قال محلل روسي إنه في الوقت الذي يتصاعد فيه الاتجاه المضاد للعولمة في بعض الدول الغربية، تتمسك الصين بشدة بفكرة الانفتاح والتكامل عبر دفع مبادرة الحزام والطريق.
وقال سيرجي لوزيانين مدير معهد دراسات الشرق الأقصى في الأكاديمية الروسية للعلوم في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) ” إن مبادرة الحزام والطريق موجهه صوب الحمائية ضيقة الأفق، والإنعزالية ومحاولات بذر الوقيعة بين الأمم”.
وقد اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013 على أمل خلق شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طول طرق التجارة القديمة.
وقال لوزيانين الذي اختار المبادرة الصينية كحقل للدراسة ” ان المشروع العملاق يهدف بالأساس الى التكامل والتجمع والتنمية الاقتصادية”.
ووفقا له فإن الطرق البحرية والبرية تمر عبر مناطق تشهد مستويات تنموية مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة، ويمكن للمشاركين في المبادرة أن يختاروا بمرونة تجديد البنية التحتية والشراكة المالية أو أشكال أخرى من التعاون بناء على الأوضاع المحلية المتباينة.
وأظهرت البيانات الرسمية أن الصين استثمرت اكثر من 50 مليار دولار في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق منذ عام 2013.
وحظيت تلك المبادرة بدعم اكثر من 100 دولة وبعض المنظمات الدولية مع توقيع قرابة 50 اتفاقا تعاونيا بين الحكومات وبعضها.
وقال لوزيانين ان المبادرة ستفضي إلى تحسن اقتصادي عام، بشكل خاص في وسط أسيا والمناطق المجاورة على المدى الطويل.
وأضاف ” إذا كان لدينا فقط اختيار أوروبا الغربية – أمريكا للتكامل والتنمية الاقتصادية فى التسعينات، فاليوم هناك اضافة مهمة تأتي من خلال النموذج الصيني”.
ومن المنتظر ان يشارك اكثر من 20 من زعماء الدول والحكومات واكثر من 50 مديرا لمنظمات دولية ، واكثر من 100 مسئول وزاري علاوة على اكثر من 1200 وفد من مختلف الدول والمناطق في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين مايو المقبل.
ويعتقد لوزيانين ان افاق تلك المبادرة ايجابية، ويعود ذلك اولا الى ان المشروع يحظي بدعم مصادر مالية وافرة بما في ذلك البنك الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير.
والسبب الثاني هو أن الصين لديها خبرة متراكمة وثرية في التنمية الاقتصادية والاصلاح خلال السنوات الثلاثين الماضية.
والعمود الثالث لتلك المبادرة هو الشراكة الاستراتيجية الروسية الصينية مع التركيز المشترك على أوراسيا الكبرى.وقد اتفق زعيما البلدين على ربط مبادرة الحزام والطريق مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسى الذي تقوده روسيا.