موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
عبد القادر حسن عبد القادر*:
انعقاد قمة الحزام والطريق تمهد السبيل الى مجتمع اقتصادي عالمي متناغم، وهي أحد العوامل الأهم في العصور العشريات المقبلة، لتعزيز شخصية الشعوب، بخاصة تلك التي تبني نفسها وتنمو وتندرج ضمن العالم المُتلقي للانتاج العالمي الصناعي والزراعي والخدمات.
ومن المهم بمكان التأكيد على أن المبادرة مشروع شامل شمول الجغرافيا الكونية، وقد ارتبط بإسم فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، السيد شي جين بينغ، بغرض بناء مجتمع المصالح المشتركة بالاتجاهين، ليُحقق المنفعة المتبادلة لمختلف الدول المعنية بهذا المشروع الريادي. وهذا الشمول يشمل جميع القادة والمسؤولين بغض النظر عن توجهاتهم، لأن أهداف المبادرة تحاكي رغباتهم، وتتواصل مع احتياجات دولهم، لذا نراهم تقاطروا نحو الصين.. الآن وقبل فوات الآوان.
فمن حيث المضمون والمحتوى، تهدف مبادرة الحزام والطريق، إلى ربط حكومات ومؤسسات وقارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بشبكة تجارة وبُنية تحتية ضخمة تعود بالنفع على كافة الدول الواقعة على طول مساراتها، لذلك يمكن لنا أن نفهم هذا الحشد الدولي الكبير الذي يجتمع اليوم في بكين، برغبته وبدون أي ضغطوط، كما كان ويكون حال عدد من المؤتمرات الدولية، التي تجر الدول اليها عنوة، أو “تخجيلاً”!
ومن أهداف هذه القمة، إحياء مبادئ السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب الجماعي للبشر ليوافق عليها القادة الحضور في القمة – المؤتمر، مُستعيدة بالتالي روح طريق الحرير في العصور القديمة، ومتقمصة لأهدافها التي أيّدتها الامم، فكانت روح الطريق الحريري الماضي ساكنة في مبادرة الحزام والطريق ورؤساء مختلف الدول، إذ كان بُدئ تطبيقها في وقتنا الحاضر، في آسيا وأوروبا، وبأتجاهات الدول الجارة للصين والصديقة لها.
ومن المعروف، أن الصين لم تترك طريقاً يُمكن أن “تطرقه” أو تسلكه للتعريف بالمبادرة ومؤتمرها إلا وسلكته وفعّلت أنشطتها فيه، فمن تعميق العلاقات السياسية مع مختلف الدول، تمهيداً لإعمال الحزام والطريق فيها واجتذاب قادتها وزعمائها، الى تعزيز العلاقات الثقافية والسياحية والانسانية عموماً. فالمبادرة في أساسها هي استعادة للماضي الايجابي للتبادلات الصينية العالمية من خلال عقلانية العقل البشري، واستحضاراً لِما عاشته الأجيال السابقة من تواصل وتقارب بالرغم من بُعد المسافات ووعورة الطرق وأهوال الصحارى والبحار، إلا أن تصميم الصين انتصر على مختلف العقبات الجغرافية والجيوسياسية، وها هم زعماء العالم يجتمعون في عاصمة العالم – بكين.
ولذلك كذلك، تتأهب دول وأمم العالم وتتواصل فيما بينها في الصين حالياً، وبزعامة الرئيس “شي” لتقديم الاقتراحات والافكار المبدعة لتوسيع طريق الحرير المعاصر الذي من شأنه تأكيد سلام العالم، الذي كان في وقت سابق قاب قوسين أو أدنى من الانتصار والسيادة، لولا اندلاع الحروب والنزاعات في أسيا وتدمير دول وشعوب بأكملها.
عشرات الوفود ومئات القادة والخبراء والمتخصصين، يتبادلون في الصين الآن الافكار تلو الافكار، وسيتبادلونها قريباً في السفن والقطارات والطائرات المشتركة للحزام والطريق، لتتمازج وتتعارف الشعوب الى جانب تبادلها السلع ونقل الخيرات من أجزاء من هذا العالم الى أجزاء أخرى.
فبالتوفيق والتميّز لقمة الحزام والطريق، التي سوف تقدم للشعوب صرحاً جديداً من العمل العام، يؤرخ الى مأثرة جديدة لجمهورية الصين الشعبية وقيادتها، بزعامة الرئيس الصديق شي جين بينغ
….
*عبدالقادر حسن عبدالقادر: كاتب وعضو ناشط في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في مصر.
وسوم: الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصينالحزام والطريقالصينالعالم العربيخاصطريق الحريرعبد القادر حسن عبد القادرمبادرة الحزام والطريقمقالات