موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:
عقد في منتصف الشهر الحالي، أيار مايو، في العاصمة الصينية بكين، مؤتمر دولي مَهيب، لبحث القضايا التي تتصل بـِ(مبادرة الحزام والطريق)، التي سبق وطرحها فخامة الرئيس (شي جين بينغ) في العاصمة الكازاخستانية (آستنا)، في عام 2013م.
وقد تم لأجل إنجاح المؤتمر الصيني الدولي، دعوة مئات المدعويين من مختلف البلدان والقارات، ورؤساء الدول والحكومات، الشخصيات العالمية والاقليمية والمحلية، ناهيك عن الصحفيين ورجال القّلم والفكر. وفي الدعوات، نلمس أن المؤتمر هو أحد أهم، إن لم يكن الأهم على الاطلاق، على صعيد عالمي آنيٍّ، لكونه المؤتمر الدولي الوحيد في حَينه الذي يُعقد، ولأنه يَبحث في قضايا مُبادرة ضخمة في إيجابياتها ومردوها في كل الاتجاهات، تنعكس على جميع الشعوب بالتشغيلات والأعمال والمشاريع وتغذية ميزانيات الدول بمليارات من العملات المختلفة، وتضفي بالتالي استقراراً سياسياً وأمنياً على تلك الدول التي ستمر الاستثمارات والتجارة والتبادل الثقافي من خلال طرقها ومَسالكها البرية والبحرية، لتصل من الصين الى شواطئ المحيط الاطلسي والبحر الابيض المتوسط، وشمالاً الى البحر الاسود وبحيرات آسيا وشواطئها الواسعة وامتداداتها غير المنتهية.
لكن، ماذا يهمنا في الاردن من انعقاد هذا المؤتمر وهذه المبادرة وإفرازاتهما؟
في الحقيقة والواقع المأمول، أن وطننا الاردن كان منذ طريق الحرير القديم البري والبحري عامراً بالعلاقات مع الصين والصينيين، وقلّما يَعرف الجيل الجديد الاردني والصيني الحاليين عن هذه الوقائع، التي دوّنت في المراجع القديمة، ولم يَمسـسها سوى البحّاثة والباحثون عن الحقائق والمُتعة التاريخية.
في ملاحظاتي على الحِراكات الصينية، أنها ترتبط في الحقيقةً ببعضها البعض. ففي سبتمبر أيلول المقبل سيُفتتح في العاصمة الاردنية عمان (مول التنين الصيني)، وهو واحد من عدة (مولات) صينية مشابهة تعمل في البلدان العربية، بخاصة في دول الخليج، وسوف يُعظّم افتتاح (المول) وعمله، التبادلات الاقتصادية والتجارية وسيلان الاموال بالاتجاهين الصيني والاردني. فهذا (المول) ليس مكاناً للشراء فحسب، كما في أي متجر تجاري عادي وإن كان كبيراً، بل هو في حقيقة أمره مدينة صينية متكاملة، تحتوي على مختلف أشكال المُتع والتبادلات الثقافية والانسانية الاستجمامية، والثقافية، وفي شكله وتصميمه نشعر بأننا نحيا في الصين وبين أبناء شعبها، لنلمس يومياً طبائعه ومسلكياته، لذا سوف نرتبط سريعاً بالصينيين ونعرفهم حق المعرفة عن (قـُرب قريب!) من خلال يومياتهم، بل وساعة بعد ساعة.
(مول التنين الصيني)، سوف يربط الاردن بالصين بقطارات سريعة، وليس بقوافل الجِمال والنوق على الشاكلة القديمة، لتصلنا بالصين ولنصل إليها (بأسرع سرعة)/ فتسهيل علاقاتنا وتبادلاتنا معها. وأنا على ثقة تامة بأن هذا المشروع الصيني الرائد، سينجح، إذ أن هدفه سامٍ، وسيؤدي الى تعزيز المبادلات الثنائية وتشييد المزيد من المشاريع الصينية في الاردن، والتي نأمل في قيادة (الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين)، أن يكون منها: مدرسة صينية/ ومَجمع ثقافي وفني صيني/ وفنادق صينية على شاطئي العقبة وبحر الملح (الميت) تتمتع بتسهيلات كاملة لاحتياجات الاردنيين والسياح الصينيين، وقد أبدينا كـ(إتحاد دولي)، ملاحظات رسمية بهذا الشؤون للقيادة الصينية الشقيقة والحليفة.
وختاماً، نتطلع وكما ترى قيادتنا الاتحادية ونحن جميعاً في اتحادنا الدولي ورئيس الاتحاد الأكاديمي مروان سوداح، تمنياتنا – على خلفية الربط المُبدع ما بين الصين وبريطانيا على مِثال (شينجيانغ – لندن)، بقطار بضائع صيني سريع كان انطلق من تلك المنطقة الصينية، من غرب الصين، متوجهاً الى عاصمة الضباب، حيث قطع خلال ثمانية عشر يوماً مسافة تقدر بنحو سبعة آلاف وخمسمئة ميل – أقول، نتطلع أن تمر قطارات وقوافل المُبادرة الصينية بالمدن والمناطق الاردنية التي شهدت في قديم الزمان مرور متواصل لقوافل طريق الحرير الصيني العريق، ومنها أيلة – العقبة/ البترا/ عمّون – عمّان/ زيزيا (الجيزة) أرابيلا – وإربد/ فالتقت الثقافتان الصينية والاردنية العربية بسهولةٍ ويُسر، مما أكد مَقولة إمكانية توحيد الشعوب والامم والتقاء ثقافاتها بسهولة ويُسر بمبادرة صينية من لدن الرئيس الحكيم شي جين بينغ.
*مسؤول ديوان متابعة الاعلام الصيني والإسلام والمسلمين بالصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.