الوسم: الحزام والطريق

  • آراء في قمة “مبادرة الحِزام والطريق”

    آراء في قمة “مبادرة الحِزام والطريق”

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عرية ـ
    بقلم: الأكاديمي مرَوان سُوداح و يَلينَا نِيدوغِينَا*:

     

      عَوضَاً عَن المُقدّمِة

    تشهد جمهورية الصين الشعبية في منتصف مايو/ أيار 2017م، إنعقاد قمة مُبادرة “حزام واحد ـ طريق واحد”، التي يَحضرها بحسب إعلان وزارة الخارجية الصينية، عددٌ ضخم من قادة الدول والمنظمات والاتحادات الدولية والإقليمية والقارّية، ورجال المال والأعمال وكبار الشخصيات الحكومية والإجتماعية الحالية والسابقة، والخُبراء من شتى أنحاء العالم. ويُعتبر هذا التمثيل الأضخم من نوعه عالمياً، وسيَشهد على تأييد كوني للمبادرة الصينية لم يَسبق له مَثيل لمبادرات دولية أخرى منذ عشرات السنين.

     

    ولقد أصاب المُتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية الصينية (لو كانغ)، في تصريح صحفي له في أبريل/ نيسان، خلال حديثه عن الإقبال الواضح على حضور القمة بأنه: “دليل على أهمية هذا المُنتدى العالمي”، وبأنه “انعكاس للتأييد الكبير الذي تحظى به المبادرة” الرئاسية الصينية الحزام والطريق، إذ تشير مختلف المراجع الى أن أكثر من 100 دولة قد وقّعت مع الصين إتفاقيات تعاون ذات صِلة بشأن المبادرة (عند إعداد هذه المقالة)، وتستمر بدعمها والإعراب عن رغباتها في المُشاركة ببنائها، كما وقّعت أكثر من 50 منظمة وهيئة دولية وثائق متعلقة بالمشاركة في صروح المبادرة.

    ومن الضروري الإشارة هنا، إلى أن الصين كانت طرحت على لسان الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، في عام 2013، في كازاخستان، مبادرة “حزام  طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري للقرن الـ21″، والتي يُطلق عليها أيضاً إسم “حزام واحد – طريق واحد”. وتُعدُ هذه المبادرة شبكةً للنقل عابرة لمختلف الحدود الدولية، تربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، بِهدف تعزيز التنمية المشتركة والتفاهم الإنساني والسياسي والاقتصادي الأشمل بين الدول المَعنية.

    ويأتي انعقاد القمة الجديدة لنيل تأييد عالمي للمقترح الصيني الأممي للتنمية العالمية من خلال هذه المبادرة، التي تؤكد استعادتها المدوية للأمجاد والعَقد الإنساني – الدولي لطريق الحرير الصيني القديم، البري والبحري. ونلمس اليوم ومنذ بداية العام، كيف تبذل الصين، قيادة وشعباً، قصارى جهدها للخروج بهذا الحدث على أعلى مستوى، وستغدو القمة القريبة بلا شك، المنصة الأفضل للتعاون بين الدول، وبخاصة الآسيوية والأوروبية والإفريقية، ذلك أن الصينَ لم تتوانَ عن الارتقاء بها من جميع الجوانب، رغبة بإنجاحها الأكثر تميزاً، ولتكون الأعلى مستوىً وإثماراً بين مختلف المبادرات الدولية والقارية وليغدو زمننا هذا بحق وبلا مُنازع: (عَصر الحِزام والطَّريق الصِّيني).

    ويَحق لنا القول بهذه المناسبة، وفي تقييمنا للتأييد العالمي للصين، على خلفية اجتماع ممثلي العالم لتأييد السياسة الاقتصادية الصينية، أنه لم يَسبق لأطراف المجتمع الدولي بجميع أمزجته وملامحه وتحالفاته، وفي لحظة سياسية وعسكرية حرجة تجاور الصين وتعلو فيها تهديدات إدارة الولايات المتحدة لجمهورية الصين الشعبية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الاجتماع في أجواء آمنة بحماية الصين الشريفة قيادةً وجيشاً وعلى هذا النحو الأرقى كما يُخطط له، لإبداء رأيهم بالمبادرة ومناقشتها والتقدم للصين بإقتراحاتهم ورؤآهم بصددِها، بل ان هذا الاجتماع سيعمل على تبريد الوضع الدولي المُتفاقم في شرقي آسيا والمُنذر بعواقب وَخيمة لا يُحمد عُقباها.

    فهذه هي المرة الأولى في تاريخ البشرية التي يتفق خلالها جميع المُمثلِّين الدوليين على أهمية الصين ونفع مبادراتها للبشرية، وهو بحد ذاته اعتراف صريح ومباشر بأن الصين تحوز على المكانة الاولى عالمياً في حِراكاتها الاقتصادية، فها هي دول العالم تسارع للوصول إلى الصين، التي تنتقل مع مناقشة المبادرة إلى التصنيف الأول في المجال الإنساني والاقتصادي.

    وفي الجانب الآخر، لفتت الصين بمبادرتها هذه، أنها لا تتخذ قرارات من جانب واحد لتطبيقها عالمياً على الجميع، بل تسارع لدعوة العالم كله لمناقشتها والاستفادة من آراء غيرها بشأنها، وهو مظهر جديد في العلاقات الدولية، حين تطرح دولة ما مبادرة وطنية أولا، ودولية بمساراتها وأبعادها ثانياً، بغية مناقشتها عالمياً، وبعد اتفاق العالم عليها، تقوم بإقرارها بموافقة الجميع دون استثناء، “الكبير و الصغير” على حد سواء، وليس بموافقة أغلبية  الحضور أو بعضهم، أو الأكثر تأثيراً دولياً فيهم، كما كان أمر طرح مبادرات واقتراحات دولية غربية وأمريكية أخرى كثيرة ومثيرة للجدل، قبل الإعلان عن المبادرة الصينية التي سترسي “الجماعية” بعُروةٍ وثقى، وتؤكد التوافق الدولي الحكومي والأهلي العام في عناوين مبادراتها الاممية.

    حتى عهد قريب، كانت الولايات المتحدة الامريكية ومختلف الدول الغربية، المتربولية، هي التي توجّه البشرية عنوةً نحوها، وتربطها برباطها ومشيئتها الجمعية، دون استئذان ودون طلب موافقة منها، وترغم الحكومات والأمم على الموافقة على مطالبها ومبادراتها الأحادية الجانب دون مشاورتها.

    لكن الصين استبدلت للعالم الغرب بأكلمه بصروحها ومبادراتها الانسانية، حين نالت شرف تأييد الشرق والغرب معاً، والشمال والجنوب الأرضي على حد سواء على مبادراتها السلمية، التي تهدف إلى المساهمة برفد ورفع قدرات مختلف الطبقات الاجتماعية والدول – بغض النظر عن توجهاتها وتركيبتها السياسية والأيديولوجية – في عَملانية دولية واحدة ومتكاملة للتقدم الاقتصادي، وفتح الأبواب على مصاريعها لتبادلات تجارية حرّة ونافعة، ولإرساء قاعدة التقارب السياسي الشامل، فتذليل الموانع الأيديولوجية لدى البعض المتصلب بعدم التفاهم مع الآخر أو التعاون معه، وأسقطت بمبادراتها العالمية السلمية (الأنا السياسية الإستعلائية) لكل جهة مستعلية، ما سيؤدي إلى تراجع وقنوط الأيديولوجيات المناهضة للإنسانية وضمور منطلقاتها وتجفيف أسانيدها، على قاعدة التعاون الإنساني والاقتصادي الأوسع والأشمل للبشرية بأكملها، بدعم من الصين وبمساندة من قيادتها المُستمسِكة بالسلام الدائم والشامل والناجز، سيّما سلام العقول والأنفس والحَيوات البشرية.

    نرى بأن المبادرة تُعقد في أجواء إيجابية وتعاونية عالمية مجيّشة بروح تبادلات جماعية وثـّابة، وسيجد جميع المندوبين أنفسهم في الصين أمام واقع إنساني وبشري عالمي من طراز دولي جديد، بدأ يتشكّل بدفع صيني، لا يُهدّد أحداً، ولا يَعتدي على حقوق أحد، ذلك أن المبادرة الصينية تستهدف الجميع بإيجابياتها، إذ أن خواصها وقواعدها وثمارها إيجابية محض، فهي خالية من السلبيات و(القهرية) التي إتّسمت بها القرون الخوالي في العلاقات الدولية، إذ أن هدف القيادة الصينية الحزبية والحكومية إنما ينصبُ على وجه الخصوص من أجل الارتقاء باقتصادات الدول الضعيفة والنامية والفقيرة، ولتمكين شعوبها من فـُرص التشغيل والأعمال والاستثمار. بينما توضع الدول الغربية الكبرى أمام واقع جديد للتعاون الشامل، وحَصد الأرباح السلمية – المدنية، في إطار طقس التعاون المتبادل، والنفع والكسب المشترك، وهي مبادئ أساسية وواقعية، ترفعها الصين شعاراً حقيقياً لها، وتشكّل أركان المبادرة الصينية وكل مبادرة صينية أخرى، بحيث لا يتم تهميش أي طرف مُشارك، ولا الانتقاص من جهة ما، بغض النظر عن حجمها المادي ومكانتها المعنوية وتاريخها.. وإمكاناتها المالية والاستثمارية.. وطبيعة وضعها الاقتصادي وبٌنيته.

    قمّة المُبادرة الشِّيجينبِيِنغيّة وخُلاصَاتها

     منذ 2013م عندما طرح الرئيس شي جين بينغ مفهوم مبادرة البناء المشترك لـ”الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” ومفهوم “طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين” (إختصاراً: الحزام والطريق)، غدا المفهومان أساساً للسياسة الصينية مع دول وحكومات العالم، سيّما لأنهما ينجحان في وراثة وتطوير “طريق الحرير” القديم بشقيه البري والبحري، فأصبحت المبادرة الشيجينبينغية، الإستراتيجية المتوسطة والطويلة الأمد لعلاقات الصين الخارجية.

     إن طرح هذين المفهومين إنما يهدف صينياً أولاً إلى: إنهاض مناطق غرب الصين أولاً وتطويرها لتكون على مستوى إقليم الشرق الصيني؛ وثانياً إلى الانفتاح على روسيا وتعزيز التحالف الإستراتيجي الشامل معها؛ وثالثاً الوصول إلى دول آسيا الوسطى المهمة للصين والعالم والتعاون معها، من خلال تعزيز التبادلات المختلفة بالاتجاهين وتدفق هذه التبادلات إلى دول الجوار في المقام الرئيس ونحو الصين ولبعضها بعضاً. لذا، يمكننا هنا أن نفهم وندرك، لماذا تم في عام 2014، الوصول الى توافق وتفاهم صيني – روسي عميق بين الرئيسين (شي جين بينغ) و (فلاديمير بوتين)، مفاده رغبة ببناء “الحزام والطريق”،  أولاً وقبل كل شيء بجهود البلدين الجارين والحليفين. لذلك، يتطلع الزعيمان الصيني والروسي الى لقاء بعضهما بعضاً خلال قمة المبادرة ونأمل أن يكونا بذلك قد أكدا على نحو حاسم رياديتهما العالمية.

     وهنا بالذات نُؤكد، أن أهمية المبادرة الصينية تهدف فيما تهدف إليه، إلى نزع فتيل الأزمة العالمية التي تؤججها أمريكا مع الصين، فقد عَمدت الإدارات الامريكية على التتالي الى جذب عدة دول آسيوية لنفسها لتطبّق من خلالها تطبيقاتها السياسية “المُبدعة!” ضمن المبدأ الأمريكي الاستعماري التقليدي في (الاحتواء الجماعي والمزدوج)، ولإبعاد تلك الدول عن الصين وبذر الخلافات بينها وبين بيجين. ومن تلك الدول كانت فيتنام، التي كانت حليفة عميقة للصين خلال حرب فيتنام الطويلة والشهيرة، ومنها كانت كذلك الفلبين، والهدف الامريكي كان وما يزال إشعال مواجهة بينها وبين الصين في ملعب الصبن الاستراتيجي بالذات، وبهدف منافسة الصين أيضاً على آسيا الشرقية، فقد اكتشفت أمريكا إن فقدانها دولاً أسيوية ما بإيقاف تنافسها مع الصين، سيؤدي لا محالة الى فقدانها ليس هذه الدول فحسب، بل والمنطقة الشرقية من آسيا وبالتالي عُمق آسيا، وهو ما يحدث الآن بالفعل في التراجع الأمريكي في آسيا الشرقية.

    وهنا نرى مرات أخرى، أن المبادرة الصينية إنما هي خيار وسبيل جديد لا غلو فيه ولا انتقاص من أحد، وبغض النظر عن التاريخ الايجابي أو السلبي للآخرين مع الصين، ولكون المبادرة وبغض النظر عن التقلبات الحادة والخطيرة في الوضع الدولي، ستعزز وتعمق سياسة الصين وروسيا المتمثلة في توطيد وتعميق شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة ونشر الاستقرار والكسب الجماعي في آسيا، وتأصيل أهدافهما المشتركة في تحقيق التنمية والنهضة المشتركة، وتصميمهما على حماية العدل والعدالة الدوليين، وضمان السلام والاستقرار في قارة آسيا ورياح العالم. وبضمن هذا، ترفض الدولتان سياسة الحِمائية والإنعزالية ضيقة الأفق وحبس البشرية في قوقعة غربية ضيقة. لذلك تخرج المبادرة عن كل نطاق ضيق، وتفيض الى رحاب العالم أجمع بمجموعة كبيرة من الإيجابيات، وبطرح الخَيارات والفضاءات في المجالات التي منها الآسيوي والافريقي والأوروبي والأمريكي والغربي عموماً، بشمولية التكامل والتنمية الاقتصادية برعاية صينية. وهنا، فإن الصين كانت على الدوام ترغب بشدة في أن يندمج اقتصادها المتنامي والمتعاظم مع الاقتصاد العالمي لأجل ثبات الرأسمال، وديمومة التجديدات التكنولوجية والخبرات والأسواق. ومع بداية القرن الـ21، أصبح الاقتصاد الصيني ضخماً للغاية ومهماً بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية والاقتصاد العالمي برمته، وبات من الصعوبة بمكان التغاضي عنه أو إغلاق البوابة الاقتصادية في وجه الصين وعزلها عن العالم.

    لذلك، وفي إمتداد طريق المبادرة الى أبعد من آسيا عموماً، أكد الرئيس شي في كلمته في كلية أوروبا في “بروج البلجيكية”، إرتباط التعاون ما بين الصين وأوروبا ببناء “الحزام والطريق”، وأشار إلى أن زيارتيه الاستراتيجيتين إلى أوروبا في عام 2014 إنما ترمزان إلى مشاركة أوروبا في “الحزام والطريق”. وفي عام 2015، أكد الرئيس شي في كلمته في قمة الأعمال الصينية – البريطانية، أن “الحزام والطريق” سوف يمران بأفريقيا ويربطان بين آسيا وأوروبا. فمبادرة “الحزام والطريق” تتجاوز نطاق “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير القديم” وحدود دبلوماسية الجوار الى أبعد منها، لتشكل منصة مشتركة للتنمية، مفتوحة وشاملة وتعاونية، لكل الدول بدون استثناء.

     المبادرة الصينية “تحكي بنفسها عن نفسها!”. فـ”هي مِن الصين للعالم”، و “مِن العالم للصين”. كيف ذلك؟

     ترى المبادرة أنها “ليست صينية خالصة”، بل أممية محض، وإن كانت الصين قد تقدّمت بها وسوف تعمل على توظيف أموالها الطائلة في استثمارات هي الأكثر حيوية على جانبي طريق المبادرة في 3 قارات أولاً.

     

     و المبادرة الصينية كما نراها شخصياً ونثق وجدانياً وعقلياً أنها: “مَنصّة تنمية عولمية مشتركة مفتوحة وشاملة وتعاونية”، و”هدية ثمينة من الصين الشعبية للعالم أجمع”. وترى الصين فيها كما نعتقد “عَملانيةً مُشتركةً للجميع”. فهي “لن تُثمر بيد صينية واحدة” فقط ومعزولة عن العالم، بل “تحتاج الصين لكل الأيادي العالمية لإنجاحها”، ولمختلف الجهود والتوظيفات الإعلامية والسيكولوجية والسوسيولوجية الأُممية، ولشتى العُقول والمشاعر، والأهم المطلوب هو “جَمعُ الثقافات الإنسانية وشعوب العالم وقومياته الكثيرة نحو هدف واحد” هو “تحويل العَالَم سلمياً”، وبالذات “على طريق الأمن والأمان” و”لتوزيع الثروات بعدالة التوزيع على الجميع”، “من خلال الاقتصاد المُشترك والتجارة الأسرع والرابحة للكل”، و”لتشييد جسور المَنافع المُستدامة والكسب المشترك المُتساوي الحقوق، وبدون تغول أحدٍ على أحَد”.  

    إضافة الى ذلك كلّه، غدت مبادرة الحزام والطريق أضخم فعالية دولية للخدمات شُهرةً بين دول العالم ومنصة للتعاون الدولي الأفضل والشريف بمهامه وآلياته وأهدافه ولفتح آفاق عالمية أكثر إشراقا على كل العالم.

    إن الأُفق الرحب والاستراتيجي للمبادرة يَنال الإعجاب عالمياً على المَديات القصيرة والطويلة، وذلك لأن هذه المنصة تهتم بدفع الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” إلى مشاركة الصين في جُملة إنجازاتها الاقتصادية عن طريق استخدام مزايا الصين التنموية ورغبتها بتنمية نفسها والعالم بدرجة متساوية ونافعة للجميع.

    وعلى المدى المتوسط، نُشاطر الرأي القائل، أن هذه المبادرة تربط ما بين التنمية الاقتصادية الصينية السريعة ومصالح الدول الواقعة على طول الطريق، وتعزز التكامل الاقتصادي في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ. وعلى المدى الطويل، مع تعمّق المبادرة، سوف تساهم وتساعد في تحسين منظومة إدارة الاقتصاد الدولي، وفي دفع تحسين المبادئ الدولية في مجالي التجارة والاستثمار والمجالات المعنية، وفي تحقيق التوازن بين “الدول المركزية” والدول الهامشية” في نظام الاقتصاد الدولي”.

    القمّة: نحو أمم متحدة جديدة

    وفي القمة، وفي مشاركة موضوعها الاستثماري الدولي الكثيف في كل الميادين، وقد بدأ بالتدريج منذ العام 2015م، ستعمل القمة على ما يوصف بأنه “الاصطفاف المُتدرج” للعالم على الأرض الصينية وفي مصلحة دوله المشاركة في مشروع “الحزام والطريق” الدولي، سيّما أن احتياطيات الصين الضخمة من النقد الأجنبي وقُدراتها المالية الفلكية، تضمن الدفع نحو تطبيق بناء “الحزام والطريق” في اتجاهات مختلفة وفي آن واحد، فمن المتوقع أن تغطي تفعيلات المبادرة أكثر من 60 في المئة من سكان العالم، وأكثر من ثلث الناتج الاقتصادي العالمي.

    وفي كل ما تقدّم نلمس أن الصين تتحول بقمّة المبادرة الى مركز رئيس لـ (هيئة أمم متحدة جديدة) تتكون من العالم كله، مع فارق بسيط وجوهري بينها وبين المنظمة الحالية، الرسمية، للامم المتحدة، هو أن الصين “تجمع العالم ليس للتشاور والنقاش فحسب، ولا لإتخاذ القرارت ضد بعضها البعض وكيل الاتهامات، بل للعمل المُنتج والنافع بالتصويت جماعياً على مصير الاقتصادي والإنساني للعالم”، حيث يُفترض أن توافق مُختلف الدول المُشاركة في القمة في مايو/ أيار، على شتى القرارات والاقتراحات التي تتخذها هي نفسها بنفسها ولمصلحتها، “فتنجح الصين في ذلك” وبه أيّما نجاح. وهذه الحالة الفريدة في شكلها ونوعها وجوهرها تاريخياً بجذب دول وامم العالم اليها برضاها ولأجل مصلحتها الفردية والجماعية في آن واحد، ستُرسَّخُ بلا شك نوازع العالم الجديد الذي ما يزال جَنيناً يَنمو، ودون أي تضارب مصلحي بين بعضها البعض، ودون أن يَسودها أية ضغائن أو حروب أو نزاعات من أي جِنس.

    و ها هي دول وأمم العالم تجتمع في الصين، في وقت حالي تتطلع فيه شعوب كثيرة إلى إحتياطي الصين الكبير من النقد الأجنبي، الذي يُمكن أن يُقدّم إليها الضمانة المالية كدول نامية تفتقر إلى قدرات الاستثمار، ذلك ان اقتصاداتها تدور في حلقة مفرغة، تتمثل في نقص مدخراتها المحلية والافتقار إلى القدرة على إقامة مشروعات بُنية تحتية ضخمة، وتقييد البُنية التحتية المتخلفة لجهود تنمية الاقتصاد.

    لذلك، نرى كيف أن الصين تعمد إلى تقوية استثماراتها في الدول الآسيوية، أولاً لضمان إنسيابية سبيل المبادرة الى أبعد من آسيا. فحسب إحصاءات وزارة التجارة الصينية، في عام 2015، بلغ حجم الاستثمارات المباشرة للشركات الصينية في دول “الحزام والطريق” 14.8 مليار دولار أمريكي، بزيادة 18% عن سنة 2014، وبلغ حجم عقود المقاولة الخارجية الجديدة 29.6 مليار دولار أمريكي بزيادة 7.4 % عن سنة 2014. وفي الفترة من كانون الثاني/ يناير حتى حزيران/ يونيو 2016، زاد حجم عقود المقاولات الخارجية التي وقعتها الشركات الصينية مع دول “الحزام والطريق” بنسبة 37% مقارنة مع نفس الفترة في السنة السابقة. وقد قدّمت الصين مجموعة كاملة من الحلول الفعّالة من حيث التكلفة، للدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”.

    لذلك، ولأسباب كثيرة أخرى، نتمنى لمختلف الجهات الحاضرة والفاعلة  في قمة المبادرة في الصين، كامل النجاح في رسم صرح عالمٍ جديد، واستنباط المزيد من الأسباب المؤدية إلى نشر شامل للعدالة والسلام في دول العالم أجمع.

     

     

    *يلينا نيدوغينا والأكاديمي مروان سوداح: رئيسة تحرير ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتـّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.

  • مبادرة “الحزام و الطريق” تحفز السياحة في مدينة دونهوانغ (صوَر)

    مبادرة “الحزام و الطريق” تحفز السياحة في مدينة دونهوانغ (صوَر)


    كانت مدينة دونهوانغ “ملتقى الحضارات الأربع الكبرى في العالم”، كما باتت تحظى بإهتمام متواصل منذ انعقاد الدورة الأولى لمعرض (دونهوانغ) الثقافي الدولي لطريق الحرير عام 2016 بنجاح فيها. وتغتنم مدينة دونهوانغ هذه الفرصة لإطلاق عدد من السياسات المحفزة للسياحة. ووفقا للإحصاءات، بلغ عدد السائحين بدونغهوانغ مليون و ثلاثة عشر ألف شخصا في الربع الأول من هذا العام، ووصل اجمالى الايرادات السياحية إلى 1.1 مليار يوان بزيادة قدرها 20٪ و 21.5٪ على التوالي.

     

  • معرض كانتون يسعي لجذب شركاء التعاون على طول “الحزام والطريق”

    معرض كانتون يسعي لجذب شركاء التعاون على طول “الحزام والطريق”

    افتتحت الدورة ال121 لمعرض الاستيراد والتصدير الصيني “كانتون” في 15 إبريل الجاري بمدينة قوانغتشو، حيث شهد مشاركة حوالي 24 ألف شركة صينية وأجنبية و180 ألف مشتري.

    ينقسم المعرض إلى ثلاثة مراحل، ويغطي مساحة 1.18 مليون متر مربع، وبلغ عدد الأكشاك 60219 كشكا، وبلغ إجمالي عدد الشركات المشاركة فيه 24718 شركة.

    يسلط المعرض الضوء على مبادرة “الحزام والطريق”، حيث يعمل بنشاط على توسيع أعماله في الدول والمناطق الواقعة على طول المبادرة، وجذب شركاء التعاون على طولها. ومثل عدد دعوات المشترين القادمين من الدول و الواقعة على مبادرة “الحزام والطريق” 48% من إجمالي المشاركين. وبلغ عدد الشركات من البلدان والمناطق الواقعة على طول المبادرة 365 شركة، و616 كشكا، ما يمثل 58.7% من إجمالي عدد الشركات الأجنبية.

  • الترجمة الآلية تساهم في تسهيل التواصل بين بلدان الحزام والطريق

    الترجمة الآلية تساهم في تسهيل التواصل بين بلدان الحزام والطريق


    يناقش الخبراء الذين يحضرون ورشة عمل دولية حول اللغة دور الترجمة الآلية في تسهيل التواصل بين ثقافات الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.

    واجتذبت ورشة العمل التي تستمر حتى يوم الاثنين القادم في مدينة ناننينغ حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين، اجتذبت خبراء ومسؤولين من عدة دول بينها إيطاليا واليابان ولاوس وتايلاند وفيتنام.

    ويركز هذا الحدث أيضا على الموارد المشتركة لبحوث معالجة اللغات، وهو ملف يمكن أن يجعل الترجمة الآلية أكثر دقة.

    وقال الباحث سون لي من الأكاديمية الصينية للعلوم إن اللغة تعتبر أحد التحديات الرئيسية أمام تبادل المعلومات على طول الحزام والطريق.

    أما وونغ كام فاي، الأستاذ في الجامعة الصينية بمنطقة هونغ كونغ، فقد قال إنه ومع تحسن الترجمة الآلية، ستتمكن الشركات الدولية من جمع المعلومات من الدول الأخرى بسهولة أكثر، مضيفا إن البحوث الجارية تتركز رئيسيا في الآسيان ودول آسيوية أخرى، ومن المتوقع أن تطبق نتائج الأبحاث على عشرات اللغات المستخدمة في آسيا.

    وحظيت مبادرة الحزام والطريق بدعم أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية، وشهدت توقيع ما يقرب من 50 اتفاق تعاون بين الحكومات.

    ومن المتوقع أن يشهد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في منتصف مايو في بكين، توقيع وثائق تعاونية بين الصين وما يقرب من 20 دولة وأكثر من 20 منظمة دولية.

  • مبادرة الحزام والطريق تفتح حقبة جديدة للتعاون بين الدول

    مبادرة الحزام والطريق تفتح حقبة جديدة للتعاون بين الدول

    وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
    وصل قطار إيست وند بعد 20 يوما إلى بودابست بمناسبة إحياء طريق الحرير القديم، ما يقدم قوة دفع جديدة للتعاون العالمي.

    وبلغ القطار وجهته يوم الجمعة وقد امتلأت عرباته الـ41 بالملابس والألعاب والسلع الصينية الأخرى ، بالإضافة إلى الغبار الذي حمله عند مروره عبر دول منها كازاخستان، وروسيا وبيلاروسيا في رحلة يصل طولها إلى ما يزيد عن 9300 كيلومتر.

    من شيآن في الصين، توغل القطار على طول الطريق الذي شهد ازدهار التجارة بين الصين وأوروبا من أكثر من 2000 عام، وكانت شيآن المعروفة وقتها باسم تشانغآن عاصمة الصين وبداية طريق الحرير ورابطا هاما للتجارة الدولية والتبادل الثقافي.

    ومن المتوقع أن تستعيد المدينة بعض مجدها الماضي حيث توسع الصين روابطها التجارية الدولية مع الداخل. وفي أول ابريل، أعلنت البلاد عن 7 مناطق حرة جديدة 5 منها في مناطق داخلية من ضمنها شيآن.

    وتوجد في شيآن الآن سكك حديدية للشحن إلى بودابست وهامبورج وموسكو ووارسو، تأخذ البضائع الصينية إلى أوروبا وتجلب في عودتها النبيذ وزيت الزيتون والمستحضرات الصيدلية وغيرها .

    وتمتلك الصين الآن خدمات الشحن السريع إلى 28 مدينة أوروبية ومنذ مارس 2011 تم القيام بأكثر من 3500 رحلة ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 5000 رحلة في 2020.

    وإلى جانب خطوط السكك الحديدية، تسير الصين قدما في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والموانئ وخطوط أنابيب النفط ، وكلها جزء من خطة طموحة هي: مبادرة الحزام والطريق، والتي تعد شبكة للتجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية طويلة الأجل عابرة للحدود.

    واقترحت الصين هذه المبادرة في 2013 وتضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، ومن المتوقع أن تشمل 60 في المائة من سكان العالم وأكثر من ثلث الناتج العالمي.

    من جهته قال تشن شياو تشن الباحث بمعهد تشونغ يانغ للدراسات المالية بجامعة رينمين، إن المبادرة التي لها 3 مجالات رئيسية هي البنية الأساسية والتجارة والاستثمار والتعاون في مجال القدرة الصناعية سوف تضخ طاقة جديدة للاقتصاد العالمي.

    وفي الوقت الذي تتنامى فيه ظاهرة مناهضة العولمة في بعض البلدان الغربية، تؤيد الصين بقوة فكرة الانفتاح والتنمية المشتركة.

    وقال اميتاف اشاريا، صاحب كتاب “نهاية النظام العالمي الأمريكي” في مقابلة مع (شينخوا) مؤخرا، إن العولمة تتغير إلى حد كبير بسبب صعود الصين وهي الآن أكثر فيما يخص الاستثمار والبنية التحتية والتنمية بدلا من التجارة فقط .

    في سياق ضعف النمو العالمي والتجارة والانخفاض بنسبة 13 في المائة في الاستثمار الأجنبي العالمي المباشر، حظيت مبادرة الحزام والطريق بتأييد واسع النطاق، حيث وقعت أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية اتفاقيات مع الصين حول البناء المشترك للمبادرة. ومن المتوقع أن توقع ما يقرب من 20 دولة وأكثر من 20منظمة دولية وثائق تعاون مع الصين الشهر المقبل.

    وقال سيرغي لوزيانين، مدير معهد دراسات الشرق الأقصى التابع للأكاديمية الروسية للعلوم: “إن مبادرة الحزام والطريق ضد الحمائية الدولية والعزلة”. وأضاف “في التسعينات لم يكن أمام الدول سوى الخيار الغربي الأوروبي-الأمريكي للاندماج والتنمية الاقتصادية إلا أن الآن يوجد خيار جديد”.

    وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني: “إن الحزام والطريق أصبحت أهم خير تقدمه الصين للعالم بشكل عام، وكانت في البداية اقتراحا من الصين والآن هي لمشاركة العالم اجمع”.

    ومنذ عام 2013، استثمرت الصين أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في دول الحزام والطريق. وتم فعليا بناء 56 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري من قبل الشركات الصينية هناك، مما ساهم بحوالي 1.1 مليار دولار إيرادات ضريبية وخلق 180 ألف فرصة عمل.

    وبلغ حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق 6 تريليونات يوان (حوالي 913 مليار دولار أمريكي) في 2016.

  • خواطر وآراء من على طريق الحرير

    خواطر وآراء من على طريق الحرير

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    أسامة مختار*:
    لكل إنسان رحلة يَبدأها، منها ما يكون هدفها تخفيف ضغط الحياة، وأخرى تكون بحثاً عن الشعور بالهدوء النفسي وأكتشافاً لعوالم جديدة، بداية بنقطة انطلاق جديدة، كانت تلك أمنيتى وخطواتى الأولى تقودنى إلى الصين والتى ربما كانت إمتداداً لخُطوات بدأها أجدادي السودانيون القدماءٌ على طريق الحرير القديم، ضمن أجناس وصنوف من البشر، كانت لهم حكايات على هذا الطريق .

    صحيح أن رحلتى رغم بُعد المسافة لم تكن رحلة شاقة على ظهور الجمال أو الجياد، ولكنّها تحمل ذات النَفَس والشعور التواق لهذه العوالم البعيدة. مرّ الوقت سريعاً، وقد تغيرت ملامح طريق الحرير تغيّراً كبيرا، لكن القوة الجياشة في قلوب كثير من الناس وأنا أحدهم لم تختف أبد، وبدت مظاهر وحياة مختلفة على حد سواء، منذ ذلك التاريخ البعيد تغيّرت الدول والإمبراطوريات والممالك ، وأكاد أتخيل ما حدث من قصص التاريخ المتقلب المؤثرة على طول الطريق الطويل الذى أوجد حضارات مختلفة حتى وصلنا إلى العصر الجديد المزدهي، الذى يختبر الماضى التليد ويحتفى ببقائه، بل ويطّوره إلى فكرة جديدة مضيفاً إليها رؤى وأفكاراً تحت إسم [الحزام والطريق]، هذا الاسم المختصر لِ [مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري في القرن الـ21]، وهذا اسمها الكامل وكأن لسان الحاضر يردد قول الشاعر العربى القديم عمرو بن كلثوم :
    ملكنا البر حتى ضاق عنا وظهر البحر نملؤه سفينا.
    وقد ظلت كل هذه الذكريات عالقة بالأذهان ، كيف لا وقد كان على مدى آلاف السنين يُستخدم الحرير، مثله مثل الذهب، كعملة صعبة على هذا الطريق ، وكان يمكن استبدال الخيول به كما يمكن استخدام الحرير في دفع الضرائب والرواتب .
    كان طريق الحرير يربط البلاد والمدن والمناطق في أنحاء العالم اقتصاديا وثقافيا، تكمن فيه ثروات وافرة وتلتقي فيه أعظم عطايا الفكر الانساني على مر التاريخ وهى ذات الفكرة المتبنّاة اليوم بل وأكثرفلم تعد الأساليب الإقتصادية كلاسيكيةً وإنما تطورت فى عصر التكنلوجيا.
    و مما قرأته أن سجل كتاب “رحلات ماركو بولو” أن الصين كانت تمتلك في ذلك الوقت عشرة آلاف محطة على الأقل، وداخل هذه المحطات هناك الفنادق الجيدة والطرق التي تصطف على جانبيها الأشجار بالإضافة إلى مائتي ألف حصان في انتظار التحرك. وكان سُعاة البريد التابعون للإمبراطور يحملون الطرود البريدية باللونين الأحمر والأبيض، قاطعين يوميا مسافة أربعمائة كيلو متر. ويماثل اليوم نظام البريد نظام المحطات القديمة. وما زالت الطرود باللونين الأحمر والأبيض علامة البريد العاجل على طريق الحرير، هذه ملامح من ذكريات مؤثرة على طول الطريق الطويل. .
    واليوم عندما أقف على ذات الطريق متأملا أجد أن هذه المبادرة [الحزام والطريق] والتي طرحها الرئيس الصيني شى جين بينغ فى عام 2013م احتلت اهتماماً واسعاَ فى العالم خاصة الدول العربية وهى فى تقديرى تمثل مرحلة جديدة لانفتاح الصين نحو العالم وقد أحرزت الصين فى إطار هذه المبادرة كثيراً من الإنجازات في قارات العالم. والدول العربية معنية بصفة خاصة بهذه المبادرة والصين بصدد الكثيرمن الخطوات المرتقبة تجاه هذه الدول التي تبادلها الوفاء مثل مشاريع البنى التحتية، وأساليب التمويل والتعاون مع أطراف دولية لتنفيذ هذه المشاريع، وكذلك التعاون في مجال الطاقة الانتاجية فمعظم الدول العربية، خاصة غير المصدرة للنفط منها، فيها نسبة مرتفعة من بطالة الشباب الذين لا يجدون فرص عمل مما يشكل عائقا أمام عملية التنمية الاقتصادية في هذه الدول.
    وفي اعتقادي أن هناك مجالا واسعا بين الصين والدول العربية، والصين جاهزة لتقديم العروض والمشروعات في مجال التعاون في الطاقة الانتاجية وهناك حماس من الدول العربية للمشاركة في انجاح المؤتمر والمبادرة والأمل معقود للتوصل إلى الكثير من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية الجديدة التي تتميز بها الصين مثل التجارة الالكترونية، وأساليب الدفع الجديدة التى تتميز بها، وهذا االطريق دون شك سيؤدى مساره إلى تعميق التعاون الصيني العربي.
    هذه مرحلة جديدة لانفتاح الصين نحو العالم، وقد أحرزت الصين في إطار هذه المبادرة كثيراً من الانجازات فى قارات العالم، لهذا قررت الحكومة الصينية عقدهذا المؤتمر المرتقب والمهم تحت عنوان [منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي] في منتصف أيار/ مايو عام 2017م.
    إن المضمون الرئيسي لبناء “الحزام مع الطريق” يتمثل في خمس نقاط تبرز التعاون العملي القائم على المشاريع المفصلة، وسيعود بفوائد ملموسة على شعوب الدول ذات الصلة وتتمثل هذه النقاط فى الآتي: (1)”تناسق السياسات”. (2)”ترابط الطرقات”.. (3)”تواصل الأعمال”.”. (4)”تداول العملات”. (5)”تفاهم العقليات”.
    الصين هي موطن وميلاد طريق الحرير. ويحق لها قيادة المبادرة التي تدعو إلى تحقيق السلام والصداقة التي كانت وما زالت شعارا للصين من أجل دفع التنمية، وتقديم “رؤية الصين” لإعادة الهدوء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهي تسعى لتشكيل شبكة للبنية التحتية تربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، على طول طرق التجارة القديمة بما يجعل المناطق البرية والبحرية المحيطة بها مناطق للسلام والصداقة و المحبة و الوئام .
    بدأ الرواد الجدد رحلتهم على طريق الحرير القديم المتجدد لكن الطريق ما زال وعرا. مع أن المواصلات أصبحت سهلة، فلا تزال هناك صعوبات ولكنها لم تعد كثيرة كما كانت من قبل: لا الجبال ولا الوديان ولا الحروب ولا الاضطرابات تستطيع أن تمنع الناس من عبور الطرق الوعرة، واليوم أصبحت الرغبة في إحياء طريق الحرير أكثر إلحاحا من أي عصر مضى، يمرّ الوقت بسرعة، وقد تغيرت ملامح طريق الحرير تغيرا كبيرا، ولكن جميع العقبات مؤقتة لأنه لا شيء يمكنه الوقوف في وجه القوة المحركة لقلوب الناس.
    الأجداد حقا عانوا شقاء وتعبا لآلاف الأعوام، ليمهدوا لنا طريقا للتواصل مع العالم الخارجى، طريق التقدم، طريقا يجذب الأنظار لذلك نحن مدينون بالشكر لأسلافنا ليتواصل تبادل ثقافات الإنسان ويتغير التاريخ متخطيا العقبات للمساهمة في انجاز طريق الحرير القديم المتجدد وتواصل الحياة إلى ما لا نهاية..

    *أُسامة مختار – خبير إذاعى في إذاعة الصين الدولية، وقائم بأعمال الإتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكُتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين لدى الصحافة والإعلام والإعلام الإجتماعي الصيني الناطق بالعربية في جمهورية الصين الشعبية.

  • الحريري في مؤتمر طريق الحرير: خيارنا سلوك طريق الأمل وتحقيق الاستقرار والتنمية

    الحريري في مؤتمر طريق الحرير: خيارنا سلوك طريق الأمل وتحقيق الاستقرار والتنمية

    اكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، خلال رعايته مؤتمر طريق الحرير “حزام واحد وطريق واحد في لبنان”، الذي تنظمه مجموعة فرنسبنك وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، في مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي، “ان تلاقي الحضارات والثقافات والأديان هو الطريقة الوحيدة لمكافحة التطرف والتعصب والعنصرية والانعزال”.

    واشار الحريري الى “ان الاستثمار في لبنان اليوم يعني الاستعداد لإعادة الاعمار في سوريا”، معتبرا ان “اعادة اعمار سوريا هو جزء من عمل لبنان بعد انتهاء الازمة السورية وعودة اللاجئين”. وقال: “هذا الاستثمار سيسمح لاقتصادنا بأن ينطلق لتعويض الانخفاض الحاد في النمو والعمالة الذي شعرنا به منذ بدء الأزمة السورية”.

    وأعلن “ان حكومتي اعتمدت مقاربة جديدة للتعامل، مع تحدي استضافة أكثر من 1.5 مليون نازح سوري”، وقال: “نشكر المجتمع الدولي على المساعدة الانسانية للاجئين الا ان البنى التحتية لم تصمم كي تتحمل هذا العدد الهائل من السكان”، آملا أن تستمر هذه المساعدة”.

    وأعلن “ان الأمن والاستقرار في بلدنا هما الأولوية القصوى لحكومتي، وهما ما ينبغي أن يكون أولوية لكل من يريد أن يحافظ على هذه القيم في العالم اليوم”، مؤكدا “ان لبنان أهم من أن يترك وحيدا، فهو نموذج للتعايش والحوار وهو النموذج لتسوية سياسية تسعى إليها الكثير من الأزمات في المنطقة اليوم”.

    وقال: “إن خيارنا هو سلوك طريق الأمل وتحقيق الاستقرار والتنمية وهذا هو الاتجاه الوحيد الذي يقودنا جميعا إليه “طريق الحرير”.

    وأكد ان العلاقات بين لبنان والصين قديمة وقد تطورت مع نمو النقل والاتصالات، ولبنان شكل نقطة تلاق بين الغرب والشرق”.

  • تعليق: تنامي الدور الصيني البناء في الشرق الأوسط

    تعليق: تنامي الدور الصيني البناء في الشرق الأوسط

    صحيفة الشعب الصينية ـ
    بقلم هوا إي شنغ، خبير في الشؤون الدولية:

    بعد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الصين، أدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو زيارة رسمية إلى الصين أيضا. ويبدو أن ذلك لم يكن من محض المصادفة. فقبل 4 سنوات، أدى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو زيارة متزامنة إلى الصين، مباشرة بعد تولي القيادة الجديدة الحكم في الصين. وفي بداية العام الماضي، قام الرئيس شي جين بينغ بجولة شرق أوسطية شملت السعودية ومصر وإيران. وتعد الدول المذكورة أطرافا دولا مركزية في الشرق الأوسط، تتميز علاقاتها البينية بقدر كبير من التداخل والتعقد. لكن، جميع هذه الدول تجمعها علاقات طيبة مع الصين، وتستطيع الصين أن تجد لغة الحوار معهم جميعا. وهو ما يعكس الدور البناء الذي تستطيع الصين أن تلعبه في منطقة الشرق الأوسط.

    يتجسد الدور الصيني البناء في الجوانب الثلاثة التالية:

    أولا، دفع التنمية الإقليمية من خلال التعاون التجاري والإقتصادي. حيث تعود جذور عدة مشاكل في الشرق الأوسط إلى التنمية، وتكمن حلولها النهائية في الإعتماد على التنمية. في هذا الصدد، وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق” يمكن للصين أن تساعد دول المنطقة على تنمية إقتصادياتها ورفع مستواها التصنيعي وتحسين بنيتها التحتية. وعلى ضوء هذه الرؤية، عبر القادة الصينيون للجانب السعودي أثناء زيارة الملك سلمان إلى الصين، عن دعم الصين لـ”رؤية السعودية 2030 “، ورحبوا بالسعودية بأن تكون شريكا عالميا للصين في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، كما أعرب القادة الصينيين عن رغبة الجانب الصيني في أن يكون شريكا عالميا في إطار التنوع الإقتصادي السعودي، وتسريع مفاوضات التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، ودفع التعاون التجاري والإقتصادي بين الصين ودول المنطقة؛ من جهة أخرى، أعرب الجانب الصيني عن رغبته في تحقيق التكامل مع إستراتيجيات التنمية الإسرائيلية وتعزيز التعاون الصيني الإسرائيلي في مجال الإبتكار ودفع مفاوضات التجارة الحرة بين البلدين.

    ثانيا، دعم الإستقرار في الشرق الأوسط. لا تكتفي الصين بدور “المتفرج” في شؤون الشرق الأوسط. بل تعمل الصين حثيثا على دفع السلام والإستقرار في هذه المنطقة، وتطرح مقترحاتها الخاصة للوساطة والمصالحة بين الدول المتنازعة، وتحث الدول المعنية على معالجة الخلافات والنزاعات من خلال المفاوضات والحوار. وفي مايخص القضية الفلسطينية على سبيل المثال، حثّ القادة الصينيون الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التمسك بالمسار الصحيح لـ “حل الدولتين”، وتقديم تنازلات متبادلة وإستئناف محادثات السلام في أسرع وقت ممكن. كما بذلت الصين الكثير من الجهود لتقريب وجها النظر بين الحكومة السورية والمعارضة. وحظي الدور الصيني البناء في دفع عملية السلام بالشرق الأوسط بتثمين العديد من القادة في الشرق الأوسط.

    ثالثا، دفع الحوار والتعلم المتبادل. حيث يبقى الحوار الوسيلة الأنجع لمعالجة الخلافات، وفي هذا الجانب، تسعى الصين إلى تعزيز الحوار والتبادل بين الحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية وكذلك الحضارة اليهودية. وجعل التبادل البشري يصبح رافدا هاما من راوفد تعزيز العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، تتمسك الصين بموقف داعم لدول الشرق الأوسط والدول العربية في حماية ثقافتها وتقاليدها، وتعارض كل أشكال الميز والأفكار المسبقة تجاه أمة بعينها أو تجاه دين ما. في ذات الوقت، تطرح الصين مبادئ الأحترام المتبادل والتعايش السلمي بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان. وتنظر إلى التنوع الحضاري والثقافي والديني على أنه قوة دفع داخل مختلف المجتمعات وعاملا لتعزيز السلام الإقليمي، وليس فتيلا للنزاعات بين الدول والإضطرابات.

    هناك جاجة متبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط. فمن جهة، تمتلك منطقة الشرق الأوسط آفاقا هائلة للنمو، ويلوح في سمائها الآن أمل السلام. وتأمل من الصين أن تلعب دورا أكثر أهمية، وتتعطش إلى تطوير علاقات أكثر متانة مع الصين. في المقابل، تمتلك منطقة الشرق الأوسط، مكانة مركزية في الدبلوماسية الصينية: إستراتيجيا، تمثل منطقة الشرق الأوسط “الجار الكبير” للصين، وتشكل “ملاذا” إستراتيجيا هاما بالنسبة للصين؛ إقتصاديا، تعد منطقة الشرق الأوسط المصدر الأول للطاقة بالنسبة للصين؛ أمنيا، تمثل منطقة الشرق الأوسط، دفّة الجبهة الدولية لمحاربة الإرهاب. ولا شك في أن الصين تحتاج إلى التعاون مع دول الشرق الأوسط في ضرب “القوى الثلاث”(الإرهاب، الانفصالية، التطرف).

    إن قدرة الصين على لعب أدور أكثر أهمية في منطقة الشرق الأوسط، تعود إلى المميزات التي تتمتع بها الصين على هذا المستوى. أولا، الصين هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتتحمل مسؤوليات المحافظة على السلام والإستقرار العالمي، وتدعم جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في قضايا الشرق الأوسط. ثانيا، تركز الصين على قضايا التنمية، وترى في أن مفتاح معالجة قضايا الشرق الأوسط يكمن في تسريع التنمية. وفي هذا الجانب، ترغب الصين في تقديم مسهاماتها في تحقيق التنمية بالشرق الأوسط، من خلال دفع التعاون والفوز المشترك. ثالثا، لا تتعامل الصين بمنطق الإقصاء في الشرق الأوسط، ولا تنازع القوى الكبرى الأخرى الهيمنة على المنطقة، ولا تمارس سياسات الأحلاف والتكتلات، بل تتمسك بالموضوعية والمواقف العادلة وتحث مختلف الأطراف على معالجة النزاعات العالقة.

    وبالنظر إلى المصالح السياسية والإقتصادية والأمنية الكبرى للصين في منطقة الشرق الأوسط، من المتوقع أن تلعب الصين أدوارا بناءة متزايدة الأهمية في هذه المنطقة.

  • السفير الايراني لدى بكين: إيران تلعب دورا مميزا في بناء “الحزام والطريق”

    السفير الايراني لدى بكين: إيران تلعب دورا مميزا في بناء “الحزام والطريق”

    iran

    بقلم يانغ شين، صحفي بصحيفة الشعب اليومية الصينية:
    “هذه السنة الثالثة لي من أن توليت منصب السفير الإيراني في الصين، وأنا مسرور للمشاركة في افتتاح اجتماع الدورتين لمعرفة التنمية والتحولات الصينية بشكل مباشر.” أدلى بذلك السفير الايراني لدى بكين علي اصغر خاجي في المقابلة الصحفية مع صحيفة الشعب اليومية.
    وقال خاجي ان إجتماع “الدورتين” قد لقي اهتماما دوليا واسعا لطرحه مواضيع دولية هامة مثل العولمة. وإلى جانب الخطة الخمسية الثالثة عشر، يهتم العالم بالمؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سيعقد في النصف الثاني من العام الحالي. وقال:” لاحظت أن الدورتين تدفع التنمية الصينية الى الأمام خلال هذه السنوات، كما تطرح مواضيع جديدة للدراسة كل عام.”
    وأعرب خاجي ان العلاقات بين الصين وايران تشهد تطورا سريعا في السنوات الأخيرة. حيث مثلت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لايران في يناير عام 2016 حدثا أهمية تاريخية، حيث رفعت العلاقات الثنائية الى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما تم توقيع 17 وثيقة تعاون دخلت حيز التنفيذ في الوقت الحالي. وأشار خاجي الى ان ايران تعد دولة غنية بالنفط واحتياطي الغاز الطبيعي، يمكن أن يسد حاجات الصين للطاقة. كما هناك آفاق كبيرة للتعاون الثانئي في مجالات الطاقة والتجارة والأمن وغيرها. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لايران منذ سنوات، وهي دولة قوية على مستوى المال والتجارة والصناعة، وتلعب دورا لا غنى عنه في إنشاء البنية التحتية الايرانية. ويمتلك الجانبان مصالح مشتركة في عدة مجالات، ومن المتوقع ان يكون التعاون أكثر تنوعا و تناسقا في دفع التعددية العالمية وضرب الإرهاب والمنظمات الإجرامية.
    وأثناء حديثه عن مبادرة “الحزام والطريق”، قال خاجي ان الصين وايران وقعتا على مذكرة تفاهم لدفع التعاون في بناء “الحزام والطريق” خلال زيارة الرئيس شي لايران. وقد لعبت ايران دور جسر التواصل بين الصين والغرب منذ عصور طريق الحرير القديم. ونظرا لمكانة ايران التاريخية في العلاقات مع الصين على المستوى الاقتصادي والثقافي، يمكن لايران أن تلعب دورا مميزا في بناء “الحزام والطريق”. “ترغب ايران في الموائمة بين مخططاتها التنموية مع “الحزام والطريق”، وتعزيز التعاون في هذا الإطار في القدرة الانتاجية والبنية الأساسية وغيرها من المجالات.” وأشار إلى أن ايران قد أسست لجنة عابرة للأقسام لدفع بناء “الحزام والطريق”، ويشمل أعضاءها مختلف الأقسام الحكومية والمؤسسات الشخصية والكيانات الاقتصادية.

  • السفير العراقي الجديد: مبادرة الحزام والطريق تخدم السلام الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط

    السفير العراقي الجديد: مبادرة الحزام والطريق تخدم السلام الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط

    ذكر السفير العراقي لدى الصين أحمد تحسين برواري أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تخدم السلام الدولي وعلى الأخص في منطقة الشرق الأوسط، داعيا قادة الدول الواقعة على طول المبادرة إلى الإستفادة من الفرص والإيجابيات التي تتيحها.

    صرح السفير بذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بمقر السفارة العراقية في بكين قبيل تقديم أوراق اعتماده سفيرا للعراق للرئيس الصيني شي جين بينغ غدا يوم 17 مارس الجاري.

    وقال برواري “نحن سعداء جدا بهذه المبادرة وندعمها ونحاول بكل ما نستطيع أن نكون جزءا فعالا فيها لأننا نعتقد بأن الصين بإطلاقها هذه المبادرة وعملها على تقوية الأواصر وتوسيع العلاقات الدولية بنمط جديد ليس عدوانيا كما تفعل بعض الدول لكن بنمط التنمية والصداقة سيكون لها دور إيجابي جدا في السلام الدولي وعلى الأقل في منطقتنا”.

    وأضاف” نحن في العراق مهتمون جدا بها ونحاول بقدر المستطاع أن نندمج بها بما يخدم مصالحنا كدولة في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت كمصالح مشتركة بين الدول التي تقع على هذا الحزام وهذا الطريق”، داعيا قادة الدول بطول المبادرة وخاصة الشرق الأوسط إلى الاستفادة من ” الإيجابيات الكبيرة جدا” التي تقدمها، بحسب قوله.

    وطرح الرئيس الصيني مبادرة الحزام والطريق التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 في عام 2013 في زيارته لقازاقستان. وتهدف المبادرة الطموحة إلى ربط قارات العالم القديم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا بشبكة تجارة وبنية تحتية ضخمة تعود بالنفع على كافة الدول الواقعة على طول مساراتها.

    وسلط السفير العراقي الضوء على عوامل عدة تجعل من العراق جزءا مهما من هذه المبادرة بينها موقعه الاستراتيجي على خط الحرير والمصادر الهائلة للطاقة الموجودة به والأواصر الثقافية التي تربطه مع الدول التي تمر بها المبادرة وكون العراق دولة ذات حضارات قديمة ترجع إلى آلاف السنين.

    وقال إن العراق منذ إقامة العلاقات الرسمية في عام 1958 تربطه بالصين علاقات سياسية تتسم بالتفاهم والصداقة حتى في الأوقات الصعبة. كما تجمعه بالصين علاقات اقتصادية حيوية مهمة جدا.

    والصين هي المستورد الأكبر للنفط العراقي وهناك استثمارات وأعمال كبيرة لشركات صينية في العراق في مجالات متعددة لإعادة بناء البنية التحتية العراقية التي دمرت بسبب الحروب والحصار الاقتصادي.

    في الوقت نفسه، أكد السفير أن العلاقات الثقافية تحتل مكانة كبيرة أيضا في ضوء ما يملكه البلدان من إرث حضاري كبير يجعل من نظرتهما لمشاكل العالم وكيفية حل هذه المشاكل ومستقبل العالم مختلفة عن بعض الدول الأخرى.

    ولذلك، يولي العراق أهمية كبيرة بالعلاقات مع الصين ويتطلع إلى تطويرها في المستقبل.

    وفي هذا السياق، أكد أن الصين هي قدمت مساهمات كبيرة أيضا إما بشكل عقود مع الحكومة العراقية أو استثمارات لتطوير البنية التحتية لهذا المجال.

    والنفط هو أهم سلعة للعراق لأن أكثر من 90 بالمائة من واردات العراق تأتي من هذا المجال.

    كما تساعد الصين العراق على علاج مشكلة نقص الطاقة الكهربائية من خلال بناء محطات انتاج وتوزيع للطاقة الكهربائية في مناطق مختلفة. كما تساهم الشركات الصينية في دعم العراق لبناء البنية التحتية في الطرق والجسور وأيضا مشاريع الإسكان.

    وأوضح السفير “العراق يحتاج الى بناء مليوني وحدة سكنية ولذلك هناك فرصة كبيرة للشركات الصينية للعمل في هذا المجال وهناك بالفعل عدد من الشركات التي تعمل لكن بناء مليوني وحدة سكنية يحتاج إلى فترة كبيرة وعمل كبير”.

    ويمتد التعاون بين العراق والصين أيضا إلى الاستفادة من الخبرات الصينية في كثير من المجالات مثل التخطيط والاقتصاد والتعليم والصحة.

    وأكد برواري أن بلاده مهتمة بفسح المجال وتقديم التسهيلات اللازمة للشركات الصينية للعمل في العراق، مشيرا إلى أنها “تحظى بأفضلية من جانب الحكومة .تجاربنا معها إيجابية جدا، والمشاريع التي بدأتها تحققت بانجاز كبير”.

    واتفق السفير أن تكاتف دول الشرق الأوسط خلف مبادرة الحزام والطريق يمكن أن يعزز التوافق بين الدول المتخاصمة والمتنازعة مع بعضها على حساب الخلاف في ضوء ما تحمله روح هذه المبادرة من تناغم ووئام في العلاقات ومردود اقتصادي جيد.

    وأكد برواري أن العراق يتابع عن كثب مثله مثل غيره من دول العالم، أصدقاء ومنافسين للصين، جلسات الهيئتين التشريعية والاستشارية لأسباب من أهمها دور الصين الكبير على الساحة الدولية واقتصاد الصين الهائل الذي يعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إضافة الى اهتمام العراق بمعرفة خطوات الصين المستقبلية لارتباطها الوثيق بالصين اقتصاديا.

    “أكيد أي قرارات تتخذها الصين سوف يكون له دور ايجابي على الأصدقاء والشركاء الاقتصاديين كالعراق. ويهمنا جدا في هذا الاجتماع التركيز على موضوع توسيع الانفتاح على دول العالم ومواصلة دعم المشاريع التي تدخل ضمن مبادرة الحزام والطريق”.

    وأكد أن بلاده يمكن أن تستفيد من التجرية الصينية في معالجتها لبعض المشاكل التي قد يواجهها العراق على سبيل المثال كيفية معالجة مشكلة الهجرة من الريف الى المدن و كيفية تنظيم التنمية المتجانسة بين الاقاليم.

    وبينما تكافح القوات العراقية لاستعادة الجزء الأخير من الموصل من قبضة تنظيم داعش، أكد برواري أن العراق يتمتع بدعم كل دول العالم بما في ذلك الصين.

    وقال “الصين بالتأكيد تدعم العراق في محاربته لداعش على مستويات متعددة، هناك تعاون أمني واستشاري. نحن في العراق لم نطلب من أي دولة أن تدعمنا على الأرض لأن لدينا جيش وقوات لديها القدرة والخبرات على قتال داعش”.

    وقال السفير إن” الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة في العراق وترتبط به بعلاقات استراتيجية دفاعية مشتركة، موضحا أن علاقات الولايات المتحدة بالكرد في العراق لا تشكل خطرا بالنسبة للعراق لأن الكرد هم جزء من العراق وفي نفس الوقت هم جهة بالتنسيق مع الحكومة تقاتل عصابات داعش الإرهابية”.

    وأعرب برواري عن شكره للصين على “دعمها غير المشروط ” للعراق في حربه ضد داعش وأزمته الاقتصادية في ظل تدني أسعار النفط بصورة حادة، مضيفا أن ” تخطي العراق لهذه الأزمة الاقتصادية ونجاحه في القضاء على داعش في العراق أكيد سيكون له أيضا بصمات صينية”.

    وأكد أن القضاء على داعش مسألة وقت لأن جبهة العراق في مواجهته موحدة، معتقدا أنه بدون حل سياسي في سوريا قد يواجه العراق تحديات مستقبلية تأتي من الحدود السورية .

    وقال السفير هناك مشاكل لن تحل بالتقسيم، داعش يحارب الجميع، الكرد والعرب السنة والشيعة، بالتالي انعزال هذه المكونات عن بعضها لمناطق مستقلة لن يحل مشكلة الإرهاب وداعش، فالتنظيم لا يؤمن بهذه المكونات ولا النظام السياسي في العراق بالأساس.

    واعتقد أن التحدي الكبير بعد القضاء على داعش لا يتمثل في التقسيم وإنما إعادة الاستقرار في هذه المناطق التي دمرت بالكامل. ونأمل بالدعم الدولي ودعم الصين أن نتجاوز ذلك.

    وفي تعقيبه على مرسوم الهجرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف السفير القرار بأنه “متسرع ومستغرب” لأن العراقيين هم أكبر المتضررين بجرائم التنظيمات الإرهابية، معربا عن سعادته باستثناء العراق من القرار المنقح غير أنه قال إن اتهام دول كاملة بأنها تسبب مشكلة أمنية للولايات المتحدة يحتاج الى “دراسة معمقة وإعادة نظر”

    يذكر أن السفير برواري سبق أن خدم سفيرا لبلاده في نيو دلهي في الهند ورئيسا لدائرة أوروبا في وزارة الخارجية العراقية قبل وصوله الى الصين في يناير الماضي.