الوسم: خاص

  • الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    mahmoud-raya-china-arabs1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    الصين باتت موجودة في العالم العربي، وهذا الوجود لم يعد محل شك، وقد لاحظنا هذا الوجود في الفيتوات التي استخدمتها الصين في مجلس الأمن عند التصويت على مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا، وفي نجاح البحرية الصينية في إجلاء الآلاف من العمال الصينيين في ليبيا، كذلك إجلاء العمال الصينيين في اليمن، فضلاً عمّا يُقال عن الوجود الصيني الكثيف في السودان وفي العراق.

    هذه المشاركة الصينية في الشؤون العربية لم تكن بهذا الشكل في السابق، ولذلك يمكن ملاحظة حصول انخراط صيني أكبر في شؤون الشرق الأوسط. وهذا الانخراط يتزايد بشكل يتناسب مع ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين.

    ولكن يبقى السؤال: هل هذا الانخراط الصيني يناسب حجم الصين كدولة؟ أم أنه ما زال دون المستوى المفترض أن يصدر عن دولة كبرى كما الصين، كما أنه ما يزال دون المستوى المأمول من الكثيرين من العرب، الذين يرون في الدور الصيني في المنطقة عنصراً يؤدي إلى حصول توازن في الحضور الدولي في الشرق الأوسط، ولا سيما أن الكثيرين من العرب يعانون من تفرّد أميركي بالساحة العربية، لا بل من هيمنة أميركية مطلقة على كل ما يهمّ العرب من القضايا، وتترافق هذه الهيمنة مع انحياز أميركي كامل لموقف إسرائيل التي لا تزال تمثّل العدو الرئيس لمعظم العرب.

    من هنا فإن انخراطاً صينياً أكبر في قضايا المنطقة، مع الحفاظ على توازن في الموقف بين العرب وإسرائيل، لا بل على ميل أكبر إلى الحق العربي في فلسطين، سيكون أمراً مشكوراً، لا بل مطلوباً بشدة في صفوف الجماهير العربية.

    ولا ينسى العرب بأي حال من الأحوال الموقف الصيني الذي وقف دائماً إلى جانب حقوق الشعب العربي في فلسطين، وثباته في تأييد القضية الفلسطينية، والمساعدات التي قدمتها القيادة الصينية للشعب الفلسطيني وقيادته على مدى العقود الماضية. وانطلاقاً من هذا الواقع يصبح التعويل العربي على استمرارية هذا الموقف الصيني من القضية الفلسطينية أمراً طبيعياً ولا يدخل في إطار المستحيل؟

    أما بالنسبة للقضايا العربية الأخرى، فإن الصين يمكن أن تلعب، لا بل ينبغي أن تلعب دوراً أكبر كوسيط وكمساعد على الوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الدول العربية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الأربعة التي تحكم السياسة الخارجية الصينية وهي: معارضة نزعة الهيمنة وحماية السلم العالمي، والدعوة إلى المساواة بين الدول سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، وضرورة الحل السلمي للنزاعات والصراعات بين الدول عبر التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى القوة أو التهديد بها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأية حجة.

    إن هذه المبادئ تشكل مظلة أمان للدول الصغيرة والمتوسطة في العالم، ومن بينها الدول العربية، ولذلك فإن اعتماد الصين لهذه المبادئ سيكون مدخلاً مهماً لمزيد من الانخراط الصيني المقبول والمرغوب به في سياسات منطقتنا.

    وهذا الوجود الصيني، وبهذا الشكل المرغوب به، يمثل خطوة أساسية على طريق نجاح مبادرة الحزام والطريق، لأنه يضع الرضية الساسية للتواصل والتفاهم والتناغم بين الصين والعالم العربي بشكل شامل، وبين الصين والدول العربية كلّ على حدة من جانب آخر.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    “نصائح” على هامش تطبيق مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-beltandroad-Suggestions

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    لا يمكن لأي شخص بمفرده أن يقدّم نصائح في موضوع تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، لأن موضوعاً بهذا الحجم يحتاج إلى مراكز دراسات كبرى تستلهم الرؤى من التاريخ، وتضع الخطط الكفيلة بالانطلاق نحو المستقبل، استناداً إلى ما يؤمنه الحاضر من إمكانات.

    ولكن ما يمكن الإشارة إليه بشكل سريع هو ضرورة أن تكون مبادرة الحزام والطريق ملكاً لكل الشعوب التي تقع على الحزام والطريق، فتقترح، وتتشارك في التنفيذ، لتستفيد من النتائج على قاعدة المساهمة، وليس على قاعدة التحول إلى كائنات طفيلية على المشروع.

    المطلوب أن يكون مشروع الحزام والطريق مشروع كل الناس في الدول التي يمر فيها المشروع، من ناحية الفكرة، ومن ناحية الأهداف، ومن ناحية الجهد. عندها يصبح المشروع حلماً للجميع، يعمل الجميع على تحقيق نتائجه المتوقعة، ولا يتحوّل إلى مجرد باب للاستفادة السهلة التي يمكن الاستغناء عنها في أي وقت.

    إن هذا المشروع يرسم تاريخاً جديداً للدول المشاركة فيه، فيجب أن يكون الرسم بكل ألوان الطيف، وليس بلون واحد، ولا بيد واحدة، تخطط وتنفّذ وتوزع الفوائد.

    يجب أن تقنع الصين كل الدول التي يعنيها المشروع بأن مصلحتها التاريخية، لا بل وسيلة بقائها كأمم حية، تعتمد على مدّ هذا الخط الحيوي لكل دول المنطقة.

    وعملية الإقناع هذه تحتاج إلى حجّة قوية، وهذه الحجة موجودة وظاهر للعيان، وهي حجم الفوائد التي ستتحقق من هذا المشروع، كما تحتاج إلى وسائل للترويج لهذه الحجة، وهذا الأمر الذي يجب أن تقوم به القيادة الصينية بالاعتماد على وسائل الإعلام التي يجب أن تُنشأ وتصبح أكثر قوة وفاعلية، وبمختلف اللغات الموجودة في الدول التي يمر بها الحزام والطريق.

    إن الصين دولة كبيرة وقادرة وحيّة ومتطورة ومتفاعلة مع الواقع ومع الطموحات. ولذلك ليس غريباً أن تكون الصين هي المبادرة إلى إعادة رسم تاريخ المنطقة والعالم من جديد.

    ويأتي طرح مبادرة الحزام والطريق كجزء أساسي من عملية إعادة هيكلة العالم ورسم خريطته الجيوسياسية والاقتصادية، وهو طرح يليق بدولة تسعى لأن تكون الرائدة في التنمية والتطور على مستوى العالم كالصين.

    وانطلاقاً من هذه الوقائع تأتي المبادرات الصينية المواكبة لطرح الفكرة الأساسية، وهي مبادرة الحزام والطريق.

    إن ما تقوم به الصين من تطوير للمرافق الأساسية والبنى التحتية، وعلى رأسها المواصلات البرية والبحرية والجوية، هو خطوة طبيعية من دولة تطمح للعب دور اقتصادي وسياسي مميز على مستوى العالم. وكذلك فإن إنشاء صندوق طريق الحرير يُعتبر بمثابة تكوين للذراع التنفيذية لحلم إعادة بناء طربق الحرير.

    إن خطوات جبارة وفعّالة من هذا النوع تعتبر دليلاً على أن ما تطرحه الصين لا يقتصر على كونه مجرد حلم يدغدغ عقول فتيان مراهقين، وإنما هو مشروع يطرحه حكماء يؤمنون بالفكرة ويؤمّنون الوسائل المناسبة لتطبيقها.

    ويبقى أن طروحات من هذا الحجم وبهذا الشكل من الطموح تتطلب مواكبة إعلامية بالمستوى نفسه، من خلال خلق جهاز إعلامي فعّال يقرّب الفكرة المطروحة إلى إذهان الجميع ويروّج لها بكل اللغات واللهجات، ويجعل من الجهود التي تبذلها القيادة الصينية على طريق بناء هذا الخط العظيم جهوداً معلومة ومقدّرة، وبالتالي جهوداً منتجة ومؤثرة في صفوف شعوب الدول المختلفة التي يمر بها الحزام والطريق.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    mahmoud-raya-beltandroad2

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    من الواضح أن الوضع القائم في العالم العربي له انعكاسات فعلية على التعاون القائم ـ والذي سيقوم ـ بين الصين والدول العربية. ولا شك أن أوضاعاً أفضل، وظروفاً أكثر استقراراً، سيكون لها انعكاس أفضل بكثير على هذه العلاقات، في حين أن الظروف القائمة تضع الكثير من العراقيل في طريق تطوير العلاقات العربية الصينية، سواء على صعيد المواقف السياسية المتعارضة لدى الدول العربية من الكثير من الأحداث الدائرة في هذه الدول، أو على صعيد الانعكاسات السلبية للأزمات الداخلية على الأوضاع الاقتصادية لهذه الدول، بما يؤدي إلى تراجع أدائها الاقتصادي، ومن ثم إلى الحد من فرص تنمية وتنويع العلاقات مع الصين.

    يبقى في المقابل أن الاختلاف القائم بين الدول العربية قد يكون مفيداً بشكل أو بآخر للعلاقات مع الصين، إذ أن هذا التفكك يمنع الدول العربية من الانسياق إلى موقف موحد ضد الصين عند حصول أي اختلاف سياسي بين العرب والصين تجاه قضية من القضايا، وبهذا تتعامل الصين مع الدول العربية كدول متنوعة المواقف، وليس ككتلة موحدة تفرض على الصين اتجاهاً معيناً تجاه القضايا المطروحة.

    ولعلّنا لاحظنا هذ الواقع فيما يتعلق بالموقف الصيني من الأزمة السورية، فبالرغم من استخدام الصين عدة فيتويات في مجلس الأمن في وجه مشاريع دعمتها دول عربية معينة، فإن هذا لم يؤثر على علاقات الصين مع هذه الدول على المستوى الاقتصادي، بل إن هذه العلاقات شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات. وهذا الأمر ناجم عن عجز الدول العربية عن تحويل قوتها الاقتصادية إلى قوة سياسية تفرض مواقف سياسية على دول كبرى ومستقلة وترفض الابتزاز مثل الصين.

    تملك الولايات المتحدة الأميركية مصالح كبرى في منطقة “الشرق الأوسط”، وهي كانت القوة الأولى المؤثرة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية على مدى العقود الماضية.

    هذه حقيقة معروفة ولا يمكن التهرّب منها، وبالتالي فإن أي تغيير في اتجاه اهتمام دول الشرق الأوسط المختلفة لن يكون محل رضا عند السياسيين الأميركيين الذين سيبذلون جهوداً كبيرة لعرقلة أي محاولة لخلق تكامل اقتصادي بين منطقتي “الشرق الأوسط” و”الشرق الأقصى”.

    وهذا الواقع يفرض على دول مبادرة الحزام والطريق العمل على إقناع مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة بأن مشروعاً عملاقاً من هذا النوع سيعود بفوائد عظمى على العالم ككل، ولن تقتصر فوائده على الدول المعنية بالمبادرة.

    إلا أن هذه المهمة ليست مهمة سهلة، وإنما تتطلب إيماناً من دول المبادرة بأهمية المشروع الذي تعمل عليه، بما يجعلها قادرة على تحمّل كل الضغوط الهادفة لعرقلته وتعطيله، كما تتطلب وجود إرادة لديها في الوقوف في وجه هذه الضغوط والعمل على مواجهتها وتهميشها.

    وإذا كان هذا الإيمان وهذه الإرادة موجودان لدى الصين للقيام بهذه المهمة، فيجب معرفة أحوال الدول الأخرى، ولا سيما الدول العربية التي ينبغي عليها أن تفاضل بين المنافع الكبرى التي تحصل عليها من تطبيق مبادرة الحزام والطريق، وبين الابتزاز الذي (قد) تتعرض له من الدول الكبرى لمنع اندفاعتها لتحقيق هذه المنافع.

    أما بالنسبة لموضوع اليابان، فهي بالرغم من الحجم الكبير لتبادلها التجاري مع الدول العربية، ومع الصين ايضاً، فإنها ليست لاعباً مستقلاً في عملية تعطيل أو عرقلة مشروع الحزام والطريق، وإنما قد تعتمد على الولايات المتحدة للاستثمار في هذا المجال.

    بالمقابل فإن اليابان ـ لو فكرت بشكل سليم ـ قد تكون مستفيدة بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق، لجهة إيجاد طريق مباشر وقليل الكلفة إلى الأسواق الاستهلاكية العربية والغربية، هذا لو تعاونت بإرادة صادقة وجديّة مع هذه المبادرة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • العرب والصين: هذه هي مجالات التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق

    العرب والصين: هذه هي مجالات التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-china-arabs

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    هناك من يرى أن الصين لا تحتاج من العرب إلا الطاقة، وهذا الكلام ليس دقيقاً وإن كان فيه نسبة لا بأس بها من الصحة.

    فالعرب ليس لديهم، بسبب الظروف التي يعيشون فيها، الكثير ليقدموه للصين غير الطاقة. ولكن الطاقة بحدّ ذاتها أمر مهم جداً للصين، وعامل مؤثر جداً في مسيرة نموها وازدهارها، إضافة إلى عامل التكنولوجيا المتطورة (high Technology) الذي تبحث عنه الصين في أي مكان في العالم.

    بالرغم من كل التغييرات التي يشهدها العالم، ستبقى الدول العربية المصدر الرئيسي للطاقة على مستوى العالم، وبالنسبة للصين أيضاً، ولذلك فإن مجالات التعاون في هذا الإطار هي مجالات واسعة جداً ولها آفاق مستقبلية بلا حدود، سواء على مستوى النفط أو على مستوى الغاز الذي يشكل الطاقة المستقبلية التي ستحلّ محل البترول في العقود المقبلة.

    ولا يؤثر الانخفاض الظرفي في سعر النفط على هذا التعاون، لأن الاعتماد الصيني على النفط العربي قد يزيد بسبب انخفاض أسعاره، ما يحفّز على إيجاد سبل أكثر سلاسة لإيصال النفط العربي إلى الصين، وهذا ما ستقوم مبادرة “الحزام والطريق” في تأمينه.

    من جانب آخر، لا يجب أن ننسى أن العرب أمة مستهلكة، وفي أكثر من مكان هم أمة غنية، تملك الكثير من الأموال، ولذلك هم يشكلون سوقاً استهلاكية هامة جداً للمنتجات الصينية. وتسهيل عملية التواصل بين الأمتين العربية والصينية من خلال مبادرة “الحزام والطريق” سيفتح آفاقاً واسعة أمام المنتجات الصينية في العالم العربي.

    هناك الكثير من المجالات التي يمكن إطلاق التعاون فيها بين العرب والصين، فضلاً عن تعزيز التعاون في المجالات الموجودة أصلاً كالطاقة وغيرها. ويمكن هنا التذكير بالتعاون الكبير القائم بين الصين والسودان على المستوى الزراعي، ويمكن تعميم هذه التجربة على الدول العربية الأخرى.

    إضافة إلى ذلك، فالدول العربية بمجملها هي دول ناهضة، وهي تحتاج إلى تعزيز عملية التطوير في الكثير من المجالات، سواء على مستوى الصناعة أو التكنولوجيا أو غيرها. والصين بات لديها القدرة على نقل هذه التجربة إلى الدول العربية، من خلال بناء المصانع الكبرى لتشغيل آلاف العاطلين عن العمل، واستثمار المساحات الشاسعة من الأراضي في عمليات استصلاح تؤدي إلى تحويلها إلى أراضي زراعية خصبة.

    وهناك موضوع النقل، فالأراضي العربية واسعة، وما تزال وسائل النقل فيها قاصرة عن المستوى المطلوب في المجالات البريّة والبحرية والجويّة. والصين لديها تجربة مهمة في بناء الطرق والسكك الحديدية، وحتى في بناء وتطوير المرافئ والمطارات، بتقنية ممتازة وبأسعار أقل بكثير مما تعرضه الدول الكبرى الأخرى.

    كل هذه المجالات قابلة لأن تؤمن فرصاً للتعاون الواسع بين الصين والدول العربية.

    إن مشروعاً ضخماً ورؤيوياً كمشروع الحزام والطريق له إيجابيات كبرى على العلاقات بين الأمتين العربية والصينية، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض التحديات التي يفرضها قيام هذا المشروع.

    وعلى رأس هذه التحديات تأتي التحديات الأمنية، لأن مشروع فتح الحدود وتعزيز العلاقات وفسح الفرص لتحقيق التعارف والتمازج بين شعوب الدول القائمة على طول الحزام والطريق قد يشكل فرصة لبعض الأطراف لاستخدام هذه التسهيلات في تشكيل نوع من التهديد الأمني، سواء داخل الصين أو في الدول الأخرى المنضمة إلى هذه المبادرة.

    وهناك تحدّ أساسي آخر، وهو تحدي الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق السياسي بين الدول المنضوية في إطار مبادرة الحزام والطريق، لأن أي خلاف سياسي بين دولتين موجودتين على خط الحزام والطريق سيؤدي إلى حصول عرقلة في تدفق المواد والموارد والأشخاص بين مختلف الدول الأخرى.

    من هنا فإن مبادرة الحزام والطريق يجب أن تكون فرصة لإيجاد روابط سياسية متينة بين الدول المعنية، تنبثق عنها روابط أمنية تمنع أي استغلال لهذه المبادرة من أجل تحقيق مشاريع مشبوهة تضر بهذه الدول.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين ولبنان… على طريق الحرير

    الصين ولبنان… على طريق الحرير

    mahmoud-raya-china-lebanon-silkroad

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    تعتبر العلاقات الصينية اللبنانية جسراً مهماً للتواصل بين الحضارتين الصينية والعربية، ويشكل التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين انموذجاً للتعاون الدولي.

    كما أن الصين وقفت دائماً غلى جانب لبنان في الظروف المصيرية التي مرّ فيها وما يزال يمرّ، وكانت الصين السند في العديد من المحطات السياسية. وبالمقابل دعم لبنان الصين في المحافل الدولية وعبّر عن وقوفه إلى جانبه في أكثر من موقع وموقف.

    ولا يمكن أن ننسى الدور الذي تلعبه الصين على مستوى حفظ الأمن في لبنان من خلال مشاركة قوات صينية في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان. وتقوم هذه الوحدة الصينية بدورها كاملاً على صعيد حفظ الأمن وعلى صعيد إزالة الألغام أيضاً، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين أهالي المنطقة التي تستضيف هذه القوات وبين الصين.

     

    والعلاقات بين الصين ولبنان تحمل ذكرى الطبيب الشهير جورج شفيق حاتم (1910 ـ 1988)، وهو طبيب أميركي عالمي من أصل لبناني، انتقل إلى الصين ورافق مسيرة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لمدة 12 عاماً كطبيب له، كما أنه تصدى لعلاج 40 ألف مصاب بالجذام وأمراض الحرب في الصين. وقد افتتح حاتم أكثر من عيادة لممارسة مهنة الطب في عدة مدن صينية أبرزها شنغهاي.

    عرف الدكتورحاتم في الصين باسم “ما هايدي” وتعني “الحصان” (رمز الفضيلة) الآتي من خلف البحار، وكان أول الأجانب الذين انضموا إلى الحزب الشيوعي الصيني، وظل كذلك الى أن توفي سنة 1988 في الصين، ودفن في مدافن عظماء الثورة في “باباشان” تقديراً له.

    لقد سجل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني اللبناني رقماً قياسياً جديداً وبلغ حجم التبادل التجاري  عام 2014 مليارين و496 مليون دولار أميركي، وبقيت الصين الشريك التجاري الأول للبنان للسنة الثانية على التوالي.

    حجم التبادل التجاري بين لبنان والصين كان قد  ارتفع من نحو 413 مليون دولار سنة 2001 إلى حوالي ألفين و300 مليون دولار سنة 2013 “.

    الأرقام جيدة ومبشرة، بالرغم من الخلل الكبير في الميزان التجاري بين البلدين، إذ أن النسبة العظمى من البضائع المتبادلة هي بضائع صينية مصدرة إلى لبنان، في حين أن البضائع اللبنانية المصدرة إلى الصين لا تتعدى قيمتها خمسين مليون دولار.

    على المستوى الاقتصادي، للبنان مصلحة كبيرة في تعميق التعاون مع الصين، وفي بناء المزيد من العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ومبادرة “الحزام والطريق” تشكل فرصة هامة لتحقيق هذه الأهداف، كونها تسهّل عملية التواصل من ناحية، وتضع لبنان في قلب مسار التجارة الإقليمية، بحيث أنه سيستفيد من دون شك من عملية نقل البضائع عبر أراضيه ومن خلال موانئه ومطاره.

    من جهة أخرى، يشكل لبنان نقطة تبادل ثقافي وحضاري مميزة على مستوى العالم، ولا ننسى أن معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في بيروت هو المعهد الأول المخصص لهذا الغرض الذي تم إنشاؤه في العالم العربي، وقد تم تصنيفه بين المعاهد العشرة المتميزة بنشاطاتها الثقافية في العالم في مؤتمر المعاهد في كانون الأول 2013 في بيجينغ.

    من هنا يمكن أن يلعب لبنان دوراً كبيراً في ربط الحضارتين الصينية والعربية في كل المجالات الثقافية والاجتماعية المختلفة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

     

  • مبادرة الحزام والطريق: فوائد للصين وللعرب.. وللجميع

    مبادرة الحزام والطريق: فوائد للصين وللعرب.. وللجميع

    mahmoud-raya-beltandroad1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    بكثير من الاطمئنان، يمكن وصف المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني السيد شي جين بينغ في جامعة نزارباييف في كازاخستان لإنشاء حزام الحرير في أيلول/ سبتمبر عام 2013، ومن ثم أمام البرلمان الأندونيسي في تشرين الأول/ أكتوبر في العام نفسه، بأنها مبادرة رؤيوية، منفتحة على المستقبل، وتَعِد بالكثير من التغيير إلى الأفضل، لأن مجرد التفكير بإعادة إحياء طريق الحرير القديم ـ بقسميه البري والبحري ـ هو تفكير بالأفضل، ليس للصين فقط، وإنما لكل المنطقة التي يمر بها الحزام والطريق، لا بل للعالم كله.

    إن مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة هادفة إلى تحسين مستقبل الإنسانية، بمختلف أعراقها وشعوبها، وليس مستقبل دولة واحدة أو أمة واحدة، وهذا يدل على أن همّ التطوير والتقدم الذي تحمله القيادة الصينية ليس همّاً قومياً أو فئوياً، وإنما هو همّ يشمل كل البشرية.

    إن المعنى الحقيقي لمبادرة الحزام والطريق كما عرّفه الرئيس شي جين بينغ نفسه هو خلق التواصل على مختلف الصعد بين الدول والشعوب الواقعة على طول طريق الحرير، بفرعيه البري والبحري، وهذه هي المهمة التي كان يقوم بها طريق الحرير القديم، حيث ربط الشعوب والحضارات، وسمح بنقل البضائع والسلع، ولعب دوراً كبيراً في الحوار والتلاقح بين الثقافات والأفكار.

    لقد أدّت الظروف الدولية خلال القرون الماضية إلى ضمور (ضعف) هذا التواصل، وحتى إلى انقطاعه في فترة من الفترات.

    ولذلك فإن مبادرة “الحزام والطريق” تشكل فرصة لاستعادة هذا التواصل وتنميته والسير به إلى الأمام، وهذا ما يمكن تسميته بـ “إحياء طريق الحرير”.

    إذا كانت الصين تقع على الطرف الشرقي من طريق الحرير، فإن العالم العربي يقع على الطرف الغربي، ولذلك فإن الصين والدول العربية هما الطرفان المعنيّان أكثر من غيرهما بهذا المشروع ـ الحلم، دون تجاهل الفوائد التي ستجنيها الدول الأخرى، سواء الواقعة على طول الطريق، أو تلك التي ستصل نتاجات الطريق إليها في أوروبا وأفريقيا والغرب بشكل عام.

    إن العلاقات بين الصين والدول العربية هي في طور النمو، ولكنها ما زالت دون المستوى المأمول والمطلوب لكلا الطرفين. ولذلك فإن مبادرة الحزام والطريق تشكل فرصة حقيقية لتحقيق الفائدة للأمتين العظيمتين والعريقتين، الأمة الصينية والأمة العربية، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي ـ وهو أمر مهم وأساسي ـ ولكن على الصعد الحضارية المختلفة، كالثقافة والفكر والمجتمع، وحتى على مستوى السياسة.

    إن ازدياد اعتماد كل طرف على الآخر سيؤدي حتماً إلى تصاعد مستوى اهتمام كلا الجانبين ببعضهما البعض، ما يعني بالتالي تشابكاً في المصالح والمصائر، وهذا ما ينتج عنه تنسيق إلزامي في كل المجالات.

    وينبغي العودة إلى الأفكار التي طرحها الرئيس الصيني في خطابه في جامعة نزارباييف خلال إطلاقه المبادرة لمعرفة الفوائد التي سيجنيها الجانبان العربي والصيني من “إحياء” طريق الحرير.

    إن طريق الحرير يهدف إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات، والشأن الاقتصادي في مقدمة الأولويات، ولذلك فإن الاستفادة العربية والصينية من هذه المبادرة لن تقتصر على جانب من الجوانب، وإنما ستمتد إلى كل المجالات.

    ففي الجانب الاقتصادي ستصبح التبادلات التجارية أكبر وأكثر كثافةً، لأن الطرق التي ستفتح والصلات التي ستقام، ستسهّل عملية النقل بشكل كبير وتجعلها أقل كلفة وأكثر انتاجية.

    وفي الجانب المعرفي ستصبح سبل التواصل أكثر يسراً وتوفراً، ما يتيح نقل الخبرات وتبادل المعلومات والاحتكاك الحضاري.

    وفي مختلف الجوانب الأخرى سيكون طرفا خط الحرير الشرقي والغربي في حالة تواصل دائم.

     

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • مبادرة الحزام والطريق الصيني.. سلام وازدهار لعالم جديد

    مبادرة الحزام والطريق الصيني.. سلام وازدهار لعالم جديد

    marwan-soudah-china-hizam

    موقع الصين بعيون عربية ـ
    مروان سوداح*:
    عالم اليوم متداخلة ومتشابكة شعوبه وقومياته ولغاته وسيكولوجية ناسه، الذين يرتبطون ببعضهم البعض بشبكة واسعة وعميقة من المصالح، لم يَسبق لها مثيل خلال كامل التاريخ البشري.
    الصين التي هي الدولة والأمة والسيكولوجية الأكثر توغلاً قِدماً في تاريخ الإنسان المكتوب وغير المكتوب، أدركت بعمق بصيرتها أن سعادة الشعوب، صغيرها قبل كبيرها، يَكمن في الشروع بمدِ جُسور الألفة الأصلب والتعاون الأعمق وتعزيز المصالح الشريفة قولاً وفعلاً بين بعضها بعضاً، وفهم قادتها أن تلكم التطلعات المشروعة لجميع الألسن والعقول لا يمكن إدراكها سوى بتلبية متطلبات الحياة اليومية والمستقبلية لكل مَن يرنو فيها إلى عالم سعيد لا مكان فيه للبؤس والفاقة والتجبّر والاستزلام والاستِضعافِ من جانب دولة على أخرى، أو من أمة على أمة، ولا من ثقافة على غيرها من الثقافات الإنسانية.
    وفي ظروف العالم المُعَاصِر، واستناداً الى خبرات الصين المتراكمة على امتداد السنوات الخمسة الآف المنطوية، تأكّد ربّان السفينة الصينية، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس شي جين بينغ، أن السلام البشري والسلم الاجتماعي لا يمكن لهما أن يتحققا سوى بمشاركة الجميع للجميع، وبملامسة كل العالم لمصالح بعضه بعضاً بفعالية وميدانية، وفي فعلٍ جماعي، وبتكاتف شامل لتشييد مشاريع جماعية لا تستثني أحداً. فموارد الطاقة التقليدية لن تدوم، وهي في طريقها نحو النضوب، والصراع العالمي الراهن من جانب قوى الشد العكسي إلى الوراء على أشده، وإزهاق أرواح البشر وخنق مصائرهم بيد أنظمة المتربول الكلاسيكية يجري بلا رداع وخارج أُطر القوانين الوضعية والسماوية.
    في التفكير الرصين للأمين العام الرئيس شي، وفي عقل مليارات الناس وبسطاء الأمم والمُتفكِّرين الأممين، أن ابتكار مشروع الطريق والحزام العالميين يتجاوب مع تطلعات البشرية ورؤآها الإنسانية. فالصراع الذي أدمى البشر وشوّه تاريخ الأمم وحوّل الأرض الوادعة إلى غابة شمطاء كارهة للنُضرةِ، في طريقه اليوم، مع مبادرة شي العظيم، الى الإضمحلال في القارة الآسيوية القديمة، والقارة العجوز أوروبا، وفي شرق أفريقيا وشمال شرقها.
    لكن هذا الاضمحلال لكل ما ورثته البشرية من تعدّيات على مُكوِّناتها الأنسنية لن يتأتى لوحده ولن يَعلو شأن تلك المكونات بدون تدخّلِ القوة الشريفة الأعظم – الصين ورعايتها المميزة، وبدون تطبيقها السلمي لمبادئ ومشاريع سلامية جديدة في جوهرها وشكلها وخواتيمها، وهي الجديدة في آنٍ في العملية الاقتصادية الدولية وركائزها وقواعدها التي ستفرض بدورها وبالتدريج وحتماً بترحيب عالمي، مبادئ لم يَسبق لها وجود في فضاء أرضي، بشرط أن يتم تفعيل الابتكار الصيني بجهود عالمية حثيثة، يَكون البشر وأنظمتهم دافعيتها وآلياتها واستهدافاتها.
    الابتكار الصيني وَجَدَ ترحيباً دولياً وتأييداً أممياً طاغياً من الشعوب والانظمة، حتى من جانب تلك التي لم تكن تقيم علاقات عميقة مع بيجين، سيّما لآليات تلكم الابتكارات التي تضع نصب أعينها استبدال طرائق الحياة القديمة والتالفة والمتآكلة والاستعدائية المقتبسة من الغاب، بسُبل جديدة نوعاً وشكلاً وجوهراً تُعلي قيمة الحياة وجوهر الإنسان للإنسان.
    تُظهر مبادرة “الحزام والطريق”، أن طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين يبدأ من الموانئ الساحلية في جنوب شرق الصين، ويَمر عبر بحر الصين الجنوبي إلى المحيط الهندي ثم يصل إلى أوروبا، في حين يَمتد خط الجنوب من طريق الحرير البحري شرقاً إلى جنوب المحيط الهادئ.
    وفي إطار المشروع الصيني العِملاق، وبهدف ترتيب وضعيته وتسهيل انسيابيته، نشط الرئيس شي جين بينغ في ترتيب زيارات الى مختلف الدول، بخاصة الى تلك التي ستشارك الصين في تفعيل مشروع الحزام والطريق.
    واتساقاً مع هذا التطلع، زار الرئيس مؤخراً روسيا وبيلوروسيا، وسبق ذلك مشاركته في القمة السادسة والعشرين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) التي جرت في ماليزيا، حيث شهدت القمة تأييداً طاغياً “للحزام والطريق” من طرف الخبراء والعلماء الذين أعربوا عن توقعات كبيرة لمبادرة الصين، ورأيهم بأن هذا المشروع الجديد سيَجلب زخماُ جديداً لتنمية دول الآسيان في المستقبل، وهو ما رشح عن تأييد وسائل الاعلام والخبراء السياسيين والاقتصاديين ومجموعات الابحاث والدراسات والتجارة في موسكو ومينسك للمشروع، ولدى زملائهم في وسط وغرب أوروبا التي ستستفيد هي الأخرى من الأوضاع الجديدة التي سوف يَخلِّقُها المشروع للجميع.
    ومعظم دول الآسيان تقع في المناطق الساحلية لجنوب شرق آسيا، وهذه المناطق ستصبح أكبر المستفيدين من خطة التنمية لبناء طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
    وفي عبور الاستراتيجية نحو بعض التفاصيل، فإن الابتكار الصيني للحزام الطريق يعني خياراً إضافياً في تعزيز البُنية المالية والصناعية والزراعية وغيرها من البُنى في دول المشروع، من خلال البنك الآسيوي للاستثمار في البُنية التحتية، وهذا البنك الجديد سيوفّر الاستثمار في البُنية التحتية للبلدان النامية بأكملها، ومن شأنه إراحة عملياتية التنمية في دول المشروع ومشاريع السكك الحديدية عالية السرعة والأمان والطرق السريعة لبلدان أقصى شرق آسيا وجنوبها وجنوب شرقها، كذلك الأمر موصول لوسط وغرب آسيا واوروبا، حيث سترتقي جودة البضائع، وتغدو أسعارها أكثر انخفاضاً.
    ومن المؤمل أن يكون توسيع مبادرة الصين للحزام والطريق واستجابة دول الجِوار للمشروع، تعزيزاً لحِراك إقامة بُنية تحتية أصلب وأكثر إتساعاً وجذباً وفعالية في تلك الدول، وبمشاركة زمالة صينية متدنية الربحية، لتحسين البُنى التحتية في مختلف دول آسيا، وفق الاقتراح الصيني البنّاء.
    الاقتراح – المبادرة – المشروع الصيني ليس سوى عملية دولية للتكاملية الاقتصادية والانتعاش الاقتصادي العالمي وإشراك كل الناس فيها، ليغرفوا منها ثماراً يانعة، ولتحقيق سلام العالم ورخائه من خلال الانتاج والسلع والتجارة التي تفضي إلى تعزيز الأنسنة الدولية وتقارب الثقافات، ونشر السلام العالمي والسلم الاجتماعي، ووقف الحروب ووأد النزاعات والأحقاد.
    ومُلخّص القول، والقول كثير هنا عن المبادرة الصينية الشريفة التي يتقدم بها الرئيس شي جين بينغ للعالم أجمع والتي يَستحيل اختصارها في مقالة، أنها فكرة خلاّقة فعلاً وهادفة، وقد تم دمجها في الاستراتيجية الصينية العميقة لبناء عالم أفضل وسلام شمولي مَكين، من خلال عملية حَيوية جديدة ناضحة بالتكامل الإقليمي والعالمي لشعوب ودول الارض، فمن شأن فهم المبادرتين المساعدة في خَلق موقف مربح لجميع الشعوب والدول، وإرساء مستقبل جديد للقارات، والانطلاق بها نحو “مجتمعات مصير مشترك”.
    •    باحث اردني في الشؤون الصينية والآسيوية ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين

    تاريخ النشر: 13 أيار/