الوسم: طريق الحرير

  • السفير الصيني لـ«الجمهورية»: عقبتان أمام استراتيجية الحزام والطريق.. تفشّي الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة

    السفير الصيني لـ«الجمهورية»: عقبتان أمام استراتيجية الحزام والطريق.. تفشّي الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة

    wang-kejian

     

    صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
    مي الصايغ:

    بكَياسة وديبلوماسية هادئة، يُقارب السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان العلاقات الثنائية بين بكين وبيروت والفراغ الرئاسي في لبنان، حيث تسلّم مهامَّه منذ شهرين، وانخراطَ بلاده أكثر في عواصف منطقة الشرق الأوسط، وعدم بقائها على الهامش، ورغبتها في إعادة إعمار سوريا وتحقيق الاستقرار بهدف تعبيد السُبل لبناء حزام اقتصادي لطريق الحرير، وليس سعياً إلى الهيمنة وحجز موقع لها على خريطة نفوذ القوى الجديدة.يُحاول السفير الصيني الجديد منذ وصوله إلى لبنان أن يفهم حقيقة ما يجري في بلد الأرز، حيث «يتفاءل» البعض بأنّ الاستحقاق الرئاسي بات بحكم المنجَز، فيما يتخوّف قسم آخر من أنّ «الطريق إلى حلّ الفراغ الرئاسي لا يزال طويلاً».

    ويقول كيجيان في مقابلة خاصة مع «الجمهورية» في مقرّ السفارة في بيروت: «الإنتخابات الرئاسية شأن داخلي، نحن نحترم أيّ خيار يتّفق عليه اللبنانيون، وندعم الحوار والتشاور بين الأطراف السياسية للخروج بنتيجة في أسرع وقت. فليس لدينا مرشّح نُفضلّه على الآخر. قبل يومين زرت النائب ميشال عون، وهو صديق للصين، ونحن لدينا علاقات طيبة مع كل القيادات اللبنانية».

    ويدعو السفير الصيني الأطراف الخارجية الى احترام سيادة واستقلال لبنان، الذي يحتفل في 9 تشرين الثاني المقبل بالذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الديبلوماسية مع الصين، مُبدياً استعداد بلاده للعب دور مساعد في أيّ تسوية.

    التعاون الثنائي

    ذكرى، ينطلق منها كيجيان، ليُدلّلَ على عمق العلاقات الثنائية بين بيروت وبكين، في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية كافة. ففي عام 2015، توصّلت قيادتا البلدين الى رؤية مشتركة واسعة في شأن تعزيز التعاون بين البلدين، على أن يزور لبنان وفد الصداقة الصيني في تشرين الثاني المقبل.

    عسكرياً، تلتزم الصين بدعم الجيش اللبناني. فخلال الفترة ما بين عامي 2013 و2015 قدّمت الصين للجيش معدّات لوجستية وميدانية قيمتها 45 مليون يوان صيني، وهي ستقدّم مساعدات عينية ومعدّات له بنحو 30 مليون يوان صيني في العام الجاري، فضلاً عن مشاركتها في عمليات حفظِ السلام لـ»اليونيفيل»، حيث يؤدّي 410 ضبّاط وجنود صينيين مهامّهم ضمن هذه القوّة منذ عام 2006.

    ثقافياً، عرَضت فرقة كركلّا اللبنانية مسرحية «ألف ليلة وليلة» في بكين أثناء عيد الربيع الصيني للعام الجاري، فيما عرضت مسرحية «طريق الحرير» لمجموعة من الفنانين من مختلف الدول بما فيها الصين خلال مهرجان بعلبك الدولي تموز الماضي.

    وقد أُضيفت مادة اللغة الصينية إلى مواد الجامعة الاميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة الأميركية للتكنولوجيا، وفتحت الجامعة اللبنانية اختصاص اللغة الصينية رسمياً.

    وفي الشقّ الإنساني، لم تغفل الصين مساعدة النازحين السوريين بشكل مباشر، إذ قدّمت للبنان 45 مليون يوان صيني من المساعدات العينية من دون مقابل، ومنحة قدرُها مليونا دولار.

    استراتيجية «الحزام والطريق»

    وبحكمِ المزايا الخاصة التي يتمتّع لبنان بها في قطاعات التجارة والمصارف والإعلام بالإضافة الى دور الجاليات اللبنانية في الخارج، وموقعه في منطقة التلاقي لـ»الحزام والطريق»، سيشكّل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية التي طرَحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وهي عبارة عن مبادرتين للبناء المشترك، الأولى «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، والثانية «طريق الحرير البحري للقرن الـ 21» (يشار إليهما اختصاراً بمبادرة «الحزام والطريق»)، واللتين تشملان مشروعات تنموية جنباً إلى جنب مع التجارة، وسيبقى لبنان كما كان شريكاً للتعاون على طريق الحرير وسيلعب دوراً مهمّاً في بناء «الحزام والطريق».

    ولكن يبقى هناك عقبتان أمام استراتيجية «الحزام والطريق»، وهما تفشّي الإرهاب في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار في المنطقة، ما سيؤثّر سلباً على مشاريع الحزام الاقتصادي، وفق ما يؤكّد السفير الصيني.

    ويقول: «الإرهاب آفة دولية وورَم خبيث، والصين متضرّرة من الإرهاب، ونخشى عودة المقاتلين الصينيين الأويغور في سوريا الذين يقاتلون مع «جبهة النصرة»، وتنظيم «داعش». فعودتهم ستُهدّد إقامة حزام اقتصادي لطرق الحرير من الصين الى أوروبا عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط، لهذا السبب ندعم روسيا في عملياتها ضد الإرهابيين».

    ويَعتبر السفير الصيني أنّه من الخطأ التعامل بازدواجية مع التنظيمات الإرهابية. ويقول: «لا يمكن قتال «داعش»، واعتبارُها أمراً سيئاً في الموصل وغضّ الطرف عنها في الرقة، وروسيا تكافح الإرهاب في سوريا».

    ويَرفض السفير الصيني الذي يُتقن اللغة العربية بعدما حصَل على منحةٍ لدراستها في الأردن بين عامي 1985 و1989، أن يكون انخراط بلاده في الشرق الأوسط بشكل أكبر سعياً إلى الهيمنة وحجز مناطق نفوذ لها على خريطة المنطقة الجديدة.

    ويذكّر كيجيان بأنّ الصين لم تكن في الماضي على الحياد في الشرق الأوسط. ويقول: «كنّا ندافع عن الحق والمبادئ، وفي طليعتها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعم إنشاء دولة مستقلة لهم، وكنّا نشارك في دفع عملية السلام بين إسرائيل والدول العربية، وبحكم كونِنا دولةً عضواً في مجلس الأمن، نلعب دوراً فاعلاً في الامم المتحدة وفي الاتصالات الثنائية والإقليمية».

    أمّا نشاط الصين السياسي المتصاعد وتعيينُها مبعوثاً خاصّاً لها إلى الشرق الاوسط، ومبعوثاً للملف السوري وآخر للملف الإفريقي، فيعبّر عن اهتمام الصين بشكل أكبر في الشؤون الشرق أوسطية.

    ويقول كيجيان: «كانت القضية الفلسطينية جوهرَ مشكلة الشرق الأوسط، وفي الوقت الراهن ظهرَت ملفات وبؤر كثيرة تؤثّر على استقرار الشرق الأوسط وأمنِه، وانطلاقاً من كون الصين عضواً في مجلس الأمن، وعليها مسؤولية حفظ السلام والاستقرار في العالم، عيّنَت مبعوثين لهذه الملفات، ونحاول من خلال هذه الآليات أن نقوم بدور أكثر فعالية، والمساهمة في دعم الحوار بين الاطراف المعنية وإيجاد الحلول السياسية».

    «نتصرّف بمسؤولية في مجلس الأمن»

    وفي الملف السوري على وجه التحديد، مارسَت الصين «مسؤوليتها لجهة صيانة مبادئ وقواعد ميثاق الأمم المتحدة، وأبرزُها عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول»، حسبما يؤكّد كيجيان. ويقول: «لردع محاولات التدخّل، استخدَمت الصين الفيتو أربع مرّات في مجلس الامن، وهذه سابقة في تاريخ نشاطها في الأمم المتحدة.

    كان الفيتو تأييداً لدولة روسيا الصديقة للحدّ من محاولات التدخّل لأطراف أخرى. نحاول دعمَ الحوار السوري – السوري، ودعمَ المفاوضات السياسية بين الاطراف المعنية من الحكومة والمعارضة للوصول الى حلّ سياسي».

    أمّا أسباب عدم استخدام الصين «الفيتو» للمرّة الخامسة في جلسة مجلس الامن بشأن حلب فله مسوّغات. ويذكّر السفير الصيني أنّه كان أمام مجلس الامن مشروعا قرار؛ فرنسي وآخَر روسي. ويقول: «خلال التصويت على مشروع القرار الفرنسي لم نستخدم حقّ النقض الفيتو، لأننا متّفقون مع نقاط في مضمون القرار لجهة وقفِ العنف في حلب وضرورة إيصال المساعدات الانسانية.

    لا يمكن رفض مشروع القرار الفرنسي، لكنّ عيبَه الوحيد أنّه كان ينقصه أن يتضمّن مبدأ احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا. لهذا السبب امتنعنا عن التصويت».

    في المقابل، تضمّنَ مشروع القرار الروسي «جوانب وقفِ العنف والمفاوضات السياسية وإيصال المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب، لذا صوَّتنا لمصلحته لأنّ الصين متفقة مع روسيا في هذه الجوانب»، يوضح السفير الصيني.

    ويؤكّد كيجيان أنّ الهدف من تواصلِ الصين مع الحكومة السورية والمعارضة السياسية بصرفِ النظر إذا كانت من الداخل أو الخارج، هو التفاوض وإيجاد حلول، سواء وفقَ اتّفاق جنيف أو فيينا، وأن يكون هناك عملية سياسية بقيادة سوريّة، وأن لا يكون هناك حلول جاهزة مفروضة على السوريين من الخارج.

    ويقول: «نحن في اتصالات دائمة مع المعارضة السياسية السورية، ولكن ليس لدينا علاقة مع المعارضين المسلحين. متمسّكون بسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، والفيتو الصيني هو من أجل منعِ أيّ تدخّلات أو تقسيم سوريا».

    ويَنفي وجود معلومات لبلاده عن مصير عبد العزيز الخيّر ورجاء الناصر، القياديَين في هيئة التنسيق السورية المعارضة، اللذين اختفَيا بعد عودتهما من الصين. ويقول: «لقد اختفَيا في المطار، وقد تواصَلنا مع الحكومة السورية التي نفَت وجود أيّ معلومة لديها بخصوصهما».

    أمّا الحديث عن إمكان نشر الصين في قوات حفظ سلام تحت راية الأمم المتحدة في سوريا مستقبلاً، فلم يُطرح حتى الآن، حسبما يؤكّد كيجيان، مشيراً إلى ضرورة توافر 3 شروط مسبَقة، وهي موافقة الدولة السورية وعدم استخدام القوة العسكرية إلّا في حالة الدفاع عن النفس ومبدأ الحيادية، في حال دعا قرار لمجلس الأمن إلى أمر مماثل. ويذكّر بأنّه عام 2012 كان هناك اتّفاق على إيفاد مراقبين دوليين لوقف القتال في سوريا، وقد شاركت الصين في ذلك.

    إعادة إعمار سوريا

    ولا ينكر كيجيان طموحَ بلاده في إعادة إعمار سوريا، التي تعرّضَت إلى «تدمير مؤلم». ويقول: «نأمل في حلّ سياسي في أقرب وقت لتنطلق بعدها عملية إعادة الإعمار حتى يستعيد الشعب السوري حياته الطبيعية وبلده الجميل. سوريا تحتاج الى مساعدة المجتمع الدولي، ونحن مستعدّون للمساعدة في إعادة إعمار سوريا».

    ويَختم السفير الصيني قائلاً: «لا نطمح إلى ملء الفراغ، نَعتبر الشرق الأوسط منطقةً مهمّة من الناحية الجيوسياسية، وفي مجال الطاقة وفي المعادلة الصينية لبناء حزام اقتصادي لطريق الحرير، وعلاقاتنا جيّدة مع سائر دول الشرق الأوسط، وما نسعى إليه أن تنعم هذه المنطقة بالاستقرار والأمن. وهذا في مصلحتنا».

  • تعليق: مبادرة ” الحزام والطريق” تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في التنمية العالمية

    تعليق: مبادرة ” الحزام والطريق” تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في التنمية العالمية

    wang-yi-chi

    صحيفة الشعب الصينية ـ
    بقلم/ وانغ يي تشي، باحث في معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية في جامعة الشعب الصينية:
    عقد في مدينة شيآن شمال غربي الصين الندوة الدولية حول مبادرة “الحزام والطريق” يوم 26 سبتمبر الجاري، وقال اونونايجو مدير مركز الدراسات الصينية في نيجيريا في الكلمة التي القاها خلال الندوة:” “الحزام والطريق” أصبح معلما للتنمية البشرية المتنوعة، لذلك سيحدث هزة كبيرة في العالم.” كما اقتبس محتويات كتاب صاحب المقال ” مبادرة ” الحزام والطريق” : ماذا يقدم صعود الصين للعالم”، وقال إن ” الحزام والطريق ” تجاوز الاستعمار والامبريالية والهيمنة في العصر الحديث ، وخلق نموذجا جديدا للتعاون الدولي.
    تتماشى مبادرة ” الحزام والطريق ” مع متطلبات عصر السلام والتنمية في العالم، وتماشيا مع التطلعات المشتركة للتنمية العالمية ، ويصالح دفع التنمية والسلام في العالم. وبات الصديق في نيجيريا يشعر بذلك باستمرار. وتنجز مبادرة ” الحزام والطريق ” ثلاث اهداف: حيث يغيرالتحام وترابط الحكمة والإعلام والأنشطة مظهر العالم تدريجيا.
    دخلت مبادرة “الحزام والطريق ” بعد ثلاث سنوات من طرحها مرحلة التجذر والتطوير الدائم. وقدم ليو وي رئيس جامعة الشعب الصينية في كلمة افتتاح القاها خلال الندوة شرحا حول تقرير نتائج مبادرة ” الحزام والطريق” الذي قدمه معهد تشونغ يانغ لمجلس الشعب بمناسبة مرور ثلاث سنوات على طرح المبادرة، ونال اهتماما واسع النطاق. ويشير التقرير الى أن مبادرة ” الحزام والطريق” انتقلت من مرحلة التشكيل الى مرحلة فرز الانجازات، حيث انضم نحو ربع دول العالم الى مبادرة ” الحزام والطريق”، وباتت المشاريع المختلفة ومناطق التنمية الاقتصادية واتفاقيات التجارة الحرة مثل النار في الهشيم.
    لماذا حققت مبادرة ” الحزام والطريق” خلال السنوات الثلاث الماضية انجازات أكثر مما كان متوقعا؟ يعود السبب الى أنها تعيد ترميم آثار العيوب التي خلفها التاريخ في العالم. وبعبارة أخرى، يمكن لـ ” الحزام والطريق” أن يحل مشاكل السلام والتنمية التي خلفتها العصور الحديثة، والتي لا يمكن ولا يرغب النموذج الغربي في حلها.
    قال أزولاي٬ المستشار الثقافي لملك المغرب خلال افتتاح معرض طريق الحرير الثقافي الدولي المنعقد في مركز دونهوانغ للمعارض الدولية، لماذا لا يمكن أن نفعل اليوم ما حققه اجدادنا من الانسجام الديني والحضاري لآلاف السنين؟ هل العالم في تقدم أم في تراجع؟
    يقول المثلان الصينيان: “الفقر يولد اللصوص”، “الفقر لا يقلق، الذي يقلق عدم المساواة”. ويعود سبب الفوضى التي يشهدها العالم اليوم الى الفقر وعدم المساواة. والمشكلة الرئيسية في البلدان النامية هو الفقر والمشكلة الرئيسية في البلدان المتقدمة الفجوة بين الاغنياء والفقراء.
    كيف يمكن أن تساهم مبادرة ” الحزام والطريق” في القضاء على آفة الفقر؟ هناك قول في الصين “إصلح الطريق اذا أردت أن تصبح غنيا، وإصلح الطريق السريع اذا أردت ان تسرع في أن تصبح غنيا”. وما فعلت مبادرة ” الحزام والطريق” هو من خلال بناء البنية التحتية، لتعويض عينة التنمية الاقتصادية. ولذلك، فإن غالبية البلدان النامية اتفقت كثيرا مع مفهوم مبادرة ” الحزام والطريق”، وتتبادر لجذب الاستثمارات الصينية في البنية التحتية بنشاط.
    كيف يمكن أن تساهم مبادرة ” الحزام والطريق” في القضاء على مشكلة الفجوة بين الاثرياء والفقراء؟ يقول المثل: “الانسداد يسبب الألم ، ولن يزول الألم الا بفك العقدة”. وتربط مبادرة ” الحزام والطريق” بين الشرق والغرب بحرا وبرا، شمالا وجنوبا، لمحو الفجوة بين تنمية الأراضي الداخلية والساحلية، وبين الشمال والجنوب، لذلك تلقى ترحيبا من قبل بلدان المناطق والدول الداخلية.
    وخلاصة القول، مبادرة ” الحزام والطريق” ليست لتحدي النظام الدولي القائم، على العكس من ذلك، تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في العالم:ـ
    أولا، ترميم ما تركته العقيدة الاستعمارية والهيمنة الامبراطورية من عيوب، خاصة في التنمية الاقتصادية في المنطقة الافريقية. وقد طرحت الصين ” ثلاث شبكات وتصنيع واحد”( شبكة السكك الحديدية عالية السرعة وشبكة الطرقات السريعة، شبكة الطيران الإقليمية، والتصنيع)، ولقيت ترحيبا على نطاق واسع في افريقيا.
    ثانيا، ترميم عيوب الاقتصاد العالمي. ادت الازمة المالية العالمي الى خلق ركود في الاقتاص العالمي اليوم، خصوصا وأن النمو التجاري اقل دائما من معدل نمو الاقتصاد العالمي. وتقوم مبادرة ” الحزام والطريق” بترمم النقص في الاستهلاك، وتسد الفجوة بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد الافتراضي.
    ثالثا، ترميم عيوب العولمة. حيث ورثت العولمة التقليدية مشكلة الترابط غير السلسل والتواصل غير مباشر. وتربط مبادرة ” الحزام والطريق” اوروبا وآسيا وافريقي على نطاق واسع، وتشكل الاثار النظامية، وتدعو لتطوير السوق الثالث، وغيرت مفهوم الفوز بين الجانبين الى الفوز المتعدد المشترك. وهذا واضح من خلال الانجازات الكبيرة في العالم.
    وبالتالي، مبادرة ” الحزام والطريق” برنامج صيني للتنمية الشاملة، وتبين بزوغ الحكمة من الشرق. وتعمل مبادرة” الحزام والطريق” على المساهمة في برنامج إدارة العالم وفي نفس الوقت تحقيق النمو والتنمية والتوازن لاعادة ترميم آثار العيوب والنواقص في تنمية العالم وهذا هو سر نجاح مبادرة “الحزام والطريق”.

  • الرئيس الصيني يهنئ المعرض الثقافي الدولي الأول لطريق الحرير

    الرئيس الصيني يهنئ المعرض الثقافي الدولي الأول لطريق الحرير

    أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة تهنئة للدورة الأولى من المعرض الثقافي الدولي لطريق الحرير, والتي بدأت أعمالها الثلاثاء في مدينة دونهوانغ شمال غربي الصين.

    نيابة عن الرئيس نفسه، والحكومة والشعب الصيني، هنأ الرئيس شي المعرض يوم افتتاحه وقدم ترحيبا حارا بالحضور.

    وأشاد شي بـ” حضارة دونهوانغ اللامعة “، قائلا : “إن المدينة المضيفة كانت محورا رئيسيا لطريق الحرير، حيث تقابلت وتبادلت حضارات مختلفة”.

    إضافة إلى ذلك ، لاحظ شي أن الطريق التجاري القديم جسر مهم قد سهل التبادلات الودية بين الشرق والغرب قبل أكثر من 2000 سنة ، وقال إن المعرض الثقافي الدولي لطريق الحرير سيقدم منصة مهمة للتعاون والاتصال بين الدول على طول الطريق .

    وأشاد شي بالتعايش، والتعلم المتبادل، والتعاون والمشاركة في مجالات ثقافية .

    وذكر أن الجهود لتعزيز التبادلات الثقافية والتقدم المشترك مهمة لحفز المجتمع قدما .

    ودعا إلى مزيد من التبادلات الثقافية، وتعزيز المساواة الثقافية، وحماية الآثار الثقافية والإبداع الثقافي، وإدخال تحسينات على التعاون الثقافي “للسماح للمزيد من الأشخاص للاستفادة من الثقافة الغنية والنابضة بالحياة التي أنشأتها البشرية، ليجعلوا العالم مكانا أفضل”.

  • انطلاق معرض طريق الحرير الثقافي الدولي

    انطلاق معرض طريق الحرير الثقافي الدولي

    silkroad-fair2

    شبكة الصين:
    بدأ العرض المسبق للدورة الأولى من معرض طريق الحرير الثقافي الدولي أمس الأول الاثنين في مدينة دونهوانغ بمقاطعة قانسو بشمال غرب الصين. ويشمل المعرض الآثار الثقافية وحماية التراث الثقافي غير المادي والتصميم الإبداعي وغيرها من المجالات على مساحة تبلغ 36 ألف متر مربع. وسيفتتح المعرض رسميا في 20 سبتمبر الجاري ويستمر إلى 10 أكتوبر المقبل.

  • مقابلة: خبيران: مبادرة “الحزام والطريق” تسهل التعاون متكافئ الكسب بين إيران والصين

    مقابلة: خبيران: مبادرة “الحزام والطريق” تسهل التعاون متكافئ الكسب بين إيران والصين

    china-iran-belt

    إن مبادرة “الحزام والطريق” ستسهم في مواصلة دفع التعاون متكافئ الكسب بين إيران والصين، هكذا قال خبراء إيرانيون.

    فقد ذكر محمد عمادي المستشار بوزارة الزراعة الإيرانية خلال مقابلة خاصة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن المبادرة التي اقترحتها الصين يمكن أن تعزز التفاعل بين الإيرانيين والصينيين ويمكن أن تكون بمثابة نقطة تحول بكونها مشروعا متكافئ الكسب في العلاقات الثنائية.

    وصرح عمادي بأن مبادرة “الحزام والطريق” تعد “نموذجا جديدا ونقطة تحول في العلاقات بين إيران والصين وبين جميع دول آسيا الوسطى”.

    وتتعلق المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، ببناء حزام اقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول طرق التجارة القديمة.

    وأفاد عمادي بأن المبادرة يمكن أن تكون مشروعا متكافئ الكسب للأطراف المعنية وتسهل التعاون الشعبي.

    وأضاف “أنها ستمنحنا فرصة جيدة للعمل مع بعضنا البعض ومعرفة الآخر، والتمتع بتنوع الثقافات واختلافها ، والتقريب بين شعوب الدول بصورة أكبر من أي وقت مضى”.

    أما الخبير محسن شريعتي نيا بجامعة الشهيد بهشتي في طهران، فقال إن المبادرة يمكن أن تكون منصة لتعزيز العلاقات بين إيران والصين.

    وأشار شريعتي نيا إلى أنه يتعين على إيران والصين فعل المزيد لكي تؤتي المبادرة ثمارها.

    ولفت إلى أنه بسبب استمرار تطبيق بعض العقوبات المالية التي يفرضها الغرب على إيران، سيكون تطوير آليات للمعاملات بين إيران من ناحية والصين والدول الأخرى المعنية في المبادرة من ناحية أخرى سيكون بمثابة فكرة جيدة.

    وقال شريعتي نيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش منتدى لـ”الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”، الذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران يوم الثلاثاء، إنه بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تنخرط القطاعات الخاصة من الدولتين في القيام بتعاون إستراتيجي ومشروعات استثماراتية، وبذلك يمكن أن تنمو العلاقات التجارية على المدى القصير إلى تفاعلات اقتصادية شاملة.

    وأشار إلى أن دور إيران في “مبادرة طريق الحرير” يجب أن يكون أكثر من مجرد صلة بين الشرق والغرب.

    وصرح شريعتي نيا بأنه “يتعين على إيران أن تلعب دورا رئيسيا بصفتها شريكا للصين، ما سيؤدي إلى تحقيق تعاون إستراتيجي”.

    ويتزامن المنتدى مع مهرجان ثقافي صيني يستمر لمدة أسبوع في العاصمة الإيرانية.

    ولدى تعليقه على المهرجان، الذي افتتح في مركز نيافاران الثقافي بطهران يوم الاثنين، قال شريعتي نيا إن مثل هذه الأنشطة الثقافية ستساعد على الفهم والتواصل بين الأمم.

    ويعرض الحدث،الذي جاء تحت عنوان “استشعر الصين في إيران لعام 2016″، سمات وخصائص منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غرب الصين، من خلال معرض للصور الفوتوغرافية وعروض موسيقي ورقص، وأنشطة ثقافية أخرى.

  • الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    mahmoud-raya-china-arabs1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    الصين باتت موجودة في العالم العربي، وهذا الوجود لم يعد محل شك، وقد لاحظنا هذا الوجود في الفيتوات التي استخدمتها الصين في مجلس الأمن عند التصويت على مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا، وفي نجاح البحرية الصينية في إجلاء الآلاف من العمال الصينيين في ليبيا، كذلك إجلاء العمال الصينيين في اليمن، فضلاً عمّا يُقال عن الوجود الصيني الكثيف في السودان وفي العراق.

    هذه المشاركة الصينية في الشؤون العربية لم تكن بهذا الشكل في السابق، ولذلك يمكن ملاحظة حصول انخراط صيني أكبر في شؤون الشرق الأوسط. وهذا الانخراط يتزايد بشكل يتناسب مع ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين.

    ولكن يبقى السؤال: هل هذا الانخراط الصيني يناسب حجم الصين كدولة؟ أم أنه ما زال دون المستوى المفترض أن يصدر عن دولة كبرى كما الصين، كما أنه ما يزال دون المستوى المأمول من الكثيرين من العرب، الذين يرون في الدور الصيني في المنطقة عنصراً يؤدي إلى حصول توازن في الحضور الدولي في الشرق الأوسط، ولا سيما أن الكثيرين من العرب يعانون من تفرّد أميركي بالساحة العربية، لا بل من هيمنة أميركية مطلقة على كل ما يهمّ العرب من القضايا، وتترافق هذه الهيمنة مع انحياز أميركي كامل لموقف إسرائيل التي لا تزال تمثّل العدو الرئيس لمعظم العرب.

    من هنا فإن انخراطاً صينياً أكبر في قضايا المنطقة، مع الحفاظ على توازن في الموقف بين العرب وإسرائيل، لا بل على ميل أكبر إلى الحق العربي في فلسطين، سيكون أمراً مشكوراً، لا بل مطلوباً بشدة في صفوف الجماهير العربية.

    ولا ينسى العرب بأي حال من الأحوال الموقف الصيني الذي وقف دائماً إلى جانب حقوق الشعب العربي في فلسطين، وثباته في تأييد القضية الفلسطينية، والمساعدات التي قدمتها القيادة الصينية للشعب الفلسطيني وقيادته على مدى العقود الماضية. وانطلاقاً من هذا الواقع يصبح التعويل العربي على استمرارية هذا الموقف الصيني من القضية الفلسطينية أمراً طبيعياً ولا يدخل في إطار المستحيل؟

    أما بالنسبة للقضايا العربية الأخرى، فإن الصين يمكن أن تلعب، لا بل ينبغي أن تلعب دوراً أكبر كوسيط وكمساعد على الوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الدول العربية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الأربعة التي تحكم السياسة الخارجية الصينية وهي: معارضة نزعة الهيمنة وحماية السلم العالمي، والدعوة إلى المساواة بين الدول سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، وضرورة الحل السلمي للنزاعات والصراعات بين الدول عبر التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى القوة أو التهديد بها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأية حجة.

    إن هذه المبادئ تشكل مظلة أمان للدول الصغيرة والمتوسطة في العالم، ومن بينها الدول العربية، ولذلك فإن اعتماد الصين لهذه المبادئ سيكون مدخلاً مهماً لمزيد من الانخراط الصيني المقبول والمرغوب به في سياسات منطقتنا.

    وهذا الوجود الصيني، وبهذا الشكل المرغوب به، يمثل خطوة أساسية على طريق نجاح مبادرة الحزام والطريق، لأنه يضع الرضية الساسية للتواصل والتفاهم والتناغم بين الصين والعالم العربي بشكل شامل، وبين الصين والدول العربية كلّ على حدة من جانب آخر.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    كيف تتفاعل قوى العالم مع مبادرة الحزام والطريق؟

    mahmoud-raya-beltandroad2

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    من الواضح أن الوضع القائم في العالم العربي له انعكاسات فعلية على التعاون القائم ـ والذي سيقوم ـ بين الصين والدول العربية. ولا شك أن أوضاعاً أفضل، وظروفاً أكثر استقراراً، سيكون لها انعكاس أفضل بكثير على هذه العلاقات، في حين أن الظروف القائمة تضع الكثير من العراقيل في طريق تطوير العلاقات العربية الصينية، سواء على صعيد المواقف السياسية المتعارضة لدى الدول العربية من الكثير من الأحداث الدائرة في هذه الدول، أو على صعيد الانعكاسات السلبية للأزمات الداخلية على الأوضاع الاقتصادية لهذه الدول، بما يؤدي إلى تراجع أدائها الاقتصادي، ومن ثم إلى الحد من فرص تنمية وتنويع العلاقات مع الصين.

    يبقى في المقابل أن الاختلاف القائم بين الدول العربية قد يكون مفيداً بشكل أو بآخر للعلاقات مع الصين، إذ أن هذا التفكك يمنع الدول العربية من الانسياق إلى موقف موحد ضد الصين عند حصول أي اختلاف سياسي بين العرب والصين تجاه قضية من القضايا، وبهذا تتعامل الصين مع الدول العربية كدول متنوعة المواقف، وليس ككتلة موحدة تفرض على الصين اتجاهاً معيناً تجاه القضايا المطروحة.

    ولعلّنا لاحظنا هذ الواقع فيما يتعلق بالموقف الصيني من الأزمة السورية، فبالرغم من استخدام الصين عدة فيتويات في مجلس الأمن في وجه مشاريع دعمتها دول عربية معينة، فإن هذا لم يؤثر على علاقات الصين مع هذه الدول على المستوى الاقتصادي، بل إن هذه العلاقات شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات. وهذا الأمر ناجم عن عجز الدول العربية عن تحويل قوتها الاقتصادية إلى قوة سياسية تفرض مواقف سياسية على دول كبرى ومستقلة وترفض الابتزاز مثل الصين.

    تملك الولايات المتحدة الأميركية مصالح كبرى في منطقة “الشرق الأوسط”، وهي كانت القوة الأولى المؤثرة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية على مدى العقود الماضية.

    هذه حقيقة معروفة ولا يمكن التهرّب منها، وبالتالي فإن أي تغيير في اتجاه اهتمام دول الشرق الأوسط المختلفة لن يكون محل رضا عند السياسيين الأميركيين الذين سيبذلون جهوداً كبيرة لعرقلة أي محاولة لخلق تكامل اقتصادي بين منطقتي “الشرق الأوسط” و”الشرق الأقصى”.

    وهذا الواقع يفرض على دول مبادرة الحزام والطريق العمل على إقناع مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة بأن مشروعاً عملاقاً من هذا النوع سيعود بفوائد عظمى على العالم ككل، ولن تقتصر فوائده على الدول المعنية بالمبادرة.

    إلا أن هذه المهمة ليست مهمة سهلة، وإنما تتطلب إيماناً من دول المبادرة بأهمية المشروع الذي تعمل عليه، بما يجعلها قادرة على تحمّل كل الضغوط الهادفة لعرقلته وتعطيله، كما تتطلب وجود إرادة لديها في الوقوف في وجه هذه الضغوط والعمل على مواجهتها وتهميشها.

    وإذا كان هذا الإيمان وهذه الإرادة موجودان لدى الصين للقيام بهذه المهمة، فيجب معرفة أحوال الدول الأخرى، ولا سيما الدول العربية التي ينبغي عليها أن تفاضل بين المنافع الكبرى التي تحصل عليها من تطبيق مبادرة الحزام والطريق، وبين الابتزاز الذي (قد) تتعرض له من الدول الكبرى لمنع اندفاعتها لتحقيق هذه المنافع.

    أما بالنسبة لموضوع اليابان، فهي بالرغم من الحجم الكبير لتبادلها التجاري مع الدول العربية، ومع الصين ايضاً، فإنها ليست لاعباً مستقلاً في عملية تعطيل أو عرقلة مشروع الحزام والطريق، وإنما قد تعتمد على الولايات المتحدة للاستثمار في هذا المجال.

    بالمقابل فإن اليابان ـ لو فكرت بشكل سليم ـ قد تكون مستفيدة بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق، لجهة إيجاد طريق مباشر وقليل الكلفة إلى الأسواق الاستهلاكية العربية والغربية، هذا لو تعاونت بإرادة صادقة وجديّة مع هذه المبادرة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين ولبنان… على طريق الحرير

    الصين ولبنان… على طريق الحرير

    mahmoud-raya-china-lebanon-silkroad

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    تعتبر العلاقات الصينية اللبنانية جسراً مهماً للتواصل بين الحضارتين الصينية والعربية، ويشكل التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين انموذجاً للتعاون الدولي.

    كما أن الصين وقفت دائماً غلى جانب لبنان في الظروف المصيرية التي مرّ فيها وما يزال يمرّ، وكانت الصين السند في العديد من المحطات السياسية. وبالمقابل دعم لبنان الصين في المحافل الدولية وعبّر عن وقوفه إلى جانبه في أكثر من موقع وموقف.

    ولا يمكن أن ننسى الدور الذي تلعبه الصين على مستوى حفظ الأمن في لبنان من خلال مشاركة قوات صينية في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان. وتقوم هذه الوحدة الصينية بدورها كاملاً على صعيد حفظ الأمن وعلى صعيد إزالة الألغام أيضاً، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين أهالي المنطقة التي تستضيف هذه القوات وبين الصين.

     

    والعلاقات بين الصين ولبنان تحمل ذكرى الطبيب الشهير جورج شفيق حاتم (1910 ـ 1988)، وهو طبيب أميركي عالمي من أصل لبناني، انتقل إلى الصين ورافق مسيرة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لمدة 12 عاماً كطبيب له، كما أنه تصدى لعلاج 40 ألف مصاب بالجذام وأمراض الحرب في الصين. وقد افتتح حاتم أكثر من عيادة لممارسة مهنة الطب في عدة مدن صينية أبرزها شنغهاي.

    عرف الدكتورحاتم في الصين باسم “ما هايدي” وتعني “الحصان” (رمز الفضيلة) الآتي من خلف البحار، وكان أول الأجانب الذين انضموا إلى الحزب الشيوعي الصيني، وظل كذلك الى أن توفي سنة 1988 في الصين، ودفن في مدافن عظماء الثورة في “باباشان” تقديراً له.

    لقد سجل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني اللبناني رقماً قياسياً جديداً وبلغ حجم التبادل التجاري  عام 2014 مليارين و496 مليون دولار أميركي، وبقيت الصين الشريك التجاري الأول للبنان للسنة الثانية على التوالي.

    حجم التبادل التجاري بين لبنان والصين كان قد  ارتفع من نحو 413 مليون دولار سنة 2001 إلى حوالي ألفين و300 مليون دولار سنة 2013 “.

    الأرقام جيدة ومبشرة، بالرغم من الخلل الكبير في الميزان التجاري بين البلدين، إذ أن النسبة العظمى من البضائع المتبادلة هي بضائع صينية مصدرة إلى لبنان، في حين أن البضائع اللبنانية المصدرة إلى الصين لا تتعدى قيمتها خمسين مليون دولار.

    على المستوى الاقتصادي، للبنان مصلحة كبيرة في تعميق التعاون مع الصين، وفي بناء المزيد من العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ومبادرة “الحزام والطريق” تشكل فرصة هامة لتحقيق هذه الأهداف، كونها تسهّل عملية التواصل من ناحية، وتضع لبنان في قلب مسار التجارة الإقليمية، بحيث أنه سيستفيد من دون شك من عملية نقل البضائع عبر أراضيه ومن خلال موانئه ومطاره.

    من جهة أخرى، يشكل لبنان نقطة تبادل ثقافي وحضاري مميزة على مستوى العالم، ولا ننسى أن معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في بيروت هو المعهد الأول المخصص لهذا الغرض الذي تم إنشاؤه في العالم العربي، وقد تم تصنيفه بين المعاهد العشرة المتميزة بنشاطاتها الثقافية في العالم في مؤتمر المعاهد في كانون الأول 2013 في بيجينغ.

    من هنا يمكن أن يلعب لبنان دوراً كبيراً في ربط الحضارتين الصينية والعربية في كل المجالات الثقافية والاجتماعية المختلفة.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين