الوسم: الصين بعيون عربية

  • التواصل الثقافي الصيني – العربي القديم: تسليط الضوء على حقبة أسرة تانغ

    التواصل الثقافي الصيني – العربي القديم: تسليط الضوء على حقبة أسرة تانغ

    موقع الصين بعيون عربية-

    د. محمد زريق*:

    في سبتمبر/ أيلول 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ إطلاق مبادرة الحزام والطريق. تهدف هذه المبادرة إلى إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي وإقامة روابط تجارية وثقافية وإنسانية عالمية جديدة. على الصعيد العالمي، هذه هي أهم وأكبر مبادرة اقتصادية في التاريخ. وكانت الدول العربية من بين أول من دعم هذا الاقتراح الصيني الطموح. لطالما كانت المدن العربية الكبرى محطات أساسية على طريق الحرير القديم.

    لقرون، نقل العرب بضائع الصين وكان التواصل بين الثقافات دائم. إن الحزام الثقافي العربي – الصيني القديم والاتصال البشري جعل التبادل الاقتصادي والتجاري أسهل وأكثر ملاءمة. بدون هذا الحزام الثقافي الواسع، لن يتمتع العالم القديم، ولا سيما بين القرنين السابع والسادس عشر الميلاديين، بمثل هذه النهضة التجارية والتعايش السلمي الذي بات رمزاً للحضارة الصينية العريقة.

    كانت هناك اتصالات ما قبل الإسلام بين الدول الصينية والعربية. لفترة طويلة، سيطر العرب على طريق التجارة بين آسيا وأوروبا. منذ ما قبل سانت لويس حتى الآن، حققت صناعة الزجاج نجاحًا غير عادي؛ مع التذكير أن الصينيين قد أطلقوا مسبقاً “طريق الزجاج”. تشير السجلات الصينية القديمة إلى المشاركة الثقافية مع المنطقة العربية منذ 122 قبل الميلاد، عندما شيدوا طريق الحرير. طوال عهد أسرة هان، كان الفنانون العرب يؤدون السحر والموسيقى في المحاكم الإمبراطورية. بالإضافة إلى أفعال خارقة للطبيعة مثل تحويل جمجمة ثور إلى حصان عربي.

    تم نقل الآلات الموسيقية من بلاد ما بين النهرين قبل الإسلام بما في ذلك konghou و bili pipa وغيرها ولعبت دورًا أساسيًا في إنشاء الموسيقى الصينية. بين عامي 222 و 280 بعد الميلاد، تواصل الصينيون مع مملكة مروي في شمال السودان. سافرت السفن التجارية الصينية من الهند إلى الإمبراطورية الرومانية بعد رحلة مدتها شهر. يعتبر السودان الحديث جزءًا من الحزام الثقافي والاقتصادي الاساسي. عرف الناس قبل الإسلام الأشياء الصينية مثل صناديق الكنوز العاكسة، والتي كانت تعتبر من الاشياء الثمينة والرائعة. بحلول عام 300 بعد الميلاد، أنشأ العرب مستعمرة كبيرة في تشيوانتشو. كان ذلك خلال حكم مملكة واي الشمالية (386-557). ربما أثرت اللغة والثقافة والتقاليد العربية على قوانغتشو ولويانغ. خلال فترة تانغ (618-907 م)، كان هناك اتصال ثقافي كبير بين الدول العربية والصينية.

    مع تطور الإسلام، ازداد استقرار وثروات تانغ الصينية، مما أدى إلى مزيد من الاتصالات الدبلوماسية والتجارية. أصبحت شي آن مركزًا ثقافيًا للإمبراطورية. بدأ أول حوار بين الحضارات والتعايش الثقافي في العالم القديم خلال حقبة طريق الحرير. من خلال طريق الحرير، انخرط عدد قليل من السكان العرب في الإقليم الشمالي لمملكة وي في أنشطة ثقافية وتجارية وصناعية صغيرة الحجم خلال عهد أسرة تانغ. لم يشعر العرب والمسلمون بالحاجة إلى المشاركة في المعارك والحروب من أجل نشر ثقافتهم، بل اندمجوا في المجتمع الصيني المتنوع الذي يعيشون فيه بشكل رائع؛ وخلال عهد أسرة تانغ، ازداد الفهم العربي للشعب الصيني.

    كان الجغرافيون والمؤرخون العرب قد روجوا للحزام الثقافي لطريق الحرير. غالبًا ما كان الأكاديميون العرب يعلقون على النظام القضائي الصيني وحبهم للحرير والخزاف. ولدراسة تضاريس وعادات الشعوب العربية، أنتج هوان دو عدة كتب. سكن هوان دو في المنطقة العربية لعدة سنوات قبل أن يعود عام 762 بعد الميلاد إلى الصين. كما قام بتفصيل رحلاته حول العالم العربي في سجلات السفر، حيث وصف حالة الكوفة والإمبراطورية العباسية. “يضم هذا المجتمع الذي يرتدي النقاب مسجدًا يتسع لـ 100000 شخص حيث يتحدث الخليفة كل أسبوع”. وأشار إلى أن “كل ما يوجد على ظهر الأرض موجود في الكوفة”.

    “السوق كبير ورخيص، والطرق مليئة بالخيول والحملان”. السيراميك والزجاج والحرير متوفرون أيضًا في أسواق الكوفة. يدعي أن أرز الكوفة مطابق للأرز الصيني. وذكر أيضًا عن الرسامين والنساجين الصينيين في الكوفة. كما أرّخت المصادر الصينية الاضطرابات السياسية الكبرى في شبه الجزيرة العربية خلال عهد أسرة تانغ ، مما يشير إلى معرفة واسعة بالظروف الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وكان من المدهش أن نرى أن السجلات التاريخية الصينية تواكب الأحداث في شبه الجزيرة العربية أثناء العصر الإسلامي. كانت الدعوة في مهدها، وحكمت قبيلة قريش، التي ضمت بني هاشم وبنو مروان، غرب منطقة شي آن.

    كتاب أسطورة تانغ القديم له قصة معقدة، فهو يروي رحيل الجيوش العربية من شبه الجزيرة العربية، عبر نهر دجلة، إلى الهند. ويضيف كتاب تاريخ تانغ: “اغتال الخليفة مروان شقيقه الأكبر وتوّج نفسه خليفة، ومع ذلك كان يحظى بشعبية بين الناس بسبب قوته وقمعه”. في طريقه من خراسان إلى الغرب، قتل أبو مسلم الخليفة المسلم أبو العباس. خلال هذه الفترة، شاركت الدول العربية والصينية في الكثير من الخبرات الصناعية. نقلت الدولة الإسلامية تقنية صناعة الورق من الصينيين بعد معركة نهر تالاس في يوليو/ تموز 751 م. بدأ أول مصنع للورق في بغداد حوالي عام 793 بعد الميلاد، بعد سنوات قليلة من إغلاق مصنع سمرقند. تم إنشاء ثالث وأكبر مصنع للورق عام 900 بعد الميلاد، وكان في دمشق. ثم امتد إلى قارات أخرى بما في ذلك أوروبا.

    على الرغم من أن وسائل الإعلام العربية تتابع باستمرار موضوع نقل تكنولوجيا صناعة الورق، إلا أن “صناع خراسان هم نموذج الورق الصيني”. يُقال إن مادة التخثر الخاصة بسمرقند المصنوعة من الورق المعجن والجلد والبلوط فريدة من نوعها. أنشأ الخليفة المعتصم مدينة سامراء عام 838 م، ووجدت كمية كبيرة من الفخار في بغداد، بعضها بقي في الصحراء. فقط الطين المستخدم في صنع خزف سامراء يمكن تمييزه عن الفخار القديم. أنتجت سامراء أباريق ذات أفواه مستقيمة ومقابض بآذان، بالإضافة إلى نقوش أخرى من عهد أسرة تانغ. المدن العربية مثل دمشق وصحار كان موجود فيها أيضا صناعة الحرير. ساعد التبادل التجاري والثقافي بين السيبيريين والعرب على تطوير الفن الإسلامي، ولا سيما صناعة الفخار.

    تظهر الأعشاب والنباتات الطبية أن الصيدليات العربية والأدوية كانت معروفة في الصين خلال حقبة أسرة تانغ. خلال عصر تيانباو (742-756 م) قام الإمبراطور بتخزينها مع الكولونيا والجوز والمجوهرات. منذ ذلك الحين، أدرجت الصيدلية الصينية زيت بذور الشمر وعلاجات عربية أخرى. وقد تم اطلاق الاسماء على بعض النباتات الطبية العربية والفارسية، بما في ذلك الزعرور واللبان.

    في عهد الإمبراطور شوان زونغ في حقبة أسرة تانغ، تم تجميع السجلات ونشرها في كتاب من سبعة مجلدات (712 م). خلال عهد أسرة يوان، بدأت الرياضيات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى التأثيرات الثقافية الأخرى، في التأثير على الثقافة الصينية. وقد اعتمد التقويم الإسلامي خلال حقبة مينغ على تقويم 365 يومًا. أما في الوقت الحاضر، فقد أرست العلاقات السياسية والتجارية بين العرب والصين في العصر الحديث الأساس للتفاعلات الثقافية الواسعة، لا سيما بعد الاعلان عن مبادرة الحزام والطريق.

    *دكتور في العلاقات الدولية وباحث مستقل، يدرس السياسة الخارجية الصينية ومبادرة الحزام والطريق وقضايا شرق أوسطية والعلاقات الصينية-العربية. بحوذة الكاتب العديد من الدراسات المنشورة في مجلات رفيعة المستوى وصحف عالمية.

  • مبادرة “الحزام والطريق”: تونس علامة مشجعة لمسار طريق الحرير الصيني الجديد نحو أفريقيا والمتوسط

    مبادرة “الحزام والطريق”: تونس علامة مشجعة لمسار طريق الحرير الصيني الجديد نحو أفريقيا والمتوسط

     

    موقع الصين بعيون عربية ـ
    سناء كليش*:

    إنضمت تونس رسمياً في جويلية الماضي إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية،  وهي تطمح لأن تكون البوابةً المثالية للاستثمارات والمشاريع الصينية في أفريقيا والشريك الاستراتيجي للصين في المنطقة العربية والأفريقية والاورومتوسطية، ويأتي ذلك بخاصة بعد مرور 54 سنة على إقامة العلاقات الدّبلوماسيّة لتونس مع جمهورية الصّين الشعبيّة (1964)، حيث شهدت هذه العلاقات وما تزال تشهد تطورات ملحوظة ومتواصلة، لكونها تشمل مختلف الحقول السياسية والاقتصادية والثقافية والانسانية، وفي إطار يرتكز على مبادىء الصداقة والاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والربح الثنائي.

    كان ذلك على هامش أشغال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، بعد توقيع وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، ومستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني، وانغ يى، مذكرة تفاهم تتعلق بانضمام تونس لمبادرة الحزام والطريق. إن “انضمام تونس لهذه المبادرة سيدعم مساهمة الصين في إنجاز عدد من المشاريع التنموية في تونس، خاصة المشاريع الكبرى في مجال البُنية التحتية المدرجة ضمن المخطط التنموي 2016-2020″، هذا ما أكده الجهيناوي مبرزاً في الوقت نفسه “أهمية الإمكانيات الواعدة للاستثمار في تونس، باعتبار موقعها الاستراتيجي في المنطقة العربية والإفريقية والأُورمتوسطية، وتوفر الطاقات البشرية المؤهلة”.

    ومن جهته أكد وانغ يى، إن الصين ستواصل دعم المجهود التنموي في تونس، من خلال إنجاز المشاريع المتفق عليها واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، وهو ما يُشير ضمناً إلى أن الصين تعمل من أجل مزيد من المنفعة والإتّساع في علاقاتها مع تونس على مسارات عديدة، يمكن أن تغطي بالتدريج عدداً من البلدان الاخرى.

    ولهذا، نرى أن تونس تسعى الى المزيد من العمل الجاد والمستمر لتوظيف موقعها المفتاحي في المنطقة الأفريقية وجغرافيتها المِثالية التي تربط بين شمال وجنوب المتوسط، كعلامة مشجّعة لمسار طريق الحرير الصيني الجديد في المنطقة.

    وإلى جانب موقعها الجغرافي المتميز، تتوفر تونس على العديد من الخصائص التي تتيح لها أن تكون ورشة عمل صينية متقدمة في الخطوط الجيوإقتصادية والاستثمارية الأُولى، وقاعدة مالية وصناعية دولية في قلب المتوسط، وفي مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا والعالم العربي وأفريقيا، في إطار طريق الحرير الجديدة.

    كما تجدر الاشارة، إلى أن انخراط تونس ومشاركتها في المشاريع ضمن مبادرة الحزام والطريق، تدعمه علاقات تونس الطيبة مع الاتحاد الاوروبي، ومفاوضاتها مع الاتحاد من اجل إتفاق التبادل التجاري الحر الشامل والمُعمّق.

    وهي تهدف من خلال انضمامها الى مبادرة “الحزام والطريق” التي ترى أنها تمثّل شراكَة مفيدة ضمن شعار “رابح – رابح”، الى تعزيز مكانتها الاقتصادية التي ترنو إليها في السنوات الاخيرة، وبخاصة في مجالات البُنية التحتية والصناعة الرقمية وتحقيق منجزات الثورة الصناعية وتوظيف التكنولوجيا الصينية في تونس.

    وعبّر مسؤولون حكوميون تونسيون في مناسبات عدة عن رغبتهم في جعل الصين شريكاً إستراتيجياً من الدرجة الأولى، عِلماً أن الصين تعتبر الشريك التجاري الرابع لتونس، داعين بالخصوص إلى أن يرتكز العمل على دعم انفتاح السوق الصينية على المنتوجات الفلاحية التونسية، على غرار التمور وزيت الزيتون والمنتجات البحرية، فضلاً عن استغلال الفسفاط التونسي وإثرائه بقيمة مضافة وتطويره.

    كما تحتضن تونس مكتب منظمة طريق الحرير للتعاون الثقافي والاقتصادي الدولي الصينية (سيكو تونس)، الذي افتتح في أفريل 2017، وهو الأول من نوعه في أفريقيا. وينتظر ان يضطلع مكتب /سيكو تونس/ دوراً محورياً في دفع علاقات التعاون الثنائي وتنفيذ الاتفاقيات.

    وتُشير الملامح الاولية للمبادرة أن الخطوط التي سيتم تركيزها، يمر نصفها أو ينتهي على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، عبر الشرق الأوسط والبلدان العربية، وبالتالي فإن تونس والجزائر والمغرب، تحظى كل منها بحظوظ وافرة لتكون الشريك عن منطقة شمال أفريقيا في المبادرة، مع العِلم أن الصينيين يدرسون كل الامكانيات والفرص التي تضمن نجاح المبادرة مع شركاء متعددين.

    تُعتبر مبادرة الحزام والطريق أكثر سياسات رئيس جمهورية الصيني الشعبية شي جين بينغ طُموحاً، وكان أعلن عن إطلاقها للمرة الاولى سنة 2013 تحت  إسم “حزام واحد طريق واحد”، وهي عبارة عن استراتيجية تنموية تقوم على بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير البري وطريق الحرير البحري للقرن 21، عن طريق بناء ممرات إقتصادية تربط آسيا وأُوروبا عبر القارة الافريقية.

    وتنفق الصين حالياً حوالي 150 مليار دولار سنوياً في الدول ال68 التي وقعت على المشاركة في المبادرة، لتحسين السكك الحديدية وشبكات أنابيب نقل الغاز والبترول وغيرها، كما أنشأت بكين صندوقاً لتمويل المشاريع ضمن المبادرة تحت إسم “صندوق طريق الحرير”.

    وتشير التقديرات المتعلقة بالاستثمارات الصينية المرتبطة بالمبادرة بأنها كانت في حدود 60 مليار دولار وقت اطلاقها سنة 2013، غير أنه من المرجّح أن تسجل ارتفاعاً كبيراً لتصل بين 600 و800 مليار دولار من الاستثمارات المبرمجة خلال السنوات الخمس القادمة.

    ـ #سناء_كليش: #مستشارة رئيس #الاتحاد الدولي للصحفيين والأعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين، وكاتبة وصحفية #تونسية ناشطة ومعروفة، ومن المجموعة الأولى المؤسِّسة للعضوية الأُممية للاتحاد الدولي على صَعيد عالمي.

  • منتدى التعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق 2018: كل الطرق تؤدي إلى بكين

    منتدى التعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق 2018: كل الطرق تؤدي إلى بكين

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    أ.د. جهاد حمدان:

     

    بدعوة من صحيفة “الشعب” اليومية واسعة الانتشار، تنطلق في بوآو في جزيرة هاينان، في الصين، في الثلاثين من تشرين أوّل الحالي، أعمال منتدى التعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق لعام 2018، بمشاركة واسعة من مختلف الصحف ووسائل الإعلام الصينية والأجنبية، وبمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الحكوميين، والأكاديميين، والخبراء، والمديرين التنفيذيين الصينيين.

    ويركّز المؤتمر على الروابط المتينة مع وسائل الإعلام والإعلاميين من شتّى الدول، وعلى التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق بهدف تعظيم المنافع المشتركة لهذا التعاون، عبر تسريع وزيادة تبادل المعلومات، وتعزيز أواصر الروابط والعلاقات بين الإعلاميين.

    ويأتي هذا الحدث المهم متابعة لأعمال المنتدى الأول الذي انطلق في 17 أيلول عام 2017 في مدينة دونهوانج، في مقاطعة قانسو، بتنظيم من صحيفة “الشعب” الصينية أيضاً، وبحضور 126 منظمة وطنية ودولية و265 ممثلاً لوسائل إعلام محلية وأجنبية.

    ولمناسبة انعقاد المنتدى هذا العام، فمن المفيد ذكر بعض الحقائق الرئيسية حول المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خريف 2013. ففي 8 نوفمبر 2014، أعلنت الصين تخصيص 40 مليار دولار لإقامة صندوق طريق الحرير لدعم مشروعات الحزام والطريق. وفي هذا الإطار، أنشأت الصين مؤسسة مالية جديدة متعددة الأطراف هي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وفي أيار 2017 عُقد منتدى الحزام والطريق الأول للتعاون الدولي في العاصمة الصينية بكين، وحضره قادة 29 دولة.

    وقد حصلت المبادرة على زخم جديد عندما تم إدراجها في دستور الحزب الشيوعي الصيني، في 24 أكتوبر 2017. وبحلول تموز 2018، أنجز نحو 95 بالمئة من إجمالي 279 بنداً على قائمة مهام منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي. ومع نهاية آب 2018، وصل عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا إلى 10 آلاف.

    وخلال السنوات الخمس الماضية، تجاوزت تجارة الصين مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق 5.5 تريليون دولار، ووصل الاستثمار الصيني المباشر في القطاعات غير المالية في هذه الدول إلى أكثر من 80 مليار دولار. وخلال االفترة نفسها أسست الصين 82 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في هذه الدول الواقع، حيث استثمرت الصين 28.9 مليار دولار وخلقت نحو 244 ألف وظيفة محلية.

    وفي الشهور السبعة الأولى من 2018، زادت الشركات الصينية من استثماراتها في 54 دولة على طول الحزام والطريق حيث بلغت 8.55 مليار دولار. وفي إطار المبادرة، أقامت الصين 81 مؤسسة تعليمية ومشروعا تعليميا إضافة إلى 35 مركزاً ثقافياً في الدول على طول الحزام والطريق. وفي النصف الأول من 2018 أنفقت الصين أكثر من 270 مليون يوان (39.3 مليون دولار تقريبا) على “مِنح طريق الحرير الدراسية”.

    لقد أصبح تنفيذ مبادرة الحزام والطريق مصلحة عالمية تنخرط في إطارها أكثر من مئة دولة. وستترك هذه المبادرة بصماتها على مختلف مناحي الحياة، وستقدم نموذجاً جديداً في العلاقات الدولية قائم على المنافع المشتركة لجميع الدول المنضوية في إطارها. وربما يصل تأثيرها إلى إدخال عبارات وأقوال جديدة إلى مختلف اللغات.

    في العصور القديمة كانت روما أهم عواصم العالم. ومنها انبثقت وازدهرت حضارة امتدت على طول سواحل البحر المتوسط وشملت أراضٍ كثيرة  في جنوب غرب وجنوب شرق أوروبا والبلقان، مما شكّل معضلة كبيرة في الوصول إلى هذه البلاد بسبب صعوبة المواصلات ووعورة الطرق، فقامت روما بربط كل المدن التي فتحتها بطرق مرصوفة. وكانت جميع هذه الطرق تؤدي إلى روما، ومن هنا جاءت مقولة “كل الطرق تؤدي الى روما”.

    وبفعل مبادرة الحزام والطريق التي مركزها بكين، ستقوم شَراكات بين الصين وعدد كبير من دول العالم، تجلب الخير لمختلف البلدان والشعوب، شراكات أساسها تحقيق مكاسب ومنافع لجميع أطرافها. وستدرك الدول والشعوب أنّ التوجه إلي بكين، ليس كما كان التوجه إلى روما القديمة، يساهم في بناء دولها وتعزيز السلم العالمي. ولن يطول الوقت مع استمرار نجاحات المبادرة لتصبح “كل الطرق تؤدي إلى بكين”.

    #الأستاذ الدكتور جهاد_حمدان: أكاديمي وباحث ورئيس جمعية أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها والترجمة في الجامعات العربية، وعضو ناشط في “#الاتحاد_الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين”.

  • مَع الصّين كُلّنا رَابِحُون

    مَع الصّين كُلّنا رَابِحُون

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    بَاسم مُحمد حُسين*:

    يَخلو سجل جمهورية الصين الشعبية التاريخي من السلبيات جميعها. فدولة كبيرة مثل الصين بمساحتها الواسعة وعدد نفوسها الأكبر في العالم، وبما أمتلكته وتمتلكه من إمكانات مادية وبشرية سابقاً ولاحقاً، لم تفكر باحتلال دولة أو بقعة معينة، ولم تدخل جيوشها مدن غيرها، ولم تعتدِ على أحد، بل دافعت عن نفسها كثيراً وطويلاً لرد هجمات الأعداء على مر الأزمان. فبناء سور الصين العظيم يؤكد نزعتها الدفاعية وليس الهجومية، على عكس دول وأقوام عديدة في تلك المنطقة بالذات. كما يؤكد هذا الصرح الكبير الذي يُعتبر بحق إحدى العجائب المعتمدة عالمياً من ضمن عجائب الدنيا السبع القديمة، حب ذلك الشعب للبناء والإعمار، وليس للقتل والهيمنة على ممتلكات الآخرين .

    ومنذ قديم الزمان كانت الصين تتاجر مع عدد غير قليل من الأقوام وتتبادل معها البضائع المتنوعة وأهمها الحرير. وكان لهذا المنتج تميّزاً كبيراً عن غيره من المنتجات، حيث كان يُصدّر الى دول جنوب غرب آسيا، والدول الواقعة شمال وشرق أفريقيا، عبر طريق طويل سمي آنذاك بـِ(طريق الحرير).

    في عام 2013 طرح الرفيق الأمين العام والرئيس شي جن بينغ، مبادرة الحزام والطريق لإحياء الطريق القديم (طريق الحرير)، ولكن بمفهوم جديد وتقنيات حديثة، تشمل إنشاء طرق برية سريعة وذات مواصفات عالية، وكذلك خطوط للسكك الحديدية، وأنابيب لنقل المحروقات (النفط والغاز)، وإنشاء محطات للاتصالات الإلكترونية الحديثة، ومحطات للطاقة، ولنقل تلك الطاقة وغيرها من مستلزمات الحياة الجديدة. وتربط هذه الطرق جمهورية الصين الشعبية العملاقة مع مختلف الدول التي تتبادل معها تجارياً، أو تصدر إليها المنتجات الصينية المتنوعة، وعلى مختلف جهات وحدود الصين براً وبحراً.

    فمثلاً، من جهة الشرق مع روسيا، ووصولاً الى أوروبا، ومن الغرب مع آسيا الوسطى، وصولاً للخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، بينما من الجنوب مع دول شرق وجنوب آسيا، وصولاً للبحر الهادىء. وبالإمكان أن يُضاف لهذه الخطوط ممرات أخرى لدولٍ أخرى، زد على ذلك الخطوط البحرية.

    بالتأكيد، هذه الطُرق الصينية توفّر فرصاً للأعمال، حيث تُشغِّل آلاف الأيدي العاملة، وتعزّز حب الناس لأوطانهم، من خلال خدمة الوطن عبر العمل النافع الذي يعود بالخير الوفير على تلك البلدان، حيث سيكون التواصل بوسائط حديثة متطورة، تنقل تلك الدول المتأخرة نقلة نوعية، من خلال التنمية المُستدامة، وتجعلها بمصاف الدول الأوروبية المتقدمة خلال زمن مقبل قصير.

    إن سياسة جمهورية الصين الشعبية وحزبها القائد (الحزب الشيوعي الصيني)، تعتمد تلك المشاريع تشاركياً مع الدول الأخرى، لتكون الفائدة للشعوب عامة وليس لأصحاب رؤوس الأموال وشركاتهم فقط، (كما تفعل بعض الدول وقادتها)، وهنا هو بيت القصيد، أي بمعيار “رابح – رابح” .

    لنتصور الفارق بين الرؤية الصينية للمستقبل، حيث تضمنّت قرارات المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، عام 2017، فقرة تلزم الدولة والمجتمع للحفاظ على البيئة، واتخاذ إجراءات مدروسة بهذا الشأن، بينما نجد الولايات المتحدة الأميركية تنسحب من إجراءات معالجة الاحتباس الحراري، والتي توّلد أضراراً كبرى على البيئة، وتنسحب نتائجها السلبية جداً على صحة كل البشر .

    كما يمكننا أيضاً أن نستقرىء نتائج مبادرة الحزام والطريق، مستندين الى تجارب الصين الناجحة بالكامل، وفي جميع المجالات طيلة الأعوام المنصرمة، ومنها على سبيل المِثال، خطتها المبدعة للقضاء على الفقر والتي ستنتهي قبل العام 2020، ولمسنا هذا الأمر في زيارتنا  الكبرى إلى جمهورية الصين الشعبية بدعوة من قيادة الحزب وتوقيع الرفيق شي جين بينغ، في آذار/مارس من هذا العام2018، ضمن وفد الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين .

    ـ مَرحى لِمَن يُحب الوطن والناس.. مع الصين كلنا رابحون..

    *الاستاذ #باسم_محمد_حسين: كاتب وعضو في “#المجموعة الرئاسية #العراقية الأولى، وسكرتير تحرير مجلة #الغد للحزب الشيوعي #العراقي، وعضو المكتب الإعلامي ومكتب العلاقات الوطنية للحزب، والأمين الإداري للنقابة #الوطنية للصحفيين #العراقيين.

  • الثقافات في الحزام والطريق الصيني

    الثقافات في الحزام والطريق الصيني

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود عدنان*:

    دأب سفراء جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية منذ بداية إرساء صرح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قبل أكثر من أربعة عقود، وفي مختلف المناسبات والفعاليات، للتشديد على أن الأردن بلد آمن ومستقر، وبأن بيئته مناسِبة للاستثمارات الصينية، وليكن مقصداً إستراتيجياً لاستقطاب مختلف أشكال التفعيلات المالية والصناعية والتجارية والخدمية الصينية، التي يتطلبها الوضع الاردني، وبخاصة مشروع طريق الحرير الجديد المُسمّى بالحزام والطريق إختصاراً.

    سعادة السفير بان ويفانغ، سفير الصين الحالي لدى الاردن، هو الآخر يُكرّر ويشدّد على ضرورة التعاون الأوسع بين الدولتين، فهو ناشط في عقد المؤتمرات الصحفية، وتنظيم الزيارات الاردنية الرسمية المتعددة الى الصين، واستقبال المستثمرين الصينيين والاردنيين بالإتجاهين، وهي جهود يمكن النظر اليها على أنها أبواب جديدة يشرعها سعادته في مَسعاه لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أثمرت عن نجاحات ملموسة في المجالات المختلفة، وقد أثمرت جهود سفراء الصين والمباحثات الاردنية الصينية، منذ بداية العلاقات والى اليوم، في تعزيز فضاء الإستثمارات الصينية في قطاع التعليم والمعرفة، حيث تم التوقيع على عدد من الشراكات الاستثمارية بين البلدين، وبضمنها كذلك إنشاء الجامعة “الاردنية – الصينية”، وعلى صعيد آخر بدأت السفارة الصينية بجهود لتشييد مركز ثقافي لها في المملكة، نتظر إنجازه قريباً.

    توقيع مشروع الجامعة الأردنية الصينية بين العاصمتين، كان الأول من نوعه على مستوى العالم قاطبة، فهذه الجامعة هي أولى الجامعات الصينية التي تم إقرار وجودها خارج الأراضي الصينية، حيث ستكون هذه الجامعة داخل مبانِ متطورة، في منطقة الجيزة، على طريق المطار الدولي، على أرض مساحتها 1000 دونم، قدمها الأردن، فيما تتحمل الصين تكاليف الإنشاء بالكامل. أما برامج الجامعة فتتركز على التخصصات الهندسية والتقنية، حيث ستساهم بلعب  دور مهم في تلبية احتياجات السوق الأردني، وسوق المشرق العربي على إتّساعه، ونحن إذ نحيي جهود إيجاد هذه الجامعة، نعتبر أنها تندرج ضمن مسعى مرور مبادرة الحزام والطريق عبر الاردن، لتكون الجامعة ناصية ثقافية وعلمية للحزام والطريق، يُنير للاردنيين إمكانات الدراسة العليا والإبداع في الصين، بتقنيات متطورة جداً تنعكس بصورة تطويرية على الأوضاع الاردنية.

    مبادرة الطريق والحزام بدأت فعلياً منذ عدة سنوات في المملكة، من خلال توليد المشاريع الصينية المختلفة، وعشرات الاتفاقيات الموقعة بين الصين والأردن، في مجال الطاقات المتجددة، وغيرها من المشاريع التي تتعلق ببناء البُنية التحتية لمصادر المياه والمواصلات، كمشرع خط “المترو” التحت أرضي، إذ تم التوقيع مؤخراً على إتفاقية تفاهم بشأنه، والمصانع الصينية وغيرها الكثير.

    اليوم وبعد إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي، تتجه الأنظار الى مشاركة الأردن في عملية إعادة إعمار الجنوب السوري، فالدولة السورية هي الحليف القوي لجمهورية الصين الشعبية، إذ تساهم الأخيرة بفضل مبادرة الحزام والطريق في إرساء قاعدة استثمارية خصبة في سورية وفي الأردن أيضاً، وستكون الصين قريباً منافس دولي متوازن في عملية البناء السوري القادمة.

    مبادرة الحزام والطريق تلعب أدواراً جديدة ونافعة جداً لكسر الحدود السياسية، ولوضعها على جانب الطاولة، فالصين ومبادرتها هذه تهدف الى الرفاه الإجتماعي والعلمي والاقتصادي، الذي يُمكّن المجتمعات العربية بخاصة والشرقية بعامة وعلى حد سواء، من التطور الحقيقي، وللسير نحو تمكين وتنمية مهارات وقدرات إنسانية كامنة في الانسان ونوازعه للإبداع المُثمر لخير البشرية.

    *#محمود_عدنان: باحث #أردني في شؤون #الإعلام الحديث والفن المعاصر، وعضو ناشط في الهيئة #الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلامييي والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

  • “شي” إلى الأردن..

    “شي” إلى الأردن..

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    فيصل ناصيف عبدالرحمن صالح*:

    قريباً يُفتتح في جزيرة هاينان الصينية القريبة من خط الاستواء الأرضي الوهمي، منتدى دولي مكرّس لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية. واللطيف والممتع في أمر هذا المؤتمر ويُسمّى بالمنتدى أيضاً، هو هذا الحشد العالمي الكبير له من جانب المؤسسات الصينية، وفي طليعتها جريدة “الشعب” الصينية، التي تتبنى العمل على التعريف بمبادرة الرئيس شي جين بينغ على كل النطاقات وفي كل القارات.

    يُشير العمل الصيني الكبير و “الأنيق” في الوقت نفسه، إلى أنه ينشط من أجل خلق ظروف مناسبة، ومنها نفسية وأخرى اجتماعية واقتصادية، لمبادرة الحزام والطريق، ويؤكد كذلك جدَية الصين قيادةً وشعباً في تأكيد أهداف المبادرة دولياً، وسيرها في العالم الى أقصى أقصاه، وهو ما يكشف عنه هذا الكم الكبير من المشاركين في المنتدى، الذي يمثل كل العالم بكل أطيافه الاعلامية والمؤسساتية ذات العلاقة بالصين وبتنميتها للعالم.

    وغني عن التعريف أن الصين تعقد مؤتمرات ومنتديات على أراضيها أكثر من أية دولة أخرى في هذا العالم، مايُشير الى ان الطرح الصيني في المناحي المختلفة جاد وفاعل، ويعمل من أجل سرعة الإنجاز في علاقات الصين بالعالم، لذلك تحظى بعض الدول العربية بإنجازات صينية كبيرة، وبعضها الآخر “يَحظى” بالأنين والاوجاع، ويصرخ وهو يرتمي تحت ظروف وضغوطات من الفاقة والفقر والحروب والاقتصادات التي تعتمد على فرض ضرائب باهظة على عمليات الاستثمار المحلي والاجنبي، مما يؤخّر أو يمنع البلدان التي تعاني من هذه “الآفة”، من التطور والنمو الحقيقي وتبقيها أسيرة للماضي بكل معانيه وفي كل جانب.

    العلاقات الاردنية الصينية ممتازة بكل المقايس، لكن يلُاحظ ان الاردن لا يسير باندفاع كبير لتفعيل الاستثمار الصيني على أراضيه، ولو فعل ذلك بسرعة، لتم تحويل الاردن الى جِنان غنّاء، ولاستفاد الاقتصاد الاردني من عائدات كثيرة وكبيرة، عوضاً عن فرض ضرائب متلاحقة على المواطنين، وجعلها متصاعدة بدون توقف، مما ألحق العديد من الضربات بالاقتصاد المحلي، الذي يتطلع الى إنقاذ عالمي لا يمكن له أن يتأتي سوى من دولة صديقة ومخلصة، تسارع في إنقاذة ضمن عملية علمية تسمى “الفوز للجميع”  و “لأجل الجميع”، والصين هنا هي المِثال الأول والأمثل والوحيد، بل والأوحد تقريباً، الذي لا يعرف البيروقراطية في التنفيذ، بل يَعرف شعار التنفيذ بين ليلة وضحاها، ويريد باخلاص سرعة الانجاز وسرعة توافر عائدات وأرباح وتشغيل اليد العاملة وبضمنها الخبيرة والماهرة.

     

    عنوان هذا المقال “شي” إلى الاردن”، يَنبع من محبتنا للرئيس الصيني “شي” ومحبة الرئيس لجلالة الملك عبدالله الثاني، إذ كان لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما قبل عد سنوات، طوق نجاة للاردن وشعبه، لذلك نتطلع الى قدوم “شي” الى الاردن بشخصه الجليل في زيارة رسمية، وقبله قدوم استثماراته الكثيرة الى المملكة، وتوظيفها، ونريد لها ان تتجذر في بلادنا إنتاجاً وعملاً، كما تجّذرت الاستثمارات الصينية في مصر والجزائر وفي غيرها من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، لنكون دولة التقدم والازدهار بجهود صينية اردنية جماعية، وبعدها نحظى بزيارة من الرئيس “شي” الى الاردن، ليَنعم الرئيس باستثمارات بلاده في بلادنا، وليَعرف الشعب الاردني تمام المعرفة كيف تعامل الصين الاردن ودول العالم بدون ضغوطات أو إملاءات، بل بتسهيلات استثمارية واقتصادية مذهلة وسريعة، تكشف بكل مباشرة عن أن الصين تتطلع الى عالم جديد يُماثل اليوتوبيا الروحية في جنان خير للبشرية وبضمنها شعبنا الاردني الحبيب.

    أتمنى لمنتدى الحزام والطريق وجريدة  “الشعب” الصينية التي نتابعها قراءة ومتعةً بأخبارها وتحليلاتها،  مزيداً من النجاح في مسعاها الشريف، وشخصياً آمل وأرجو أن أزور الصين في العام المقبل 2019، من أجل المشاركة في منتدى مُماثل، ومعي ثلّة إعلامية من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، من أجل ان نعمل في سبيل علاقات اقتصادية أوسع مابين الاردن والصين، خدمة لأهداف شعبينا في لاردن والصين وشعوب العالم في كرة أرضية مكتفية مادياً، وراقية بمُثُلِها الروحية، وهي مبادىء سامية نتشارك مع الصين في وضعها والدفاع عنها والتعريف بها، لتفوز بهمة المخلصين في العالم، ولتبني لنفسها ولنا وللجميع صرحاً دولياً مع الصين وبأموال الصين الكثير، وبمشاركتنا العربية أيضاً ولو بتواضع، لكن بأخلاص في مسرب الحزام والطريق الصيني للحرير العصري.

    –#فيصل_ناصيف_صالح: #خبير_تصوير و#مصوّر_إعلامي مُعتمد وخاص في #الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب، ومتخصص بفنون نباتات “#بونساي” والبيئة والانسان

  • (الحزام والطريق) وتطويع الحتميات الجغرافية صينياً!

    (الحزام والطريق) وتطويع الحتميات الجغرافية صينياً!

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    يلينا نيدوغينا
    *:

    تلعب الجغرافيا ودكتاتوريتها دوراً هو الفيصل في تقرير الأحداث الاقتصادية والعلاقات الدولية السياسية والحربية.

    وفي الطريق الحريري الجديد للصين، عبر روسيا والقطب الشمالي، وصولاً أسرع لها إلى أوروبا، وتوفيراً في النفقات المبذولة في طُرق أخرى. لكن وبرغم ذلك، تُبقِي الصين على مختلف الطُرق التي تصلها بمختلف القارات والدول، لأنها ضرورة ملحة للصين ولكل البلدان الاخرى، ولفتح المجال لتنشيط التجارة الدولية، والاقتصاد العالمي، والتشغيل العام للشعوب بالاتجاهات المختلفة الأنفع.

    طريق الحرير عَبر الشمال (ويسمى أيضاً طريق القطب المتجمد الشمالي) لو بقي دون الكثير غيره من الطريق والأحزمة، لألحق خسائر كبيرة بدول عديدة، منها عربية وبقناة السويس كذلك، وليس سراً أن الصين تقيم مع مصر علاقات ممتازة وذات إفادة هائلة لهذه الدولة العربية التي يتزايد عدد السكان فيها بوتائر متسارعة، لكن الصين التي تتسم سياستها بالحِكمة والهدوء والتعامل مع مختلف البلدان بتساوٍ في الأرباح، ترفض شطب أي طريق حريري جديد، بل يبدو أنها تعتمد كل الطرق التي نصّت عليها مبادرة الزعيم والرفيق “ِشي جين بينغ”، والتي كان أعلن عنها في كازاخستان، عام 2013. أضافة الى ذلك، يصل المقال إلى أن هذا سبب آخر لتوطيد علاقات التعاون بين روسيا والصين.، أضف الى هذا، أن الطريق الشمالي سيعني ان تقوم الصين بتطوير المنطقة الكبرى للقطب الشمالي، ويؤكد الخبراء الروس هذه الفكرة، فيقول نيقولاي كوتلياروف، مدير المركز الروسي الصيني بالأكاديمية المالية التابعة للحكومة الروسية: “عدد من الخبراء يرون أن هذا الموضوع واعد: تنمية مشتركة للقطب الشمالي باستخدام موارد الاستثمار الصينية. فلدى الصينيين خبرة خاصة بهم في مجال بناء كاسحات الجليد والمعدات الخاصة”.

    يقول موقع “أرابيك نيوز” الصيني: وصلت مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين في عام 2013، إلى المزيد من الناس والأراضي بما في ذلك القطب الشمالي. ونشرت الصين كتاباً أبيض حول سياستها إزاء القطب الشمالي في 26 يناير من العام الجاري، متعهدة بالحوكمة التعاونية وشرح رؤيتها بشأن “طريق الحرير القطبي”، وشدّدت الوثيقة التي حملت عنوان “سياسة الصين إزاء القطب الشمالي”، والصادرة عن مكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصيني، على أن الصين لديها مصالح مشتركة مع دول القطب الشمالي ومستقبل مشترك مع بقية العالم حِيال القطب الشمالي.

    ويُورد الموقع، أن المنطقة اليابسة في القطب الشمالي تُشكّل نحو 8 ملايين كيلومتر مربع، وتعود السيادة عليها إلى كندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج وروسيا والسويد والولايات المتحدة، فيما تبلغ مساحة المحيط القطبي أكثر من 12 مليون كيلومتر مربع، حيث تتقاسم الدول المطلّة عليه ودول أخرى حقوقاُ ومصالح بحرية وفقاً للقانون الدولي.

    وفي يوليو 2017، وافقت روسيا والصين على تدشين التعاون بشأن طريق البحر الشمالي، وقام البلدان معا ببناء “طريق الحرير الجليدي”، اسمه في ذلك الوقت. ويُنظر بشكل واسع إلى طريق الحرير القطبي على أنه الفرع الثالث للحزام والطريق، حيث يضيف طريقاً بحرياً آخر، بالإضافة إلى بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي، وأفريقيا، والبحر المتوسط من جهة، وجنوب الباسيفيك والأوقيانوس من جهة أخرى.

    ويؤكد الموقع: “تأمل الصين العمل مع جميع الأطراف لبناء طريق الحرير القطبي من خلال تطوير طرق الشحن بالقطب الشمالي، بحسب الكتاب الأبيض”. و “تتطلع الصين إلى تطوير مشترك لموارد النفط والغاز والمعادن وغيرها من مصادر الطاقة غير الأحفورية والصيد والسياحة في المنطقة مع دول القطب الشمالي، مع احترام تقاليد وثقافة سكان القطب الشمالي، بما في ذلك السكان الأصليون، والحفاظ على البيئة الطبيعية. وستتخذ الصين خطوات ملموسة لتنسيق إستراتيجيات التنمية مع دول القطب الشمالي، وتشجيع الجهود المشتركة لبناء ممر اقتصادي أزرق يربط الصين بأوروبا عبر المحيط القطبي الشمالي، وتعزيز الربط الرقمي بالقطب الشمالي وبناء شبكة بنية تحتية عالمية.

     

    ما هو دور ومكانة العرب هنا؟.. هناك ارتياح عربي عام، وبخاصة مصري وعربي آسيوي، لجهة وضوح الموقف الصيني في هذا المجال، سيّما لتسارع تطور العلاقات المصرية والعربية الصينية في ظل المتغيرات الدولية، وهي رسالة سياسية صينية رسمية موجهة لمصر والعالم العربي، بما يتصل بأهمية هذا العالم العربي للصين، ومركزية ملف العلاقات العربية الصينية، حيث يَحظى العالم العربي بمكانة خاصة عبر القرون في الصين والعالم، وللإبقاء على العلاقات التاريخية والجيدة للصين مع العرب. وهي كذلك رسالة صينية واضحة للزعماء العرب من أجل تقدير هذا الموقف الصيني، ولفتح مزيدٍ من الحوارات الجادة مع مختلف الدول التي تعيش بعض التآرجح في علاقاتها مع الصين، من أجل تسريع العوائد على مختلف الأطراف من خلال الطُرق التجارية والثقافية لمبادرة الحزام والطريق الإيجابية، لصناعة خطوط اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وتجارية واقتصادية ما بين العالم الصيني والعالم العربي، وللانخراط في علاقات أعمق للوصول الى نتائج أفضل بين هذين العالمين، ولتثبيت العلاقات بينهما، برغم عدم ارتقاء الروابط الاستراتيجية بين بعض الأشقاء العرب مع الصين، بسبب أن علاقات البعض منهم إستراتيجيا تبقى مع الولايات المتحدة أولاً ودول اوروبا الغربية ثانياً.

    أسّست الصين رؤيتها – التي تريد أن تغيّر بها وجه آسيا لتنقلها إلى عصور الحداثة – على مشروع دام أكثر من ألفيْ سنة، ألا وهو “طريق الحرير” كما أسلفنا. كان هذا الطريق يمتد من الصين عبر آسيا الوسطى وإلى شواطئ “المتوسط”، ومن هناك كان يمتد بحراً إلى أوروبا التي كانت تستقبل البضائع الآسيوية الثمينة حينها، من البهارات والخزف والحرير الصيني”.

    هناك حالة ارتياح كبيرة وشديدة للعلاقات العربية الصينية، لضرورة تطويرها بشكل “ملموس أكثر”، فجميع العرب يَشعرون لزوم استثمار هذه العلاقات في مستويات أرقى، ضمن مؤشرات تنعكس على الجماهير العربية بمكاسب كبيرة.

    في آسيا على وجه الخصوص، أسّست الصين رؤيتها على أهمية تغيير وجه هذه القارة، لتنقلها إلى عصور الحداثة والعلوم والمشاريع الضخمة، التي تلبي الاحتياجات المتزايدة للنمو السكاني ومتطلبات الشعوب المتكاثرة عدداً، واستناداً الى رؤية طريق الحرير القديم الناجح، والذي كان يمتد من الصين في شرق وغرب – وسط آسيا، عبر بلدان آسيا الوسطى، إلى شواطئ البحر الابيض المتوسط، ومن هناك يمتد بحراً إلى أوروبا التي كانت تستقبل البضائع الصينية والآسيوية المتنوعة والثمينة في الأزمان البائدة، ومنها البهارات والخزف والحرير الصيني، وهذا كان متزامناً مع إتيانه بالأمن الاقتصادي والسياسي في الدول التي كان يمر فيها (الطريق)، وهو ماسوف يتم استنساخه في الطريق الجديد (الحزام والطريق)، ليتم به تغيير وجه العالم الى آخر أفضل، سيّما من خلال البنك الآسيوي الذي بات دوره العالمي يتعاظم، إذ أن الصين كانت أعلنت في عام 2015، ورقة عمل فاعلة تسمّى “خطة تشغيليّة لمبادرة الحزام والطريق”، تضمّنت الخطوط العريضة للمبادرة التي دعت دول آسيا والعالم إلى الانضمام إليها، ومنها الاردن وروسيا، وجعلت المشاركة في البنك الآسيوي لتنمية البُنية التحتية ضرروة لتطوير البلدان الصديقة – والذي تساهم الصين بحصة الأسد فيه -، لتتمكن بالتالي من قيادة دفّة التحوّل العالمي لمصلحة الامم والقوميات على اختلافها.

    *#يلينا_نيدوغينا، رئيسة تحرير الملحق #الروسي، وعضو مؤسس  وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

  • الصّين اليُنبوع الأول للأعمال

    الصّين اليُنبوع الأول للأعمال

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مروان سوداح*:
    مُبادرة “الحزام والطريق” التي تقدم بها فخامة الرئيس شي جين بينغ تحوز على إهتمامٍ غير مَسبوق في العالم وفي الإجتماعات القيادية والتشريعية الحالية التي تعقدها المؤسسات العَليّة في بيجين.
    وفي الأهمية “المِفصلية”  لـ”مُبادرة الحزام والطريق” – التي تعود للعام 2013 عندما أعلن عنها فخامة الرئيس شي جين بينغ -، أنها تشغل حَيّزاً هو الأكبر في أعمال الصين حكومة وشعباً، لكون هذه المُبادرة عالمية القسمات والأبعاد والقواعد، وكذلك هو الأمر لعائداتها الإقتصادية والمالية والسياسية، والأهم أنها تعمل على هدف ترسيخ السلام العالمي بين الأمم والدول على أسـس إقتصادية كما لم يَسبق مِن قَبل فَي التاريخ الإنساني.
    والأهمية الاخرى للمُبادرة، أنها تُعيد إنتاج طريق الحرير الصيني القديم بزخم أضخم وبهمّة أعظم، ذلك أن قُدرات الدولة الصينية تضاعفت مئات المرات عن تلك القُدرات التي تمتعت بها الصين قبل نحو ألفي سنة، حين كانت منشغلة بالحروب الدفاعية للحفاظ على كيانها وترابطه، وتأكيد مكانتها الجيوسياسية التي تميّز العرب باحترامها، فمد جسورهم الكثيرة نحو الصين، الى حد الهجرة إليها واستيطانها والتقرّب من ملوكها، فالمشاركة في بنائها وصونها.
    الصين اليوم دولة جبّارة بحق في كل المناحي والحقول، ومنها الاقتصادية والعسكرية، وقدرات السيادة والتطوير والتحديث وتحفيز المجتمع لإنجاز نقلات وقفزات كبيرة ونوعية في سياق التقدم الإجتماعي والاقتصادي والفكري، فتفعيل الآليات المُوصلة إلى المجتمع الرّغيد والناضج بألوان إشتراكية صينية خاصة بالدولة والخَيار السياسي – التاريخي للشعب الصيني، إنسجاماً مع تطلعات ومسيرة الشعب الصيني، لاسيّما منذ لحظة الاستقلال والانعتاق والتحرّر من هيمنة القوى الغربية ومن الاستعمار الإقتلاعي والإحلالي والاستيطاني الياباني على الأخص.
    وفي نجاحات المُبادرة الشهيرة، أن الصين حققت توظيف نحو (50) مليار دولار كاستثمارات في الدول الواقعة على طول خط “الحزام والطريق”، وتوفير فرص عمل مُتجددة للمواطنين الصينيين ومواطني الدول المشاركة بالمُبادرة، وبلغ عدد تلك الدول (100) دولة، بالإضافة الى عشرات المنظمات والمؤسسات الدولية التي وقّعت وثائق تعاون وتفاهم مع الصين، وصل عددها إلى (50) وثيقة.
    كما نجحت الصين في تعزيز هذه المُبادرة التاريخية من خلال الحفاظ على روح الترابط والتفاهم الإقليمي للشعوب المشاركة بها، وتعزيز مناخات تفاهمها وسلامها، وتؤدي بالصين في هذه الأجواء الى توسيع مشاريعها الضخمة مع الدول المشاركة في (الحزام والطريق) كالملاحة والطاقة والسكك الحديدية، الطُرق ووسائل الاتصالات وغيرها.
    وفي الإحصاءات والمعلومات والحقائق المتوافرة للنجاحات المُتحقّقة لمُبادرة الحزام والطريق، التالي:
    1/ الشركات الصينية قدّمت مساهمات ومساعدات ملموسة في بناء (56) منطقة تعاون إقتصادي وتجاري في (20) دولة على طول المُبادرة الصينية، وحقّق ذلك عائدات ضريبية بلغت أكثر مليار دولار إمريكي؛
    2/ تحقيق أكثر من (160) ألف فرصة عمل أولية؛
    3/ تعزيز التبادلات الثقافية والإعلامية والانسانية والسياحية الصينية مع الدول الاخرى، ليعود ذلك بالنفع على البلدان “المُشاطئة” لسبيل المُبادرة؛
    4/ أفضى نجاح المُبادرة الى الشروع بتأسيس (شبكة تجارة وبُنية أساسية) تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، تشترط تجذّرها على طرق التجارة القديم، بُغية الحِفاظ على زخم الاندفاعة التاريخية للمُبادرة الجديد لتشمل بفوائدها العالم أجمع.
    5/ تحوّلت المُبادرة الى يَنبوع عالمي هو الأول من نوعه للبشرية جَمعاء للأعمال والاستثمارات الأضخم.
    * كاتب أردني ورئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء  الصين.

  • الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم

    الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم

    anwar-okasha-belandroad-dynamics

     

    تقرير: أنور عكاشة*

    الذي ينظر بعين فاحصة لتداعي فكرة الحزام والطريق وتطبيقها على أرض الواقع يجد أن هناك تناسقاً عميقاً بين الشعب والدولة، إذ أن “التناسق يوٌلد المعاناة والمعاناة تٌولد الإبداع”، أو كما قال المثل الكلاسيكى الذى أصبح واقعاً معاشاً عند بعض الشعوب، لا سيما الشعوب التى تعمل في صمت حقيقي بشكل جاد.
    ها قد جاوزت فكرة الحزام والطريق التحديات الجسام التي تعترض طريق التنمية المستدامة والبنى التحتية، حيث أصبحت العلاقات الدبلوماسية للجمهورية الصين الشعبية مع القارة الأفريقية والآسيوية وكذا الأوربية أكثر متانةً وعمقاً، كيف لا وأنّ الحزام والطريق من خلاله فُتحت كثير من المعابر الاستراتيجية لتنشيط حركة التجارة وتقوية الصداقة الشعبية، لا سيما الدول التي تطل على طريق الحزام، إضافةً الى سهولة التواصل وتبادل المنافع والسلع التجارية والاقتصادية، وهذا جعل الصين أكثر انفتاحاً ديناميكياً نحو العالم من خلال المدن والمناطق الجغرافية التى تتمتع بها .
    وفى سبيل تعميق فكرة الحزام والطريق استطاعت الصين توظيف المزايا النسبية لشتى مناطقها بشكل مستفيض، وذلك بتنفيذ إستراتيجية إنفتاح أكثر نشاطاً ومبادرة ، وتعزز التفاعل والتعاون بين مناطقها الشرقية والوسطى والغربية، وترفع مستوى الاقتصاد المنفتح على نحو شامل.
    تعتبر شينجيانغ بجغرافيتها الفريدة ودورها كنافذة هامة للانفتاح على الدول الواقعة غرب الصين إحدى وسائل التبادل والتعاون مع دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا وغيرها، لتشكيل مركز هام للمواصلات والتجارة وشحن السلع والثقافة والعلوم والتربية في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهذا جعل شينجيانغ منطقة محورية للحزام.
    بجانب توظيف المزايا الاقتصادية والثقافية الشاملة لشنشي وقانسو، والمزايا الإنسانية والقومية لنينغشيا وتشينغهاي، والعمل على جعل منطقة شيان منطقة داخلية رائدة جديدة للإصلاح والانفتاح، والإسراع بالتنمية والانفتاح للانتشو وشينينغ ، ودفع إنشاء المنطقة الداخلية التجريبية للاقتصاد المنفتح في نينغشيا، لتشكيل ممرات مؤدية إلى دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا، ومركز للتجارة وشحن السلع، وقاعدة للصناعات الرئيسية والتبادل الانساني، وتوظيف المزايا الجغرافية لمنغوليا، وإكمال وتحسين ممرات وشبكة سكك الحديد الإقليمية التي تربط هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ وبين الشرق الاقصى الروسي، ودفع بناء ممر بكين ـ موسكو للشحن فائق السرعة بين أوروبا وآسيا، والعمل على بناء نافذة مهمة للانفتاح على الدول الواقعة شمال الصين.
    ولا شك أن المناطق الداخلية تتمتع بالعديد من المزايا المتمثلة في المساحة الشاسعة والموارد البشرية الوافرة والأساس الصناعي الجيد. وبالاعتماد على مجموعة المدن على المجرى المتوسط لنهر اليانغتسى ومجموعة المدن المحيطة بتشنغدو وتشونغتشينغ ومجموعة المدن في السهول الوسطى ومجموعة مدن هووهيهوت وباتوا واردوس ويويلين ومجموعة المدن المحيطة بهارين وتشانغتشون وغيرها من الأقاليم الرئيسية، تدفع الصين التفاعل والتعاون بين الأقاليم والتنمية الصناعية المجمعة وتجعل من تشونغتشينغ دعامة هامة للتنمية والانفتاح في غربي الصين، ومن تشنغدو وتشنغتشو وووهان وتشانغشا ونانتشانغ وخفى مدناً داخلية رائدة للاقتصاد المنفتح .
    لذلك شرعت الصين للعمل جاهدة بدفع التعاون بين المناطق على المجريين الأعلى والمتوسط لنهر اليانغتسى ومنطقة الفولغا الفيدرالية بروسيا الاتحادية، وشرعت في إنشاء آلية التنسيق للنقل بسكك الحديد والتخليص الجمركي في المعابر الحدودية في ممر الصين ـ أوروبا، وماركة قطارات خط الصين ـ أوروبا، وممر نقل يربط بين داخل البلاد وخارجها وبين المناطق الشرقية والوسطى الغربية داخل البلاد، وهي تدعم إنشاء المطارات والمرافئ البرية الدولية في تشنغتشو وشيآن وغيرهما من المدن الداخلية، وتعزز التعاون في التخليص الجمركي بين المعابر الحدودية الداخلية والموانيء الساحلية الحدودية وتمارس الأعمال التجريبية للخدمات الالكترونية للتجارة العابرة للحدود، وتحسن الصين التوزيع الاقليمي للمراقبة الجمركية الخاصة، وتبدع في نمط تجارة المعالجة، وتعمق التعاون الصناعي مع الدول على طول الحزام والطريق.

    انور عكاشة
    محرر القسم السياسى
    وكالة السودان للانباء (سونا)
    Anwarakasha555@gmail.com

  • مبادرة الحزام والطريق والمستقبل المشهود

    مبادرة الحزام والطريق والمستقبل المشهود

    anwar-okasha-belandroad

    تقرير // أنور عكاشة*:
    فى الاسبوع المنصرم أطلقت صحيفة الشعب اليومية الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعى الصينى بادرة طيبة، جمعت من خلالها جمع غفير من المؤسسات الإعلامية من الصحف ووكالات الأنباء على المستوى الإقليمي والأفريقي والدولى فى بوتقة إعلامية مشرقة شكٌلت من خلالها لوحة إتسمت بالموضوعية والشفافية، وتدفقت من خلالها معاني التسامي والنضوج الفكري، تأكيداً على أهمية الرسالة الإعلامية للجمهور المستقبل، وإنفاذاً على نجاح مبادرة الحزام والطريق، تلك البادرة التي أطلقها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينغ بينغ، إيماناً منه بتلبية هذه المبادرة لرغبات الشعوب ودفعاً للعلاقات الدبلوماسية بين البلدان المختلفة لا سيما دول القارة الافريقية .
    لقد كانت مبادرة مبادرة الحزام والطريق بمثابة الفكرة التى نبعت من خلال العصف الذهنى واستدعمت عملياً بمبدأ المصاهرة على المستوى الرسمي والشعبي، حكومةً وشعباً، الكل شمّر عن سواعده لإنجاح هذا الصرح، تحقيقاً للرفاهية والتنمية المستدامة للشعوب .
    صحيفة الشعب كانت أحد قوارب النجاة فى إنجاح فكرة الحزام والطريق التي أبهرت جميع وسائل الإعلام في تبنى وتدعيم المبادرة ،وتأكيداً على الدور التكاملي في ترويج الرسالة الإعلامية التي تحقق الهدف المنشود، وهنا تكمن أهمية الرسالة الإعلامية بالنسبة للصحيفة، في محاولة دعم ومساندة الصداقة الشعبية وتحقيق الدبلوماسية عبر الرسائل الإعلامية الهادفة لوسائل الاعلام المؤثرة، والتي دائماً ما تكون جديرة في التأثير على جمهورها وإقناعه بأهمية الفكرة التي تأتي بالجوانب المفيدة.
    وكالة السودان للانباء (سونا) كانت حاضرةً فى المنتدى الإعلامي لوسائل الإعلام، وأعلنت عن ترحيبها بفكرة المنتدى في أن تكون جزءاً من المنظومة المشاركة، والتي انتظمت فعالياتها إبتداءً ببكين ثم مقاطعة قانسو مدينة (لانتشو) ثم مدينة دونغ هوانغ ، حيث جسدت رسالة الرئيس الصينى شي جينغ بينغ التي أطلقها أثناء فعاليات المؤتمر، حيث اتسمت برونق الرجل الصادق المحب لوطنه، وفيها رسالة للكد والاجتهاد مع الإصرار والعزم، وتخللتها حكم وأمثال تحمل معاني عميقة التأثير، وهكذا تكون صفات القائد ونِعم القيادة، كما أكدت الرسالة على بناء جسور للتواصل الفعال والمشترك.
    كانت ـ ولا زالت ـ مبادرة الحزام والطريق تشكل تحدياً عميقاً لكل المجتمعات في أن تشرع في بناء وتطوير مثل هذه الأفكار التي تؤكد على ضمان وسلامة المستقبل المشهود. ولطالما كل الشعب يعمل من أجل فكرة ويدعمها معنوياً وجسدياً ونفسياً ومالياً، فبالتأكيد سوف تجد النجاح.
    وتشكل مبادرة الحزام والطريق صرحاً عملاقاً تعبر من خلاله قطارات التواصل لكسب الثقة بين مختلف الشعوب. ولأن المستفيد الأول ليس الصين فحسب وإنما الشعوب الأخرى، لا سيما التي تطل على طريق الحزام والطريق فيما يتعلق بالتجارة الاقتصادية وسوق السلع والمنتجات وتبادل الموارد البشرية،
    استنفرت المؤسسات الاعلامية والاقتصادية والاجتماعية في دعم مبادرة الحزام والطريق، حيث ادهشت الصين العالم بعزيمة المواطن الصيني الذي دائماً ما يبحث في محاولة الخروج من جلباب التقليد والكسل والخمول إلى سرعة التطبيق وحب العمل وإسعاد الآخرين، وهذه إنسانية نادرة قلّ ما تجدها في شعوب العالم .
    صحيفة الشعب كانت بمثابة الناطق الرسمي لمبادرة الحزام والطريق، ويكفىيها فخراً أنها استطاعت وللمرة الثالثة أن تدعو مجموعة من الصحف والوكالات العالمية التي تعتبر قائدة للرأي في بلدانها.
    وعلى هامش مهرجان المنتدى الإعلامي لوسائل الإعلام وقعت صحيفة الشعب إتفاقية تعاون مشترك مع وكالة السودان للانباء لتبادل المواد الإعلامية ذات الأهمية بين الجانبين. وتناولت الاتفاقية عدداً من الأهداف ذات الاهتمام المشترك للمضي قدماً بتطوير العمل الإعلامي، في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، تتمثل في تقاسم حقوق النقل والنشر والتمكين من إجراء مقابلات صحفية مشتركة حول الأحداث الإخبارية الهامة، كما تتيح الاتفاقية وفقاً للحاجة التنموية الخاصة بكل طرف تبادل الابتعاث للتدريب وتنظيم حلقات نقاش ومنتديات ومعارض وغيرها من الأنشطة ذات الصلة.
    كما أنشأت أيضاً ما يعرف بالرابطة الدولية لوسائل الإعلام الدولية، جمعت مجموعة من وسائل الإعلام الدولية والإقليمية تضم خمس عشرة مؤسسة إعلامية على رأسها صحيفة الشعب، وكالة السودان للأنباء، مجموعة تايمز الإعلامية بجنوب أفريقيا، وكالة الأنباء الكازخستانية، وكالة الأنباء البرتغالية (لوسا)، موقع إذاعة هولندا العالمية، وصحيفة الأخبار المصرية، وبوابة ميرفيلهو البرازيلية، موقع الصحافة الليبرالية الروسية، موقع فوكنتاكي الشبكة الروسية للتواصل الاجتماعي، صحيفة الأمة الكورية، منها إحدى عشرة دولة مشاركة في منتدى التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق من أجل تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام الجديدة وإنشاء آليات لتبادل المعلومات للدفع بمبادرة الحزام والطريق.
    وبهذا تشهد المبادرة مستقبلاً مشهوداً مكللاً بالنجاح ، ومن خلاله نجحت صحيفة الشعب في محاولة إيصال الرسالة الإعلامية وشرح مضمونها وفحواها لوسائل الإعلام العالمية.

    أنور عكاشة
    وكالة السودان للأنباء (سونا)
    Anwarakasha555@gmail.com