراضي الدول الآسيوية الثلاث (روسيا والصين والهند)، هي ضمانة لنفاذ مبادرة الحزام والطريق في طريق الحرير الصيني القديم أولاً، والطُرق الجديد للحزام والطريق ثانياً (وهو شبكة من الطرقات التجارية تمرّ عبر عدة قارات لكن بالقطارات فائقة السرعة وليس بقوافل الجِمال) نحو شمال آسيا ووسطها وجنوبها، حيث الهند بتأثيراتها الاقليمية.
    أما في الغرب الجغرافي لأسيا، فهناك إيران وسورية الموافقتان على المبادرة الصينية، وهما دولتان صديقتان للصين وروسيا ومتحالفتان مع بيجين وموسكو، وموافقتهما تعتبر “تحصيل حاصل”، وهو ما يضمن وصول المبادرة لاحقاً “عبر اوتوستراد سريع” الى الاردن ولبنان وشواطئ البحر الأبيض المتوسط، لتندفع بعدها الى مصر والقرن الافريقي، فبقية دول شمال أفريقيا التي تنتظر التوظيفات والاستثمارات الصينية لتحوز على نصيبها الوافر منها، فمنذ ان بدأ قطار التنمية الصينية يمخر عباب الاقاليم المختلفة منذ 2013م، توجه عدد كبير من التجار العرب الى الصين، ليستقروا هناك ويباشروا أعمالهم التجارية في الدولة التي تمنح تسهيلات كبرى في كل المجالات.
    ان العامل الجيوبوليتيكي هو الأهم كما أرى في (بريكس)، وهو الأهم كذلك لـ”وُجهات” المبادرة الصينية. فالدول الثلاث الاعضاء في (بريكس) تقع في آسيا (الصين وروسيا والهند)، ولواحدة منها وهي روسيا، حدود برية طويلة مع الصين، كما ولروسيا علاقات جيدة ووثيقة جداً مع بقية الدول المحاذية للصين، وكما هو أيضاً أمر علاقات الصين نفسها مع تلك الدول، فهي علاقات سلمية وتقوم على مبدأ الاحترام المتبادل معها، لاسيّما منغوليا وكازاخستان.
    إن هذه العوامل وغيرها وبخاصة التاريخية والمصالح الحالية والاستراتيجية لتلك الدول، تعمل على تدعيم مبادرة الحزام والطريق الصينية على تراب تلك الدول، فالانطلاق منها بالذات وبالصداقة والتعاون معها وبضمان من تحالف (بريكس) الى رِحاب أوسع ومساحات أكثر شساعة، ولكون (بريكس) جاذباً لمعظم العالم، ناهيك عن أن الصين وروسيا باشرتا منذ عهد بعيد نسبياً أعمال تجسير مبادرة الحزام والطريق على الاراضي الروسية، وذلك ضمن تحالفهما الاستراتيجي العميق، وبضمن ذلك إعادة تركيب وبناء المصانع؛ وتأسيس المزارع الصينية؛ والتعاون السياحي والانساني في منطقة سيبيريا الروسية الواسعة جداً (وهو ما تحدّثت عنه في حينه الفضائيات الروسية الناطقة بالروسية حصراً)، وبذلك إكتسبت مبادرة الحزام والطريق الصينية زخماً عظيماً، أنجح اندفاعاتها في مختلف الاتجاهات، وهنا يمكننا التصريح بثقة: إن وُحدة (بريكس) تـُفضي لـ”حزام وطريق” كوني.
    • رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.

  • ” الحزام والطريق” قضية مشتركة تستدعي من جميع الدول التشمير على السواعد

    ” الحزام والطريق” قضية مشتركة تستدعي من جميع الدول التشمير على السواعد

    باي يانغ،صحفية بصحيفة الشعب اليومية:

    قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش الدورة السنوية للمجلس الوطني ال12 لنواب الشعب الصيني يوم 8 مارس الحالي، أن أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 50 من قادة المنظمات الدولية وأكثر من 100 مسؤول على المستوى الوزاري، إلى جانب 1200 مندوب من مختلف البلدان والمناطق سيشاركون في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في العاصمة الصينية بكين خلال شهر مايو المقبل.

    وأشار إلى انه ستعقد خلال قمة المنتدى مائدة مستديرة سيحضرها قادة الدول المختلفة،واجتماع رفيع المستوى على نطاق أوسع،بالإضافة إلى ستة مؤتمرات حول الترابط فى السياسة والبنية التحتية والتجارة والمال والشعوب،ما يجعل بكين محط أنظار العالم مرة أخرى،وسيظل “الحزام والطريق” موضوعا ساخنا فى العالم.

    وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة”الحزام والطريق” فى خريف عام 2013،بهدف دفع التعاون الدولي وتعزيز التنسيق بين استراتيجيات التنمية في الدول المختلفة لتحقيق تكامل المزايا بينها والتنمية المشتركة لها.وخلال السنوات الثلاث الأخيرة،شهد التعاون الدولي فى إطار “الحزام والطريق”تقدما مطردا،ولقيت هذه المبادرة ترحيبا واسعا ومشاركة نشيطة من الأطراف المختلفة،مما أصبحت أشهر منصة خدمية تستفيد منها كل الدول، وأفضل منصة للتعاون الدولي تنتظرها آفاق أكثر إشراقا في العالم.وإن استضافة الصين منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بصدد تخليص الخبرات المكتسبة فى الماضي وتحديد التخطيط المستقبلي.

    وقال وانغ يي إن مبادرة الحزام والطريق فكرة صينية لكنها تنتمي إلى العالم وفوائدها ستعمّ على جميع الدول.مؤكدا على ان النجاح الذى حققته مبادرة “الحزام والطريق” يرجع إلى استجابة الاخيرة إلى رغبة الدول الواقعة على طولهما فى تعزيز التعاون متبادل المنفعة،وطرحه مفاهيم الانفتاح والتسامح المتمثلة فى التشاور المشترك والبناء المشترك والتمتع المشترك.كما أشار وانغ يي إلى أنه في حين ترتفع الاتجاهات الحمائية والأحادية،أصبحت مبادرة الحزام والطريق قضية مشتركة للعالم تساعد على إعادة توازن العولمة الاقتصادية من خلال جعلها أشمل وأفضل عالميا،وتعتبر هذه المبادرة ممارسة مهمة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك أيضا.

    ومنذ ثلاث سنوات من طرح مبادرة ” الحزام والطريق” ، يعتبر منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المنتدى ذات الصلة الأعلى مستوى ،كما هو نشاط دبلوماسي مهم للصين فى العام الحالي،وسيلعب دورا مهما لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي.وفى هذا السياق،أشار وانغ يي إلى ان المنتدى يهدف إلى تحقيق انجازات من ثلاث جوانب،أولا،بناء توافق في الآراء والربط بين استراتيجيات التنمية لمختلف البلدان،وتوضيح الاتجاه الرئيسي لتحقيق تكامل المزايا والرخاء المشترك؛ ثانيا،فحص التعاون في المجالات المفتاحية ووضع اللمسات الأخيرة على مشاريع كبرى في المجالات من ترابط البنية التحتية، والتجارة والاستثمار، والدعم المالي، والتبادلات الشعبية؛ ثالثا، الإعلان عن مبادرات التعاون المتوسطة والطويلة المدى والبحث في آليات التعاون الطويلة المدى من أجل بناء شبكة شراكات أوثق وأكثر توجها نحو تحقيق النتائج.

  • الصّين اليُنبوع الأول للأعمال

    الصّين اليُنبوع الأول للأعمال

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مروان سوداح*:
    مُبادرة “الحزام والطريق” التي تقدم بها فخامة الرئيس شي جين بينغ تحوز على إهتمامٍ غير مَسبوق في العالم وفي الإجتماعات القيادية والتشريعية الحالية التي تعقدها المؤسسات العَليّة في بيجين.
    وفي الأهمية “المِفصلية”  لـ”مُبادرة الحزام والطريق” – التي تعود للعام 2013 عندما أعلن عنها فخامة الرئيس شي جين بينغ -، أنها تشغل حَيّزاً هو الأكبر في أعمال الصين حكومة وشعباً، لكون هذه المُبادرة عالمية القسمات والأبعاد والقواعد، وكذلك هو الأمر لعائداتها الإقتصادية والمالية والسياسية، والأهم أنها تعمل على هدف ترسيخ السلام العالمي بين الأمم والدول على أسـس إقتصادية كما لم يَسبق مِن قَبل فَي التاريخ الإنساني.
    والأهمية الاخرى للمُبادرة، أنها تُعيد إنتاج طريق الحرير الصيني القديم بزخم أضخم وبهمّة أعظم، ذلك أن قُدرات الدولة الصينية تضاعفت مئات المرات عن تلك القُدرات التي تمتعت بها الصين قبل نحو ألفي سنة، حين كانت منشغلة بالحروب الدفاعية للحفاظ على كيانها وترابطه، وتأكيد مكانتها الجيوسياسية التي تميّز العرب باحترامها، فمد جسورهم الكثيرة نحو الصين، الى حد الهجرة إليها واستيطانها والتقرّب من ملوكها، فالمشاركة في بنائها وصونها.
    الصين اليوم دولة جبّارة بحق في كل المناحي والحقول، ومنها الاقتصادية والعسكرية، وقدرات السيادة والتطوير والتحديث وتحفيز المجتمع لإنجاز نقلات وقفزات كبيرة ونوعية في سياق التقدم الإجتماعي والاقتصادي والفكري، فتفعيل الآليات المُوصلة إلى المجتمع الرّغيد والناضج بألوان إشتراكية صينية خاصة بالدولة والخَيار السياسي – التاريخي للشعب الصيني، إنسجاماً مع تطلعات ومسيرة الشعب الصيني، لاسيّما منذ لحظة الاستقلال والانعتاق والتحرّر من هيمنة القوى الغربية ومن الاستعمار الإقتلاعي والإحلالي والاستيطاني الياباني على الأخص.
    وفي نجاحات المُبادرة الشهيرة، أن الصين حققت توظيف نحو (50) مليار دولار كاستثمارات في الدول الواقعة على طول خط “الحزام والطريق”، وتوفير فرص عمل مُتجددة للمواطنين الصينيين ومواطني الدول المشاركة بالمُبادرة، وبلغ عدد تلك الدول (100) دولة، بالإضافة الى عشرات المنظمات والمؤسسات الدولية التي وقّعت وثائق تعاون وتفاهم مع الصين، وصل عددها إلى (50) وثيقة.
    كما نجحت الصين في تعزيز هذه المُبادرة التاريخية من خلال الحفاظ على روح الترابط والتفاهم الإقليمي للشعوب المشاركة بها، وتعزيز مناخات تفاهمها وسلامها، وتؤدي بالصين في هذه الأجواء الى توسيع مشاريعها الضخمة مع الدول المشاركة في (الحزام والطريق) كالملاحة والطاقة والسكك الحديدية، الطُرق ووسائل الاتصالات وغيرها.
    وفي الإحصاءات والمعلومات والحقائق المتوافرة للنجاحات المُتحقّقة لمُبادرة الحزام والطريق، التالي:
    1/ الشركات الصينية قدّمت مساهمات ومساعدات ملموسة في بناء (56) منطقة تعاون إقتصادي وتجاري في (20) دولة على طول المُبادرة الصينية، وحقّق ذلك عائدات ضريبية بلغت أكثر مليار دولار إمريكي؛
    2/ تحقيق أكثر من (160) ألف فرصة عمل أولية؛
    3/ تعزيز التبادلات الثقافية والإعلامية والانسانية والسياحية الصينية مع الدول الاخرى، ليعود ذلك بالنفع على البلدان “المُشاطئة” لسبيل المُبادرة؛
    4/ أفضى نجاح المُبادرة الى الشروع بتأسيس (شبكة تجارة وبُنية أساسية) تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، تشترط تجذّرها على طرق التجارة القديم، بُغية الحِفاظ على زخم الاندفاعة التاريخية للمُبادرة الجديد لتشمل بفوائدها العالم أجمع.
    5/ تحوّلت المُبادرة الى يَنبوع عالمي هو الأول من نوعه للبشرية جَمعاء للأعمال والاستثمارات الأضخم.
    * كاتب أردني ورئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء  الصين.

  • تعليق: مبادرة ” الحزام والطريق” تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في التنمية العالمية

    تعليق: مبادرة ” الحزام والطريق” تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في التنمية العالمية

    wang-yi-chi

    صحيفة الشعب الصينية ـ
    بقلم/ وانغ يي تشي، باحث في معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية في جامعة الشعب الصينية:
    عقد في مدينة شيآن شمال غربي الصين الندوة الدولية حول مبادرة “الحزام والطريق” يوم 26 سبتمبر الجاري، وقال اونونايجو مدير مركز الدراسات الصينية في نيجيريا في الكلمة التي القاها خلال الندوة:” “الحزام والطريق” أصبح معلما للتنمية البشرية المتنوعة، لذلك سيحدث هزة كبيرة في العالم.” كما اقتبس محتويات كتاب صاحب المقال ” مبادرة ” الحزام والطريق” : ماذا يقدم صعود الصين للعالم”، وقال إن ” الحزام والطريق ” تجاوز الاستعمار والامبريالية والهيمنة في العصر الحديث ، وخلق نموذجا جديدا للتعاون الدولي.
    تتماشى مبادرة ” الحزام والطريق ” مع متطلبات عصر السلام والتنمية في العالم، وتماشيا مع التطلعات المشتركة للتنمية العالمية ، ويصالح دفع التنمية والسلام في العالم. وبات الصديق في نيجيريا يشعر بذلك باستمرار. وتنجز مبادرة ” الحزام والطريق ” ثلاث اهداف: حيث يغيرالتحام وترابط الحكمة والإعلام والأنشطة مظهر العالم تدريجيا.
    دخلت مبادرة “الحزام والطريق ” بعد ثلاث سنوات من طرحها مرحلة التجذر والتطوير الدائم. وقدم ليو وي رئيس جامعة الشعب الصينية في كلمة افتتاح القاها خلال الندوة شرحا حول تقرير نتائج مبادرة ” الحزام والطريق” الذي قدمه معهد تشونغ يانغ لمجلس الشعب بمناسبة مرور ثلاث سنوات على طرح المبادرة، ونال اهتماما واسع النطاق. ويشير التقرير الى أن مبادرة ” الحزام والطريق” انتقلت من مرحلة التشكيل الى مرحلة فرز الانجازات، حيث انضم نحو ربع دول العالم الى مبادرة ” الحزام والطريق”، وباتت المشاريع المختلفة ومناطق التنمية الاقتصادية واتفاقيات التجارة الحرة مثل النار في الهشيم.
    لماذا حققت مبادرة ” الحزام والطريق” خلال السنوات الثلاث الماضية انجازات أكثر مما كان متوقعا؟ يعود السبب الى أنها تعيد ترميم آثار العيوب التي خلفها التاريخ في العالم. وبعبارة أخرى، يمكن لـ ” الحزام والطريق” أن يحل مشاكل السلام والتنمية التي خلفتها العصور الحديثة، والتي لا يمكن ولا يرغب النموذج الغربي في حلها.
    قال أزولاي٬ المستشار الثقافي لملك المغرب خلال افتتاح معرض طريق الحرير الثقافي الدولي المنعقد في مركز دونهوانغ للمعارض الدولية، لماذا لا يمكن أن نفعل اليوم ما حققه اجدادنا من الانسجام الديني والحضاري لآلاف السنين؟ هل العالم في تقدم أم في تراجع؟
    يقول المثلان الصينيان: “الفقر يولد اللصوص”، “الفقر لا يقلق، الذي يقلق عدم المساواة”. ويعود سبب الفوضى التي يشهدها العالم اليوم الى الفقر وعدم المساواة. والمشكلة الرئيسية في البلدان النامية هو الفقر والمشكلة الرئيسية في البلدان المتقدمة الفجوة بين الاغنياء والفقراء.
    كيف يمكن أن تساهم مبادرة ” الحزام والطريق” في القضاء على آفة الفقر؟ هناك قول في الصين “إصلح الطريق اذا أردت أن تصبح غنيا، وإصلح الطريق السريع اذا أردت ان تسرع في أن تصبح غنيا”. وما فعلت مبادرة ” الحزام والطريق” هو من خلال بناء البنية التحتية، لتعويض عينة التنمية الاقتصادية. ولذلك، فإن غالبية البلدان النامية اتفقت كثيرا مع مفهوم مبادرة ” الحزام والطريق”، وتتبادر لجذب الاستثمارات الصينية في البنية التحتية بنشاط.
    كيف يمكن أن تساهم مبادرة ” الحزام والطريق” في القضاء على مشكلة الفجوة بين الاثرياء والفقراء؟ يقول المثل: “الانسداد يسبب الألم ، ولن يزول الألم الا بفك العقدة”. وتربط مبادرة ” الحزام والطريق” بين الشرق والغرب بحرا وبرا، شمالا وجنوبا، لمحو الفجوة بين تنمية الأراضي الداخلية والساحلية، وبين الشمال والجنوب، لذلك تلقى ترحيبا من قبل بلدان المناطق والدول الداخلية.
    وخلاصة القول، مبادرة ” الحزام والطريق” ليست لتحدي النظام الدولي القائم، على العكس من ذلك، تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في العالم:ـ
    أولا، ترميم ما تركته العقيدة الاستعمارية والهيمنة الامبراطورية من عيوب، خاصة في التنمية الاقتصادية في المنطقة الافريقية. وقد طرحت الصين ” ثلاث شبكات وتصنيع واحد”( شبكة السكك الحديدية عالية السرعة وشبكة الطرقات السريعة، شبكة الطيران الإقليمية، والتصنيع)، ولقيت ترحيبا على نطاق واسع في افريقيا.
    ثانيا، ترميم عيوب الاقتصاد العالمي. ادت الازمة المالية العالمي الى خلق ركود في الاقتاص العالمي اليوم، خصوصا وأن النمو التجاري اقل دائما من معدل نمو الاقتصاد العالمي. وتقوم مبادرة ” الحزام والطريق” بترمم النقص في الاستهلاك، وتسد الفجوة بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد الافتراضي.
    ثالثا، ترميم عيوب العولمة. حيث ورثت العولمة التقليدية مشكلة الترابط غير السلسل والتواصل غير مباشر. وتربط مبادرة ” الحزام والطريق” اوروبا وآسيا وافريقي على نطاق واسع، وتشكل الاثار النظامية، وتدعو لتطوير السوق الثالث، وغيرت مفهوم الفوز بين الجانبين الى الفوز المتعدد المشترك. وهذا واضح من خلال الانجازات الكبيرة في العالم.
    وبالتالي، مبادرة ” الحزام والطريق” برنامج صيني للتنمية الشاملة، وتبين بزوغ الحكمة من الشرق. وتعمل مبادرة” الحزام والطريق” على المساهمة في برنامج إدارة العالم وفي نفس الوقت تحقيق النمو والتنمية والتوازن لاعادة ترميم آثار العيوب والنواقص في تنمية العالم وهذا هو سر نجاح مبادرة “الحزام والطريق”.