الوسم: باكستان

  • (الصين في عيون الأجانب) الباكستاني شابير محسن هاشمي: ترسخت حياتي في الصين وتعمق فهمي لمبادرة “الحزام والطريق”

    (الصين في عيون الأجانب) الباكستاني شابير محسن هاشمي: ترسخت حياتي في الصين وتعمق فهمي لمبادرة “الحزام والطريق”

    مع مرور أكثر من ثماني سنوات على طرح الصين مبادرة “الحزام والطريق”، وقعت 149 دولة و 32 منظمة دولية على وثائق تعاون ذات صلة مع الصين، ما حول المبادرة من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وخلق فرصا لصالح العالم.

    وباعتبارها دولة مهمة على طول “الحزام والطريق”، استفادت باكستان من المبادرة كثيرا، فيما ظل شابير محسن هاشمي، وهو باكستاني يعيش في الصين منذ 16 عاما ويشغل حاليا منصب مدير مركز دراسة “الحزام والطريق” التابع لمعهد يانتشنغ للتكنولوجيا، يعمل بنشاط على دفع الروابط التعاونية للأوساط الأكاديمية والصناعية في الصين مع نظيراتها في الدول الواقعة على طول “الحزام الطريق”، من أجل تعزيز التواصل والتعلم المتبادل فيما بينها.

    وخاض هاشمي، البالغ من العمر 47 عاما، تجارب علمية وعملية عديدة في الصين منذ بدء ارتباطه بالبلاد في عام 2006، حيث أتيحت له الفرصة للدراسة خارج باكستان، وكانت الصين أول خيار له بسبب إعجابه بها وفضوله إزاءها، فتقدم بطلب للحصول على منحة دراسية من الحكومة الصينية لنيل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة شانغهاي للمالية والاقتصاد.

    وإلى جانب إعجاب هاشمي بالحافلات النظيفة والمباني الحديثة والإمدادات الكافية والمستقرة للطاقة الكهربائية ببلدية شانغهاي أثناء دراسته في المدينة، كان من السهل بالنسبة لهاشمي الحصول على أطعمة تناسب ذوقه، على الرغم من وجود بعض الاختلافات في الثقافة الغذائية بين الصين وباكستان، حيث قال “كنت أشعر بعدم ارتياح إلى حد ما في البداية، بيد أنه لم يستغرق الأمر مني سوى وقت قصير للتعود على تناول مأكولات شانغهاي”.

    وبعد نيله درجة الدكتوراه من خلال أطروحة حول التعاون التجاري بين الصين وباكستان، بدأ هاشمي يعمل مدرسا في جامعة جينان بمقاطعة قوانغدونغ في عام 2013. وفي العام نفسه، طرحت الصين مبادرة “الحزام والطريق”، فيما أصبحت المبادرة تدريجيا اتجاها مهما للبحث الأكاديمي بالنسبة لهاشمي.

    ومع الاستمرار في دفع مبادرة “الحزام والطريق” بشكل متعمق، عقد خبراء وعلماء صينيون وأجانب سلسلة من المؤتمرات والمنتديات الأكاديمية ذات الصلة، ما أتاح له فرصا لإجراء تبادلات أكاديمية مع جامعات صينية، بينها جامعة بكين وجامعة تسينغهوا، وبالتالي تعمق فهمه للمبادرة يوما بعد يوم.

    ومن وجهة نظر هاشمي، فإن مبادرة “الحزام والطريق” هي مبادرة ضخمة في تاريخ البشرية لا تعود بالنفع على الصين وحدها، بل على جميع دول العالم، خاصة الدول النامية، مشيرا إلى أن المبادرة ساعدت الدول النامية على تعزيز تشييد البنية التحتية، وتوفير العديد من فرص العمل، وخروج كثير من السكان في المناطق الأقل نموا من الفقر.

    ويعد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، الذي يتوافق إلى حد كبير مع خطة التنمية الوطنية الباكستانية، مشروعا مهما لتعزيز التنمية الاقتصادية في باكستان. ووفقا لنتائج دراسات أجراها هاشمي، فإن المشاريع التي استثمرت بها الصين تساعد باكستان على تحسين البنية التحتية في مجالات تضم الطاقة والنقل والاتصالات، ما يتيح فرصا هائلة للتنمية لا توفر عشرات الآلاف من فرص العمل في باكستان فحسب، بل تسهم أيضا في تنمية الاقتصاد المحلي على المدى الطويل وتعزز التواصل بين قلوب الشعبين الباكستاني والصيني.

    وردا على التشويه الخبيث لمبادرة “الحزام والطريق” من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، يعتقد هاشمي أن بعض الآراء متحيزة بطبيعتها، مضيفا أن بعض وسائل الإعلام الغربية لم يجر بحثا معمقا حول مبادرة “الحزام والطريق”، وأن هذه المنافذ الإعلامية تبحث عن معلومات مغلوطة على الإنترنت فقط ثم تكتب مقالات وتعليقات يتناقض الكثير من محتوياتها مع الحقائق.

    وبعد نحو 6 سنوات من عمله مدرسا في جامعة جينان، التحق هاشمي بقسم الاقتصاد والإدارة في معهد يانتشنغ للتكنولوجيا بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين من خلال البرنامج المحلي لجذب المواهب في عام 2018، ليعمل هناك حتى الآن، حيث يشغل منصب مدير مركز دراسة “الحزام والطريق”، مع التركيز على التعاون بين الصين وباكستان في مجالات الاقتصاد والتجارة والأمن، فضلا عن تدريسه عدة دورات ثنائية اللغة بالمعهد.

    ونظرا لأدائه المتميز في عمله، حصل هاشمي على وسام “الأول من مايو” الشرفي لمقاطعة جيانغسو هذا العام 2022، فيما قال “يشرفني أن أعمل في الصين كمدرس”.

    ومن أجل تعميق معرفته بالصين، أولى هاشمي أيضا اهتماما كبيرا للسفر إلى مدن صينية أخرى أثناء دراسته وعمله، ليتعرف على مختلف المجموعات واللهجات والأطعمة فيها، وهو ما أكسبه معلومات كثيرة حول أراضي الصين الشاسعة وثقافتها المتنوعة ومأكولاتها الفريدة.

    كما أعجب هاشمي بالتغييرات التي حدثت في الصين على مدى أكثر من 10 سنوات مضت، لافتا إلى أن البلاد تتمتع ببيئة اجتماعية آمنة ومستقرة، وتطورت بصورة مذهلة في مختلف قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات.

    وقد وجد هاشمي نصفه الآخر في الصين، حيث تزوج وكون أسرة سعيدة، الأمر الذي جعل هاشمي يأمل في مواصلة ترسيخ جذوره بالصين في المستقبل، قائلا “إن الصين هي وطني الثاني، وأنا أحب الصين والشعب الصيني والثقافة الصينية … عاشت الصداقة الباكستانية الصينية”.

  • بسبب المبادرة: أسماك طازجة من بحر العرب تصل مباشرة إلى أبعد المناطق عن السواحل في العالم

    بسبب المبادرة: أسماك طازجة من بحر العرب تصل مباشرة إلى أبعد المناطق عن السواحل في العالم

    وصلت دفعة أولى من المنتجات المائية مؤخرا من بحر العرب بشكل مباشر إلى مدينة كرماي الغنية بموارد البترول في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم التي تعد من أبعد المناطق في العالم عن السواحل، وذلك بفضل النجاح في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق ” الصينية.

    وقبل وصول المنتجات البحرية إلى المدينة الواقعة في وسط صحراء “غوبي” الجافة بساعتين ، وصلت سيدة لقبها “مايلا ” من أهالي المدينة لتنتظر مع بنتها،11 عاما، في سوق محلي خاص لترويج المنتجات المائية ، حيث قالت “أننا نعيش بعيدا للغاية عن البحر ” .

    ومن ميناء غوادر الباكستانية المطلة على بحر العرب ، سافرت الدفعة الأولى من المنتجات البحرية المغطاة بالثلوج الكثيفة 34 ساعة حتى وصلت إلى “مدينة البترول” الشهيرة الواقعة في قلب اوراسيا .

    ومن الجدير بالذكر أن هذه المنتجات المائية تعد أيضا الأولى من نوعها التي يتم تصديرها مباشرة من ميناء غوادر إلى خارج البلاد .

    ومن ناحية أخرى ، تعد هذه المرة الأولى بالنسبة للمواطنين المحليين في مدينة كارماي وتلمسون التي يحصلون فيها على أسماك طازجة بشكل مباشر من بحر العرب البعيد.

    وتضم هذه الدفعة 16 نوعا بارزا من الأسماك في بحر العرب مثل الكركند والهامور والزبيدي في البحر إضافة إلى الجمبري وغيرها من المنتجات البحرية عالية الجودة.

    ومن هذه الناحية ، تتمتع السيدة “تنغ لان تشي” مقارنة مع المواطنين المحليين الآخرين ، بخبرة كبيرة ، نظرا لأنها ولدت في مدينة “ريتشاو” الساحلية في مقاطعة “شاندونغ” شرقي الصين، وعبرت عن رضاها قائلة “أن ألوان عيون الأسماك من بحر العرب رائعة ، فيرمز ذلك إلى أنها طازجة مع جودة عالية”.

    وذكرت “تنغ” أن المنتجات المائية التي تباع في السوق المحلية نُقلت من السواحل شرقي أو جنوب شرقي البلاد ، وأسعارها غالية للغاية بسبب المسافة البعيدة للمواصلات .

    واستطردت السيدة “تنغ” التي كانت تختار أسماك الهامور والربيان والجمبري، قائلة إن سعر كل كيلوغرام من الجمبري الطازج لهذه الدفعة من المنتجات البحرية الباكستانية لم يبلغ سوى 85 يوانا ( نحو 12.5 دولار أمريكي ) ، “غير أن سعر الجمبري المجمد ( المنقول من السواحل الصينية ) المباع في السوبر ماركت المحلية ظل حوالي 120 يوان لكل كيلوغرام .”

    كما كان في السوق أحد الطلبة الوافدين الباكستانيين في المدينة ، ولقبه “زوي” يتجول بفرح ومرح ويشتري ويتناول كثيرا من الأسماك المستوردة من مسقطة رأسه .

    وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن ميناء غوادر تتمتع بموارد الأسماك الغنية ، لكن مستوى إنتاجها مازال منخفضا .

    ومن ناحيته ، قال “تشن باو ليانغ” رئيس مجلس الإدارة لشركة “يوفي” التي قامت بعملية نقل هذه الدفعة من المنتجات البحرية التي تم بيع مجملها في يوم واحد فقط عند وصولها إلى المدينة ، قال إنه من المتوقع أن يتم نقل كل من الدفعتين الثانية والثالثة القادمتين من المنتجات البحرية من ميناء غوادر في باكستان إلى كارماي خلال 16 ساعة فقط في المستقبل القريب، إذا تمكن تفادي المناخ السيئ على الطريق.

    وأرجع “تشن” سبب ارتفاع سرعة النقل إلى تطورات مستمر لتنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين منذ عام 2013 بشكل عام ، وبفضل بناء “الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني” على شكل خاص.

    وذكر عمدة مدينة كارماي “تشانغ هونغ يان” أن مدينة كارماي قد أنشأت علاقة توأمة المدن مع مدينة ميناء غوادر، مما أدى إلى نجاح إنشاء “ممر جوي” بين المدينتين .

    بفضل ذلك ، وفي مايو الحالي ، أسست شركة “يوفي” الصينية شركة فرعية لها في ميناء غوادر الباكستانية . ومن ثمة تخطط الشركة لضخ 510 مليون يوان في الشركة الفرعية لكي بناء مصانع لمعالجة المنتجات البحرية المحلية والمرافق الأخرى .

    علاوة على ذلك ، من المتوقع أن تصبح مدينة كارماي محورا للمنتجات البحرية يربط بين باكستان ومنطقتي شينجيانغ و نينغشيا ومقاطعات ثلاث أخرى (تشنغهاي و قانسو و شنشي) في شمال غربي الصين.