الوسم: العالم العربي

  • السفير العراقي الجديد: مبادرة الحزام والطريق تخدم السلام الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط

    السفير العراقي الجديد: مبادرة الحزام والطريق تخدم السلام الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط

    ذكر السفير العراقي لدى الصين أحمد تحسين برواري أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تخدم السلام الدولي وعلى الأخص في منطقة الشرق الأوسط، داعيا قادة الدول الواقعة على طول المبادرة إلى الإستفادة من الفرص والإيجابيات التي تتيحها.

    صرح السفير بذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بمقر السفارة العراقية في بكين قبيل تقديم أوراق اعتماده سفيرا للعراق للرئيس الصيني شي جين بينغ غدا يوم 17 مارس الجاري.

    وقال برواري “نحن سعداء جدا بهذه المبادرة وندعمها ونحاول بكل ما نستطيع أن نكون جزءا فعالا فيها لأننا نعتقد بأن الصين بإطلاقها هذه المبادرة وعملها على تقوية الأواصر وتوسيع العلاقات الدولية بنمط جديد ليس عدوانيا كما تفعل بعض الدول لكن بنمط التنمية والصداقة سيكون لها دور إيجابي جدا في السلام الدولي وعلى الأقل في منطقتنا”.

    وأضاف” نحن في العراق مهتمون جدا بها ونحاول بقدر المستطاع أن نندمج بها بما يخدم مصالحنا كدولة في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت كمصالح مشتركة بين الدول التي تقع على هذا الحزام وهذا الطريق”، داعيا قادة الدول بطول المبادرة وخاصة الشرق الأوسط إلى الاستفادة من ” الإيجابيات الكبيرة جدا” التي تقدمها، بحسب قوله.

    وطرح الرئيس الصيني مبادرة الحزام والطريق التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 في عام 2013 في زيارته لقازاقستان. وتهدف المبادرة الطموحة إلى ربط قارات العالم القديم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا بشبكة تجارة وبنية تحتية ضخمة تعود بالنفع على كافة الدول الواقعة على طول مساراتها.

    وسلط السفير العراقي الضوء على عوامل عدة تجعل من العراق جزءا مهما من هذه المبادرة بينها موقعه الاستراتيجي على خط الحرير والمصادر الهائلة للطاقة الموجودة به والأواصر الثقافية التي تربطه مع الدول التي تمر بها المبادرة وكون العراق دولة ذات حضارات قديمة ترجع إلى آلاف السنين.

    وقال إن العراق منذ إقامة العلاقات الرسمية في عام 1958 تربطه بالصين علاقات سياسية تتسم بالتفاهم والصداقة حتى في الأوقات الصعبة. كما تجمعه بالصين علاقات اقتصادية حيوية مهمة جدا.

    والصين هي المستورد الأكبر للنفط العراقي وهناك استثمارات وأعمال كبيرة لشركات صينية في العراق في مجالات متعددة لإعادة بناء البنية التحتية العراقية التي دمرت بسبب الحروب والحصار الاقتصادي.

    في الوقت نفسه، أكد السفير أن العلاقات الثقافية تحتل مكانة كبيرة أيضا في ضوء ما يملكه البلدان من إرث حضاري كبير يجعل من نظرتهما لمشاكل العالم وكيفية حل هذه المشاكل ومستقبل العالم مختلفة عن بعض الدول الأخرى.

    ولذلك، يولي العراق أهمية كبيرة بالعلاقات مع الصين ويتطلع إلى تطويرها في المستقبل.

    وفي هذا السياق، أكد أن الصين هي قدمت مساهمات كبيرة أيضا إما بشكل عقود مع الحكومة العراقية أو استثمارات لتطوير البنية التحتية لهذا المجال.

    والنفط هو أهم سلعة للعراق لأن أكثر من 90 بالمائة من واردات العراق تأتي من هذا المجال.

    كما تساعد الصين العراق على علاج مشكلة نقص الطاقة الكهربائية من خلال بناء محطات انتاج وتوزيع للطاقة الكهربائية في مناطق مختلفة. كما تساهم الشركات الصينية في دعم العراق لبناء البنية التحتية في الطرق والجسور وأيضا مشاريع الإسكان.

    وأوضح السفير “العراق يحتاج الى بناء مليوني وحدة سكنية ولذلك هناك فرصة كبيرة للشركات الصينية للعمل في هذا المجال وهناك بالفعل عدد من الشركات التي تعمل لكن بناء مليوني وحدة سكنية يحتاج إلى فترة كبيرة وعمل كبير”.

    ويمتد التعاون بين العراق والصين أيضا إلى الاستفادة من الخبرات الصينية في كثير من المجالات مثل التخطيط والاقتصاد والتعليم والصحة.

    وأكد برواري أن بلاده مهتمة بفسح المجال وتقديم التسهيلات اللازمة للشركات الصينية للعمل في العراق، مشيرا إلى أنها “تحظى بأفضلية من جانب الحكومة .تجاربنا معها إيجابية جدا، والمشاريع التي بدأتها تحققت بانجاز كبير”.

    واتفق السفير أن تكاتف دول الشرق الأوسط خلف مبادرة الحزام والطريق يمكن أن يعزز التوافق بين الدول المتخاصمة والمتنازعة مع بعضها على حساب الخلاف في ضوء ما تحمله روح هذه المبادرة من تناغم ووئام في العلاقات ومردود اقتصادي جيد.

    وأكد برواري أن العراق يتابع عن كثب مثله مثل غيره من دول العالم، أصدقاء ومنافسين للصين، جلسات الهيئتين التشريعية والاستشارية لأسباب من أهمها دور الصين الكبير على الساحة الدولية واقتصاد الصين الهائل الذي يعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إضافة الى اهتمام العراق بمعرفة خطوات الصين المستقبلية لارتباطها الوثيق بالصين اقتصاديا.

    “أكيد أي قرارات تتخذها الصين سوف يكون له دور ايجابي على الأصدقاء والشركاء الاقتصاديين كالعراق. ويهمنا جدا في هذا الاجتماع التركيز على موضوع توسيع الانفتاح على دول العالم ومواصلة دعم المشاريع التي تدخل ضمن مبادرة الحزام والطريق”.

    وأكد أن بلاده يمكن أن تستفيد من التجرية الصينية في معالجتها لبعض المشاكل التي قد يواجهها العراق على سبيل المثال كيفية معالجة مشكلة الهجرة من الريف الى المدن و كيفية تنظيم التنمية المتجانسة بين الاقاليم.

    وبينما تكافح القوات العراقية لاستعادة الجزء الأخير من الموصل من قبضة تنظيم داعش، أكد برواري أن العراق يتمتع بدعم كل دول العالم بما في ذلك الصين.

    وقال “الصين بالتأكيد تدعم العراق في محاربته لداعش على مستويات متعددة، هناك تعاون أمني واستشاري. نحن في العراق لم نطلب من أي دولة أن تدعمنا على الأرض لأن لدينا جيش وقوات لديها القدرة والخبرات على قتال داعش”.

    وقال السفير إن” الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة في العراق وترتبط به بعلاقات استراتيجية دفاعية مشتركة، موضحا أن علاقات الولايات المتحدة بالكرد في العراق لا تشكل خطرا بالنسبة للعراق لأن الكرد هم جزء من العراق وفي نفس الوقت هم جهة بالتنسيق مع الحكومة تقاتل عصابات داعش الإرهابية”.

    وأعرب برواري عن شكره للصين على “دعمها غير المشروط ” للعراق في حربه ضد داعش وأزمته الاقتصادية في ظل تدني أسعار النفط بصورة حادة، مضيفا أن ” تخطي العراق لهذه الأزمة الاقتصادية ونجاحه في القضاء على داعش في العراق أكيد سيكون له أيضا بصمات صينية”.

    وأكد أن القضاء على داعش مسألة وقت لأن جبهة العراق في مواجهته موحدة، معتقدا أنه بدون حل سياسي في سوريا قد يواجه العراق تحديات مستقبلية تأتي من الحدود السورية .

    وقال السفير هناك مشاكل لن تحل بالتقسيم، داعش يحارب الجميع، الكرد والعرب السنة والشيعة، بالتالي انعزال هذه المكونات عن بعضها لمناطق مستقلة لن يحل مشكلة الإرهاب وداعش، فالتنظيم لا يؤمن بهذه المكونات ولا النظام السياسي في العراق بالأساس.

    واعتقد أن التحدي الكبير بعد القضاء على داعش لا يتمثل في التقسيم وإنما إعادة الاستقرار في هذه المناطق التي دمرت بالكامل. ونأمل بالدعم الدولي ودعم الصين أن نتجاوز ذلك.

    وفي تعقيبه على مرسوم الهجرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف السفير القرار بأنه “متسرع ومستغرب” لأن العراقيين هم أكبر المتضررين بجرائم التنظيمات الإرهابية، معربا عن سعادته باستثناء العراق من القرار المنقح غير أنه قال إن اتهام دول كاملة بأنها تسبب مشكلة أمنية للولايات المتحدة يحتاج الى “دراسة معمقة وإعادة نظر”

    يذكر أن السفير برواري سبق أن خدم سفيرا لبلاده في نيو دلهي في الهند ورئيسا لدائرة أوروبا في وزارة الخارجية العراقية قبل وصوله الى الصين في يناير الماضي.

  • وُحدة (بريكس) لـ”حزام وطريق” كوني

    وُحدة (بريكس) لـ”حزام وطريق” كوني

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مروان سوداح*:
    يُصادف هذا العام بداية العقد الثاني من عمر مجموعة دول (بريكس)، التي تضم في قِوامها الدول الرئيسية والأكثر فعالية في السياسة والاقتصاد الدوليين، ناهيك عن قوتها ونفاذها في الدبلوماسية الرسمية والشعبية والعامة على حدِّ سواء. وهذه الدول هي (الصين وروسيا/ الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا)، حيث من المُقرّر في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، أن تستضيف جمهورية الصّين الشعبية زعماء القمة رقم (9) لزعماء المجموعة.
    وعلى صعيدٍ “بريكسي” متصل، كان لتصريحات وزير الخارجية الصيني السيد (وانغ يى) بشأن ألية مجموعة (بريكس)؛ وتضامن الدول الداخلة في عضويتها، أهمية لفتت إنتباه الدول والحكومات المختلفة في آسيا والعالم، إضافة الى “القرّاء العاديين” حتى.
    فعندما تتحدث الصين عَلناً عن (بريكس) وما يتصل بها من قضايا مصيرية، فهي تعني ما تقول، لكونها اعتادت صّمت الجبابرة والدبلوماسية الناعمة التي ترى الصين عادةً تسميتها بالدبلوماسية العامة، ولأن الصين دَرَجَت منذ حركة الإصلاح والانفتاح عام1978م على سياسة هادئة مَقرونة بالعمل خلف الأضواء. لهذا وغيره، فإن تصريحات المسؤولين الصينيين عن (بريكس) تُعتبر رسالة دولية سياسية جادّة، تطال جميع الأطراف القابعة في الخندق المقابل لمنظمة التحالف الأُممي – (بريكس).
    ربّان سفينة العلاقات الخارجية الصينية، السيد (وانغ يى)، صرّح قبل أيام خلال مؤتمر صحفي عَقده على هامش أعمال الدورة السنوية التشريعية لأعلى هيئة تشريعية في الصين: “إن آلية (بريكس) لن تفقد بريقها لأنها (ستشع أكثر) فيما لو استمر أعضاؤها متّحدين”.
    هذا التصريح الدبلوماسي الرفيع والخطير المستوى للوزير الصيني الشهير والمخضرم، يَكشف عن خصوصية (بريكس) لكل دولة من الدول، ويزيح الستارة عن وجود خطّة صينية لمزيد من تفعيل دور الصين في هذا التحالف ودور التحالف ذاته “في المستقبل” خلال محافظته على وحدته.. ليشع أكثر.
    الوزير نوّه كذلك إلى أن كل عضو من أعضاء التحالف البريكسي يواجه منفرداً “تحديات خاصة” به، مُستشهداً بوصف أطلقه الرئيس الصيني شي جين بينغ الحليف، حول (بريكس)، عندما أعاد إلى الأذهان المَثل الصيني – العربي القائل عن الوحدة: “إن دول بريكس يُشبهون أصابع اليد الخمسة، فهي قصيرة وطويلة إذا ما تفرّقت، لكنها ستشكّل قبضة قوية إذا ما اتّحدت مع بعضها”.
    وتأكيداً على ما ذهبنا إليه، قال الوزير، إنه و “عملاً بمبدأ المداورة في رئاسة مجموعة (بريكس)، ستعمل الصين مع غيرها من الدول الأعضاء لمراجعة خبراتها وتخطيط المستقبل، لتستهل العقد الذهبي الثاني من عمر المجموعة بالتعاون وإتاحة “خطط بريكس” من أجل السلام والتنمية العالميين”، إذ أنه بيّن “أن دول (بريكس) ستوسّع التعاون البراجماتي وستقوم بالتنفيذ الكامل لإستراتيجية الشراكة الاقتصادية لدول المجموعة، وتعزيز تنسيق وإتصالات السياسات الكلية للاستراتيجيات التنموية، واتخاذ حزمة من الإجراءات المَتينة والفعّالة من أجل التعاون.
    وفيما يتعلّق بالتبادلات الشعبية، ستقوم دول المجموعة بتنفيذ الاتفاقيات التي وقّعها قادتها لتوسيع التبادلات الشعبية وبناء دعم شعبي أقوى لتعاون بريكس”.
    وبهذا تكون رسالة الدبلوماسية الصينية قد وصلت كاملةً وواضحة. فالصين اليوم منهمكة في مهمة كونية الأبعاد للتخطيط لمستقبل (بريكس)، لتكون تفعيلاتها مضمونة أكثر في السياسات العالمية، ولتسهيل نفاذ هذا التحالف في رياح العالم، ولتمكينه سياسياً بما لا يقبل التأويل والتشكيك بقدراته التي تعتمد إقتصادياً على الصين بدرجة حاسمة.
    وفي الشق السياسي – الأمني الذي يُكمّل الاقتصادي والسياسة العامة، طوّق الوزير الصيني الجهات الساعية لتشويه سمعة (بريكس) بقوله أن دول المجموعة “ستعمل على توسيع دائرة أصدقاء (بريكس)، وتحويلها إلى أكبر منصة مؤثرة لتعاون الـ جنوب – جنوب في العالم”.
    ولأجل أن يكون (بريكس) مُتصاعداً في تأثيراته بغض النظر عن المحاولات المتواصلة التي تبذلها القوى الغربية لإيقافه وشل قدراته، من خلال عمليات عسكرية واقتصادية هجومية على صعيد العالم، ستسعى مجموعة (بريكس) هذه السنة إلى “تحقيق اختراقات في التعاون السياسي والأمني، والاستفادة الكاملة من اجتماع المستشارين الأمنيين الوطنيين، ومناقشة إطلاق أول اجتماع رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء..
    لكن ما هو الرابط بين كل ذلك ومبادرة الحزام والطريق التي تقترحها الصين على العالم، وقد بدأت بتفعيلها بعدة عشرات مليارات من الدولارات في الدول المُحاذية للصين، تمهيداً للانطلاق الى البقاع الأرضية الآخرى؟

    شخصياً لاحظت خلال السنوات القليلة الاخيرة، أن الصين تعمل بنشاط في عدة اتجاهات لتفعيل وتوسيع عدة مبادرات كبرى أهمها (بريكس)، لكونها تجمع قيادات الدول الأهم وتتخذ القرارات الأكثر فعالية في العالم، ولتتمكن الصين من خلالها تطبيق أسهل وأسرع لمبادراتها الاقتصادية المرتبطة مع التطلعات الاقتصادية (الصينية – البريكسية) لصناعة السلام وثقافة السلام (المتكافئ) واقتصاد السلام (العادل) الذي يضمن ألق المبادرات الاقتصادية الصينية في العالم وتثبيتها مع الكل وللكل.
    انعكاسات (بريكس) على مبادرة الحزام والطريق مباشِرة و “تسهيلية”. فدعم الصين لهذه المجموعة التحالفية سيعود بالنفع على أعضائها وبضمنهم الصين والجار الكبير روسيا، ذلك أن ضخامة أراضي الدول الآسيوية الثلاث (روسيا والصين والهند)، هي ضمانة لنفاذ مبادرة الحزام والطريق في طريق الحرير الصيني القديم أولاً، والطُرق الجديد للحزام والطريق ثانياً (وهو شبكة من الطرقات التجارية تمرّ عبر عدة قارات لكن بالقطارات فائقة السرعة وليس بقوافل الجِمال) نحو شمال آسيا ووسطها وجنوبها، حيث الهند بتأثيراتها الاقليمية.
    أما في الغرب الجغرافي لأسيا، فهناك إيران وسورية الموافقتان على المبادرة الصينية، وهما دولتان صديقتان للصين وروسيا ومتحالفتان مع بيجين وموسكو، وموافقتهما تعتبر “تحصيل حاصل”، وهو ما يضمن وصول المبادرة لاحقاً “عبر اوتوستراد سريع” الى الاردن ولبنان وشواطئ البحر الأبيض المتوسط، لتندفع بعدها الى مصر والقرن الافريقي، فبقية دول شمال أفريقيا التي تنتظر التوظيفات والاستثمارات الصينية لتحوز على نصيبها الوافر منها، فمنذ ان بدأ قطار التنمية الصينية يمخر عباب الاقاليم المختلفة منذ 2013م، توجه عدد كبير من التجار العرب الى الصين، ليستقروا هناك ويباشروا أعمالهم التجارية في الدولة التي تمنح تسهيلات كبرى في كل المجالات.
    ان العامل الجيوبوليتيكي هو الأهم كما أرى في (بريكس)، وهو الأهم كذلك لـ”وُجهات” المبادرة الصينية. فالدول الثلاث الاعضاء في (بريكس) تقع في آسيا (الصين وروسيا والهند)، ولواحدة منها وهي روسيا، حدود برية طويلة مع الصين، كما ولروسيا علاقات جيدة ووثيقة جداً مع بقية الدول المحاذية للصين، وكما هو أيضاً أمر علاقات الصين نفسها مع تلك الدول، فهي علاقات سلمية وتقوم على مبدأ الاحترام المتبادل معها، لاسيّما منغوليا وكازاخستان.
    إن هذه العوامل وغيرها وبخاصة التاريخية والمصالح الحالية والاستراتيجية لتلك الدول، تعمل على تدعيم مبادرة الحزام والطريق الصينية على تراب تلك الدول، فالانطلاق منها بالذات وبالصداقة والتعاون معها وبضمان من تحالف (بريكس) الى رِحاب أوسع ومساحات أكثر شساعة، ولكون (بريكس) جاذباً لمعظم العالم، ناهيك عن أن الصين وروسيا باشرتا منذ عهد بعيد نسبياً أعمال تجسير مبادرة الحزام والطريق على الاراضي الروسية، وذلك ضمن تحالفهما الاستراتيجي العميق، وبضمن ذلك إعادة تركيب وبناء المصانع؛ وتأسيس المزارع الصينية؛ والتعاون السياحي والانساني في منطقة سيبيريا الروسية الواسعة جداً (وهو ما تحدّثت عنه في حينه الفضائيات الروسية الناطقة بالروسية حصراً)، وبذلك إكتسبت مبادرة الحزام والطريق الصينية زخماً عظيماً، أنجح اندفاعاتها في مختلف الاتجاهات، وهنا يمكننا التصريح بثقة: إن وُحدة (بريكس) تـُفضي لـ”حزام وطريق” كوني.
    • رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.

  • مبادرة الحزام والطريق بصمة صينية لنظام العولمة الجديد

    مبادرة الحزام والطريق بصمة صينية لنظام العولمة الجديد

    أفاد تقرير عمل الحكومة الذي قدمه لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني إلى الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني 5 مارس, أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي لا يزال مستمرا، مع تصاعد الاتجاه الفكري المتمثل في “مناهضة العولمة” وتنامي الحمائية، وهناك العديد من الشكوك حول توجهات سياسات الاقتصاديات الكبرى والآثار الجانبية لها، والعوامل التي تسبب عدم الاستقرار واليقين في تزايد بصورة ملموسة.
    وعلى الرغم من زيادة المشاعر المناهضة للعولمة والمحاولات المضادة لهذا الاتجاه، طمأن لي كه تشيانغ أن الصين تعارض الحمائية في أشكالها المختلفة وستعمل على مستوى أعمق وأكبر للانفتاح .
    من هذا المنطلق، قال لي إن الصين ستدفع بناء مبادرة “الحزام والطريق”، من خلال تسريع بناء ممرات اقتصادية برية ومراكز تعاون بحرية وتعميق تعاون في القدرات الصناعية الدولية.
    وأفاد لي بأن الصين ستتخذ أيضا خطوات كبيرة لتحسين البيئة للمستثمرين الأجانب ، حيث ستسمح الصين للشركات الأجنبية بالمشاركة في المشاريع العلمية والتكنولوجية الوطنية وستشجع الشركات أجنبية التمويل على الإدراج في سوق المال وإصدار السندات في الصين.
    وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية, جذبت الصين 130 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الخارجية في عام 2016، بزيادة 4 بالمائة على أساس سنوي
    تدعو مبادرة” الحزام والطريق” المذكورة كثيرا في تقرير عمل الحكومة إلى بناء هيكل عالمي كبير وتحقيق اتصالات اقتصادية أوثق ومنافع متبادلة بين الدول والمناطق المختلفة. وبالنظر إلى ذلك يتبادر تساؤ ل حول كيف ستدفع مبادرة “الحزام والطريق” إلى تنمية “العولمة” الجديدة في الفترة الجديدة؟
    أشار وانغ يي يوى, مدير مركز بحوث الشؤون الدولية لجامعة الرنمين الصينية، إلى أن الصين تدعو إلى بناء نوع جديد من “العولمة” تختلف بشكل ما عن أفكار “العولمة” التي طرحتها وقادت بها الدول الغربية في الثمانينات, ويتمثل هذا النوع الجديد بأنه أكثر انفتاحا وتوازنا وتفضلا بشكل عام مما يفيد ويسعد مزيدا من الناس والدول النامية. فيمكن التأكيد على أن مبادرة “الحزام والطريق” الصينية تلعب دورتها كقوة دافعة في بناء “العولمة” الجديدة.
    أولا , تتمثل ” الحزام والطريق” ببناء هيكل كبير مرتبط بحريا وبريا
    وكانت تعد “العولمة” السابقة “عولمة بحرية”, حيث نقلت قرابة 90 بالمائة من البضائع عبر البحار. بالنسبة إلى “الحزام والطريق” فإن النقل سيكون بحريا وبريا معا. على سبيل المثال يشق ممر الصين-باكستان الاقتصادي , إحدى الممرات الست الكبيرة على طول “الحزام والطريق”, طريقا مرتبطا بين مناطق ساحلية بحرية ومناطق شمالية فقيرة في باكستان بينما يغير في التوزيع الاقتصادي العالمي من الجنوب إلى الشمال، وفي الوقت نفسه يقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء لتحقيق هدف “العولمة” الأكثر توازنا وتفضلا بشكل عام.
    ثانيا, الهيكل التعاوني المطروح في مبادرة”الحزام والطريق” يغير نظام التوزيع القديم
    تستخدم الشركات العابرة للقارات الأسواق ومواردها والعمال في جميع أنحاء العالم لتحقق الأرباح بشكل غير متوازن. فتدعو “الحزام والطريق” إلى بناء هيكل تعاوني بشكل متساوي بما يعد تحولا في نظام التوزيع القديم أي قيادة الدول الغربية – وتهميش الدول النامية.
    ثالثا, مبادرة”الحزام والطريق” تعزز نهضة الحضارة المشتركة
    “العولمة” في الفترة السابقة كانت تبادر ببناء حضارة غربية قوية ومسيطرة وتقود نمط تنمية الحضارة العالمية. وبالعكس فإنه “الحزام والطريق” تدعو إلى نهضة الحضارة وازدهارها وإبداعها بشكل مشترك من خلال تخفيض الفجوة بين الغنى والفقر وتحقيق التنمية مشتركة .
    رابعا, المبادرة تدفع التعاون العالمي من خلال دفع التعاون الإقليمي
    تدعو “العولمة” اعتمادا على “التكامل الإقليمي” ما تعد العلاقة بينهما تكامل متبادل. فتعمل الصين على بناء الممرات الست الاقتصادية الكبيرة على طول “الحزام والطريق” تحت إطار المبادرة كنموذج في توزيع سلسلة صناعية تمتد إلى نطاق عالمي وهو ما يقفز عن وضع الصدام بين “العولمة” و”التكامل الإقليمي ” ويربط المناطق المختلفة.
    وأظهرت البيانات الرسمية أن الصين استثمرت أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق منذ عام 2013 .
    وحظيت تلك المبادرة بدعم أكثر من 100 دولة وبعض المنظمات الدولية مع توقيع قرابة 50 اتفاقا تعاونيا بين الحكومات وبعضها.
    قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني يوم 8 مارس في مؤتمر صحفي على هامش الدورة السنوية للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني , إن مبادرة “الحزام والطريق” أصبحت أشهر منصة خدمية تستفيد منها كل الدول، وأفضل منصة للتعاون الدولي تنتظرها آفاق أكثر إشراقا في العالم.
    وأضاف وانغ أن فكرة مبادرة الحزام والطريق جاءت من الصين لكنها تنتمي إلى العالم وفوائدها ستعمّ على جميع الدول.
    وذكر أنه في حين ترتفع الاتجاهات الحمائية والأحادية ، أصبحت مبادرة الحزام والطريق قضية مشتركة للعالم تساعد على إعادة توازن العولمة الاقتصادية من خلال جعلها أشمل وأفضل عالميا.
    وأشار وانغ إلى أن أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 50 من قادة المنظمات الدولية وأكثر من 100 مسؤول على المستوى الوزاري، إلى جانب 1200 مندوب من مختلف البلدان والمناطق سيشاركون في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في العاصمة بكين خلال شهر مايو المقبل, في الحين سيبني توافقا في الآراء ويربط بين استراتيجيات التنمية لمختلف البلدان. وسيفحص التعاون في المجالات المفتاحية ويضع اللمسات الأخيرة على مشاريع كبرى في كثير من المجالات منها ترابط البنية التحتية، والتجارة والاستثمار، والدعم المالي، والتبادلات الشعبية.

  • رئيس الوزراء اللبناني يرعى في إبريل المقبل انعقاد مؤتمر “طريق واحد.. حزام واحد”

    رئيس الوزراء اللبناني يرعى في إبريل المقبل انعقاد مؤتمر “طريق واحد.. حزام واحد”

    تلقى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الاثنين دعوة لحضور ورعاية وإلقاء كلمة في افتتاح مؤتمر”طريق واحد.. حزام واحد” الذي سينعقد في بيروت في السادس من شهر إبريل المقبل.
    وقد تسلم الحريري الدعوة من رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية ورئيس مجموعة “فرنسبنك” الوزير السابق عدنان القصار الذي أطلعه على التحضيرات الجارية للزيارة المرتقبة لوفد غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير خلال الفترة ما بين 6 و7 إبريل المقبل.
    وأشار القصار بحسب بيان صدر عن مكتب الحريري إلى أن وفد غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير يضم أكثر من 17 شخصية تمثل البلدان التي يمر فيها طريق الحرير إلى جانب أكثر من 15 مجموعة أعمال من جمهورية الصين الشعبية.
    وأوضح القصار في تصريح للصحفيين بعد اجتماعه مع الحريري أن “مؤتمر”طريق واحد.. حزام واحد” سوف يشهد توقيع عددا من الاتفاقيات منها اتفاقية بين اتحاد الغرف اللبنانية وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير وكذلك توقيع اتفاقية بين اتحاد الغرف العربية وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير وبين مجلس بلدية بيروت وتحالف مدن طريق الحرير التابع للأمم المتحدة.
    وكانت غرفة طريق الحرير قد اختارت لبنان لإطلاق الحملة الترويجية لمشروعها الخاص بالعالم العربي.
    وقد أكد القصار على أن “الغرفة تضع لبنان في سلم أولوياتها حيث سوف يستفيد لبنان من الخطط والمشاريع الموضوعة في إطار مشروع “طريق واحد.. حزام واحد” وخصوصا مشاريع البنية التحتية”.

  • وانغ كيجيان يلقي محاضرة في الجامعة اللبنانية حول مبادرة الحزام والطريق

    وانغ كيجيان يلقي محاضرة في الجامعة اللبنانية حول مبادرة الحزام والطريق

    موقع السفارة الصينية في لبنان ـ تعريب موقع الصين بعيون عربية:
    لبى سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كيجيان دعوة المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية لإلقاء محاضرة أمام الأساتذة والطلاب في المعهد. وقد استمع إلى المحاضرة أكثر من مئة وعشرة أساتذة وطلاب، بحضور عدد من الإعلاميين المهتمين.
    السفير وانغ قدم في المحاضرة معلومات مفصلة حول مبادرة الحزام والطريق، متحدثاً عن معاني المبادرة والتطورات التي حصلت على صعيد تطبيقها، كما تحدث عن قمة منتدى التعاون الدولي، والتحضيرات لعقد الاجتماع التاسع لقادة البريكس، وعن دورتي المجلسين التشريعي والاستشاري لعام 2017، إضافة إلى تقرير الأعمال الذي قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني في بداية دورة المجلس التشريعي، وقضايا أخرى مرتبطة بهذه المواضيع.
    وفي الختام أجاب السفير وانغ كيجيان على أسئلة الحضور حول السياسة الخارجية الصينية، سياسة التخطيط العائلي والتعاون من خلال مجموعة البريكس.
    وقد عبّر الحضور من الأساتذة والطلاب عن ارتياحهم للمحاضرة، معتبرين أنها كانت غنية بالمعلومات الموجهة، وقدّمت لهم معلومات مهمة تفيدهم في أبحاثهم ودراستهم.
    لبنان يقدّر السياسة الخارجية السلمية للصين، ويرغب في الاشتراك بشكل فاعل في إنشاء الحزام والطريق، كما يرغب في تعميق التعاون الثنائي النافع بين لبنان والصين.

  • ” الحزام والطريق” قضية مشتركة تستدعي من جميع الدول التشمير على السواعد

    ” الحزام والطريق” قضية مشتركة تستدعي من جميع الدول التشمير على السواعد

    باي يانغ،صحفية بصحيفة الشعب اليومية:

    قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش الدورة السنوية للمجلس الوطني ال12 لنواب الشعب الصيني يوم 8 مارس الحالي، أن أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 50 من قادة المنظمات الدولية وأكثر من 100 مسؤول على المستوى الوزاري، إلى جانب 1200 مندوب من مختلف البلدان والمناطق سيشاركون في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في العاصمة الصينية بكين خلال شهر مايو المقبل.

    وأشار إلى انه ستعقد خلال قمة المنتدى مائدة مستديرة سيحضرها قادة الدول المختلفة،واجتماع رفيع المستوى على نطاق أوسع،بالإضافة إلى ستة مؤتمرات حول الترابط فى السياسة والبنية التحتية والتجارة والمال والشعوب،ما يجعل بكين محط أنظار العالم مرة أخرى،وسيظل “الحزام والطريق” موضوعا ساخنا فى العالم.

    وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة”الحزام والطريق” فى خريف عام 2013،بهدف دفع التعاون الدولي وتعزيز التنسيق بين استراتيجيات التنمية في الدول المختلفة لتحقيق تكامل المزايا بينها والتنمية المشتركة لها.وخلال السنوات الثلاث الأخيرة،شهد التعاون الدولي فى إطار “الحزام والطريق”تقدما مطردا،ولقيت هذه المبادرة ترحيبا واسعا ومشاركة نشيطة من الأطراف المختلفة،مما أصبحت أشهر منصة خدمية تستفيد منها كل الدول، وأفضل منصة للتعاون الدولي تنتظرها آفاق أكثر إشراقا في العالم.وإن استضافة الصين منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بصدد تخليص الخبرات المكتسبة فى الماضي وتحديد التخطيط المستقبلي.

    وقال وانغ يي إن مبادرة الحزام والطريق فكرة صينية لكنها تنتمي إلى العالم وفوائدها ستعمّ على جميع الدول.مؤكدا على ان النجاح الذى حققته مبادرة “الحزام والطريق” يرجع إلى استجابة الاخيرة إلى رغبة الدول الواقعة على طولهما فى تعزيز التعاون متبادل المنفعة،وطرحه مفاهيم الانفتاح والتسامح المتمثلة فى التشاور المشترك والبناء المشترك والتمتع المشترك.كما أشار وانغ يي إلى أنه في حين ترتفع الاتجاهات الحمائية والأحادية،أصبحت مبادرة الحزام والطريق قضية مشتركة للعالم تساعد على إعادة توازن العولمة الاقتصادية من خلال جعلها أشمل وأفضل عالميا،وتعتبر هذه المبادرة ممارسة مهمة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك أيضا.

    ومنذ ثلاث سنوات من طرح مبادرة ” الحزام والطريق” ، يعتبر منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المنتدى ذات الصلة الأعلى مستوى ،كما هو نشاط دبلوماسي مهم للصين فى العام الحالي،وسيلعب دورا مهما لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي.وفى هذا السياق،أشار وانغ يي إلى ان المنتدى يهدف إلى تحقيق انجازات من ثلاث جوانب،أولا،بناء توافق في الآراء والربط بين استراتيجيات التنمية لمختلف البلدان،وتوضيح الاتجاه الرئيسي لتحقيق تكامل المزايا والرخاء المشترك؛ ثانيا،فحص التعاون في المجالات المفتاحية ووضع اللمسات الأخيرة على مشاريع كبرى في المجالات من ترابط البنية التحتية، والتجارة والاستثمار، والدعم المالي، والتبادلات الشعبية؛ ثالثا، الإعلان عن مبادرات التعاون المتوسطة والطويلة المدى والبحث في آليات التعاون الطويلة المدى من أجل بناء شبكة شراكات أوثق وأكثر توجها نحو تحقيق النتائج.

  • “فرصة ذهبية”… أمام التعاون الصيني العربي في إطار “الحزام والطريق”

    “فرصة ذهبية”… أمام التعاون الصيني العربي في إطار “الحزام والطريق”

    صحيفة الشعب الصينية:
    بكين 8 مارس 2017 / في هذه الأيام ، تعقد الدورتان السنويتان للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في بكين وقد أدرجت مبادرة الحزام والطريق الهادفة إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك ضمن أجندتهما الهامة.

    وقد قوبلت الدورتان اللتان تمثلان نافذة لا غنى عنها للعالم الخارجي لمعرفة الصين باهتمام عالمي كبير حيث قدر السفير السعودي لدى الصين تركي بن محمد الماضي أهمية هاتين الدورتين التشريعيتين في إطار مبادرة الحزام الطريق، قائلا إن الاهتمام بالدورتين أمر طبيعي في ضوء دور الصين المهم على كافة المستويات وأهميتها كمحرك مهم للاقتصاد العالمي، وبالتالي سيكون للدورتين أصدائهما وآثارهما. وأعرب عن تمنياته للصينيين بالتوفيق سواء من خلال الدورتين أو ما تنتج عنهما من نتائج تنعكس إيجابا ليس على الصين فحسب، وإنما على الدول المحيطة بالصين والدول الأخرى منها الدول العربية.

    وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الأربعاء ) في مؤتمر صحفي عقد على ماهش الدورتين السنويتين إن الوضع في الشرق الأوسط عاد مجددا إلى مفترق طرق حاسم، في ظل تنامي عدم الاستقرار والأمل في السلام .

    وأضاف وانغ إن وجهة نظر الصين تجاه قضية الشرق الأوسط تتمحور حول ضرورة دفع الوضع الإقليمي قدما في الاتجاه الصحيح، مؤكدا على ضرورة محافظة البلدان المعنية في الشرق الأوسط على الإجماع الدولي لمكافحة الإرهاب والتمسك بالهدف السليم الساعي إلى تسوية سياسية للقضايا الساخنة ووضع الأمم المتحدة في مكان قائد عملية السلام في الشرق الأوسط .

    من جانبهم، ثمن خبراء صينيون ودبلوماسيون النتائج المثمرة للتبادلات بين الصين والعالم العربي التي تحققت على مدى السنوات الماضية، مؤكدين أن ثمة فرص ذهبية تقف حاليا أمام تعاون صيني – عربي أرحب.

    أساس الثقة المتبادلة …أكثر متانة

    وفي الذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بجولة خارجية شملت السعودية ومصر وإيران في بداية العام الماضي،ألقى خلالها خطابا هاما أمام العالم العربي من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث شرح مفهوم تطوير التعاون الصيني العربي بشكل منظم وأعلن سلسلة من المبادرات التعاونية الهامة، وهو ما وضع خطة كبيرة لتنمية العلاقات الصينية العربية.

    وفي هذا الإطار، قال السفير السعودي تركي بن محمد الماضي خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، قبيل الزيارة التي يعتزم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز القيام بها في منتصف شهر مارس، إن “الزيارة تؤكد عمق العلاقات ومدى الاهتمام المشترك بين البلدين. إننا نتحدث عن علاقات ديناميكية متطورة ومنتجة وبراغماتية في خط تصاعدي.. واعتقد أن هذه الزيارة ستكون متممة لما سبق من إنجازات على الأرض”.

    ومن هنا أكد تيان ون لين الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة أن أساس الثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية أصبح أكثر متانة، قائلا إن الصين تدعم دائما اختيار الدول العربية لطريق التنمية الذي يتماشي مع ظروفها الوطنية المحلية، وتدعم عملية السلام في الشرق الأوسط وكذا إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فيما تقدم الدول العربية دعما ثمينا للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها واهتماماتها الرئيسية.

    وأضاف تيان أن الصين أسست علاقات إستراتيجية مع 8 دول عربية وهناك 7 دول عربية أصبحت من الأعضاء المؤسسين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. ويزداد تصميم القيادة العليا في الصين على تعزيز التواصل وتوطيد الثقة المتبادلة بين الجانبين الصيني والعربي، الأمر الذي يشكل منصة سياسية متينة للتعاون في شتي المجالات، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية أصدرت وثيقة حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، أصبحت بمثابة خارطة طريق هامة للعلاقات الصينية العربية ودليل عمل لها.

    ومن جانبه، قال لي تشنغ ون سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، إنه على ثقة بأن خطة التعاون بين الصين والدول العربية ستصبح أكثر إشراقا في إطار مواصلة دفع مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أنه في ظل اهتمامها بتطوير علاقاتها مع الوطن العربي، ستعقد الصين حوارا إستراتيجيا سياسيا بين الجانبين في عام 2017 لتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية.

    روابط التعاون الاقتصادي … أكثر قوة

    وقال وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق للشرق الأوسط إن روابط التعاون الاقتصادي متبادل المنفعة بين الصين والدول العربية صارت أكثر قوة ومتانة.

    فخلال جولة الرئيس شي بالشرق الأوسط في العام الماضي، وقعت الصين مع السعودية ومصر وإيران 52 اتفاقية، تنفيذا للفكرة التي طرحها الرئيس شي في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014 والمتعلقة بالتشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق والمتمثلة في معادلة “1+2+3” التي تتخذ من مجال الطاقة محورا رئيسيا، ومن مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار جناحين، ومن المجالات الثلاثة ذات التقنية المتقدمة والحديثة وهي الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة نقاط اختراق.

    وأكد وو أن الدول العربية باتت الآن من أهم شركاء التعاون في مجال الطاقة وأهم الأسواق للمقاولات الهندسية والاستثمارات الأجنبية بالنسبة للصين. وقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي وأكبر شريك تجاري لـ10 دول عربية.

    وأضاف أنه خلال العامين الماضيين، بلغت قيمة عقود المقاولات الهندسية التي وقعت عليها الصين مع دول عربية قرابة 50 مليار دولار أمريكي. وأسس الجانبان الصيني والعربي صندوقين استثماريين مشتركين، أطلقا مشروعات ضخمة في مجالات مثل بناء القدرة الإنتاجية، وتكرير البترول، والبنية التحتية للموانئ.

    وتابع وو بقوله إن المفاوضات المتعلقة بإقامة منطقة تجارة حرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي حققت تطورات إيجابية، حيث أنهى الجانبان المفاوضات الجوهرية لتجارة البضائع مبدئيا واتفقا على بذل جهود للتوصل إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة.

    وأفاد بأن مركز نقل التكنولوجيا بين الصين والدول العربية قد اكتمل تأسيسه، وتم التوقيع على الاتفاقية التعاونية لمشروع مستخدمي نظام الأقمار الصناعية الملاحية “بوصلة” وتم الانتهاء من الاستعدادات لتأسيس مركز التدريب العربي للاستخدام السلمي للطاقة النووية ومركز التدريب للطاقة النظيفة.

    كما صار بإمكان الصين والبلدان العربية العمل تدريجيا على توسيع التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف في تبادل العملات بعدما تم إدراج العملة الصينية في سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي في أكتوبر الماضي، في تكملة لنقص في أصول احتياطي النقد الأجنبي المفضلة، وهما الذهب والدولار الأمريكي.

    ميزات الجانبين… تكاملية

    كما أشار تيان ون لين إلى أن الصين والعالم العربي لديهما ميزات تكاملية، موضحا أن بعض الدول العربية تشهد حاليا تغيرات، فعلى الصعيد الداخلي أصبح الحفاظ على الاستقرار هو التوافق الأساسي لشعوب الدول العربية، حيث تسعى بعض الدول مثل مصر إلى دفع تحفيز النمو وإطلاق التصنيع وإعادة التصنيع من خلال تنفيذ مشروعات ضخمة. وعلى الصعيد الخارجي، بدأت الدول العربية تتجه شرقا وتدفع تنمية العلاقات مع الاقتصادات الناشئة. وفي هذا الإطار، تتيح المبادرة فرصا تاريخية للتعاون الصيني العربي وتساعد على تحقيق التحول الاقتصادي الصناعي في الأقطار العربية.

    إن دفع الصين التعاون الدولي في القدرة الإنتاجية يتوافق مع المتطلبات الواقعية للكثير من الدول العربية في دفع عملية التصنيع الجديد. وإن بناء خطوط الإنتاج أو إنشاء المجمعات الصناعية من خلال التعاون الدولي في القدرة الإنتاجية بهدف تجهيز الموارد بشكل عميق وتمديد السلسلة الصناعية وسلسلة القيمة ودفع تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم والصناعات ذات الصلة، يفيد الدول النامية الساعية إلى دفع التصنيع بشكل حثيث، هكذا أوضح السفير السابق وو سي كه.

  • الصّين اليُنبوع الأول للأعمال

    الصّين اليُنبوع الأول للأعمال

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مروان سوداح*:
    مُبادرة “الحزام والطريق” التي تقدم بها فخامة الرئيس شي جين بينغ تحوز على إهتمامٍ غير مَسبوق في العالم وفي الإجتماعات القيادية والتشريعية الحالية التي تعقدها المؤسسات العَليّة في بيجين.
    وفي الأهمية “المِفصلية”  لـ”مُبادرة الحزام والطريق” – التي تعود للعام 2013 عندما أعلن عنها فخامة الرئيس شي جين بينغ -، أنها تشغل حَيّزاً هو الأكبر في أعمال الصين حكومة وشعباً، لكون هذه المُبادرة عالمية القسمات والأبعاد والقواعد، وكذلك هو الأمر لعائداتها الإقتصادية والمالية والسياسية، والأهم أنها تعمل على هدف ترسيخ السلام العالمي بين الأمم والدول على أسـس إقتصادية كما لم يَسبق مِن قَبل فَي التاريخ الإنساني.
    والأهمية الاخرى للمُبادرة، أنها تُعيد إنتاج طريق الحرير الصيني القديم بزخم أضخم وبهمّة أعظم، ذلك أن قُدرات الدولة الصينية تضاعفت مئات المرات عن تلك القُدرات التي تمتعت بها الصين قبل نحو ألفي سنة، حين كانت منشغلة بالحروب الدفاعية للحفاظ على كيانها وترابطه، وتأكيد مكانتها الجيوسياسية التي تميّز العرب باحترامها، فمد جسورهم الكثيرة نحو الصين، الى حد الهجرة إليها واستيطانها والتقرّب من ملوكها، فالمشاركة في بنائها وصونها.
    الصين اليوم دولة جبّارة بحق في كل المناحي والحقول، ومنها الاقتصادية والعسكرية، وقدرات السيادة والتطوير والتحديث وتحفيز المجتمع لإنجاز نقلات وقفزات كبيرة ونوعية في سياق التقدم الإجتماعي والاقتصادي والفكري، فتفعيل الآليات المُوصلة إلى المجتمع الرّغيد والناضج بألوان إشتراكية صينية خاصة بالدولة والخَيار السياسي – التاريخي للشعب الصيني، إنسجاماً مع تطلعات ومسيرة الشعب الصيني، لاسيّما منذ لحظة الاستقلال والانعتاق والتحرّر من هيمنة القوى الغربية ومن الاستعمار الإقتلاعي والإحلالي والاستيطاني الياباني على الأخص.
    وفي نجاحات المُبادرة الشهيرة، أن الصين حققت توظيف نحو (50) مليار دولار كاستثمارات في الدول الواقعة على طول خط “الحزام والطريق”، وتوفير فرص عمل مُتجددة للمواطنين الصينيين ومواطني الدول المشاركة بالمُبادرة، وبلغ عدد تلك الدول (100) دولة، بالإضافة الى عشرات المنظمات والمؤسسات الدولية التي وقّعت وثائق تعاون وتفاهم مع الصين، وصل عددها إلى (50) وثيقة.
    كما نجحت الصين في تعزيز هذه المُبادرة التاريخية من خلال الحفاظ على روح الترابط والتفاهم الإقليمي للشعوب المشاركة بها، وتعزيز مناخات تفاهمها وسلامها، وتؤدي بالصين في هذه الأجواء الى توسيع مشاريعها الضخمة مع الدول المشاركة في (الحزام والطريق) كالملاحة والطاقة والسكك الحديدية، الطُرق ووسائل الاتصالات وغيرها.
    وفي الإحصاءات والمعلومات والحقائق المتوافرة للنجاحات المُتحقّقة لمُبادرة الحزام والطريق، التالي:
    1/ الشركات الصينية قدّمت مساهمات ومساعدات ملموسة في بناء (56) منطقة تعاون إقتصادي وتجاري في (20) دولة على طول المُبادرة الصينية، وحقّق ذلك عائدات ضريبية بلغت أكثر مليار دولار إمريكي؛
    2/ تحقيق أكثر من (160) ألف فرصة عمل أولية؛
    3/ تعزيز التبادلات الثقافية والإعلامية والانسانية والسياحية الصينية مع الدول الاخرى، ليعود ذلك بالنفع على البلدان “المُشاطئة” لسبيل المُبادرة؛
    4/ أفضى نجاح المُبادرة الى الشروع بتأسيس (شبكة تجارة وبُنية أساسية) تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، تشترط تجذّرها على طرق التجارة القديم، بُغية الحِفاظ على زخم الاندفاعة التاريخية للمُبادرة الجديد لتشمل بفوائدها العالم أجمع.
    5/ تحوّلت المُبادرة الى يَنبوع عالمي هو الأول من نوعه للبشرية جَمعاء للأعمال والاستثمارات الأضخم.
    * كاتب أردني ورئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء  الصين.

  • السفير الصيني لـ«الجمهورية»: عقبتان أمام استراتيجية الحزام والطريق.. تفشّي الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة

    السفير الصيني لـ«الجمهورية»: عقبتان أمام استراتيجية الحزام والطريق.. تفشّي الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة

    wang-kejian

     

    صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
    مي الصايغ:

    بكَياسة وديبلوماسية هادئة، يُقارب السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان العلاقات الثنائية بين بكين وبيروت والفراغ الرئاسي في لبنان، حيث تسلّم مهامَّه منذ شهرين، وانخراطَ بلاده أكثر في عواصف منطقة الشرق الأوسط، وعدم بقائها على الهامش، ورغبتها في إعادة إعمار سوريا وتحقيق الاستقرار بهدف تعبيد السُبل لبناء حزام اقتصادي لطريق الحرير، وليس سعياً إلى الهيمنة وحجز موقع لها على خريطة نفوذ القوى الجديدة.يُحاول السفير الصيني الجديد منذ وصوله إلى لبنان أن يفهم حقيقة ما يجري في بلد الأرز، حيث «يتفاءل» البعض بأنّ الاستحقاق الرئاسي بات بحكم المنجَز، فيما يتخوّف قسم آخر من أنّ «الطريق إلى حلّ الفراغ الرئاسي لا يزال طويلاً».

    ويقول كيجيان في مقابلة خاصة مع «الجمهورية» في مقرّ السفارة في بيروت: «الإنتخابات الرئاسية شأن داخلي، نحن نحترم أيّ خيار يتّفق عليه اللبنانيون، وندعم الحوار والتشاور بين الأطراف السياسية للخروج بنتيجة في أسرع وقت. فليس لدينا مرشّح نُفضلّه على الآخر. قبل يومين زرت النائب ميشال عون، وهو صديق للصين، ونحن لدينا علاقات طيبة مع كل القيادات اللبنانية».

    ويدعو السفير الصيني الأطراف الخارجية الى احترام سيادة واستقلال لبنان، الذي يحتفل في 9 تشرين الثاني المقبل بالذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الديبلوماسية مع الصين، مُبدياً استعداد بلاده للعب دور مساعد في أيّ تسوية.

    التعاون الثنائي

    ذكرى، ينطلق منها كيجيان، ليُدلّلَ على عمق العلاقات الثنائية بين بيروت وبكين، في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية كافة. ففي عام 2015، توصّلت قيادتا البلدين الى رؤية مشتركة واسعة في شأن تعزيز التعاون بين البلدين، على أن يزور لبنان وفد الصداقة الصيني في تشرين الثاني المقبل.

    عسكرياً، تلتزم الصين بدعم الجيش اللبناني. فخلال الفترة ما بين عامي 2013 و2015 قدّمت الصين للجيش معدّات لوجستية وميدانية قيمتها 45 مليون يوان صيني، وهي ستقدّم مساعدات عينية ومعدّات له بنحو 30 مليون يوان صيني في العام الجاري، فضلاً عن مشاركتها في عمليات حفظِ السلام لـ»اليونيفيل»، حيث يؤدّي 410 ضبّاط وجنود صينيين مهامّهم ضمن هذه القوّة منذ عام 2006.

    ثقافياً، عرَضت فرقة كركلّا اللبنانية مسرحية «ألف ليلة وليلة» في بكين أثناء عيد الربيع الصيني للعام الجاري، فيما عرضت مسرحية «طريق الحرير» لمجموعة من الفنانين من مختلف الدول بما فيها الصين خلال مهرجان بعلبك الدولي تموز الماضي.

    وقد أُضيفت مادة اللغة الصينية إلى مواد الجامعة الاميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة الأميركية للتكنولوجيا، وفتحت الجامعة اللبنانية اختصاص اللغة الصينية رسمياً.

    وفي الشقّ الإنساني، لم تغفل الصين مساعدة النازحين السوريين بشكل مباشر، إذ قدّمت للبنان 45 مليون يوان صيني من المساعدات العينية من دون مقابل، ومنحة قدرُها مليونا دولار.

    استراتيجية «الحزام والطريق»

    وبحكمِ المزايا الخاصة التي يتمتّع لبنان بها في قطاعات التجارة والمصارف والإعلام بالإضافة الى دور الجاليات اللبنانية في الخارج، وموقعه في منطقة التلاقي لـ»الحزام والطريق»، سيشكّل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية التي طرَحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وهي عبارة عن مبادرتين للبناء المشترك، الأولى «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، والثانية «طريق الحرير البحري للقرن الـ 21» (يشار إليهما اختصاراً بمبادرة «الحزام والطريق»)، واللتين تشملان مشروعات تنموية جنباً إلى جنب مع التجارة، وسيبقى لبنان كما كان شريكاً للتعاون على طريق الحرير وسيلعب دوراً مهمّاً في بناء «الحزام والطريق».

    ولكن يبقى هناك عقبتان أمام استراتيجية «الحزام والطريق»، وهما تفشّي الإرهاب في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار في المنطقة، ما سيؤثّر سلباً على مشاريع الحزام الاقتصادي، وفق ما يؤكّد السفير الصيني.

    ويقول: «الإرهاب آفة دولية وورَم خبيث، والصين متضرّرة من الإرهاب، ونخشى عودة المقاتلين الصينيين الأويغور في سوريا الذين يقاتلون مع «جبهة النصرة»، وتنظيم «داعش». فعودتهم ستُهدّد إقامة حزام اقتصادي لطرق الحرير من الصين الى أوروبا عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط، لهذا السبب ندعم روسيا في عملياتها ضد الإرهابيين».

    ويَعتبر السفير الصيني أنّه من الخطأ التعامل بازدواجية مع التنظيمات الإرهابية. ويقول: «لا يمكن قتال «داعش»، واعتبارُها أمراً سيئاً في الموصل وغضّ الطرف عنها في الرقة، وروسيا تكافح الإرهاب في سوريا».

    ويَرفض السفير الصيني الذي يُتقن اللغة العربية بعدما حصَل على منحةٍ لدراستها في الأردن بين عامي 1985 و1989، أن يكون انخراط بلاده في الشرق الأوسط بشكل أكبر سعياً إلى الهيمنة وحجز مناطق نفوذ لها على خريطة المنطقة الجديدة.

    ويذكّر كيجيان بأنّ الصين لم تكن في الماضي على الحياد في الشرق الأوسط. ويقول: «كنّا ندافع عن الحق والمبادئ، وفي طليعتها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعم إنشاء دولة مستقلة لهم، وكنّا نشارك في دفع عملية السلام بين إسرائيل والدول العربية، وبحكم كونِنا دولةً عضواً في مجلس الأمن، نلعب دوراً فاعلاً في الامم المتحدة وفي الاتصالات الثنائية والإقليمية».

    أمّا نشاط الصين السياسي المتصاعد وتعيينُها مبعوثاً خاصّاً لها إلى الشرق الاوسط، ومبعوثاً للملف السوري وآخر للملف الإفريقي، فيعبّر عن اهتمام الصين بشكل أكبر في الشؤون الشرق أوسطية.

    ويقول كيجيان: «كانت القضية الفلسطينية جوهرَ مشكلة الشرق الأوسط، وفي الوقت الراهن ظهرَت ملفات وبؤر كثيرة تؤثّر على استقرار الشرق الأوسط وأمنِه، وانطلاقاً من كون الصين عضواً في مجلس الأمن، وعليها مسؤولية حفظ السلام والاستقرار في العالم، عيّنَت مبعوثين لهذه الملفات، ونحاول من خلال هذه الآليات أن نقوم بدور أكثر فعالية، والمساهمة في دعم الحوار بين الاطراف المعنية وإيجاد الحلول السياسية».

    «نتصرّف بمسؤولية في مجلس الأمن»

    وفي الملف السوري على وجه التحديد، مارسَت الصين «مسؤوليتها لجهة صيانة مبادئ وقواعد ميثاق الأمم المتحدة، وأبرزُها عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول»، حسبما يؤكّد كيجيان. ويقول: «لردع محاولات التدخّل، استخدَمت الصين الفيتو أربع مرّات في مجلس الامن، وهذه سابقة في تاريخ نشاطها في الأمم المتحدة.

    كان الفيتو تأييداً لدولة روسيا الصديقة للحدّ من محاولات التدخّل لأطراف أخرى. نحاول دعمَ الحوار السوري – السوري، ودعمَ المفاوضات السياسية بين الاطراف المعنية من الحكومة والمعارضة للوصول الى حلّ سياسي».

    أمّا أسباب عدم استخدام الصين «الفيتو» للمرّة الخامسة في جلسة مجلس الامن بشأن حلب فله مسوّغات. ويذكّر السفير الصيني أنّه كان أمام مجلس الامن مشروعا قرار؛ فرنسي وآخَر روسي. ويقول: «خلال التصويت على مشروع القرار الفرنسي لم نستخدم حقّ النقض الفيتو، لأننا متّفقون مع نقاط في مضمون القرار لجهة وقفِ العنف في حلب وضرورة إيصال المساعدات الانسانية.

    لا يمكن رفض مشروع القرار الفرنسي، لكنّ عيبَه الوحيد أنّه كان ينقصه أن يتضمّن مبدأ احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا. لهذا السبب امتنعنا عن التصويت».

    في المقابل، تضمّنَ مشروع القرار الروسي «جوانب وقفِ العنف والمفاوضات السياسية وإيصال المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب، لذا صوَّتنا لمصلحته لأنّ الصين متفقة مع روسيا في هذه الجوانب»، يوضح السفير الصيني.

    ويؤكّد كيجيان أنّ الهدف من تواصلِ الصين مع الحكومة السورية والمعارضة السياسية بصرفِ النظر إذا كانت من الداخل أو الخارج، هو التفاوض وإيجاد حلول، سواء وفقَ اتّفاق جنيف أو فيينا، وأن يكون هناك عملية سياسية بقيادة سوريّة، وأن لا يكون هناك حلول جاهزة مفروضة على السوريين من الخارج.

    ويقول: «نحن في اتصالات دائمة مع المعارضة السياسية السورية، ولكن ليس لدينا علاقة مع المعارضين المسلحين. متمسّكون بسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، والفيتو الصيني هو من أجل منعِ أيّ تدخّلات أو تقسيم سوريا».

    ويَنفي وجود معلومات لبلاده عن مصير عبد العزيز الخيّر ورجاء الناصر، القياديَين في هيئة التنسيق السورية المعارضة، اللذين اختفَيا بعد عودتهما من الصين. ويقول: «لقد اختفَيا في المطار، وقد تواصَلنا مع الحكومة السورية التي نفَت وجود أيّ معلومة لديها بخصوصهما».

    أمّا الحديث عن إمكان نشر الصين في قوات حفظ سلام تحت راية الأمم المتحدة في سوريا مستقبلاً، فلم يُطرح حتى الآن، حسبما يؤكّد كيجيان، مشيراً إلى ضرورة توافر 3 شروط مسبَقة، وهي موافقة الدولة السورية وعدم استخدام القوة العسكرية إلّا في حالة الدفاع عن النفس ومبدأ الحيادية، في حال دعا قرار لمجلس الأمن إلى أمر مماثل. ويذكّر بأنّه عام 2012 كان هناك اتّفاق على إيفاد مراقبين دوليين لوقف القتال في سوريا، وقد شاركت الصين في ذلك.

    إعادة إعمار سوريا

    ولا ينكر كيجيان طموحَ بلاده في إعادة إعمار سوريا، التي تعرّضَت إلى «تدمير مؤلم». ويقول: «نأمل في حلّ سياسي في أقرب وقت لتنطلق بعدها عملية إعادة الإعمار حتى يستعيد الشعب السوري حياته الطبيعية وبلده الجميل. سوريا تحتاج الى مساعدة المجتمع الدولي، ونحن مستعدّون للمساعدة في إعادة إعمار سوريا».

    ويَختم السفير الصيني قائلاً: «لا نطمح إلى ملء الفراغ، نَعتبر الشرق الأوسط منطقةً مهمّة من الناحية الجيوسياسية، وفي مجال الطاقة وفي المعادلة الصينية لبناء حزام اقتصادي لطريق الحرير، وعلاقاتنا جيّدة مع سائر دول الشرق الأوسط، وما نسعى إليه أن تنعم هذه المنطقة بالاستقرار والأمن. وهذا في مصلحتنا».

  • انطلاق معرض طريق الحرير الثقافي الدولي

    انطلاق معرض طريق الحرير الثقافي الدولي

    silkroad-fair2

    شبكة الصين:
    بدأ العرض المسبق للدورة الأولى من معرض طريق الحرير الثقافي الدولي أمس الأول الاثنين في مدينة دونهوانغ بمقاطعة قانسو بشمال غرب الصين. ويشمل المعرض الآثار الثقافية وحماية التراث الثقافي غير المادي والتصميم الإبداعي وغيرها من المجالات على مساحة تبلغ 36 ألف متر مربع. وسيفتتح المعرض رسميا في 20 سبتمبر الجاري ويستمر إلى 10 أكتوبر المقبل.